إعلانات المنتدى


الرَّوضَة النَّدِيَّة شرح المقدمة الآجُرُّوميَّة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

المالكي المصري

عضو كالشعلة
5 أكتوبر 2009
432
4
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

الحلقة التاسعة
9, 10. (فاء السببية) و(واو المعية):
- فاء السببية: هي التي يقصد بها كون ما قبلها سببًا لما بعدها.
خرج بهذا: الفاء العاطفة, والفاء الاستئنافية.
- واو المعية: هي التي تفيد معنى (مع) ويكون ما بعدها وما قبلها واقعَيْن في زمن واحد.
خرج بهذا: الواو التي لمجرد العطف, والواو الاستئنافية.
ولكن بشرط أن تقع فاء السببية أو واو المعية في جواب نفيٍ محضٍ أو طلبٍ بالفعل.
فينصَب الفعلُ المضارع إذا اقترن بفاء السببية أو واو المعية على الشرط المذكور.
س: ماذا يشمل الطلبُ؟
ج: يشمل: الأمر والدعاء والنهي والاستفهام والعرض والتحضيض والتمني والرجاء.
س: تحصّل عندنا أن فاء السببية أو واو المعية إذا كانتا جوابًا لواحد مِن أمور تسعة؛ فإنه يُنصَبُ الفِعلُ بهما, هل جمعت هذه الأمور كلها في أبيات؟
ج: جمعت في بيت واحد, هو (وقد لوّنتُ النفي بلون, ولونت الطلب –بأنواعه- بلون آخر):
مُرْ, وادعُ, وانْهَ, وَسَل, واعرِضْ, لِحَضِّهِمُ ~~~ تَمَنَّ, وَارْجُ, كذاك النفيُ قد كمُلا
س: ائت بتوضيح ومثال لكل واحد مِن هذه الأمور التسعة؟
ج: 1. النفي:
مثال للاقتران بفاء السببية:
قال تعالى: "لا يقضى عليهم فيموتوا".
(يموتوا) فعل مضارع منصوب بفاء السببية, وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة, والواو فاعل.
مثال للاقتران بواو المعية:
لا تترك ناقتك وتهربَ منك.
(تهرب) فعل مضارع منصوب بواو المعية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
2. الأمر:
تعريفه: هو الطلب الصادر من العظيم لمن هو دونه.
مثال للاقتران بفاء السببية:
أسلِم فتدخلَ الجنة.
(تدخل) فعل مضارع منصوب بفاء السببية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
مثال للاقتران بواو المعية:
ذاكر وتنجحَ.
(تنجح) فعل مضارع منصوب بواو المعية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
3. الدعاء:
تعريفه: هو الطلب الموجه من الصغير إلى العظيم.
مثال للاقتران بفاء السببية:
رب وفقني فأعملَ صالحًا.
(أعمل) فعل مضارع منصوب بفاء السببية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
مثال للاقتران بواو المعية:
رب اهدني وأعملَ الخير.
(أعمل) فعل مضارع منصوب بواو المعية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
4. النهي:
تعريفه: هو قول يتضمن طلب الكف على وجه الاستعلاء بصيغة مخصوصة هي المضارع المقرون بلا الناهية، مثل: {لا تفعَلْ}.
خرج بقولنا: (طلب الكف): الأمر؛ لأنه طلب فعل.
وخرج بقولنا: (على وجه الاستعلاء): الالتماس والدعاء وغيرهما مما يستفاد من النهي بالقرائن.
وخرج بقولنا: ( بصيغة مخصوصة هي المضارع ... الخ): ما دل على طلب الكف بصيغة الأمر, مثل: دع، اترك، كف، ونحوها؛ فإن هذه وإن تضمنت طلب الكف لكنها بصيغة الأمر فتكون أمراً لا نهيًا.
وقد تخرج صيغة النهي عن معناها الأصلي إلى معانٍ أُخَرَ تُفهم من المقام والسياق, كالالتماس والدعاء ... .
مثال للاقتران بفاء السببية:
قال تعالى: {ولا تطغوا فيه فيحلَّ عليكم غضبي}.
(يحل) فعل مضارع منصوب بفاء السببية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
مثال للاقتران بواو المعية:
لا تسرحْ في الدرسِ ويفوتَك.
(يفوت) فعل مضارع منصوب بواو المعية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
5. الاستفهام (هي من قول الناظم: "سل", وهي بمعنى: "اسأل" -أي: "استفهِمْ"-):
مثال للاقتران بفاء السببية:
فهل لنا مِن شفعاء فيشفعوا لنا.
(يشفعوا) فعل مضارع منصوب بفاء السببية, وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة, والواو فاعل.
مثال للاقتران بواو المعية:
هل ذاكرتَ درس النحو وأناقشَك فيه.
(أناقش) فعل مضارع منصوب بواو المعية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
6. العَرْض:
تعريفه: هو طلب برفق ولين.
مثال للاقتران بفاء السببية:
ألا تنامُ فتستريحَ من تعب السفر.
(تستريح) فعل مضارع منصوب بفاء السببية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
مثال للاقتران بواو المعية:
ألا تزورُنا ونكرمَك.
(نكرم) فعل مضارع منصوب بواو المعية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
7. التحضيض:
تعريفه: هو طلب مع حثٍّ وإزعاج.
مثال للاقتران بفاء السببية:
هلا أدبتَ ولدكَ فيستقيمَ.
(يستقيم) فعل مضارع منصوب بفاء السببية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
مثال للاقتران بواو المعية:
هلا أديتَ واجبَك ويشكرَك أبوك.
(يشكر) فعل مضارع منصوب بواو المعية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
8. التمني:
تعريفه: هو طلب ما يستحيل أو يتعسَّر حصوله.
مثال للاقتران بفاء السببية:
ألا ليتَ الشبابَ يعودُ يومًا ~~~ فأخبرَه بما فعل المشيبُ.
(أخبر) فعل مضارع منصوب بفاء السببية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
هذا يتعذر –أي: يستحيل- حصوله, فعَوْدُ أيام الشباب على مَن اشتعل رأسه شيبًا هو أمر مستحيل.
مثال للاقتران بواو المعية:
ليتَ لي مالًا وأحجَّ منه
(أحج) فعل مضارع منصوب بواو المعية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
هذا لا يستحيل الحصول عليه, ولكن يتعسَّر؛ لأنه كم من فقير صار غنيًّا.
9. الرجاء:
تعريفه: هو طلب ما يقرب حصوله.
مثال للاقتران بفاء السببية:
لَعَلَّ الله يشفيني من الصداع فأخرجَ إلى المسجد لأصلي مع الجماعة.
(أخرجَ) فعل مضارع منصوب بفاء السببية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
مثال للاقتران بواو المعية:
لعل الله يوفقني في الامتحان وأنجحَ.
(أنجح) فعل مضارع منصوب بواو المعية, وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
تنبيه: الأصل أن يكون التعبير عن التمني بـ(ليت), وأن يكون التعبير عن الترجي بـ(لعل).
ولكن قد يكون العكس؛
قد تأت (لعل) في أمر مستحيل, مثل: "يا هامان ابنِ لي صرحًا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلعَ إلى إله موسى".
هذا مستحيل, فهذا إذَن ليس ترجٍّ, بل تمنٍّ لكنه بـ(لعل).
 

المالكي المصري

عضو كالشعلة
5 أكتوبر 2009
432
4
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

الحلقة العاشرة
قبل أن أبدأ أود التنبيه على أنني في باب الجوازم وما بعده قد أقتصر في المثال على بيان شيء معين دون أن أعربه إعرابًا وافيًا.
وقد أقتصر عند إعراب الأمثلة على إعراب الشاهد, وقد أزيد على هذا, وقد أعرب المثال بأكمله, قد أنْشَطُ لهذا وقد أنشَطُ لذاك وقد لا أنشط لأيٍّ منهما فأقتصر حينئذ على إعراب الشاهد, وغرضي من إعراب ما زاد عن الشاهد هو أن تتمرنوا على الإعراب أكثر؛ فإنه قد ثبت عندي بالتجربة أنه كلما ازداد مرورُ إعرابِ شيءٍ ما على الشخصِ؛ فإنه قد يرسخ في ذهنه إعرابُه أكثرَ مما لو رآه في موضع واحد ودرَسه في هذا الموضع الواحد, ومع هذا فإنني لَن أحرِمَ الذي يريد أن يقتصر على الشاهد مِن الاستفادة, فقد يمل عندما يرى الكلام كثيرًا وهو لمَّا يعوِّدْ نفسَه على الإعراب, لذا سأضع عند إعراب الأمثلة -عندما أطيل في الإعراب قليلاً أو كثيرًا- خطًّا تحت الشاهد أو على الشيء المراد بيانه؛ لكي يقتصر عليه مَن لا يريد الإطالة.
جوازم الفعل المضارع:
الجوازم: جمع جازم, وجمعَ (جازم) –وهو مذكَّر- على (جوازم)؛ لأنه لغير العاقل.
وجوازم الفعل المضارع –كما سبق- عددُها ثمانية عشر جازمًا, وقد جمعَها الشنقيطي جمعًا جيدًا بقوله:
وجَزمُهُ إذا أرَدْتَ الجزْمـــا ~~~ بلمْ ولَمّا وألَمْ أَلَـــــمّا
ولامِ الأمرِ والدُّعاءِ ثُـــمَّ لا ~~~ في النَّهيِ والدُّعاء نِلْتَ الأمَـلا
وإن ومَا ومَنْ وأنَّى مَهْـــمَا ~~~ أي متى أيّان أيْنَ إذْمَــــا
وَحيْثُما وكَيْفَمَا ثُــــمَّ إذا ~~~ في الشِّعْرِ لا في النَّثْرِ فادْرِ المَأخَذَا
هذه الجوازم تنقسم إلى قسمين:
- قسم يجزم فعلًا واحدًا (وهي التي احتوى عليها البيت الأول والبيت الثاني).
- قسمًا يجزم فعلين (وهي التي احتوى عليها البيت الثالث والبيت الرابع).
فائدة: الجوازم التي تجزم فعلًا واحدًا؛ كلُّها حروف بإجماع النحاة.
أمّا الجوازم التي تجزم فعلَيْنِ فهي على أربعة أنواع:
النوع الأول: ما هو حرف بالاتفاق, ويضم هذا النوع: (إن) فقط.
النوع الثاني: ما هو اسم بالاتفاق, ويضم هذا النوع: (مَن) و(ما) و(أيُّ) و(متى) و(أيّان) و(أين) و(أنّى) و(حيثما) و(كيفما) و(إذا –في الشعر خاصةً).
النوع الثالث: ما اختلف في أنه اسم أو حرف, ولكن الأصح أنه حرف, ويضم هذا النوع: (إذما) فقط.
النوع الرابع: ما اختلف في أنه اسم أو حرف, ولكن الأصح أنه اسم, ويضم هذا النوع: (مهما) فقط.
أولًا: الأدوات التي تجزم فعلًا واحدًا:
1. (لَمْ): وهي حرف نفي وقلب وجزم.
س: لماذا سميت "حرف نفي"؟
ج: لأنها تحوِّل الجملة الثبوتية إلى منفية.
فائدة: نفيُها نفيٌ بلا توقُّعٍ للمَنفي.
س: لماذا سميت "حرف قلب"؟
ج: لأنها تقلب معنى الفعل للمضيّ.
س: لماذا سميت "حرف جزم"؟
ج: لأنها تجزِم الفعل.
نكتة: الألف واللام الملونة باللون البرتقالي هي للعهد الذِّكْري, فنحن الآن بصدد الكلام عن الفعل المضارع, فالفعل المرادُ إذَن هو الفعل المضارع.
س: هل من مثال يوضح كيف تعملُ (لم)؟
ج: إذا قلنا: "يأتي الأستاذُ"؛ (يأتي) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل, و(الأستاذ) فاعل مرفوع بالفعل وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
هذه الجملة:
1. مثبَتة.
2. الفعل فيها مجردٌ عن قرينةٍ تعينه للحال أو للاستقبال, وعليه فيبقى الفعل محتملًا لهما.
3. الفعل فيها مرفوع.
عندما دخلتْ لَم على الفعل؛ حديث ما يأتي:
1. صارت الجملة منفية بعد أن كانت ثبوتية.
2. قلَبَتْ (لم) الفعل إلى الماضي؛ فإنها نفَتْ إتيان الأستاذ فيما مضى.
3. جُزِمَ الفعل.
فهذا معنى عمَلِ (لم)؛ نفي وقلب وجزم, وإن شئت فقل: نفي وجزم وقلب.
س: أعرب الجملة بعد أن تدخل عليها (لم).
ج: "لَمْ يأتِ الأستاذ", (يأتِ): فعل مضارع مجزوم بـ(لم), وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها؛ لأنه فعل معتل الآخر.
2. (لَمَّا): وهي حرف نفي وقلب وجزم.
فائدة: نفيُ (لمّا) نفيٌ بتوقُّعِ المَنفي.
س: هل ثمّ فرقٌ بينها وبين (لَمْ)؟
ج: نعم, قال الأشموني -في شرحه لألفية ابن مالك/ باب عوامل الجزم-: يشتركان في الحرفية والاختصاص بالمضارع والنفي والجزم وقلب معنى الفعل للمضي .... ثم أخذ يذكر فروقًا بينهما, مَن رام التفصيل فليطلع على كلامه.
س: مَثِّل لـ"لما".
ج: قال تعالى: "بل لمّا يذوقوا عذابِ", فـ(يذوقوا): فعل مضارع مجزوم بـ(لما), وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة, والواو فاعل.
3. (أَلَمْ): المؤلف جعلها كلها أداةً واحدة؛ تسهيلًا على المبتدئ, وعليه نقول: (ألم) هي حرف نفي وقلب وجزم.
وكلام صاحب التحفة مختصَر أيضًا وسهل على المبتدئ, لا بأس مِن أن نَذكرَه, قال:
هي (لم) زيدَت عليها همزة التقرير.
وعليه نقول في إعراب (ألم): الهمزة للتقرير, و(لم) حرف نفي وقلب وجزم.
س: ما معنى التقرير؟
ج: هو حمل المخاطَب على الإقرار بما بعد حرف النفي –وهو (لم) هنا-.
فالهمزة خرجَت عن الاستفهام إليه, ولا يجاب إلا بـ(بلى).
س: مَثِّل لـ"ألم" بمثالين, وأعرب أحدَهما على كلام الماتن, وأعرب الآخرَ على كلام صاحب التحفة.
ج: المثال الأول: قال تعالى: "ألم نشرحْ لك صدرك", الشاهد: "ألم نشرح", نقول: (ألم): حرف نفي وقلب وجزم, و(نشرح): فعل مضارع مجزوم بـ(ألم), وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره.
المثال الثاني: قال تعالى: "ألم نهلك الأولين", الشاهد: (ألم نهلك), نقول: (ألم): الهمزة للتقرير, و(لم) حرف نفي وقلب وجزم, و(نهلك): فعل مضارع مجزوم بـ(لم), وعلامة جزمه السكون على الكاف وحرِّكَ لالتقاء ساكنين.
4. (أَلَمَّا): المؤلف جعلها كلها أداةً واحدة –أيضًا-؛ تسهيلًا على المبتدئ, وعليه نقول: (ألما) هي حرف نفي وقلب وجزم.
وقال صاحب التحفة: هي (لمَّا) زيدَت عليها همزة التقرير.
وعليه نقول في إعراب (ألما): الهمزة للتقرير, و(لما) حرف نفي وقلب وجزم.
س: مَثِّل لـ"ألما" بمثالين, وأعرب أحدَهما على كلام الماتن, وأعرب الآخرَ على كلام صاحب التحفة.
ج: المثال الأول: "ألما أُحسنْ إليك؟", الشاهد منه: (ألما أُحسنْ), نقول: (ألما): حرف نفي وقلب وجزم, و(أُحسن): فعل مضارع مجزوم بـ(ألما), وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره.
المثال الثاني: "ألما يضربْ زيد", الشاهد منه: (ألما يضرب), نقول: (ألما): الهمزة للتقرير, و(لما) حرف نفي وقلب وجزم, و(يضرب): فعل مضارع مجزوم بـ(لما), وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره.
5. (لام الأمر): يعني اللام الدالة على الأمر.
س: مثّل بمثال.
ج: قال تعالى: "ثم ليقضوا تفثهم", الشاهد: "ليقضوا", نقول: اللام لام الأمر, و(يقضوا): فعل مضارع مجزوم بـلام الأمر, وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة.
س: لماذا سُكِّنَتْ لام الأمر هنا؟
ج: لام الأمر تكون مكسورة إلا إذا سبقتها الواو أو الياء أو ثم فإنها تسكن حينئذ.
س: ائت بمثال لا تكون فيه لامُ الأمر ساكنةً.
ج: قال تعالى: "لينفقْ ذو سعة من سعته", الشاهد: "لينفق", نقول: اللام لام الأمر, و(ينفق): فعل مضارع مجزوم بـلام الأمر, وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره.
6. (لام الدعاء): يعني اللام الدالة على الدعاء.
تنبيه: كل من الأمر والدعاء يقصَد به طلب حصول الفعل طلبًا جازمًا, والفرق بينهما أن الأمر يكون من الأعلى للأدنى, وأما الدعاء فيكون من الأدنى للأعلى.
س: مثل للام الدعاء بمثال.
ج: "ربِّ لِتغفرْ لي", الشاهد منه: "لتغفر", نقول: اللام لام الدعاء, و(تغفر): فعل مضارع مجزوم بـلام الدعاء, وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره.
7. (لا الناهية):
س: لِمَ فرَّقَ الماتن بين التعبيريْن فقال: "لام الأمر والدعاء", وقال: "لا في النهي والدعاء"؟
ج: قد سبق لنا أن قلنا: إن الكلمة التي تتكون من حرفين فأكثر؛ يُنطَق بلفظها, والكلمة المكونة من حرف واحد ينطق باسمها.
فهنا: الأولى حرف واحد, والثانية حرفان.
بخلاف ما إذا كانت الكلمة فعلاً؛ فإن الفعل ينطَق به بلفظه ولو كان على حرف واحد, مثل: (قِ) –فعل أمر من "وقى"- و(عِ) –فعل أمر من "وعى"- و(فِ) -فعل أمر من "وفى"- و(رَ) -فعل أمر من "رأى"-.
س: مثل لـ(لا الناهية) بمثال.
ج: "لا تُهمِلْ دروسك", الشاهد منه: "لا تهمل", نقول: (لا) ناهية جازمة, و(تهمل): فعل مضارع مجزوم بـ(لا الناهية), وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره.
8. (لا الدعائية):
كل من النهي والدعاء يقصد به طلب الكف عن الفعل وتركه, والفرق بينهما: أن النهي يكون من الاعلى للأدنى, والدعاء يكون من الأدنى للأعلى.
س: مثل لـ(لا الدعائية) بمثال.
ج: قال تعالى: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ", الشاهد: ما لُوِّنَ باللون الأحمر, لنعرب ما لوِّن:
"لا تؤاخذنا", نقول: (لا) دعائية جازمة, و(تؤاخذ): فعل مضارع مجزوم بـ(لا الدعائية), وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره "أنتَ", و(نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
