إعلانات المنتدى


"وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ...."هل يصح الاستدلال بها ؟

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

أسيرة المدينة

مزمار ألماسي
4 أكتوبر 2008
1,498
1
0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سمعت عن هذه الآية وتفسيرها وعند بحثي وجدت هذا السؤال الموجه إلى الشيخ عبدالرحمن السحيم ..
...........
السؤال :
قوله تعالى : (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) دائماً نستخدمها وخاصةأيام الدراسة في الحث على العمل ووجوبه وما إلى ذلك ، ولكن تفاجأت البارحة عند قرائتي لتفسيرها الصحيح في كتاب ابن سعدي رحمه الله أن المقصود بها هم المنافقون , أياعملوا أيها المنافقين سرا وأخفوا فسيفضح الله عملكم .
فما حُكم الاستدلال بها ؟

الجواب :
في سورة التوبة آيتان حول هذا المعنى :

الأولى :
(َوسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
والثانية :
( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )

وبين الآيتين فَـرْق ..

وذلك أن الآية الأولى في المنافقين ، إذ جاء قبلها : (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ )

والآية الثانية في المؤمنين ، فقد جاء قبلها : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)

فالأولى في المنافقين ، والثانية في المؤمنين ، ولذا يجوز الاستشهاد بها على عمل الناس .
......
قال الخطيب الإسكافي في " درّة التّـنْزِيل وغرّة التأويل " :
للسائل أن يَسأل عن شيئين :
أحدهما : ذِكره المؤمنين في الآية الأخرى ، وتَرْكه في الأولى ؟
والسؤال الثاني : قوله في الآية الأولى : (ثُمَّ تُرَدُّونَ ) وفي الآية الثانية : (وَسَتُرَدُّونَ) ، وهل لاختلافهما معنى يُوجِبه ويُخصِّصه بالمكان الذي يختص به ؟

الجواب عن الأول : أن يُقال : إن المخاطَبين في الآية الأولى هم المنافقون ، والمخاطَبون في الثانية هم المؤمنون ، لأنه قال في الأولى : (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ ) ، والثانية : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ ) ثم قال : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) وإذا اختَلَف المخاطَبون بما بيّنا في الآيتين كان قوله : (َوسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ) بعد قوله : (قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ ) معناه أن الله قد أخبرنا بأخباركم التي تُخفونها في أنفسكم وتُجاهِرون بها مَن كان مِن المنافقين مثلكم ، والله يَرى ما سيكون منكم بعد ، ويَرى رسوله بإطْلاع الله له عليه ، وأعمالهم التي لأجلها يُحكم عليها بالنفاق يَراها الله تعالى ويَطّلع عليها رسوله صلى الله عليه وسلم ، وما كل مؤمن يعلمها ، فلذلك لم يَقُل في هذا المكان : (وَالْمُؤْمِنُونَ) بعد قوله : (َوسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ) .
وأما الآية الثانية فإنها فيمن أمر الله تعالى نبيّـه صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي أوجب عليهم الصدقات بأن يقول لهم : اعملوا ما أمركم الله به من الطاعات كالصلوات والصدقات ، فإن الله ورسوله والمؤمنين يَرون ذلك ، وهذه الأعمال مما تُرى بالعين خلاف أعمال المنافقين التي تقتضي لهم النفاق لإضمارهم ، وهو مما لا يُرى بالعين ، وإنما يَعلمه عالِم الغيب ، فلذلك لم يُذكر المؤمنون في الأولى ، وذُكِروا في الثانية .

الجواب عن المسألة الثانية :
إن معنى قوله للمنافقين : (لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) أي : سيَعلم الله حقيقة عملكم ، وأنه من غير صحة اعتقاد منكم ، وأن اعتذاركم قول بلسانكم لا يُطابِقه منطوى ضميركم ، وهذا ظاهر بكون الجزاء عليه خلافه ، ففصَل بينه وبين ردّهم إلى الله تعالى للجزاء عليه بقوله : (ثُمَّ تُرَدُّونَ) أي : عَملكم يَعلم الله مِن باطِنه خلاف ظاهره ، وقد أُمِرنا بالرضاء به ، وحَقْن دمائكم له ، ثم إن الْحُكم إذا رُددتم إلى الله تعالى في الآخرة بخلافه ، فلِبُعد ما بين الظاهر من عملهم وما يُجازون به دَخَلتْ " ثم " ، وليست كذلك الآية الأخيرة ؛ لأن ما قبلها بعثا على عمل الخير ، لقوله : (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) وهذا وعْد ، والأول وَعيد ، وبعده (وَسَتُرَدُّونَ ) لأنه وَعْد مما يُشاكِل أفعالهم ، ويُطابِق أعمالهم من حُسن الثواب وجميل الجزاء ، ولم يَبْعُد عنها كَبُعْد جزاء المنافقين عما هو ظاهر من أعمالهم التي يُراؤون بها ، ويَعلم الله تعالى خلافها منهم ، فَجَرى الكلام على نسق واحد ، فقال : فَسَيَرى الله عملكم وستُردّون ، ولم يُدخِل " ثم " التي هي للتراخي والتباعد ، فاختصاص كل موضع بما اختصّ به من اللفظ لما ذَكَرْنا . اهـ .

