- 9 نوفمبر 2009
- 1,243
- 25
- 0
حفظ القرآن الكريم مسئولية عظيمة وتبعة كبيرة
فالذي وفقه الله عزوجل لهذه النعمة عليه ان يعرف انه سيبدأ حياة جديدة وهو يحمل في صدره هذا القرآن . ومن المؤكد انه لن يكون كما كان في سابق حياته بل ستتغير فيه اشياء كثيرة . في داخله وفي خارجه في سريرته وفي علانيته . في علاقاته وفي معاملاته .
لقد اصبح انسانا يحمل القرآن .. ولابد لهذا الانسان التحلي بصورة خاصة جدا لا يتحلي بها الا حامل هذا الكتاب الجليل .
يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " ينبغي لحامل القرآن ان يعرف بليله اذا الناس ينامون وبنهاره اذا الناس يفطرون وبحزنه اذا الناس يفرحون وببكائه اذا الناس يضحكون وبصمته اذا الناس يخوضون وبخشوعه اذا الناس يختالون وينبغي لحامل القرآن ان يكون مستكنيا لينا ولا ينبغي له ان يكون جافيا ولا مماريا ولا صياحا ولا صخابا ولا حديدا "
ويقول التابعي الجليل الفضيل بن عياض رحمه الله : "حامل القراآن حامل راية الاسلام لا ينبغي ان يلهو مع من يلهو ولا بسهو مع من يسهو ولا يلغو مع من يلغو "
وقال ايضا : " ينبغي لحامل القرآن ان لا تكون له حاجة الي احد من الخلفاء فمن دونهم "
هذه الصورة التي يشرحها لنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه والفضيل بن عياض رمه الله توضح لنا ان حفظ القرآن الكريم تربية . وتربية عظيمة . هو تربية للفرد . وهو كذلك تربية للأمة . وتخيل امة يكثر فيها المؤمنون الذين يتصفون بهذه الصفات . انها ولا شك امة لا تموت .
والله عزوجل كلف حاملي القرآن بمهمة عظيمة جدا لا يكلف بها الا افاضل الرجال .. لقد استامنهم علي اغلي واعظم عبادات الاسلام . لقد استامنهم علي الصلاة فجعل الذي يؤم الناس في الصلاة هو اكثرهم قرانا واعظمهم تجويدا ودراية بقواعد التلاوة .
روى مسلم عن ابي مسعود الانصاري رضي الله عنه قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم " يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله فان كانوا في القراة سواء فاعلمهم بالسنة فان كانوا بالسنة سواء فاقدمهم هجرة فان كانوا في الهجرة سواء فاقدهم سلما ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته علي تكرمته الا باذنه " قال الاشج في روايته : مكان "سلما" سنا "
كذلك قدم الاسلام هؤلاء الحفاظ علي غيرهم في قضايا الافتاء والشوري واخذ الرأي .. فالذي نور الله قلبه بالقرآن اقدر علي معرفة الحق من الباطل والصواب من الخطأ.
روي البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما انه قال : " وكان القراء اصحاب مجالس عمر ومشارته كهولا كانوا او شبانا ".
وحامل القرآن يثبت في اوقات الجهاد والنزال اكثر من غيره بل علي اكتافهم توضع المسئولية ومن ورائهم تسير الجيوش .
لقد كان المسلمون في موقعة " اليمامة " الشهيرة اذا حدثت لهم هزة او انتكاسة استنجدوا باهل القرآن .. كانوا ينادون عليهم ويقولون : " يا اهل القرآن " فيقومون ويقوم من ورائهم المسلمون حتي استشهد في اليمامة خمسمائة حافظ القرآن !! ثم قام المسلمون بعد ذلك ينادون علي حفاظ سورة البقرة : " يا اهل البقرة " .. فقاموا حتي مات منهم خلق كثير !!
وهذا يوضح التبعة الضخمة التي يحملها حفاظ القرآن الكريم ..
ولا يصح لأحد ان يقول ان المسئولية كبيرة ولا داعي لحملها حتي لا يسألني الله عنها .. فكل تكاليف الاسلام مسئولية .. الجهاد مسئولية .. الدعوة مسئولية .. الامارة مسئولية .. قول الحق مسئولية .. فمن يحمل مسئوليات الاسلام ان تخلف عنها المسلمون ؟ ثم ان الاجر علي قدر المشقة .. وليس من تعب وسهر كمن تكاسل وفتر !! والعبرة بالنوايا والاعمال وليست بالنتائج .. والله مطلع وسعنا ومحاسبنا عليه .. نسأل الله لنا ولكم ان يستعملنا لدنيه ..
منقول
كتاب كيف تحفظ القرآن كاملا
كتاب كيف تحفظ القرآن كاملا