"لا تحمل", نقول: (لا) دعائية جازمة, و(تَحْمِلْ): فعل مضارع مجزوم بـ(لا الدعائية), وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره "أنتَ", و(نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
"لا تحملنا", نقول: (لا) دعائية جازمة, و(تُحَمِّلْ): فعل مضارع مجزوم بـ(لا الدعائية), وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره "أنتَ", و(نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
ثانيًا: الأدوات التي تجزم فعلين:
ويسمى أولُ الفِعْلَيْنِ: (فعل الشرط), ويسمى ثانيهما: (جواب الشرط).
س: هل هي دائمًا تجزم فعلين؟
ج: لا, هذا على الأغلب, وإلا فقد تجزم فعلًا واحدًا وجملةً.
س: مثل ماذا؟
ج: وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين".
فـ (وقالوا) الواو على حسب ما قبلها, (قال) فعل ماضٍ مبني على الضم؛ لاتصاله بواو الجماعة, وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل, والألف فارقة, (مهما) اسم شرط جازم يجزم فعلين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ, (تأتِ) فعل مضارع مجزوم بـ(مهما) وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها, وهو فعل الشرط, والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنت), (نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به, (به) الباء حرف خفض, والهاء ضمير متصل مبني على السكون في محل خفض بحرف الخفض, والخافض والمخفوض متعلقان بالفعل (تأتِ), (مِن) حرف خفض مبني على السكون, (آية) اسم مخفوض بـ(من) وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة تحت آخره, والخافض والمخفوض متعلقان بمحذوف حال من الضمير في (به), (لتسحرَنا) اللام لام التعليل, (تسحرَ) فعل مضارع منصوب بلام التعليل وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره, وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنت), و(نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به, (بها) الباء حرف خفض, و(ها) ضمير متصل مبني على السكون في محل خفض بحرف الخفض, والخافض والمخفوض متعلقان بالفعل (تسحر), (ف) واقعة في جواب الشرط, (ما) نافية تعمل عمل ليس ترفع المبتدأ وتنصب الخبر, (نحن) ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع اسم (ما), (لك) خافض ومخفوض متعلقان بـ(مؤمنين) وقُدِّما –مع أن حقَّهما التأخير- لإفادة الحصر, (بمؤمنين) الباء صلة (وهي الزائدة –كما مر معنا فيما نقلته عن ابن هشام- ولكن تأدبا مع القرآن نقول: صلة. والمراد من زيادتها: التوكيد), و(مؤمنين) خبر (ما) منصوب بها وعلامة نصبه ياء مقدرة في آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالياء المجلوبة لأجل ححرف الجر الزائد, وخبر (مهما) هو فعل الشرط, والجملة من (ما) واسمِها وخبرِها في محل في محل جزم جواب الشرط, وجملة (مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين) في محل نصب مفعول به؛ لأنها مقول القول.
سبق وأن قلنا: إنّ الجوازم التي تجزم فعلَيْنِ هي على أربعة أنواع:
النوع الأول: ما هو حرف بالاتفاق, ويضم هذا النوع: (إن) فقط.
النوع الثاني: ما هو اسم بالاتفاق, ويضم هذا النوع: (مَن) و(ما) و(أيُّ) و(متى) و(أيّان) و(أين) و(أنّى) و(حيثما) و(كيفما) و(إذا –في الشعر خاصةً).
النوع الثالث: ما اختلف في أنه اسم أو حرف, ولكن الأصح أنه حرف, ويضم هذا النوع: (إذما) فقط.
النوع الرابع: ما اختلف في أنه اسم أو حرف, ولكن الأصح أنه اسم, ويضم هذا النوع: (مهما) فقط.
سنبدأ الآن بتوزيعها على هذه الأنواع الأربعة.
النوع الأول من الأنواع الأربعة يضم أداةً واحدةً, هي: (إِنْ).
نقول: (إن) حرف شرط جازم يجزم فعلين.
س: مَثِّل لـ"إن".
ج: قال تعالى: "قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف", (إن) حرف شرط جازم يجزم فعلين, (ينتهوا) فعل مضارع –هو فعل الشرط- مجزوم بـ(إن) وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة, والواو فاعل, (يغفر) فعل مضارع مجزوم بـ(إن) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو جواب الشرط.
والنوع الثاني من الأنواع الأربعة يضم تسع أدوات, هي:
8. (مَن):
س: مَثِّل لها.
ج: "من يذاكِرْ ينجَحْ", (من) اسم شرط جازم يجزم فعلين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ, (يذاكر) فعل مضارع مجزوم بـ(من) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو فعل الشرط, والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره (هو), (ينجح) فعل مضارع مجزوم بـ(من) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو جواب الشرط, وجملة فعل الشرط في محل رفع خبر للمبتدأ (لأن اسم الشرط إذا وقع مبتدأ يكون خبرُه فعلُ الشرط –على الأصح-).
9. (مَا):
س: مَثِّل لها.
ج: قال تعالى: "وما تفعلوا من خير يعلمه الله", الواو على حسب ما قبلَها, (ما) اسم شرط جازم يجزم فعلين مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لـ"تفعلوا", (تفعلوا) فعل مضارع -وهو فعل الشرط- مجزوم بـ(ما) وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الافعال الخمسة, وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل, (مِن) حرف خفض مبني على السكون لا محل له من الإعراب, (خير) اسم مخفوض بـ(مِن) وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره, والخافض والمخفوض متعلقان بمحذوف حال, (يعلمه): (يعلم) فعل مضارع مجزوم بـ(من) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدَّم, ولفظ الجلالة فاعل مؤخر مرفوع بالفعل وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
س: كيف تميز إعراب اسم الشرط؟ فتارة يعرب مبتدأ وتارة مفعول به وتارة ظرف...., فهل هناك ضابط لهذا؟
ج: إذا كان ظرفًا؛ فمحله النصب على الظرفية بفعل الشرط, إلا (إذا)؛ فإن العامل فيها: جوابُها –على قول الأكثر-, وعند المحققين: شرطُها.
وما أُريدَ به المصدرُ كـ(مهما تكرم زيدًا أكرمه) بمعنى (أي إكرام) فمحله نصب على المفعول المطلق بفعل الشرط.
وإن كان الفعل مسندًا إلى ضميره أو إلى فاسم الشرط مبتدأ.
وإن كان الفعل واقعًا على ضمير اسم الشرط فاسم الشرط مفعول به.
وإن كان واقعًا على ضمير مشتغلًا به عنه فمبتدأ –على الأرجح-, أو مفعول به على الاشتغال, ويقدر العامل فعلًا بعد اسم الشرط.
هذا الكلام ذكره محمد بن أحمد الأهدل في كتابه (الكواكب الدرية), وقد نقلتُه عنه بتصرف واختصار, وكلامه على سبيل التقريب لا الحصر.
10. (متى):
س: مَثِّل لها.
ج: "متى تجلسْ أجلسْ", (متى) اسم شرط جازم يجزم فعلين مبني على السكون في محل نصب على الظرفية, والعامل فيه (تجلس), (تجلس) فعل مضارع مجزوم بـ(متى) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو فعل الشرط, والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنتَ), (أجلس) فعل مضارع مجزوم بـ(متى) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو جواب الشرط, وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنا).
11. (أيّ):
س: مَثِّل لها.
ج: "أيَّ مكان تذهبْ أذهبْ", (أي) اسم شرط جازم يجزم فعلين في محل نصب مفعول به مقدم لـ"تذهب", وهي مضاف, و(مكان) مضاف إليه مخفوض بالمضاف وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة تحت آخره, (تذهب) فعل مضارع -وهو فعل الشرط- مجزوم بـ(أي) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنتَ), (أذهب) فعل مضارع مجزوم بـ(أي) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنا).
12. (أيَّانَ):
س: مَثِّل لها.
ج: "أيان تجلسْ أجلسْ", (أيان) اسم شرط جازم يجزم فعلين وهو مفعول فيه مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية الزمانية, (تجلس) فعل مضارع مجزوم بـ(أيان) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو فعل الشرط, وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنتَ), (أجلس) فعل مضارع مجزوم بـ(أيان) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو جواب الشرط, وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنا).
يجوز أن نقول: "أيان ما تجلس أجلس" (ما) يجوز إثباتها وحذفها.
13. (أين):
س: مَثِّل لها.
ج: قال تعالى: "أينما يوجهه لا يأت بخير", (أين) اسم شرط جازم يجزم فعلين مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية المكانية, (ما) زائدة, ويقال فيها: صلة وتوكيد, (يوجهه): (يوجه) فعل مضارع مجزوم بـ(أينما) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو فعل الشرط, والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره (هو), (الهاء) –الثانية- ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به, (لا) نافية, (يأتِ) فعل مضارع مجزوم بـ(أينما) وعلامة جزمه حذف الياء والكسرة قبلها دليل عليها, وهو جواب الشرط, وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره (هو), (بخير): الباء حرف خفض, و(خير) اسم مخفوض بالباء وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة تحت آخره, والخافض والمخفوض متعلقان بالفعل (يأت).
س: في المثال سبقَت جوابَ الشرط (لا) النافيةُ, فهل تلغي تأثيرَ أداةِ الشرط على الفعل الذي سبقَتْهُ –سواء أكان فعلَ الشرط أم جوابَ الشرط-؟
ج: لا.
14. (أنَّى):
س: مَثِّل لها.
ج: "أنى تجلسْ أجلسْ", (أنى) اسم شرط جازم يجزم فعلين مبني على السكون في محل نصب على الظرفية, (تجلس) فعل مضارع مجزوم بـ(أنى) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو فعل الشرط, وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنت), (أجلس) فعل مضارع مجزوم بـ(أنى) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو جواب الشرط, وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنا).
15. (حيثما):
س: مَثِّل لها.
ج: "حيثما تستقمْ يقدِّرْ لك اللـ ـه نجاحًا في غابر الأزمان", (حيثما) اسم شرط جازم يجزم فعلين مبني على الضم في محل نصب على الظرفية, (ما) زائدة, (تستقم) فعل مضارع مجزوم بـ(حيثما) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو فعل الشرط, وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنتَ), (يقدِّر) فعل مضارع مجزوم بـ(حيثما) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو جواب الشرط, (لك) خافض ومخفوض متعلقان بـ(يقدر), لفظ الجلالة فاعل لـ(بقدر) مرفوع بالفعل وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره, (نجاحًا) مفعول به منصوب بالفعل وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره, (في) حرف خفض مبني على السكون, (غابر) اسم مخفوض وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره, وهو مضاف, و(الأزمان) مضاف إليه مخفوض بالمضاف وعلامة خفضه الكسرة الظاهرة على آخره, و(في غابر) الخافض والمخفوض متعلقان بـ(يقدر).
9. (كيفما):
س: مَثِّل لها.
ج: "كيفما تلعب ألعب", (كيفما) اسم شرط جازم يجزم فعلين مبني على الفتح في محل نصب على الحال, (ما) زائدة, (تلعب) فعل مضارع مجزوم بـ(كيفما) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو فعل الشرط, وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنت), (أجلس) فعل مضارع مجزوم بـ(كيفما) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو جواب الشرط, وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنا).
10. (إذا) في الشعر خاصةً؛ وذلك ضرورة, أما في غير الشعر فلا.
س: مَثِّل لها.
ج: "استغن ما أغناك ربك بالغنى ~~~ وإذا تصبْك خصاصةٌ فتجمَّلِ", إعراب العجز: (الواو) حرف عطف, (إذا) اسم شرط جازم يجزم فعلين في الشعر مبني على السكون في محل نصب على الظرفية, (تصبك): (تصب) فعل مضارع مجزوم بـ(إذا) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو فعل الشرط, والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به, (خصاصة) فاعل (تصب) مرفوع به وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره, والجملة من الفعل والفاعل في محل خفض بإضافة (إذا) إليها, (فتجمل): الفاء واقعة في جواب الشرط, (تجمل) فعل أمر مبني على السكون الظاهر على آخره وحُرِّكَ بالكسر للقافية, وفاعله ضمير مستتر وجوبًا تقديره (أنت), والجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل جزم جواب الشرط.
فهنا جزمت أداة الشرط فعلًا وجملة –كما سبقت الإشارة إلى هذا-.
والنوع الثالث من الأنواع الأربعة يضم أداةً واحدةً, هي: (إِذْما).
س: مَثِّل لها.
ج: "إذما تجلس أجلس", (إذما) حرف شرط جازم –على الصحيح- يجزم فعلين, (تجلس) فعل مضارع مجزوم بـ(إذما) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو فعل الشرط, و(أجلس) فعل مضارع مجزوم بـ(إذما) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو جواب الشرط.
والنوع الرابع من الأنواع الأربعة يضم أداةً واحدةً, هي: (مهْما).
س: مَثِّل لها.
ج: "ومهما تكُنْ عند امرئ من خليقةٍ وإن ~~~ خالها تخفى على الناس تُعلَمِ", (مهما) اسم شرط جازم –على الصحيح- يجزم فعلين, (تكن) فعل مضارع مجزوم بـ(مهما) وعلامة جزمه السكون الظاهر على آخره, وهو فعل الشرط, وأصل الفعل (تكون) ولكن حذفَت الواو قبل النون الساكنة لالتقاء ساكنين, (تعلَم) فعل مضارع وهو جواب الشرط مجزوم بـ(مهما) وعلامة جزمه السكون على الميم وحرك بالكسر مراعاةً للرويِّ –أي لآخر البيت-.
فائدة: قال الأشموني: هذه الأدوات في لحاق (ما) على ثلاثة أضرب:
1. ضرب لا يجزم إلا مقترنًا بها: وهو (حيث) و(إذ) -كما اقتضاه صنيع ابن مالك-, وأجاز الفراء الجزم بهما بدون (ما).
2. ضرب لا يلحقه (ما): وهو (من)، و(ما) و(مهما) و(أنَّى)، وأجازه الكوفيون في (من) و(أنَّى).
3. وضرب يجوز فيه الأمران: وهو (إن) و(أيّ)، و(متى)، و(أين) و(أيان)، ومنع بعضهم في أيان، والصحيح الجواز.
س: نعلم أنَّ الجزم يكون إذا كان فعل الشرط أو جوابه فعلًا مضارعًا, لكن إذا كان فعل الشرط أو جوابه فعلًا ماضيًا؛ ماذا يكون حكمه؟
ج: يبقى على بنائه ويكون في محل جزم.
س: هل من مثال؟
ج: "إن اجتهدَ زيد نجحَ", (إن) حرف شرط جازم يجزم فعلين, (اجتهد) فعل ماضٍ مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط, (نجح) فعل ماضٍ مبني على الضم في محل جزم جواب الشرط.
فوائد:
الفائدة الأولى: إن كان فعل الشرط ماضيًا وكان جوابه مضارعًا؛ فإنه يجوز في الجواب وجهان: الجزم والرفع.
الأصل هو الجزم, لكن إن رفعناه؛ فلا بأس.
ولكن نقول إذا رفَعناه: الجملة في محل جزم جواب الشرط؛ لأن الأداة تسلطت على الجملة لا على الفعل, ولهذا بقي الفعل مرفوعًا.
س: هل من مثال؟
ج: "إن نجَحْتَ أفرَح", هنا فعل الشرط ماضٍ وجواب الشرط مضارع, فيجوز في جواب الشرط –وهو: أفرح- الجزم أو الرفع.
ولكن إذا رفعناه
س: وإن كان فعل الشرط مضارعًا وكان جوابه ماضيًا؛ فهل يجوز في فعل الشرط الوجهان؟
ج: لا, إنما يجوز فيه الجزم فقط.
الفائدة الثانية: إذا كان جواب الشرط جملةً لا تصلح لمباشرة أداةِ الشرط؛ وجبَ اقترانُها بالفاء.
س: هل من ضابط يعرف به أنواع الجمل التي من هذا النوع؟
ج: نعم, إذا كان جواب الشرط جملة اسمية أو كان جواب الشرط دل على الطلب أو كان جواب الشرط فعلًا جامدًا أو كان جواب الشرط مقرونًا بـ(ما) أو كان جواب الشرط مُصَدَّرًا بـ(قد) أو كان جواب الشرط مصدّرًا بـ(لن) أو كان جواب الشرط مصدّرًا بالسين أو بسوف.
فهذه سبع حالات, وقد جمعَت في هذا البيت:
اسميّةٌ طَلَبيَّةٌ وبجامدٍ ~~~ وبما وقد وبِلَن وبالتنفيس
س: قولك: "أو كان جواب الشرط دل على الطلب" نرجو بيان هذه الجملة.
ج: تشمل هذه الحالة كل ما دل على طلب, كالأمر والنهي والاستفهام والدعاء ..... .
س: ما هو الفعل الجامد؟
ج: الفعل الجامد هو الذي لا يتصرف, مثل: ليس ونِعْمَ وبِئْسَ وعسى.
س: ما معنى: (التنفيس)؟
ج: التنفيس: أن يكون الجواب مصدّرًا بالسين أو بـ(سوف).
س: ولكن إذا اقترن الجواب بالفاء فكيف يكون الجزم؟
ج: يكون الجزم حينئذ محليًّا, يعني نقول: (الجملة في محل جزم), وقد مرَّ معنا مثلُ هذا في إعراب بعض الأمثلة السابقة.
س: إذا اقترن الجواب بالفاء فما إعراب الفاء؟
ج: نقول: الفاء رابطة للجواب.
س: ما معنى (رابطة للجواب)؟
ج: أي: تربط ما بعدها بما قبْلها.
س: هلا مثلت بمثال لكل نوع من الأنواع السابقة؟
ج: مثال على كون الجواب جملة اسمية:
"إن تجتهد فـأنت ناجح", (أنت) ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ, (ناجح) خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره, والجملة من المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط.
مثال على كون الجواب دالًّا على الطلب:
"إن تصبْك مصيبة فـاصبرْ".
مثال على كون الجواب فعلًا جامدًا:
قال تعالى: " وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَـلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ".
مثال على كون الجواب مقرونًا بـ(ما):
قال تعالى: "وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَـمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ".
مثال على كون الجواب مصدرًا بـ(قد):
قال تعالى: "فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَـقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ".
مثال على كون الجواب مصدرًا بـ(لن):
قال تعالى: "وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَـلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا".
مثال على كون الجواب مصدرًا بـ(سوف):
قال تعالى: "وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَـسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا".
مثال على كون الجواب مصدرًا بـ(السين):
"إن تشهد الزورَ فـسأغضَبُ منك".
 