والله تعالى أعلم .

المصدر.. شبكة مشكاة الإسلامية

بحفظ ربي ورعايته
 

*ريتاج*

مزمار ألماسي
9 نوفمبر 2009
1,243
25
0
رد: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ...."هل يصح الاستدلال بها ؟

جزاك الله خيرا أختي الكريمة و جعله الله في ميزان حسناتك
 

فتاة صادقة

مزمار داوُدي
8 أكتوبر 2009
7,553
310
0
الجنس
أنثى
رد: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ...."هل يصح الاستدلال بها ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

جزاكِ الله خير على المعلومة القيمة.. وبارك فيكِ..
 

ابن القرءان

مزمار فعّال
5 أبريل 2007
73
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ...."هل يصح الاستدلال بها ؟

كتب الله أجرك ، وأجزل مثوبتك ، ورزقنا تدبر كتابه ...... اللهم آمين .
 

أسيرة المدينة

مزمار ألماسي
4 أكتوبر 2008
1,498
1
0
رد: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ...."هل يصح الاستدلال بها ؟


أثابكم ربي خير المثوبة وجزاكم خيرًا على تواجدكم الطيب إخوتي
لاحرمنا الله وإياكم الأجر ونفعنا بما قرأنا ..
سدد الله خطاكم ..

بحفظ الله ورعايته
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ...."هل يصح الاستدلال بها ؟

جزاك الله خيراً على توضيح الامر
ورزقنا الله جميعا العلم النافع
 

أسيرة المدينة

مزمار ألماسي
4 أكتوبر 2008
1,498
1
0
رد: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ...."هل يصح الاستدلال بها ؟

وإياك اخيتي الحبيبة ..
رعاك ربي ووفقك وأثابك على تواجدك الطيب العطر ..

في آمان الله
 

~ روح الوداع ~

مزمار داوُدي
7 يوليو 2008
3,779
28
48
الجنس
أنثى
رد: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ...."هل يصح الاستدلال بها ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أختي الغااالية
ووفقك للصالحات من الأعمال والأقوال وغفر لك
جزاك ربي جنات النعيم
حفظك الرحمن ورعاك
 

ورشان1

عضو كالشعلة
5 نوفمبر 2009
464
4
0
الجنس
ذكر
رد: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ...."هل يصح الاستدلال بها ؟

الحق أنّها فائدة علميّة جليلة ، لها وجه في المعقول وأصل عام في المنقول ..
لكن قد يمكن أن يقال في تفسيرها أيضاً بعدم اختصاص الأولى بالمنافقين وإن أخبرت عنهم بالآية التي سبقتها ، وكذلك الآية الثانية لا تختص بالمؤمنين وإن أخبرت عنهم بالآية التي سبقتها أيضاً ؛ إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ؛ والعموم اللفظي ذكر رؤية العمل والإنباء به ، وهو شامل للمؤمنين وللمنافقين بسواء ؛ لكونه قانونا لا يتخلف ، والأدلّة على عدم التخلف غير عزيزة في الكتاب والسنة ؛ غاية ما في الأمر أنّ المخاطب في الآية الأولى هم المنافقون لكن هذا لا يعني أنّ قانون رؤية العمل والانباء به سيتعطل في حق المؤمنين ؛ والدليل هو عموم اللفظ ، والكلام هو الكلام في الآية الثانية بنحو عكسي ..؛ فتأمّل جيّداً !!.
 

المصرى الرشيدى

مزمار ألماسي
17 مارس 2009
1,579
6
0
الجنس
ذكر
رد: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ...."هل يصح الاستدلال بها ؟

جزاكم الله خير الجزاء على الفائدة والنفع ،جعله الله فى ميزان حسناتكم .
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع