- 3 نوفمبر 2006
- 226
- 0
- 0
- الجنس
- ذكر
كوميديا سوداء فلسطينية
بقلم: حسام كنفاني
إسماعيل هنية عند المعبر، يترقب
هناك، على رصيف الإسفلت، قرار دخوله إلى
قطاع غزة أو المبيت في العراء. كيف لا وهو
ارتكب ذنباً لا يغتفر، لقد حاول إدخال أموال
إلى قطاع غزة، لقد حاول كسر قرار الشرعية
الدولية الأمريكية .
يا له من مجرم عديم الرحمة، لقد
حاول رسم بسمة صغيرة على وجوه آلاف الموظفين
والأطفال المحرومين من لقمة العيش، حاول
إدخال بعض البهجة إلى الأراضي الفلسطينية
في موسم الأعياد .
إسماعيل هنية هناك في شاحنة صغيرة،
محاطاً بعشرات "المنتفعين" المستعدين
للتضحية بأرواحهم من أجله، وهو ما حصل مع
أحدهم، الذي سقط برصاص "الثوار"، الذين
حاولوا القصاص من هذا "الخائن" المسمى
رئيس وزراء .
مئات الرصاصات أطلقت على موكبه
لكنه نجا "للأسف"، الذي عبّر عنه نائب
وزير الدفاع "الإسرائيلي" إفرايم سنيه.
"للأسف" تمكّن هنية من الوصول سالماً
إلى "قصره" في مخيم الشاطئ في غزة، لكنه
نال ما يكفي من العقاب، فقد أحبط "المناضلون"
محاولة تهريبه ملايين الدولارات إلى قطاع
غزة .
هذه هي الكوميديا
السوداء الفلسطينية، هذا هو واقع الانقسام
الفعلي. وصورة هنية عند معبر رفح تتحدث عن
نفسها، بالمقارنة مع مئات بطاقات الشخصيات
المهمة، التي يحملها قادة "فتح" ومستشارو
الرئاسة الفلسطينية، ويعبرون بها إلى مصر
والأردن و"إسرائيل"، من دون عناء التفكير
في ما إذا كان المعبر مفتوحاً أو مغلقاً،
فهو دائماً مفتوح أمام سياراتهم الفارهة،
ومهماتهم العلنية والسرية .
إذا كان إذلال هنية هو المقصود،
فهيهات أن يذل الشرفاء. وإذا كان منع دخول
الأموال يهدف إلى إبقاء حالة المهانة الفلسطينية
تمهيداً لانتخاباتهم المبكرة، فإن صورة
ذاك الرجل الملتحف بسترته من صقيع ليل صحراء
سيناء، كافية لتكون هي الحملة الانتخابية
لهنية وفريقه، ليس في الأراضي الفلسطينية
فحسب، بل في كل قطر عربي شعر مواطنوه بالمهانة
لرؤية رئيس وزراء يقف على قارعة الطريق ينتظر
إذنا فلسطينياً أمريكياً أوروبياً "إسرائيلياً"
لدخوله إلى بلده .
طوبى لك يا أبا العبد، طوبى لك
شرف الانتظار وصورة الجلوس على الإسفلت،
وللآخرين ذل بطاقات الشخصيات المهمة، وصورة
معانقة الضباط "الإسرائيليين" على المعابر
بقلم: حسام كنفاني
إسماعيل هنية عند المعبر، يترقب
هناك، على رصيف الإسفلت، قرار دخوله إلى
قطاع غزة أو المبيت في العراء. كيف لا وهو
ارتكب ذنباً لا يغتفر، لقد حاول إدخال أموال
إلى قطاع غزة، لقد حاول كسر قرار الشرعية
الدولية الأمريكية .
يا له من مجرم عديم الرحمة، لقد
حاول رسم بسمة صغيرة على وجوه آلاف الموظفين
والأطفال المحرومين من لقمة العيش، حاول
إدخال بعض البهجة إلى الأراضي الفلسطينية
في موسم الأعياد .
إسماعيل هنية هناك في شاحنة صغيرة،
محاطاً بعشرات "المنتفعين" المستعدين
للتضحية بأرواحهم من أجله، وهو ما حصل مع
أحدهم، الذي سقط برصاص "الثوار"، الذين
حاولوا القصاص من هذا "الخائن" المسمى
رئيس وزراء .
مئات الرصاصات أطلقت على موكبه
لكنه نجا "للأسف"، الذي عبّر عنه نائب
وزير الدفاع "الإسرائيلي" إفرايم سنيه.
"للأسف" تمكّن هنية من الوصول سالماً
إلى "قصره" في مخيم الشاطئ في غزة، لكنه
نال ما يكفي من العقاب، فقد أحبط "المناضلون"
محاولة تهريبه ملايين الدولارات إلى قطاع
غزة .
هذه هي الكوميديا
السوداء الفلسطينية، هذا هو واقع الانقسام
الفعلي. وصورة هنية عند معبر رفح تتحدث عن
نفسها، بالمقارنة مع مئات بطاقات الشخصيات
المهمة، التي يحملها قادة "فتح" ومستشارو
الرئاسة الفلسطينية، ويعبرون بها إلى مصر
والأردن و"إسرائيل"، من دون عناء التفكير
في ما إذا كان المعبر مفتوحاً أو مغلقاً،
فهو دائماً مفتوح أمام سياراتهم الفارهة،
ومهماتهم العلنية والسرية .
إذا كان إذلال هنية هو المقصود،
فهيهات أن يذل الشرفاء. وإذا كان منع دخول
الأموال يهدف إلى إبقاء حالة المهانة الفلسطينية
تمهيداً لانتخاباتهم المبكرة، فإن صورة
ذاك الرجل الملتحف بسترته من صقيع ليل صحراء
سيناء، كافية لتكون هي الحملة الانتخابية
لهنية وفريقه، ليس في الأراضي الفلسطينية
فحسب، بل في كل قطر عربي شعر مواطنوه بالمهانة
لرؤية رئيس وزراء يقف على قارعة الطريق ينتظر
إذنا فلسطينياً أمريكياً أوروبياً "إسرائيلياً"
لدخوله إلى بلده .
طوبى لك يا أبا العبد، طوبى لك
شرف الانتظار وصورة الجلوس على الإسفلت،
وللآخرين ذل بطاقات الشخصيات المهمة، وصورة
معانقة الضباط "الإسرائيليين" على المعابر