- 9 نوفمبر 2009
- 1,243
- 25
- 0
خطوط تعبيرية من سورة الانسان
بدأت السورة بالإنسان وهو لم يكن شيئاً مذكورا وانتهت بخاتمة هذا الإنسان ومصيره فبدأت ببدئه وخُتمت بخاتمته ومصيره فكأنها رحلة الإنسان ولهذا سُميّت سورة الإنسان. ويذكر الله تعالى في السورة كل ما يتعلق بالإنسان وهو في الحياة وهو يخاف من ربه ويخاف من اليوم الآخر وهذه هي رحلة الإنسان. إذن سورة الإنسان بدأت بالإنسان وقبل بدئه وانتهت بخاتمته ومصيره وكأنها تمثّل عمر الإنسان.
وأمر آخر هو أنه تعالى في أول السورة ذكر الشاكر والكفور وفي خاتمتها ذكر المرحوم (يُدخل من يشاء في رحمته) والمعذُب (والظالمين أعدّ لهم عذاباً أليما).
الواضح في هذه السورة أنها بُنيت على التثنية ووردت الأشياء فيها صنفين على سبيل المثال:
- ذكر صنفين من الناس: الشاكر والكفور، وفي آخرها ذكر المرحوم والمعذّب.
- ذكر صنفين من العذاب: القيود والسعير.
- وذكر صنفين من القيود: السلاسل والأغلال.
- وذكر صنفين من أصحاب الجنة: الأبرار وعباد الله السابقين.
- وذكر نوعين من الشراب الممزوج: الممزوج بالكافور والممزوج بالزنجبيل.
- وذكر نوعين من العبادات الظاهرة: الوفاء بالنذر والإطعام.
- وذكر نوعين من العبادات القلبية: الخوف (نخاف من ربنا) والإخلاص (إنما نطعمكم لوجه الله).
- نفى المُطعمون عن أنفسهم أمرين: الجزاء (وهو المكافأة بالفعل) والشكور (الثناء باللسان).
- لقّاهم شيئين: النضرة (وتكون في الوجه) والسرور (في القلب).
- جزاهم الله تعالى بصبرهم شيئين: الجنة (للأكل) والحرير (للبس).
- ونفى عنهم رؤية شيئين: الشمس والزمهرير.
- وذكر دنو شيئين منهم: الظلال والقطوف.
- ذكر الطواف بشيئين: الآنية والأكواب.
- ذكر الشُرب بصورتين: من الكأس ومن العين.
- وذكر نوعين من الشرب من الكأس: شرب بساقي وشرب بدون ساقي.
- ذكر نوعين من الثياب: سندس واستبرق.
- ذكر نوعين من الزينة: لباس وأساور.
- ذكر لهم شيئين: جزاء وسعيكم مشكورا.
- نهى عن إطاعة صنفين من الناس: الآثم والكفور.
- طلب من الرسول الصلاة والتسبيح في النهار والليل.
- ذكر وقتين: بكرة وأصيلا.
- ذكر عبادتين في الليل: السجود والتسبيح.
- ذكر حياتين: الدنيا (العاجلة) والآخرة.
- وذكر الحبّ والترك (يحبون ويذرون).
- ذكر أمرين من أمر الإنسان: الخلق وشدّ الأسر.
- ذكر مشيئتين: مشيئة الله تعالى وكشيئة الإنسان (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله، ويخل من يشاء في رحمته).
- ختم بصنفين من الناس: المرحوم (يُدخل من يشاء في رحمته) والمعذّب (والظالمين أعدّ لهم عذاباً أليما).
والسورة فيها خط آخر: أنه يذكر الأحداث المستقبلية بالفعل الماضي: (إنا أعتدنا للكافرين) (كان مزاجها) (كان شره مستطيرا) (فوقّاهم) (ولقّاهم) (وجزاهم) و(ذُللت) (كانت قواريرا) (قدّروها) (حُلّوا) (سقاهم) (كان لكم جزاء) (كان سعيكم) (أعدّ لهم).
هل للتعبير عن المستقبل بالفعل الماضي دلالة بيانية محددة في اللغة؟
العرب والقرآن يُعبّرون عن الأحداث الماضية بفعل مضارع وعن الأحداث المستقبلية بفعل ماضي. والتعبير عن الأحداث المستقبلية بالفعل الماضي دلالة على أن هذا الأمر واقع وهو بمنزلة ما مضى من الأفعال. فلا شك في وقوع حدث ماضي لأن الفعل الماضي لا شك في حدوثه فهذه الأحداث المستقبلية وإن كانت مستقبلة فهي بمنزلة ما مضى من الأفعال ولا شك بوقوعها. فكما أن الفعل الماضي حصل ووقع فهذه بدلالة ما وقع وحصل. كما في قوله تعالى (وسيق الذين كفروا) وكذلك قوله (ونادى أصحاب الأعراف). فهذه الأحداث المستقبلية هي من التحقق بمنزلة ما مضى من الأفعال.
المصدر:
لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي