- 19 يناير 2009
- 2,950
- 662
- 113
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
- علم البلد
-
[frame="7 80"]
فالوقف على قوله تعالى "حرم ربكم" هو الاختيار والأرجح إن شاء الله، فلو وصلت لكان المعنى:
تعالوا أتل عليكم ما حرم ربكم (لاحظ: هنا نهي):
1. ألا تشركوا به شيئاً (لا حظ هنا نفي: أن لا تشركوا).
2. وبالوالدين إحساناً.
ونفي النفي إثبات، فكأن المحصلة: تعالوا أتل ما أحل لكم ربكم: أن تشركوا ... وهو معنىً سقيم كما لا يخفى، والتحرز منه ببساطة يتأتى بالوقف على "حرم ربكم"، ليكون معنى "عليكم": أي الزموا عدم الإشراك والإحسان إلى الوالدين.
_____________________________
[1] تفسير السمعاني ج2/ص156
[2] البرهان في علوم القرآن - الزركشي ج3/ص81
[3] التبيان في إعراب القرآن - العكبري ج1/ص548
[4] تفسير القرطبي ج7/ص131
[5] زاد المسير - ابن الجوزي ج3/ص147، 148
[6] التفسير الكبير - الرازي ج13 ص189، 190
[7] تفسير ابن كثير ج2/ص188
[8] البرهان في علوم القرآن، ج3، ص 81
[9] الأنوار البهية في حل الجزرية/ للشيخ عبد الباسط هاشم، باب الوقف والابتداء.
[/frame]
(بسم الل)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذ تحرير بسيط لآية من سورة الأنعام، وهي مسئلة من مسائل كتابٍ أعده، وأسأل الله التوفيق والسداد.
الآية هي قوله تعالى:
قل تعالوا أتل ما حرّم ربكم/ عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً(151)
فهذ تحرير بسيط لآية من سورة الأنعام، وهي مسئلة من مسائل كتابٍ أعده، وأسأل الله التوفيق والسداد.
الآية هي قوله تعالى:
قل تعالوا أتل ما حرّم ربكم/ عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً(151)
فالوقف على قوله تعالى "حرم ربكم" هو الاختيار والأرجح إن شاء الله، فلو وصلت لكان المعنى:
تعالوا أتل عليكم ما حرم ربكم (لاحظ: هنا نهي):
1. ألا تشركوا به شيئاً (لا حظ هنا نفي: أن لا تشركوا).
2. وبالوالدين إحساناً.
ونفي النفي إثبات، فكأن المحصلة: تعالوا أتل ما أحل لكم ربكم: أن تشركوا ... وهو معنىً سقيم كما لا يخفى، والتحرز منه ببساطة يتأتى بالوقف على "حرم ربكم"، ليكون معنى "عليكم": أي الزموا عدم الإشراك والإحسان إلى الوالدين.
ومن نُقول المسئلة ما ذكره السمعاني حين قال "عليكم ألا تشركوا" ابتداءُ كلامٍ، وإذا قدر هكذا استقام الكلام[1]، وتابعه الزركشي في البرهان[2]، والعكبري في التبيان فقال: والثانى: أنها منصوبة على الإغراء، والعامل فيها: عليكم، والوقف على ما قبل (على)، أى: الزموا ترك الشرك[3].
ووجَّهها لغةً القرطبيُّ قائلاً:
"ألا تشركوا" في موضع نصب بتقدير فعل من لفظ الأول، أي: أتل عليكم ألا تشركوا، أي: أتل عليكم تحريم الإشراك، ويحتمل أن يكون منصوباً بما في "عليكم" من الإغراء، وتكون "عليكم" منقطعة مما قبلها، أي: عليكم ترك الإشراك؛ وعليكم إحسانا بالوالدين؛ وألا تقتلوا أولادكم؛ وألا تقربوا الفواحش، كما تقول: عليك شأنك، أي: الزم شأنك، وكما قال "عليكم أنفسكم" قال جميعَه ابنُ الشجري[4].
وعدد ابن الجوزي في زاد المسير ثلاثة أقوال في تقدير الكلام فقال: والثالث أن الكلام تمّ عند قوله "حرم ربكم". ثم في قوله "عليكم" قولان:
أحدهما: أنها إغراءٌ كقوله "عليكم أنفسكم"، فالتقديرُ عليكم أن لا تشركوا؛ ذكره ابن الانباري.
والثاني: أن يكون بمعنى: فُرِضَ عليكم وَوَجَبَ عليكم أن لا تشركوا[5].
وفي هذا الوقف خروجٌ من إشكالٍ أورده الرازيُّ حاصلُه أن قولَه "ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسـانا" كالتفصيل لما أجمله في قوله "ما حرم ربكم عليكم" وهذا باطل لأن ترك الشرك والإحسان بالوالدين واجب لا محرم، والجواب من وجوه... قال الرازي: والثاني: أنَّ الكلامَ تَمَّ وانقطعَ عند قوله "أتل ما حرم ربكم"، ثم ابتدأ فقال: "عليكم أن لا تشركوا" كما يقال عليكم السلام [6]، كأنما قَصَدَ: ألقي إليكم ما حرم ربكم لتجتنبوه.
