- 5 نوفمبر 2009
- 464
- 4
- 0
- الجنس
- ذكر
البسيط في شرح الشاطبية
قال الإمام الشاطبي ؛ القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الأندلسي (538هـ - 590هـ) رحمه الله
1- بَدَأْتُ بِبِسْمِ اْللهُ فيِ النَّظْمِ أوَّلاَ...... تَبَارَكَ رَحْمَانًا رَحِيمًا وَمَوْئِلاَ
ابتدأ الامام الشاطبي رحمه الله نظمه بالبسملة ، ليكون الله سبحانه وتعالى ملجأً له في كلّ ما يهمّه ؛ والموئل : الملجأ . أمّا لماذا قال رحمه الله : (في النظم) مع أنّ الأولى أن يقول : في المنظوم ؟!!!. قلنا : هذا من باب إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول ، كما يقال في الرجل الصالح : هذا الرجل بركة ، والمقصود : مبارَك ، بفتح الراء .
ثمّ إنّه قال : بدأت ببسم ... . فقد يقال : إنّ هذا لا معنى له ؛ لأنّ الباء في (بسم ) للإبتداء!!!. قلنا : اختلف المفسرون في معنى الباء هنا على أقوال : أشهرها عندهم ما ذكره رحمه الله من الابتداء . وقيل للاستعانة ؛ أي أستعين باسم الله . وقيل : للتبرك ؛ أي أتبرّك باسم الله .
2- وَثَنَّيْتُ صَلَّى اللهُ رَبِّي عَلَى الِرَّضَا......مُحَمَّدٍ الْمُهْدى إلَى النَّاسِ مُرْسَلاَ
بعد أن بدأ بالبسملة (أوّلاً) جاء فثنّى بالصلاة على محمّد عليه الصلاة والسلام . (الرضا) ويقصد المرضيّ ، من باب إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول ، وقد ذكرنا نظيره آنفا . وقوله : (المُهدى) بضمّ الميم من أروع الأوصاف النبويّة ؛ لأنّ ما جاء به النبيّ ليس رسالة يمتحن بها الخلق وحسب ، بل هي منه تعالى ذكره هديّة إلى الخلق...، والله المستعان .
3- وَعِتْرَتِهِ ثُمَ الصَّحَابَةِ ثُمّ مَنْ ........تَلاَهُمْ عَلَى اْلإِحْسَانِ بِالخَيْرِ وُبَّلاَ
الواو في (وعترته) وصلية ؛ أي أنّ الله تعالى يصلّي على الرسول والعترة ؛ وأصله في الشرع ما أخرجه البخاري عن غير واحد من الصحابة ؛ كالذي أخرجه عن أبي سعيد الخدري قال النبيّ : « قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ».
وكالذي أخرجه مسلم عن أبي مسعود الأنصاري قال : أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك ؟ قال فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.قال الإمام الشاطبي ؛ القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الأندلسي (538هـ - 590هـ) رحمه الله
1- بَدَأْتُ بِبِسْمِ اْللهُ فيِ النَّظْمِ أوَّلاَ...... تَبَارَكَ رَحْمَانًا رَحِيمًا وَمَوْئِلاَ
ابتدأ الامام الشاطبي رحمه الله نظمه بالبسملة ، ليكون الله سبحانه وتعالى ملجأً له في كلّ ما يهمّه ؛ والموئل : الملجأ . أمّا لماذا قال رحمه الله : (في النظم) مع أنّ الأولى أن يقول : في المنظوم ؟!!!. قلنا : هذا من باب إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول ، كما يقال في الرجل الصالح : هذا الرجل بركة ، والمقصود : مبارَك ، بفتح الراء .
ثمّ إنّه قال : بدأت ببسم ... . فقد يقال : إنّ هذا لا معنى له ؛ لأنّ الباء في (بسم ) للإبتداء!!!. قلنا : اختلف المفسرون في معنى الباء هنا على أقوال : أشهرها عندهم ما ذكره رحمه الله من الابتداء . وقيل للاستعانة ؛ أي أستعين باسم الله . وقيل : للتبرك ؛ أي أتبرّك باسم الله .
2- وَثَنَّيْتُ صَلَّى اللهُ رَبِّي عَلَى الِرَّضَا......مُحَمَّدٍ الْمُهْدى إلَى النَّاسِ مُرْسَلاَ
بعد أن بدأ بالبسملة (أوّلاً) جاء فثنّى بالصلاة على محمّد عليه الصلاة والسلام . (الرضا) ويقصد المرضيّ ، من باب إطلاق المصدر وإرادة اسم المفعول ، وقد ذكرنا نظيره آنفا . وقوله : (المُهدى) بضمّ الميم من أروع الأوصاف النبويّة ؛ لأنّ ما جاء به النبيّ ليس رسالة يمتحن بها الخلق وحسب ، بل هي منه تعالى ذكره هديّة إلى الخلق...، والله المستعان .
3- وَعِتْرَتِهِ ثُمَ الصَّحَابَةِ ثُمّ مَنْ ........تَلاَهُمْ عَلَى اْلإِحْسَانِ بِالخَيْرِ وُبَّلاَ
الواو في (وعترته) وصلية ؛ أي أنّ الله تعالى يصلّي على الرسول والعترة ؛ وأصله في الشرع ما أخرجه البخاري عن غير واحد من الصحابة ؛ كالذي أخرجه عن أبي سعيد الخدري قال النبيّ : « قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ».
(ثمّ) الصلاة على (الصحابة) المخلصين الذين نصروا الرسالة ونشروها ، والصحابي عند مشهور الأئمة هو من رأى النبيّ وآمن به ومات على ذلك . وكذلك الصلاة على من تبعهم بإحسان ؛ وأصل ذلك في الشرع ؛ قوله تعالى في سورة الأحزاب : (هو الذي يصلّي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنبين رحيما) . والصلاة من الله على العباد رحمة ومن الملائكة تزكية ومن العباد دعاء.
قوله : (وبّلا) استعارة ، تفيد تشبيه العترة الطاهرة والصحابة المكرمين والتابعين المحسنين ، بالمطر في الخير وعموم النفع . وقد جاء في القرآن في سورة البقرة : (كمثل جنّة بربوة أصابها وابلٌ فأتت أكلها ضعفين) .
4- وَثَلَّثْتُ أنَّ اْلَحَمْدَ لِلهِ دائِمًا......وَمَا لَيْسَ مَبْدُوءًا بِهِ أجْذَمُ الْعَلاَ
بعد أنّ ابتدأ الإمام الشاطبي باسم الله أولاً ، وثنّى بالصلاة على الحبيب ، ثلّث بالحمد لله . (أجذمُ العلا) يعني ناقص الشرف ، ليس بتام الخير ، و(العلا) : الشرف والرفعة . وأصل ذلك في الشرع ما أخرجه ابن حبان في صحيحه قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا شعيب بن إسحاق ، عن الأوزاعي ، عن قرة ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع.
لكن في سند الحديث مقال بقرّة ، وهو : قرّة بن عبد الرحمن ؛ قال الإمام أحمد بن حنبل : منكر الحديث جدّاً . وقال الإمام يحيى بن معين : ضعيف الحديث . وقال الإمامان أبو حاتم والنسائي : ليس بقوي . وقال ابن عدي في الكامل : لم أر له حديثا منكراً جدّاً ، وأرجو أنّه لا بأس به .
ولا بأس بالإشارة إلى أنّ كتب أكثر قدماء الأئمّة ، خالية من الصلاة والتحميد ، وليس فيها إلاّ البسلمة ؛ فموطّأ الإمام مالك ليس فيه سواها ، وقد أُخِذَ عليه هذا . لكن أجاب العلماء كالإمام ابن حجر (في فتح الباري 1 : 8) بأنّ في سند الحديث مقالاً أوّلاً ، ولو سلمنا الاحتجاج به ثانياً فلا يفيد تعيين النطق والكتابة بل يجزىء أحدهما ، فلعلّ الإمام مالك نطق فاجتزأ بالنطق عن الكتابة .
5- وَبَعْدُ فَحَبْلُ اللهِ فِينَا كِتَابُهُ..........فَجَاهِدْ بِهِ حِبْلَ الْعِدَا مُتَحَبِّلاَ
(وبعد) البسملة والصلاة على الحبيب والثناء على الله (فحبلُ الله فينا كتابُه) وأصله في الشرع ما روي عن النبي في ذلك ؛ كالذي أخرجه مسلم عن زيد بن أرقم عن النبيّ : "كتاب الله عزّوجل هو حبل الله ..." وفي هذا المضمون طرق كثيرة عن أكثر من صحابي .
(فجاهد به) بما في القرآن من أدلّة وبراهين ونور وبركة ورحمة وحقّ (حِبْلَ) داهية ومكائد (العدا) الأعداء . (متحبِّلا) الحبالة هي : شبكة الصيد ، وهي هنا استعارة ؛ أي اجعل القرآن شبكة تجاهد بها الكفار فإمّا أن تردّ غيّهم وإمّا أن تصدادهم لينعموا بما في القرآن والرسالة من حق وبركة ونجاة و... إلى ما شاء الله .
6- وَأَخْلِقْ بهِ إذْ لَيْسَ يَخْلُقُ جِدَّةًً....... جَدِيدًا مُوَاليهِ عَلَى الْجِدِّ مُقْبِلاَ
(وأخلق به) صيغة تعجّب يعني ما أجدر القرآن للمجاهدة به وتحقيق الهداية بنوره . والخليق : الجدير (إذ ليس يخلق) لا يبلى القرآن ولا يفنى (جِدّةً) بكسر الجيم ضد البلى والفناء ، خالداً أبديّاً ، ومحله من الاعراب تمييز. (جديدا) من الجَدّ أي العزّة والشرف والسمو والعظمة والقدسيّة ، ومحله من الاعراب حال . والمعنى أنّ القرآن لا يبلى ولا يفنى باق خالد في حال كونه عظيماً عزيزاً سامياً .
(مواليه) من والاه واتّبع هداه وجاهد به ومحله من الاعراب الابتداء (على الجدّ مقبلاً) الجد ضدّ الهزل ، والمعنى أنّ الموالي للقرآن حقّ ولايته هو الجادّ في الاقبال عليه تلاوة وعملاً .
تحذير : هذا ليس شرحا شرعيّاً للشاطبية ، وعليه فلا يسوغ لأحد التعبّد به ، وإنّما هو من قبلي -أنا المغترب- محاولة يائسة للمواصلة في تعلّم علوم القراءات ، على أنّي أنا الآخر لا أتعبّد به ، كلّ ما في الأمر أنّي أنتظر ارشادات شيوخنا هنا بارك الله بهم التي لولاها لما تجرّأت فكتبت، فهل أواصل ؟!!!!
قوله : (وبّلا) استعارة ، تفيد تشبيه العترة الطاهرة والصحابة المكرمين والتابعين المحسنين ، بالمطر في الخير وعموم النفع . وقد جاء في القرآن في سورة البقرة : (كمثل جنّة بربوة أصابها وابلٌ فأتت أكلها ضعفين) .
4- وَثَلَّثْتُ أنَّ اْلَحَمْدَ لِلهِ دائِمًا......وَمَا لَيْسَ مَبْدُوءًا بِهِ أجْذَمُ الْعَلاَ
بعد أنّ ابتدأ الإمام الشاطبي باسم الله أولاً ، وثنّى بالصلاة على الحبيب ، ثلّث بالحمد لله . (أجذمُ العلا) يعني ناقص الشرف ، ليس بتام الخير ، و(العلا) : الشرف والرفعة . وأصل ذلك في الشرع ما أخرجه ابن حبان في صحيحه قال : حدثنا هشام بن عمار قال : حدثنا شعيب بن إسحاق ، عن الأوزاعي ، عن قرة ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أقطع.
لكن في سند الحديث مقال بقرّة ، وهو : قرّة بن عبد الرحمن ؛ قال الإمام أحمد بن حنبل : منكر الحديث جدّاً . وقال الإمام يحيى بن معين : ضعيف الحديث . وقال الإمامان أبو حاتم والنسائي : ليس بقوي . وقال ابن عدي في الكامل : لم أر له حديثا منكراً جدّاً ، وأرجو أنّه لا بأس به .
ولا بأس بالإشارة إلى أنّ كتب أكثر قدماء الأئمّة ، خالية من الصلاة والتحميد ، وليس فيها إلاّ البسلمة ؛ فموطّأ الإمام مالك ليس فيه سواها ، وقد أُخِذَ عليه هذا . لكن أجاب العلماء كالإمام ابن حجر (في فتح الباري 1 : 8) بأنّ في سند الحديث مقالاً أوّلاً ، ولو سلمنا الاحتجاج به ثانياً فلا يفيد تعيين النطق والكتابة بل يجزىء أحدهما ، فلعلّ الإمام مالك نطق فاجتزأ بالنطق عن الكتابة .
5- وَبَعْدُ فَحَبْلُ اللهِ فِينَا كِتَابُهُ..........فَجَاهِدْ بِهِ حِبْلَ الْعِدَا مُتَحَبِّلاَ
(وبعد) البسملة والصلاة على الحبيب والثناء على الله (فحبلُ الله فينا كتابُه) وأصله في الشرع ما روي عن النبي في ذلك ؛ كالذي أخرجه مسلم عن زيد بن أرقم عن النبيّ : "كتاب الله عزّوجل هو حبل الله ..." وفي هذا المضمون طرق كثيرة عن أكثر من صحابي .
(فجاهد به) بما في القرآن من أدلّة وبراهين ونور وبركة ورحمة وحقّ (حِبْلَ) داهية ومكائد (العدا) الأعداء . (متحبِّلا) الحبالة هي : شبكة الصيد ، وهي هنا استعارة ؛ أي اجعل القرآن شبكة تجاهد بها الكفار فإمّا أن تردّ غيّهم وإمّا أن تصدادهم لينعموا بما في القرآن والرسالة من حق وبركة ونجاة و... إلى ما شاء الله .
6- وَأَخْلِقْ بهِ إذْ لَيْسَ يَخْلُقُ جِدَّةًً....... جَدِيدًا مُوَاليهِ عَلَى الْجِدِّ مُقْبِلاَ
(وأخلق به) صيغة تعجّب يعني ما أجدر القرآن للمجاهدة به وتحقيق الهداية بنوره . والخليق : الجدير (إذ ليس يخلق) لا يبلى القرآن ولا يفنى (جِدّةً) بكسر الجيم ضد البلى والفناء ، خالداً أبديّاً ، ومحله من الاعراب تمييز. (جديدا) من الجَدّ أي العزّة والشرف والسمو والعظمة والقدسيّة ، ومحله من الاعراب حال . والمعنى أنّ القرآن لا يبلى ولا يفنى باق خالد في حال كونه عظيماً عزيزاً سامياً .
(مواليه) من والاه واتّبع هداه وجاهد به ومحله من الاعراب الابتداء (على الجدّ مقبلاً) الجد ضدّ الهزل ، والمعنى أنّ الموالي للقرآن حقّ ولايته هو الجادّ في الاقبال عليه تلاوة وعملاً .
تحذير : هذا ليس شرحا شرعيّاً للشاطبية ، وعليه فلا يسوغ لأحد التعبّد به ، وإنّما هو من قبلي -أنا المغترب- محاولة يائسة للمواصلة في تعلّم علوم القراءات ، على أنّي أنا الآخر لا أتعبّد به ، كلّ ما في الأمر أنّي أنتظر ارشادات شيوخنا هنا بارك الله بهم التي لولاها لما تجرّأت فكتبت، فهل أواصل ؟!!!!