المالكي المصري

عضو كالشعلة
5 أكتوبر 2009
432
4
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

الحلقة الحادية عشرة
المتن:
بَابُ مَرْفُوعَاتِ اَلْأَسْمَاءِ

اَلْمَرْفُوعَاتُ سَبْعَةٌ وَهِيَ:
اَلْفَاعِلُ, وَالْمَفْعُولُ اَلَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ, وَالْمُبْتَدَأُ, وَخَبَرُهُ, وَاسْمُ "كَانَ" وَأَخَوَاتِهَا, وَخَبَرُ "إِنَّ" وَأَخَوَاتِهَا, وَالتَّابِعُ لِلْمَرْفُوعِ, وَهُوَ أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ اَلنَّعْتُ, وَالْعَطْفُ, وَالتَّوْكِيدُ, وَالْبَدَلُ.
بَابُ اَلْفَاعِلِ

اَلْفَاعِلُ هُوَ الاسم اَلْمَرْفُوعُ اَلْمَذْكُورُ قَبْلَهُ فِعْلُهُ. وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ ظَاهِرٍ, وَمُضْمَرٍ.
فَالظَّاهِرُ نَحْوَ قَوْلِكَ قَامَ زَيْدٌ, وَيَقُومُ زَيْدٌ, وَقَامَ الزَّيْدَانِ, وَيَقُومُ الزَّيْدَانِ, وَقَامَ الزَّيْدُونَ, وَيَقُومُ الزَّيْدُونَ, وَقَامَ اَلرِّجَالُ, وَيَقُومُ اَلرِّجَالُ, وَقَامَتْ هِنْدٌ, وَقَامَتْ اَلْهِنْدُ, وَقَامَتْ الْهِنْدَانِ, وَتَقُومُ الْهِنْدَانِ, وَقَامَتْ الْهِنْدَاتُ, وَتَقُومُ الْهِنْدَاتُ, وَقَامَتْ اَلْهُنُودُ, وَتَقُومُ اَلْهُنُودُ, وَقَامَ أَخُوكَ, وَيَقُومُ أَخُوكَ, وَقَامَ غُلَامِي, وَيَقُومُ غُلَامِي, وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.
وَالْمُضْمَرُ اِثْنَا عَشَرَ, نَحْوَ قَوْلِكَ "ضَرَبْتُ, وَضَرَبْنَا, وَضَرَبْتَ, وَضَرَبْتِ, وَضَرَبْتُمَا, وَضَرَبْتُمْ, وَضَرَبْتُنَّ, وَضَرَبَ, وَضَرَبَتْ, وَضَرَبَا, وَضَرَبُوا, وضربن".
الشرح:
قول الماتن: (باب مرفوعات الأسماء)؛ من باب إضافة الشيء إلى جنسه, أي: باب المرفوعات من الأسماء.
والاسم يكون مرفوعًا في سبعة مواضع:
الموضع الأول: إذا كان فاعلًا.
س: ما هو الفاعل؟
ج: الفاعل في اللغة: هو عبارة عمن أوجَدَ الفعلَ.
وفي الاصطلاح: هو الاسم المرفوع المذكور قبلَه فعلُه.
س: قوله: (الاسم) ماذا يشمل؟
ج: يشمل:
1. الاسم الصريح.
2. الاسم المؤول بالصريح.
س: مثِّلْ للاسم الصريح.
ج: مثل: محمد, خالد, زيد.
س: مثِّل للاسم المؤول.
ج: مثل قوله تعالى: [FONT=QCF_BSML]ﮋ[FONT=QCF_BSML]
[FONT=QCF_P402]ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ[/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT][/FONT] الشاهد: (لم) حرف نفي وقلب وجزم, (يكفِ) فعل مضارع مجزوم بـ(لم) وعلامة جزمه حذف الياء, (الهاء) ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به مقدم, (الميم) علامة جمع, (أنّ) حرف توكيد ونصب, (نا) [المدغمة في (أن)] ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم (إنّ), (أنزل) فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك, (نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل, و(أن) وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل (يكف), والتقدير: (أولم يكفهم إنزالُنا).
س: ماذا خرج بقوله: (المرفوع)؟
ج: المنصوب, والمخفوض بحرف خفض أصلي.
س: هل نفهم من هذا أن المخفوض بحرف خفض زائد لا يَخرُج؟
ج: نعم, فإنه مع أن ظاهره مخفوض, لكنه مخفوض بحرف خفض زائد.
س: مثِّل للاسم المخفوض بحرف خفض زائد.
ج: "ما جاءني من أحد". (أحد) فاعل مع أنه مخفوض؛ لأنه كما قلنا مخفوض بحرف خفض زائد.
ومثل هذا المثال: قوله تعالى: [FONT=QCF_BSML]ﮋ[FONT=QCF_BSML] [/FONT][FONT=QCF_P111]ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ[/FONT][FONT=QCF_P111]ﮈ[/FONT][FONT=QCF_P111] [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT][/FONT].
س: ولكن في مِثل: (قام غلامي) أين الرفع؟
ج: سبق أن مر علينا مثل هذا في علامات الإعراب, ونذكِّرُ به ههنا مرة أخرى, فنقول:
(قام) فعل ماضٍ مبني على الفتح.
(غلام) فاعل مرفوع بالفعل وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة, وهو مضاف, و(ياء المتكلم) ضمير متصل مبني على السكون في محل خفض مضاف إليه.
س: قول الماتن: (فعله) هل يقصد به الفعل التام والفعل الناقص؟
ج: لا, هو يقصد الفعلَ التامَّ دون الناقص.
فخرج إذَنْ بقوله: (المذكور قبله فعله):
1. المبتدأ.
2. خبر (إنّ) وأخواتها.
[فإنهما لَم يتقدمهما فعلٌ البتة].
3. اسم (كان) وأخواتها.
4. اسم (كاد) وأخواتها.
[فإنهما وإن تقدمهما فعل فإن هذا الفعل ليس فعلَ واحدٍ منهما؛ لأن (كان) و(كاد) وأخواتهما أفعلٌ ناقصة مجرَّدةٌ عن الحدث عند الجمهور].
س: هل يشمل قولُه: (فعله) شبهَ الفعل –كاسم الفعل واسم الفاعل-,
ج: نعم.
س: ما هو اسم الفعل؟
ج: هو ما دل على الفعل ولم يقبل علامته.
س: مثِّل بمثال.
ج: "هيهات نجدٌ وهيهات زيدٌ وعمرٌو", فـ(نجدٌ) فاعل, وكذا (زيدٌ) و(عمرٌو).
س: ما معنى (هيهات)؟
ج: هي اسم فعل أمر بمعنى (بعُد).
س: ما معنى (شتان)؟
ج: هي اسم فعل أمر بمعنى (افترق).
وللفائدة فهذا شرح ابن عقيل لباب أسماء الأفعال والأصوات من الألفية؛ لأن ابن آجروم لم يتعرض لذكر هذا الباب.
قال ابن مالك في الألفية:
ما ناب عن فعل كـ(شتان) و(صه) ... هو اسم فعل وكذا (أوه) و(مه)
وما بمعنى (افعل) كـ(آمين) كثر ... وغيره كـ(وي)، و(هيهات) نزر
قال ابن عقيل في شرحه للألفية:
أسماء الأفعال: ألفاظ تقوم مقام الأفعال في الدلالة على معناها وفي عملها, وتكون بمعنى الأمر -وهو الكثير فيها- كـ(مَهْ) بمعنى (اكفف), و(آمين)([1]) بمعنى (استجِب), وتكون بمعنى الماضي كـ(شتان) بمعنى (افترق), تقول: "شتان زيد وعمرو", و(هيهات) بمعنى (بَعُدَ) تقول: "هيهاتَ العقيقُ" ومعناه: (بعد), وبمعنى المضارع كـ(أوَّهْ) بمعنى (أتوجع) و(وي) بمعنى (أعجب), وكلاهما غير مقيس, وقد سبق في الأسماء الملازمة للنداء أنه ينقاس استعمال (فعال) اسم فعل مبنيًّا على الكسر من كل فعل ثلاثي فتقول: "ضراب زيدًا" أي: (اضرب), و"نزال" أي: (انزل), و"كتاب" أي: (اكتب), ولم يذكره المصنف هنا استغناءً بذكره هناك.
ثم قال ابن مالك:
والفعل من أسمائه عليكا ... وهكذا دونك مع إليكا
كذا رويد بله ناصبين ... ويعملان الخفض مصدرين
قال ابن عقيل: من أسماء الأفعال ما هو في أصله ظرف وما هو مجرور بحرف نحو: (عليك زيدًا) أي: (الزَمه) و(إليك) أي: (تنحَّ) و(دونك زيدًا) أي: (خذه), ومنها ما يستعمل مصدرا واسم فعل كـ(رُوَيْدَ) و(بَلهَ), فإن انجر ما بعدهما فهما مصدران, نحو: "رويد زيد" أي: (إرواد زيد) أي: (إمهاله), وهو منصوب بفعل مضمر, و"بله زيد" أي: (تركه), وإن انتصب ما بعدهما فهما اسما فعل, نحو: "رويدًا زيدًا" أي: (أمهل زيدا) و"بله([2]) عمرًا" أي: أتركه.
ثم قال ابن مالك:
وما لما تنوب عنه من عمل ... لها وأخر ما لذي فيه العمل
قال ابن عقيل: أي: يثبت لأسماء الأفعال من العمل ما يثبت لما تنوب عنه من الأفعال, فإن كان ذلك الفعل يرفع فقط؛ كان اسم الفعل كذلك, كـ(صه) بمعنى (اسكت), و(مه) بمعنى (اكفف), و(هيهات زيد) بمعنى (بعد زيد), ففي (صه) و(مه)
ضميران مستتران كما في (اسكت) و(اكفف), و(زيد) مرفوع بـ(هيهات) كما ارتفع بـ(بعد).