أما الوصل إلى قوله تعالى "عليكم" فقد خرج له ابن كثير وجها في اللغة فقال: ويجوز الوقف على قوله تعالى "قل تعالوا أتل ما حرّم ربكم عليكم" على اعتبار مُقَدَّرٍ قبل "ألا تشركوا به شيئاً"، قال ابن كثيرٍ: وكأن في الكلام محذوفاً دل عليه السياق، وتقديره: وأوصاكم "ألا تشركوا به شيئاً" ولهذا قال في آخر الآية: "ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون"[7].
قال الزركشي: واختُلف في "لا" ضمن قوله تعالى: "قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به"، فقيل زائدة؛ ليصح المعنى لأن المحرم الشرك، وقيل نافية أو ناهية، وقيل الكلام تمَّ عند قوله "حرم ربكم" ثم ابتدأ "عليكم ألا تشركوا به"[8].
وذكر الشيخ عبد الباسط هاشم أن هذا الوقف مما غفل عنه كتَّاب المصاحف غفر الله لهم[9].
ووجَّهها لغةً القرطبيُّ قائلاً:
"ألا تشركوا" في موضع نصب بتقدير فعل من لفظ الأول، أي: أتل عليكم ألا تشركوا، أي: أتل عليكم تحريم الإشراك، ويحتمل أن يكون منصوباً بما في "عليكم" من الإغراء، وتكون "عليكم" منقطعة مما قبلها، أي: عليكم ترك الإشراك؛ وعليكم إحسانا بالوالدين؛ وألا تقتلوا أولادكم؛ وألا تقربوا الفواحش، كما تقول: عليك شأنك، أي: الزم شأنك، وكما قال "عليكم أنفسكم" قال جميعَه ابنُ الشجري[4].
وعدد ابن الجوزي في زاد المسير ثلاثة أقوال في تقدير الكلام فقال: والثالث أن الكلام تمّ عند قوله "حرم ربكم". ثم في قوله "عليكم" قولان:
أحدهما: أنها إغراءٌ كقوله "عليكم أنفسكم"، فالتقديرُ عليكم أن لا تشركوا؛ ذكره ابن الانباري.
والثاني: أن يكون بمعنى: فُرِضَ عليكم وَوَجَبَ عليكم أن لا تشركوا[5].
وفي هذا الوقف خروجٌ من إشكالٍ أورده الرازيُّ حاصلُه أن قولَه "ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسـانا" كالتفصيل لما أجمله في قوله "ما حرم ربكم عليكم" وهذا باطل لأن ترك الشرك والإحسان بالوالدين واجب لا محرم، والجواب من وجوه... قال الرازي: والثاني: أنَّ الكلامَ تَمَّ وانقطعَ عند قوله "أتل ما حرم ربكم"، ثم ابتدأ فقال: "عليكم أن لا تشركوا" كما يقال عليكم السلام [6]، كأنما قَصَدَ: ألقي إليكم ما حرم ربكم لتجتنبوه.
أما الوصل إلى قوله تعالى "عليكم" فقد خرج له ابن كثير وجها في اللغة فقال: ويجوز الوقف على قوله تعالى "قل تعالوا أتل ما حرّم ربكم عليكم" على اعتبار مُقَدَّرٍ قبل "ألا تشركوا به شيئاً"، قال ابن كثيرٍ: وكأن في الكلام محذوفاً دل عليه السياق، وتقديره: وأوصاكم "ألا تشركوا به شيئاً" ولهذا قال في آخر الآية: "ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون"[7].
قال الزركشي: واختُلف في "لا" ضمن قوله تعالى: "قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به"، فقيل زائدة؛ ليصح المعنى لأن المحرم الشرك، وقيل نافية أو ناهية، وقيل الكلام تمَّ عند قوله "حرم ربكم" ثم ابتدأ "عليكم ألا تشركوا به"[8].
وذكر الشيخ عبد الباسط هاشم أن هذا الوقف مما غفل عنه كتَّاب المصاحف غفر الله لهم[9].
_____________________________
[1] تفسير السمعاني ج2/ص156
[2] البرهان في علوم القرآن - الزركشي ج3/ص81
[3] التبيان في إعراب القرآن - العكبري ج1/ص548
[4] تفسير القرطبي ج7/ص131
[5] زاد المسير - ابن الجوزي ج3/ص147، 148
[6] التفسير الكبير - الرازي ج13 ص189، 190
[7] تفسير ابن كثير ج2/ص188
[8] البرهان في علوم القرآن، ج3، ص 81
[9] الأنوار البهية في حل الجزرية/ للشيخ عبد الباسط هاشم، باب الوقف والابتداء.
[/frame]
التعديل الأخير: