- 11 مايو 2009
- 1,583
- 11
- 38
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
فإن مواسم الخير على هذه الأمة كثيرة،
من تلك المواسم العظيمة، والفرص الغالية الثمينة، حلول شهر الله المحرم علينا، ونزوله ضيفاً كريماً معطاءاً محملاً بكثير من الجوائز والهدايا إلينا؛ ولكثرة مالهذا الشهر من الفضائل والمزايا جعله الله من الشهور المحرمة المعظمة في الجاهلية والإسلام، وأضافه لنفسه، وافتتح به أول العام.
لقد حبى الله هذه الأمة في هذا الشهر بهدايا ثلاثة كرام عظام، وهي:
الأولى : فضَّل الصوم فيه على سائر الشهور والأيام، عدا رمضان.
الثانية : وجعل قيامه بعد الفرضة أفضل القيام.
الثالثة : وجعل صيام عاشره مكفراً لما اقترفناه من الذنوب والآثام فيما مضى من العام.
فهنيئاً لمن وفق في هذا الشهر الكريم إلى الصيام والقيام، وأمسك عن المعاصي والآثام، وحفظ جوارحه خاصة السمع، والبصر، والفرْج، واللسان؛ وحرص على صيام عاشوراء وتاسوعاء، فإن فاته صيام التاسع مع العاشر فلا يدع صيام الحادي عشر، إحياء لسنة من قال: "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع"، وجدد التوبة وأكثر من الخيرات .
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عاشوراء، فقـال: "يكفر السنة الماضية".
والراجح، الذي يفهم من هذا الجواب ومن الآثار الأخرى أنه عليه السلام لن يقتصر على اليوم العاشر بل أراد أن يضيف إليه التاسع مخالفة لليهود والنصارى.
قال ابن القيم: فمراتب صومه ثلاث: أكملها أن يصام قبله يوم، وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم. انتهى.
والخلاصة أن مراتب صيام عاشوراء ثلاثة؛ صوم يوم قبله، ويوم بعده، ثم صيام تاسوعاء وعاشوراء، ثم إفراد عاشوراء بالصيام، فإن فات المرء صيام التاسع جاز له صيام الحادي عشر.

للتذكير فإن يوم تاسوعة وعاسوة هو يوم السبت والأحد القادم لا تبخلوا عن صيامه