وإن كان ذلك الفعل يرفع وينصب؛ كان اسم الفعل كذلك, كـ(دراك زيدًا) أي (أدركه), و(ضراب عمرًوا) أي (اضربه), ففي (دراك) و(ضراب) ضميران مستتران, و(زيدًا) و(عمرًوا) منصوبان بهما.
وأشار بقوله: (وأخر ما لذي فيه العمل) إلى أن معمول اسم الفعل يجب تأخيره عنه, فتقول: (دراك زيدًا), ولا يجوز تقديمه عليه, فلا تقول: (زيدًا دراك), وهذا بخلاف الفعل؛ إذ يجوز زيدًا أدرك.
ثم قال ابن مالك:
واحكم بتنكير الذي ينون ... منها وتعريف سواه بين
قال ابن عقيل: الدليل على أن ما سمى بأسماء الأفعال أسماء لحاق التنوين لها فتقول في صه صه وفي حيهل حيهلا فيلحقها التنوين للدلالة على التنكير فما نون منها كان نكرة ومالم ينون كان معرفة.
ثم قال ابن مالك:
وما به خوطب مالا يعقل ... من مشبه اسم الفعل صوتا يجعل
كذا الذي أجدى حكاية كـ "قب " ... والزم بنا النوعين فهو قد وجب
أسماء الأصوات ألفاظ استعملت كأسماء الأفعال في الاكتفاء بها دالة على خطاب مالا يعقل أو على حكاية صوت من الأصوات, فالأول كقولك: (هلا) لزجر الخيل, و(عدس) لزجر البغل, والثاني كـ(قب) لوَقْع السيف, و(غاق) للغراب.
وأشار بقوله (والزم بنا النوعين) إلى أن أسماء الأفعال وأسماء الأصوات كلها مبنية, وقد سبق في باب المعرب والمبنى أن أسماء الأفعال مبنية؛ لشبهها بالحرف في النيابة عن الفعل وعدم التأثر, حيث قال: "وكنيابة عن الفعل بلا ~~~ تأثر....", وأما أسماء الأصوات فهي مبنية؛ لشبهها بأسماء الأفعال. اهـ
س: وما هو اسم الفاعل؟
ج: هو الوصف الدال على الفاعل الجاري على حركات المضارع وسكناته.
س: مثِّل بمثال.
ج: (أقادم أبوك), فـ(الهمزة) للاستفهام, حرف لا محل له من الإعراب, و(قادم) مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره, و(أبو) فاعل لـ(قادم)([3]) مرفوع به وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه من الأسماء الخمسة, وسدَّ (أبو) مسد الخبر, و(أبو) مضاف, و(الكاف) ضمير متصل مبني على الفتح في محل خفض مضاف إليه.
ويمكن أن نعرب (قادم) خبر مقدم, و(أبو) مبتدأ مؤخر.
س: إلى كم قسم ينقسم الفاعل؟
ج: إلى قسمين:
1. ظاهر: وهو ما يدل على معناه بدون حاجة إلى قرينة.
2. مضمر: وهو ما لا يدل على المراد إلا بقرينةِ تكلمٍ أو خطابٍ أو غيبةٍ.
والمضمر قسمان:
1. بارز: وهو ما له صورة في اللفظ.
2. مستتر: وهو ما ليس له صورة في اللفظ.
والبارز قسمان:
1. متصل: وهو الذي لا يبتدأ به النطق –كـ(الكاف) مِن (أكرمَكَ)- ولا يقع بعد (إلا) في حالة الاختيار –فلا يقال مثلًا: (ما أكرمتُ إلا ك)-, وقد جاء وقوعه بعد (إلا) شذوذًا في الشعر, كقول الشاعر:
أعوذ برب العرش من فئة بغت ~~~ عليّ فما لي عوضُ إِلَّاهُ ناصرُ.
ومعنى (في حالة الاختيار): ألا يكون مما اضطر إليه الشاعر.
2. منفصل: وهو الذي يبتدأ به النطق –مثل: (أنا عبد الرحمن)- ويقع بعد (إلا) في حالة الاختيار –مثل: (ما نجح في الاختبار إلا أنا)-.
والمستتر قسمان:
1. مستتر جوازًا: هو الذي يحل الظاهر محله.
2. مستتر وجوبًا: وهو الذي لا يحل الظاهر محله. [وقد سبق بيان هذا في "باب الأفعال"].
س: إلى كم نوع ينقسم الظاهر؟
ج: إلى ثمانية أنواع:
1. مفرد (وهو إما مذكر وإما مؤنث).
2. مثنى (وهو إما مذكر وإما مؤنث).
3. مجموع جمعًا سالمًا (وهو إما مذكر وإما مؤنث).
4. مجموع جمع تكسير (وهو إما مذكر وإما مؤنث).
س: وماذا عن المضمر؟
ج: المضمر اثنا عشر نوعًا؛ لأنه إما أن يدل على متكلم, وإما أن يدل على مخاطب, وإما أن يدل على غائب.
والذي يدل على متكلم يتنوع إلى نوعين؛ لأنه إما أن يكون المتكلم واحدًا, وإما أن يكون أكثر من واحد.
والذي يدل على مخاطب أو غائب يتنوع كل منهما إلى خمسة أنواع؛ لأنه إما أن على مفرد مذكر, وإما أن يدل على مفردة مؤنثة, وإما أن يدل على مثنى مطلقًا, وإما أن يدل على جمع مذكر, وإما أن يدل على جمع مؤنث.
فيكون المجموع اثنا عشر.
فمثال ضمير المتكلم الواحد –مذكرًا كان أو مؤنثًا-: (ضربتُ), فـ(ضرب) فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك, و(التاء) ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. [لأن الضمة التي فوق التاء ضمة بناء لا ضمة إعراب].
ومثال ضمير المتكلم المتعدد أو المتكلم الواحد المعظم نفسه: (ضربنا), فـ(ضرب) فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك, و(نا) ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
س: متى يكون الضمير (نا) فاعلًا, ومتى يكون مفعولًا به؟
ج: يكون فعلًا إذا كان ما قبله حرفًا ساكنًا ليس ألفًا, مثل: (جعلْنا).
ويكون مفعولًا به إذا كان قبله ألفًا أو حرفًا مفتوحًا, مثل: (أتانا) و(أخذَنا).
وهذا كله إذا اتصل بالفعل الماضي.
أما إذا اتصل بالفعل المضارع أو بفعل الأمر؛ فهو مفعول به مطلقًا, مثل: (يحبنا محمد) و(لا تُبْغِضْنا).
ومثال ضمير المخاطب الواحد المذكر: (ضربتَ), فـ(ضرب) فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك, و(التاء) ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
ومثال ضمير المخاطبة الواحدة المؤنثة: (ضربتِ), فـ(ضرب) فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك, و(التاء) ضمير متصل مبني على الكسر في محل رفع فاعل.
ومثال ضمير المخاطبَيْن الاثنين –مذكرين أو مؤنثين-: (ضربتُما), فـ(ضرب) فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك, واختُلف في التاء والميم والألف؛ فقال بعضهم: "هذه الحروف الثلاثة جميعًا ضمير", وقال بعضهم: "التاء فقط هي الضمير, والميم للعماد, والألف علامة تثنية", واختُلف أيضًا في بعضِ الأنواع التي ستأتي, ونحن نمشي على القول الثاني سواء في هذا النوع أم في غيره, وعليه نقول: (التاء) ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل, و(الميم) للعماد, و(الألف) علامة تثنية.
ومثال ضمير المخاطبِين من جمع الذكور: (ضربتُم), فـ(ضرب) فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك, و(التاء) ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل, و(الميم) علامة جمع.
ومثال ضمير المخاطبات من جمع المؤنثات: (ضربتُنَّ), فـ(ضرب) فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك, و(التاء) ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل, والنون علامة جمع الإناث.
ومثال ضمير الواحد المذكر الغائب: (ضربَ) في نحوِ قولنا (الأستاذ ضرب التلميذ لأنه أساء الأدب), فـ(ضرب) فعل ماضٍ مبني على الضم, وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره (هو).
س: أليس كلمة (الأستاذ) هي الفاعل؟
ج: لا, (الأستاذ) مبتدأ؛ لأنه لم يُذكَرْ قبلَه فعلُه, وقد سبق بيان هذا.
ومثال ضمير الواحدة المؤنثة الغائبة: (ضربَتْ) في نحو قولنا: (الأستاذة ضربت التلميذة لأنها أساءت الأدب), فـ(ضرب) فعل ماضٍ مبني على الفتح, و(تاء التأنيث الساكنة) حرف لا محل له من الإعراب, والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره (هي).
ومثال ضمير الاثنين الغائبَيْن –مذكرَين كانا أو مؤنثَيْن-: (ضربا), فـ(ضرب) فعل ماضٍ مبني على الفتح, و(ألف الاثنين) ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
أو: (ضربتا) فـ(ضرب) فعل ماضٍ مبني على الفتح, و(التاء) للتأنيث, وهي حرف لا محل له من الأعراب, و(ألف الاثنين) ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
ومثال ضمير الغائبِين من جمع الذكور: (ضربُوا), فـ(ضرب) فعل ماضٍ مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة, و(واو الجماعة) ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل, و(الألف) فارقة.
وضمير الغائبات من جمع الإناث: (ضربْنَ), فـ(ضرب) فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك –وهو نون النسوة-, و(نون النسوة) ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل.
وكل هذه الأنواع الاثني عشر السابقة يسمى الضمير فيها: (الضمير المتصل).
ومثلُها يأتي في نوع آخر من الضمير يسمى: (الضمير المنفصل), تقول:
- (ما ضَرَبَ إلا أنا), فـ(ما) نافية, (ضرب) فعل ماضٍ مبني على الفتح, (إلا) حرف استثناء مفرغ لا عمل له, (أنا) ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع فاعل, ويجوز أن تعرب (أنا) بدلًا من فاعلِ (ضرب) المحذوفِ, والتقدير: (ما ضرب أحدٌ إلا أنا). [وسيأتي تفصيل هذا عندما تأتي لباب الاستثناء].
- (ما ضَرَبَ إلا نحن), فـ(ما) نافية, (ضرب) فعل ماضٍ مبني على الفتح, (إلا) حرف استثناء مفرغ لا عمل له, (نحن) ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع فاعل, ويجوز أن تعرب (نحن) بدلًا من فاعلِ (ضرب) المحذوفِ, والتقدير: (ما ضرب أحدٌ إلا نحن).
- (ما ضَرَبَ إلا أنتَ), فـ(ما) نافية, (ضرب) فعل ماضٍ مبني على الفتح, (إلا) حرف استثناء مفرغ لا عمل له, (أنْ) ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع فاعل, ويجوز أن تعرب (أن) بدلًا من فاعلِ (ضرب) المحذوفِ, والتقدير: (ما ضرب أحدٌ إلا أنتَ), و(التاء) حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.
- (ما ضَرَبَ إلا أنتِ), فـ(ما) نافية, (ضرب) فعل ماضٍ مبني على الفتح, (إلا) حرف استثناء مفرغ لا عمل له, (أنْ) ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع فاعل, ويجوز أن تعرب (أن) بدلًا من فاعلِ (ضرب) المحذوفِ, والتقدير: (ما ضرب أحدٌ إلا أنتِ), و(التاء) حرف خطاب مبني على الكسر لا محل له من الإعراب.
- (ما ضَرَبَ إلا أنتُما), فـ(ما) نافية, (ضرب) فعل ماضٍ مبني على الفتح, (إلا) حرف استثناء مفرغ لا عمل له, (أنْ) ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع فاعل, ويجوز أن تعرب (أن) بدلًا من فاعلِ (ضرب) المحذوفِ, والتقدير: (ما ضرب أحدٌ إلا أنتُما), و(التاء) حرف خطاب مبني على الضم لا محل له من الإعراب, و(الميم) للعماد, و(الألف) علامة تثنية.
- (ما ضَرَبَ إلا أنتُم), فـ(ما) نافية, (ضرب) فعل ماضٍ مبني على الفتح, (إلا) حرف استثناء مفرغ لا عمل له, (أنْ) ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع فاعل, ويجوز أن تعرب (أن) بدلًا من فاعلِ (ضرب) المحذوفِ, والتقدير: (ما ضرب أحدٌ إلا أنتُم), و(التاء) حرف خطاب مبني على الضم لا محل له من الإعراب, و(الميم) علامة جمع.
- (ما ضَرَبَ إلا أنتُنَّ), فـ(ما) نافية, (ضرب) فعل ماضٍ مبني على الفتح, (إلا) حرف استثناء مفرغ لا عمل له, (أنْ) ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع فاعل, ويجوز أن تعرب (أن) بدلًا من فاعلِ (ضرب) المحذوفِ, والتقدير: (ما ضرب أحدٌ إلا أنتن), و(التاء) حرف خطاب مبني على الضم لا محل له من الإعراب, و(النون) علامة جمع الإناث.
- (ما ضَرَبَ إلا هو), فـ(ما) نافية, (ضرب) فعل ماضٍ مبني على الفتح, (إلا) حرف استثناء مفرغ لا عمل له, (هو) ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل, ويجوز أن تعرب (هو) بدلًا من فاعلِ (ضرب) المحذوفِ, والتقدير: (ما ضرب أحدٌ إلا هو).
- (ما ضَرَبَ إلا هي), فـ(ما) نافية, (ضرب) فعل ماضٍ مبني على الفتح, (إلا) حرف استثناء مفرغ لا عمل له, (هي) ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل, ويجوز أن تعرب (هي) بدلًا من فاعلِ (ضرب) المحذوفِ, والتقدير: (ما ضرب أحدٌ إلا هي).
- (ما ضَرَبَ إلا هما), فـ(ما) نافية, (ضرب) فعل ماضٍ مبني على الفتح, (إلا) حرف استثناء مفرغ لا عمل له, (الهاء) ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع فاعل, ويجوز أن تعرب (الهاء) بدلًا من فاعلِ (ضرب) المحذوفِ, والتقدير: (ما ضرب أحدٌ إلا هما), و(الميم) للعماد, و(الألف) علامة تثنية.
- (ما ضَرَبَ إلا هم), فـ(ما) نافية, (ضرب) فعل ماضٍ مبني على الفتح, (إلا) حرف استثناء مفرغ لا عمل له, (الهاء) ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع فاعل, ويجوز أن تعرب (الهاء) بدلًا من فاعلِ (ضرب) المحذوفِ, والتقدير: (ما ضرب أحدٌ إلا هم), و(الميم) علامة جمع.
- (ما ضَرَبَ إلا هن), فـ(ما) نافية, (ضرب) فعل ماضٍ مبني على الفتح, (إلا) حرف استثناء مفرغ لا عمل له, (الهاء) ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع فاعل, ويجوز أن تعرب (الهاء) بدلًا من فاعلِ (ضرب) المحذوفِ, والتقدير: (ما ضرب أحدٌ إلا هن), و(النون) علامة على جمع الإناث.
المتن:
بَابُ اَلْمَفْعُولِ اَلَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ
وَهُوَ اَلِاسْمُ اَلْمَرْفُوعُ اَلَّذِي لَمْ يُذْكَرْ مَعَهُ فَاعِلُهُ.
فَإِنْ كَانَ اَلْفِعْلُ مَاضِيًا ضُمَّ أَوَّلُهُ وَكُسِرَ مَا قَبْلَ آخِرِهِ, وَإِنْ كَانَ مُضَارِعًا ضُمَّ أَوَّلُهُ وَفُتِحَ مَا قَبْلَ آخِرِهِ.
وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ ظَاهِرٍ, وَمُضْمَرٍ, فَالظَّاهِرُ نَحْوَ قَوْلِكَ "ضُرِبَ زَيْدٌ" وَ"يُضْرَبُ زَيْدٌ" وَ"أُكْرِمَ عَمْرٌو" وَ"يُكْرَمُ عَمْرٌو". وَالْمُضْمَرُ اِثْنَا عَشَرَ, نَحْوَ قَوْلِكَ "ضُرِبْتُ وَضُرِبْنَا, وَضُرِبْتَ, وَضُرِبْتِ, وَضُرِبْتُمَا, وَضُرِبْتُمْ, وَضُرِبْتُنَّ, وَضُرِبَ, وَضُرِبَتْ, وَضُرِبَا, وَضُرِبُوا, وضُربن".
الشرح:
الموضع الثاني من المواضع التي يكون الاسم فيها مرفوعًا: إذا كان نائب فاعل.
وسماه المؤلف: المفعول الذي لَم يُسمَّ فاعلُه –أي: لَم يُذكَر فاعلُه-.
قد يكون الكلام مؤلَّفًا من فعل وفاعل ومفعول به –نحو: (ذاكر محمدٌ الدرسَ), وقد يَحذِفُ المتكلم الفاعِل من هذا الكلام ويكتفي بذكر الفعل والمفعول, وحينئذٍ يجب على المتكلم أن يغير صورةَ الفعل وصورةَ المفعول, أما تغيير صورة الفعل فيكون كالتالي:
1. إن كان الفعل مضارعًا؛ ضُمَّ أوَّلُه وفُتِحَ ما قبل آخِرِه.
مثل: (يحفظ) يصير (حُفِظَ).
2. إن كان الفعل ماضيًا؛ ضُمَّ أوَّلُه وكُسِرَ ما قبل آخِرِه.
مثل: (ضَرَبَ) يصير (ضُرِبَ).
ونقول للفعل في الحالين: (مبني لما لَم يُسمَّ فاعلُه), وهذه العبارة أدقُّ وأحسنُ مما لو قلنا: (مبني للمجهول)؛ لأن الفاعل الذي لَم يُذكَرْ قد يكون معلومًا وقد يكون غير معلوم, فلو قُلنا: (خُلِقَ الإنسانُ في أحسن تقويم)؛ فإننا نعلم مَن الفاعل, لكننا لَم نُسَمِّه.
س: الفعل الثلاثي الذي عينُه معلولة –مثل: (قال) و(باع) و(قام)-, كيف نغيرُه؟
ج: قال ابن مالك في الألفية:
قال ابن مالك: واكسر أو أشمم فا ثلاثي أعل ... عينا وضم جا كـ(بوع) فاحتمل
قال ابن عقيل: إذا كان الفعل المبني للمفعول ثلاثيًا معتلَّ العينِ؛ سُمِعَ في فائه ثلاثةُ أوجه:
1) إخلاص الكسر، نحو: (قيل) و(بيع), ومنه قوله:
حيكت على نيرين إذ تحاك ... تختبط الشوك ولا تشاك
[قال في الحاشية: الشاهد فيه: قوله (حيكت), حيث إنه فعل ثلاثي معتل العين، فلما بناه للمجهول؛ أخلص كسرَ فائِه، ويروى: (حوكت على نيرين) -بالواوِ ساكنةً-، وعلى هذا يكون شاهدا للوجه الثاني -وهو إخلاص ضم الفاء-].
2) إخلاص الضم، نحو: (قول) و(بوع), ومنه قوله:
ليت وهل ينفع شيئا ليت؟ ... ليت شبابًا بوع فاشتريت
وهي لغة بني دبير وبني فقعس وهما من فصحاء بني أسد.
[قال في الحاشية: الشاهد فيه: قوله (بوع) فإنه فعل ثلاثي معتل العين، فلما بناه للمجهول؛ أخلص ضمَّ فائِه، وإخلاص ضم الفاء لغة جماعة من العرب, منهم من حكى الشارح، ومنهم بعض بني تميم، ومنهم ضبة، وحكيت عن هذيل].
3) الإشمام، وهو الإتيان بالفاء بحركة بين الضم والكسر, ولا يظهر ذلك إلا في اللفظ, ولا يظهر في الخط, وقد قرئ في السبعة قوله تعالى: [FONT=QCF_BSML]ﮋ[FONT=QCF_BSML] [/FONT][FONT=QCF_P226]ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ[/FONT][FONT=QCF_P226] [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﮊ[/FONT][/FONT] بالإشمام في قيل وغيض.
قال ابن مالك:
وإن بشكل خيف لبس يجتنب ... وما لباع قد يرى لنحو حب
قال ابن عقيل: إذا أسند الفعل الثلاثي المعتل العين بعد بنائه للمفعول إلى ضمير متكلم أو مخاطب أو غائب؛ فإما أن يكون واويًّا أو يائيًّا, فإن كان واويًّا –نحو: (سام) من السوم-؛ وجب عند المصنف كسر الفاء أو الإشمام؛ فتقول: (سمت), ولا يجوز الضم؛ فلا تقول: (سمت) لئلا يلتبس بفعل الفاعل؛ فإنه بالضم ليس إلا –نحو: (سمت العبد).
وإن كان يائيًّا –نحو: (باع) من البيع-؛ وجب عند المصنف أيضًا ضمه أو الإشمام؛ فتقول: (بعت يا عبد), ولا يجوز الكسر؛ فلا تقول: (بعت)؛ لئلا يلتبس بفعل الفاعل؛ فإنه بالكسر فقط –نحو: بعت الثوب-.
وهذا معنى قوله: (وإن بشكل خيف لبس يجتنب) أي: وإن خيف اللبس في شكل من الأشكال السابقة -أعني الضم والكسر والإشمام- عدل عنه إلى شكل غيره لا لبس معه.
هذا ما ذكره المصنف, والذي ذكره غيره أن الكسر في الواوي والضم في اليائي والإشمام هو المختار, ولكن لا يجب ذلك, بل يجوز الضم في الواوي والكسر في اليائي.
وقوله: (وما لباع قد يرى لنحو حب) معناه أن الذي ثبت لفاء باع من جواز الضم والكسر والإشمام يثبت لفاء المضاعف نحو: (حب) فتقول حب وحب وإن شئت أشممت.
قال ابن مالك:
وما لفا باع لما العين تلي ... في اختار وانقاد وشبه ينجلي
قال ابن عقيل: أي: يثبت عند البناء للمفعول لما تليه العين من كل فعل يكون على وزن افتعل أو انفعل وهو معتل العين ما يثبت لفاء باع من جواز الكسر والضم, وذلك نحو: (اختار) و(انقاد) وشبههما, فيجوز في التاء والقاف ثلاثة أوجه:
1. الضم, نحو: (اختور) و(انقود).
2. الكسر, نحو: (اختير) و(انقيد).
3. الإشمام, وتحرك الهمزة بمثل حركة التاء والقاف. اهـ
س: لَم تذكُرْ فعل الأمر.
ج: التغيير لا يكون إلا في فعل الفعل المضارع والماضي؛ لكون الأمر لا يتأتى بناؤه للمفعول؛ لأنه يلزم ذكر فاعله.
وأما تغيير صورة المفعول فبأن يجعله مرفوعًا بدل أن يبقيه منصوبًا, ويعطيه أحكام الفاعل من وجوب تأخيره عن الفعل وتأنيث فعله له إن كان مؤنثًا وغير ذلك.
ونائب الفاعل عرَّفه الماتن –رحمه الله- بأنه: الاسم المرفوع الذي لم يذكر معه فاعله.
قوله: (المرفوع) هذا بيان حكمه.
س: لِم لَم يذكر معه فاعله؟
ج: لأنه لا يجتمع النائب والمنوب عنه.
س: ما أقسام نائب الفاعل؟
ج: كأقسام الفاعل, إلى ظاهر ومضمر, وينقسم المضمر إلى بارز ومستتر, وينقسم البارز إلى متصل ومنفصل, والظاهر ثمانية أنواع, والضمير المتصل اثنا عشر نوعًا, والضمير المنفصل اثنا عشر نوعًا.
س: كيف يعرب المضمر من نائب الفاعل؟
ج: كإعراب المضمر من الفاعل, إلا أنه يختلف من حيث إن الفاعل نقول: (مبني على كذا في محل رفع فاعل), ونائب الفاعل نقول: (مبني على كذا في محل رفع نائب فاعل).
س: كيف يُعرَب الفعل الذي تغيرت صيغتُه بسبب حذف الفاعل؟
ج: نقول في الفعل المضارع: (فعل مضارع مغيَّر الصيغة ....) أو(فعل مضارع مبني لما لم يسم فاعله......) أو(فعل مضارع مبني للمجهول......), ونقول في الفعل الماضي: (فعل ماضٍ مغيَّر الصيغة ....) أو(فعل ماضٍ مبني لما لم يسم فاعله......) أو(فعل ماضٍ مبني للمجهول......).



http://www.mazameer.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=943494#_ftnref1([1]) قال الأشموني في شرحه للألفية: في "آمين" لغتان:
- (أمين) بالقصر على وزن "فعيل".
- و(آمين) بالمد على وزن "فاعيل".
وكلتاهما مسموعة.
http://www.mazameer.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=943494#_ftnref2([2]) كذا فيالطبعة التي عندي, وفي شرح الأشموني: (بلها عمرًوا).
http://www.mazameer.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=943494#_ftnref3([3]) لأنه اسم فاعل يحتاج إلى فاعل.
[/FONT]
 

سينين

مزمار فعّال
26 مارس 2010
52
0
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

بارك الله فيك ووفقك لكل خير
 

طالب المعالي

مراقب قدير سابق
12 أكتوبر 2008
5,350
40
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

ما شاء الله عمل رائع و متقن
بارك الله فيك و أجزل لك المثوبة
 

الشهاب

مشرف سابق
8 ديسمبر 2006
8,690
58
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

إنها الفوائد وتذكرني بالايام الماضية والحمد لله حفظتها وشرحنا لها الشيخ حفظه الله أكثر من خمس مرات
 

رياض الجنه

مزمار جديد
1 أبريل 2010
5
0
0
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

جزاك الله خيرا ونفع الله بك
 

محمد أبو يوسف

عضو شرف
عضو شرف
28 نوفمبر 2005
2,415
11
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
مصطفى إسماعيل
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

لا شلت يمينك أخي الفاضل , و نسأل الله لك القبول و الثواب
 

دحام ياسين

مزمار نشيط
26 سبتمبر 2008
35
0
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

بارك الله فيك اخى الغالى وجزيت الجنة
 

المالكي المصري

عضو كالشعلة
5 أكتوبر 2009
432
4
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

جزاكم الله خير
أسأل الله أن يوفقني لنفعكم
وسامحوني على أني لم أكتب شيئًا جديدًا حتى الآن, لا أجد الوقت لإعداده, وفي أقرب فرصة سيأتيكم جديد -إن شاء الله-.
 

مصطفى راضى

مراقب قدير سابق
7 مارس 2009
9,308
27
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

ما شاء الله
جزاك الله خيرا , وبارك الله فيك
وأسأل الله العظيم أن يجعله فى ميزان حسناتك
لك التقييم
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

جزاكم الله خيرا ونفع بكم
 

البراء بن مالك

مدير قناة مزامير على YouTube
المشرفون
مشرف تسجيلات الموقع
24 فبراير 2006
9,482
60
48
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

تم تثبيته بركن اللغة بعد نقله من طرف الأخ الوهراني

جزاك الله خيرا شيخنا المالكي
 

بدر فاضل

مشرف سابق
3 فبراير 2009
5,375
74
48
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

أسأل الله أن ينفع بك ..
 

المالكي المصري

عضو كالشعلة
5 أكتوبر 2009
432
4
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

بارك الله فيكم إخوتي الكرام
 

أبوأنس الليبي

مزمار فعّال
12 أبريل 2010
159
0
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

جزاك الله خيراً
 

أبو محمد الهادي

مزمار فعّال
14 نوفمبر 2008
272
2
0
الجنس
ذكر
رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو

شيخنا المالكي اسأل الله ان يبارك جهدك وان ينفعنا بعلماك ويزيدك من فضله، ولا تنساني من صالح دعائك
 

النفجان

مزمار ذهبي
16 أبريل 2009
1,192
2
38
الجنس
ذكر
رد: الرَّوضَة النَّدِيَّة شرح المقدمة الآجُرُّوميَّة

بارك الله فيك ونفع بكــ
 

أحمد عمار

مشرف الركن العام
المشرفون
10 فبراير 2010
3,062
284
83
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: الرَّوضَة النَّدِيَّة شرح المقدمة الآجُرُّوميَّة

جزاكم الله خيرا ونفع بكم
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: الرَّوضَة النَّدِيَّة شرح المقدمة الآجُرُّوميَّة

الســــــــــلام عليكــــــــــم ورحمــة الله وبركـاتـــــــه
بارك الله فيك أخي الكريم وجعل هذا العمل الطيّب في ميزان حسناتك ورفعة لدرجاتك وجزاك عنّا خيرا..
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع