- 27 أغسطس 2005
- 11,537
- 84
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
(بسم الل)
أحلام اليوم حقائق الغد
د.علي الحمادي
من يود المساهمة في حركة التأثير لا بد له أن يخلو بنفسه، وأن يتخيل له مستقبلاً باهراً، وأن يتمنى أمنيات غير تقليدية، وأن يحلم في واقع أفضل، ذلك أن حقائق اليوم أحلام الأمس، وأحلام اليوم حقائق الغد.
لقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أهمية الأمنيات وأثرها البالغ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى فإنه لا يدري ما يكتب له «. ( رواه أحمد)
وقد تحدَّى الله تعالى اليهود بالأمنيات فقال: « قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنَّكم أولياء لله من دون الناس فتمنَّوا الموتَ إن كنتم صادقين. ولا يتمنَّونه أبداً بما قدَّمت أيديهم والله عليم بالظالمين».
كما أن الأمنية تقوم مقام النية وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه أبو كبشة الأنماري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مثل هذه الأمة مثل أربعة نفر، رجل آتاه الله مالاً وعلماً فهو يعمل به في ماله وينفقه في حقه، ورجل آتاه الله علماً ولم يؤته مالاً فهو يقول: لو كان لي مثل مال هذا عملت فيه مثل الذي يعمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « فهما في الأجر سواء، ورجل آتاه الله مالاً ولم يؤته علماً فهو يتخبط فيه وينفقه في غير حقه، ورجل لم يؤته الله مالاً ولا علماً فهو يقول: لو كان لي مثل مال هذا عملت فيه مثل الذي يعمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « فهما في الوزر سواء «.
إن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو : لماذا أتمنى ؟ وجواب ذلك يكمن في مسائل عدة، لعل من أهمها أمرين: أما الأمر الأول فهو أن الإنسان في تطلع دائم إلى ما هو أفضل وأحسن، ولذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: « يهرم ابن آدم ويشب معه اثنان، الحرص على المال والحرص على العمر».
وأما الأمر الثاني فهو أن التمني يظهر ما في النفس من علو أو هبوط، ومن صلاح أو فساد، فقل لي ما تتمنى أقل لك من أنت، فالقلوب الطاهرة والنفوس العالية تتمنى الخير للناس جميعاً، فهذا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول: « إن فيَّ ثلاث خصال: إني لآتي على الآية من كتاب الله فلوددت أن جميع الناس يعلمون ما أعلم، وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح ولعلي لا أقاضي إليه أبداً، وإني لأسمع الغيث قد أصاب البلد من بلاد المسلمين فأفرح ومالي به سائمة «.
ومن الأهمية هنا أن ندرك كذلك أن الأمنيات والأحلام ليستا نهاية المطاف بل هما بداية الطريق، ولذا ينبغي أن يتبعهما عمل وجد واجتهاد، وإلاّ فستصبح هذه الأمنيات وتلك الأحلام مخدرا لا خير فيهما.
كما ويحسن بالمرء أن يبادر في الاهتمام بأمنياته وأحلامه، وأن يرفع من قيمتهما إذا ما أراد صناعة التأثير وهندسة الحياة، وذلك حتى لا يمضي الوقت وتمر الأيام وينقضي العمر وعندها يعض أصابع الندم على ما فات، ويتمنى أن يفعل شيئاً مؤثراً ولكن يوم لا ينفع الندم ولا تجدي الأمنية.
وهذا التابعي الجليل يونس بن عبيد ( الذي لقي أنس بن مالك رضي الله عنه) لما كان على فراش الموت بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: قدماي لم تغبر في سبيل الله عز وجل».
* المشرف العام على الموقع الإلكتروني إسلام تايم
أحلام اليوم حقائق الغد
د.علي الحمادي
من يود المساهمة في حركة التأثير لا بد له أن يخلو بنفسه، وأن يتخيل له مستقبلاً باهراً، وأن يتمنى أمنيات غير تقليدية، وأن يحلم في واقع أفضل، ذلك أن حقائق اليوم أحلام الأمس، وأحلام اليوم حقائق الغد.
لقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أهمية الأمنيات وأثرها البالغ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى فإنه لا يدري ما يكتب له «. ( رواه أحمد)
وقد تحدَّى الله تعالى اليهود بالأمنيات فقال: « قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنَّكم أولياء لله من دون الناس فتمنَّوا الموتَ إن كنتم صادقين. ولا يتمنَّونه أبداً بما قدَّمت أيديهم والله عليم بالظالمين».
كما أن الأمنية تقوم مقام النية وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه أبو كبشة الأنماري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مثل هذه الأمة مثل أربعة نفر، رجل آتاه الله مالاً وعلماً فهو يعمل به في ماله وينفقه في حقه، ورجل آتاه الله علماً ولم يؤته مالاً فهو يقول: لو كان لي مثل مال هذا عملت فيه مثل الذي يعمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « فهما في الأجر سواء، ورجل آتاه الله مالاً ولم يؤته علماً فهو يتخبط فيه وينفقه في غير حقه، ورجل لم يؤته الله مالاً ولا علماً فهو يقول: لو كان لي مثل مال هذا عملت فيه مثل الذي يعمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « فهما في الوزر سواء «.
إن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو : لماذا أتمنى ؟ وجواب ذلك يكمن في مسائل عدة، لعل من أهمها أمرين: أما الأمر الأول فهو أن الإنسان في تطلع دائم إلى ما هو أفضل وأحسن، ولذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: « يهرم ابن آدم ويشب معه اثنان، الحرص على المال والحرص على العمر».
وأما الأمر الثاني فهو أن التمني يظهر ما في النفس من علو أو هبوط، ومن صلاح أو فساد، فقل لي ما تتمنى أقل لك من أنت، فالقلوب الطاهرة والنفوس العالية تتمنى الخير للناس جميعاً، فهذا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول: « إن فيَّ ثلاث خصال: إني لآتي على الآية من كتاب الله فلوددت أن جميع الناس يعلمون ما أعلم، وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح ولعلي لا أقاضي إليه أبداً، وإني لأسمع الغيث قد أصاب البلد من بلاد المسلمين فأفرح ومالي به سائمة «.
ومن الأهمية هنا أن ندرك كذلك أن الأمنيات والأحلام ليستا نهاية المطاف بل هما بداية الطريق، ولذا ينبغي أن يتبعهما عمل وجد واجتهاد، وإلاّ فستصبح هذه الأمنيات وتلك الأحلام مخدرا لا خير فيهما.
كما ويحسن بالمرء أن يبادر في الاهتمام بأمنياته وأحلامه، وأن يرفع من قيمتهما إذا ما أراد صناعة التأثير وهندسة الحياة، وذلك حتى لا يمضي الوقت وتمر الأيام وينقضي العمر وعندها يعض أصابع الندم على ما فات، ويتمنى أن يفعل شيئاً مؤثراً ولكن يوم لا ينفع الندم ولا تجدي الأمنية.
وهذا التابعي الجليل يونس بن عبيد ( الذي لقي أنس بن مالك رضي الله عنه) لما كان على فراش الموت بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: قدماي لم تغبر في سبيل الله عز وجل».
* المشرف العام على الموقع الإلكتروني إسلام تايم