- 30 أكتوبر 2006
- 396
- 1
- 0
- الجنس
- ذكر
[glow=FF6600]حديث مع موكب الشهداء[/glow]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على شيد المرسلين وعلى اله وأصحابه ومن سار على هديهم الى يوم الدين .
وبعد :
لا تزال امة الإسلام في حيرة ،،
ولا يزال أهل الإسلام في العراق وأفغانستان وفلسطين يستغيثون ،، ولازال الصمت مطبقا ،، والقلوب نائمة ،، وشباب المسلمين مشغولون بالنقاش السقيم الذي لا يسمن من جوع ،، هناك في الأرض الملتهبة وجيوش الكفار تسرح وتمرح وتنزل حقدها الأسود على المسلمين ،،، هناك تتوجه أنظار الغيورين من أبناء هذه الأمة وتتوجع قلوبهم على ما يجري ،،، نعم بعيدا عن حفلات الغناء ومؤتمرات التجارة وملاعب الكرة ، وحفلات افتتاح القصور والفنادق ،،، نعم بعيدا عن كل هذا تتوجه الأنظار المخلصة إلى بلدان المسلمين المسلوبة ،،،
هذه المرة لن اكتب الى الأمة التي هي فوق الأرض تمشي وتأكل وتنام ! لا هذه المرة سأكتب لأبطال العزة وقادة التضحية ، نعم اكتب وأتحدث مع صناع المجد الذين تركوا هذه الدنيا الفانية بشرف : نعم سأكتب هذه المرة الى كوكبة الشهداء موكب التضحية والبذل والعطاء ، اكتب لهم وأتحدث معهم ، بعد أن قل الأبطال فوق الأرض وضعفت الهمم وخاف الناس من الكلام !
حرت مع من أتكلم وسط هذه النكبات التي تصيب الأمة !! عوائل بأكملها تهدم بيوتها فوق رؤوسها بقنابل الكفار في العراق ولا ينجوا منها سوى طفل لا يتجاوز عمره الثانية عشر فينظر من حوله فإذا بأمه قد فارقت الحياة ! أمه التي سهرت الليالي وهي تحرسه ينظر إليها اليوم ولا أحد يحرسها !! وتتساقط دموعه ويتعالى صراخه بين امة المليار فلا منجد له ولا من يثأر لامه !! فينظر مرة أخرى فيرى والده قد غطى دم الشهادة وجهه وصعدت روحه الى السماء ؛ فيبكي ويتذكر خشونة يدي والده من كثرة الكد والعمل ليجلب لهم لقمة العيش في الصباح ويتذكر صوته الشدي في الليل وهو يدارسه كتاب الله : فتذرف دموع الابن ويبكي بين امة المليار فلا يسمع صوتا ،، وحوله إخوانه الذين كانوا يدافعون عنه في المدرسة قد لحقوا بأمه وأبيه وبقى وحيدا مع غثاء السيل ،،
والمشهد نفسه في فلسطين والشيشان وأفغانستان : مع هذه الأحزان وهذه الجرائم العلنية لم نسمع كلمات المواساة وشحذ الهمم ممن علقنا الآمال عليهم ،،في وسط هذا السكوت العجيب من المسلمين لما يحدث في العراق وأفغانستان والشيشان وفلسطين حرت مع من أتكلم بعد دعاء الله سبحانه أن يفرج عنا ما نحن فيه ،، فمنهم الساكت وكأنه لم يسمع شيئا ! ومنهم المتكلم وهما على صنفين : احدهما قد صدع بالحق ودافع عن المسلمين وشحذ هممهم وهم قليل ، وصنف آخر تكلم ويا ليته لم يتكلم فلم يزد الأمة إلى جراحا فوق جراحها ،، وقد قلت قد اعذرهم فالقوم قد انشغلوا في الردود بعضهم على بعض فنسوا الأمة المجروحة ! وفي حينها تذكرت أيام العلامة ابن باز والعثيمين ، يوم أن كانت بياناتهم مدوية في سماء الأمة تشحذ همم المجاهدين والمسلمين في أفغانستان والشيشان والبوسنة وتستنكر صمت الدول الإسلامية ،، نعم تذكرت هذين العلمين رحمهما الله .
وبعد ذلك قررت الحديث مع كوكبة العزة كوكبة الشهداء الذين باعوا أنفسهم لله وضحوا بدمائهم وأموالهم وأهلهم في سبيل الله ، نعم تذكرت أولئك الذين وقفوا كالجبال في وجه الكفر والطغيان وتحدثت معهم حديث القلب الى القلب وانأ أتذكر حديث جابر بن عبد الله حيث قال : (( لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي يا جابر ما لي أراك منكسرا ؟ قلت يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد وترك عيالا ودينا قال أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك ؟ قال قلت بلى يا رسول الله قال ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب وأحيا أباك فكلمه كفاحا فقال يا عبدي تمن علي أعطك قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية قال الرب عز وجل إنه قد سبق مني ((أنهم إليها لا يرجعون)) قال وأنزلت هذه الآية : (( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)) (آل عمران: 169)[1]
(يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية) الله اكبر ما هذه الكلمات وما هذه العزة وما هذا الشرف ، نعم والله لقد نالوا العزة والشرف ،، فليت شعري ماذا يقول أولئك الأبطال لو رأوا امة الإسلام وهي تساق من قبل عباد الصليب ،، ماذا يقولون لو رأوا أطفال المسلمين وهم تحت الأنقاض ،، إن الحديث عن كوكبة الشهداء ليبعث الطمأنينة الى القلب المؤمنة وأي شرف أعظم من أن ينال المسلم شرف الشهادة وقد باع نفسه لله ، وأي عزة ينالها من تقبله الله مع الشهداء والصالحين ،،
نعم انه حديثي مع كوكبة الشهداء الذين تركوا هذه الحياة بعز ،،
قد تقولون لقد كبرت المسألة ! فأقول : لا والله ، إنني أتعجب من سكوت العلماء عما يجري ويحدث لأهل السنة في العراق وفلسطين ،، نعم إخوتي : لقد عقدت مؤتمرات كثيرة لعلماء الأمة في أحداث حدثت : لكننا لم نسمع ولو صوتا مدويا يعزي أهل السنة المظلومين ويشحذ هممهم ويوجههم ، نعم وكأن العراق وفلسطين وأفغانستان باتت دول لا صلة لها بالإسلام وأهل الإسلام ،،،
استغاثات : وصيحات ورسائل موجهة من المنكوبين في العراق وفلسطين الى علماء الأمة وأهل الحل والعقد : فلا جواب !!
إنني لا أقول هذا الكلام يائسا : لا والله لكن أقول حقيقة ومرض عضال مع الأسف أصاب جسد الأمة فأنهكها وأثخن بها الجراح : إنني والله استحي أن اكتب هذه الكلمات لأبرأ بها الذمة يوم يسألنا الله عن خذلاننا لإخواننا في العراق وفلسطين وأفغانستان ،،
إن كلماتي ليست شعرا ولا فلم ولا مسرحية !! إن كلماتي هذه تنبع من واقع اليم نعيشه ونتذوق مرارته ، إن كلماتي هذه ليست أساطير ولا شطحات اسطرها لانتقد بها هذا وذاك ! لا إنها كلمات يتكلم بها المسلم البسيط في بيته وبين أهله وأصدقائه ولا يسمع لها جوابا ولا حلا،،،
لذا وبعد التجائنا الى الله وحده وسؤاله النصر والتمكين : أحببت أن أقف قليلا وأتكلم مع كوكبة الشهداء وموكب العزة الذين تركوا هذه الدنيا بعد أن صدعوا بالحق وأشهروا سيوفهم مدافعين عن هذا الدين ،،، نعم أحببت أن يتكلم قلبي مع الشهداء في زمن انقلبت به الموازين وأصبح الحق باطلا والباطل حق ونطق الرويبضة وسموا من جاهد في سبيل الله : (متهورا) والناطق بالحق : (مفسدا) ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .
نعم أيها الشهداء لقد فزتم،،
نعم أيها الشهداء إنها العزة في زمن الهزيمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل))[2].
رحمكم الله يا شهداء الأمة
اللهم انصرنا على القوم الكافرين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
للأخ العراقي أحمد الراوي
من موقع نور الإسلام
--------------------------------------------------------------------------------
[1] رواه الترمذي وقال الألباني : حسن .
[2] رواه البخاري .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على شيد المرسلين وعلى اله وأصحابه ومن سار على هديهم الى يوم الدين .
وبعد :
لا تزال امة الإسلام في حيرة ،،
ولا يزال أهل الإسلام في العراق وأفغانستان وفلسطين يستغيثون ،، ولازال الصمت مطبقا ،، والقلوب نائمة ،، وشباب المسلمين مشغولون بالنقاش السقيم الذي لا يسمن من جوع ،، هناك في الأرض الملتهبة وجيوش الكفار تسرح وتمرح وتنزل حقدها الأسود على المسلمين ،،، هناك تتوجه أنظار الغيورين من أبناء هذه الأمة وتتوجع قلوبهم على ما يجري ،،، نعم بعيدا عن حفلات الغناء ومؤتمرات التجارة وملاعب الكرة ، وحفلات افتتاح القصور والفنادق ،،، نعم بعيدا عن كل هذا تتوجه الأنظار المخلصة إلى بلدان المسلمين المسلوبة ،،،
هذه المرة لن اكتب الى الأمة التي هي فوق الأرض تمشي وتأكل وتنام ! لا هذه المرة سأكتب لأبطال العزة وقادة التضحية ، نعم اكتب وأتحدث مع صناع المجد الذين تركوا هذه الدنيا الفانية بشرف : نعم سأكتب هذه المرة الى كوكبة الشهداء موكب التضحية والبذل والعطاء ، اكتب لهم وأتحدث معهم ، بعد أن قل الأبطال فوق الأرض وضعفت الهمم وخاف الناس من الكلام !
حرت مع من أتكلم وسط هذه النكبات التي تصيب الأمة !! عوائل بأكملها تهدم بيوتها فوق رؤوسها بقنابل الكفار في العراق ولا ينجوا منها سوى طفل لا يتجاوز عمره الثانية عشر فينظر من حوله فإذا بأمه قد فارقت الحياة ! أمه التي سهرت الليالي وهي تحرسه ينظر إليها اليوم ولا أحد يحرسها !! وتتساقط دموعه ويتعالى صراخه بين امة المليار فلا منجد له ولا من يثأر لامه !! فينظر مرة أخرى فيرى والده قد غطى دم الشهادة وجهه وصعدت روحه الى السماء ؛ فيبكي ويتذكر خشونة يدي والده من كثرة الكد والعمل ليجلب لهم لقمة العيش في الصباح ويتذكر صوته الشدي في الليل وهو يدارسه كتاب الله : فتذرف دموع الابن ويبكي بين امة المليار فلا يسمع صوتا ،، وحوله إخوانه الذين كانوا يدافعون عنه في المدرسة قد لحقوا بأمه وأبيه وبقى وحيدا مع غثاء السيل ،،
والمشهد نفسه في فلسطين والشيشان وأفغانستان : مع هذه الأحزان وهذه الجرائم العلنية لم نسمع كلمات المواساة وشحذ الهمم ممن علقنا الآمال عليهم ،،في وسط هذا السكوت العجيب من المسلمين لما يحدث في العراق وأفغانستان والشيشان وفلسطين حرت مع من أتكلم بعد دعاء الله سبحانه أن يفرج عنا ما نحن فيه ،، فمنهم الساكت وكأنه لم يسمع شيئا ! ومنهم المتكلم وهما على صنفين : احدهما قد صدع بالحق ودافع عن المسلمين وشحذ هممهم وهم قليل ، وصنف آخر تكلم ويا ليته لم يتكلم فلم يزد الأمة إلى جراحا فوق جراحها ،، وقد قلت قد اعذرهم فالقوم قد انشغلوا في الردود بعضهم على بعض فنسوا الأمة المجروحة ! وفي حينها تذكرت أيام العلامة ابن باز والعثيمين ، يوم أن كانت بياناتهم مدوية في سماء الأمة تشحذ همم المجاهدين والمسلمين في أفغانستان والشيشان والبوسنة وتستنكر صمت الدول الإسلامية ،، نعم تذكرت هذين العلمين رحمهما الله .
وبعد ذلك قررت الحديث مع كوكبة العزة كوكبة الشهداء الذين باعوا أنفسهم لله وضحوا بدمائهم وأموالهم وأهلهم في سبيل الله ، نعم تذكرت أولئك الذين وقفوا كالجبال في وجه الكفر والطغيان وتحدثت معهم حديث القلب الى القلب وانأ أتذكر حديث جابر بن عبد الله حيث قال : (( لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي يا جابر ما لي أراك منكسرا ؟ قلت يا رسول الله استشهد أبي قتل يوم أحد وترك عيالا ودينا قال أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك ؟ قال قلت بلى يا رسول الله قال ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب وأحيا أباك فكلمه كفاحا فقال يا عبدي تمن علي أعطك قال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية قال الرب عز وجل إنه قد سبق مني ((أنهم إليها لا يرجعون)) قال وأنزلت هذه الآية : (( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)) (آل عمران: 169)[1]
(يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية) الله اكبر ما هذه الكلمات وما هذه العزة وما هذا الشرف ، نعم والله لقد نالوا العزة والشرف ،، فليت شعري ماذا يقول أولئك الأبطال لو رأوا امة الإسلام وهي تساق من قبل عباد الصليب ،، ماذا يقولون لو رأوا أطفال المسلمين وهم تحت الأنقاض ،، إن الحديث عن كوكبة الشهداء ليبعث الطمأنينة الى القلب المؤمنة وأي شرف أعظم من أن ينال المسلم شرف الشهادة وقد باع نفسه لله ، وأي عزة ينالها من تقبله الله مع الشهداء والصالحين ،،
نعم انه حديثي مع كوكبة الشهداء الذين تركوا هذه الحياة بعز ،،
قد تقولون لقد كبرت المسألة ! فأقول : لا والله ، إنني أتعجب من سكوت العلماء عما يجري ويحدث لأهل السنة في العراق وفلسطين ،، نعم إخوتي : لقد عقدت مؤتمرات كثيرة لعلماء الأمة في أحداث حدثت : لكننا لم نسمع ولو صوتا مدويا يعزي أهل السنة المظلومين ويشحذ هممهم ويوجههم ، نعم وكأن العراق وفلسطين وأفغانستان باتت دول لا صلة لها بالإسلام وأهل الإسلام ،،،
استغاثات : وصيحات ورسائل موجهة من المنكوبين في العراق وفلسطين الى علماء الأمة وأهل الحل والعقد : فلا جواب !!
إنني لا أقول هذا الكلام يائسا : لا والله لكن أقول حقيقة ومرض عضال مع الأسف أصاب جسد الأمة فأنهكها وأثخن بها الجراح : إنني والله استحي أن اكتب هذه الكلمات لأبرأ بها الذمة يوم يسألنا الله عن خذلاننا لإخواننا في العراق وفلسطين وأفغانستان ،،
إن كلماتي ليست شعرا ولا فلم ولا مسرحية !! إن كلماتي هذه تنبع من واقع اليم نعيشه ونتذوق مرارته ، إن كلماتي هذه ليست أساطير ولا شطحات اسطرها لانتقد بها هذا وذاك ! لا إنها كلمات يتكلم بها المسلم البسيط في بيته وبين أهله وأصدقائه ولا يسمع لها جوابا ولا حلا،،،
لذا وبعد التجائنا الى الله وحده وسؤاله النصر والتمكين : أحببت أن أقف قليلا وأتكلم مع كوكبة الشهداء وموكب العزة الذين تركوا هذه الدنيا بعد أن صدعوا بالحق وأشهروا سيوفهم مدافعين عن هذا الدين ،،، نعم أحببت أن يتكلم قلبي مع الشهداء في زمن انقلبت به الموازين وأصبح الحق باطلا والباطل حق ونطق الرويبضة وسموا من جاهد في سبيل الله : (متهورا) والناطق بالحق : (مفسدا) ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .
نعم أيها الشهداء لقد فزتم،،
نعم أيها الشهداء إنها العزة في زمن الهزيمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل))[2].
رحمكم الله يا شهداء الأمة
اللهم انصرنا على القوم الكافرين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
للأخ العراقي أحمد الراوي
من موقع نور الإسلام
--------------------------------------------------------------------------------
[1] رواه الترمذي وقال الألباني : حسن .
[2] رواه البخاري .