- 5 أكتوبر 2009
- 432
- 4
- 0
- الجنس
- ذكر
أعني بالجبلين:
العلّامة أبا محمد عبد الحق الهاشمي, المتوفى سنة (1392) هـ.
والعلامة أبا عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني, المتوفى سنة (1420) هـ.
منكم من يسمع عن هذين العالمين الجليلين, ولكنه لم يعرفهما عن كثب, ولم يتعرف على مدى علوِّ هِمَمِهِما في طلب العلم ونشره, ولكننا إذا أردنا أن نعرفهما عن كثب فإن المقام سيضيق, ولكن سأنقل لكم نبذة عنهما وعن همتهما في طلب العلم ونشره.
قال العلّامة ربيع بن هادي المدخلي في كتابه: (تذكير النابهين بسِيَرِ أسلافهم حفّاظ الحديث السابقين واللاحقين) صفحة 283 ما نصه([1]):
أبو محمد عبد الحق الهاشمي, المتوفى سنة (1392) هـ.
هو العلامة المحدث أبو عبد الحق الهاشمي بن عبد الواحد بن محمد الهاشمي .... ساق نسبه إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
قال([2])-رحمه الله-: وأما مشايخي فكثيرون، أذكر منهم ههنا أشهر شيوخي الذين استفدت منهم العلوم، وأقدّمهم على غيرهم؛ لاعتقادهم مذهبَ السلف، وصحةِ عقائدهم في التوحيد والإيمان ومسائل الصفات الآلهية، وهجرِهم التقليد، واتباعِهم الكتاب والسنة المطهرة، وقد أجازوني بأسانيدهم المذكورة في ثبتي قراءة عليهم، وسماعاً، وإجازة منهم.
فمنهم شيخنا أبو القاسم عيسى بن أحمد الراعي، قرأت عليه كثيراً من كتب النحو، والمشكاة، والصحاح، وأجزاء من تفسير الطبري، وكتاب الأسماء والصفات للبيهقي، وسمعت عليه كثيراً من الكتب، وكان من تلامذة شيخ الهند محمود الحسن الديوبندي وغيره.
ومنهم شيخنا أبو الفضل إمام الدين بن محمد بن ماجة القنبري الغزالي السلماني، قرأت عليه الصحيحين بتمامهما، وسنن أبي داود، وسمعت عليه السنن الثلاثة، وقرأت عليه مسند الإمام أحمد بتمامه، وبعض تفسير ابن جرير، وقرأت عليه البيضاوي، وكتب البلاغة كالمطول للتفتازاني، وغيرها من الكتب في الأدب, واللغة، وكان من تلامذة الشيخ عبد القادر اللديانوي، والشيخ أبي الخير يوسف ابن محمد البغدادي.
ومنهم شيخنا أبو الفضل محمد بن عبد الله الرياسي، حصلت منه الإجازة بالمشافهة، وكان من تلاميذ شيخ الكل السيد نذير الدهلوي.
ومنهم شيخنا أبو عبد الرب محمد بن أبي محمد الغيطي، قرأت عليه الموطأ للإمام مالك، وكثيراً من كتب الأدب، كالمقامات الحريرية، والدواوين، وسمعت عليه كثيراً من كتب الفقه، والحديث، وكان من تلاميذ شيخ الهند.
ومنهم شيخنا أبو اليسار محمد بن عبد الله الغيطي، قرأت عليه أطرافاً من صحيح البخاري، وكان من تلاميذ المحدث السيد نذير الدهلوي.
ومنهم شيخنا أحمد بن عبد الله بن سالم البغدادي المدني، قرأت عليه صحيح البخاري، ومسند الإمام أحمد، وأطرافاً من الكتب الأخرى في الحديث، وله مشايخ كثيرون، وهو من تلامذة السيد عبد الرحمن ابن عباس بن عبد الرحمن، ومحمد بن عبد الله بن حميد المكي، وكتب لي الإجازة بخطه.
ومنهم شيخنا أبو إسماعيل إبراهيم بن عبد الله اللاهوري، قرأت عليه أطرافاً من صحيح البخاري.
ومنهم شيخنا أبو محمد بن محمود الطنافسي، سمعت عليه أطرافاً من صحيح البخاري، وكان من تلامذة السيد نذير المحدث الدهلوي.
ومنهم شيخنا عبد التواب القدير آبادي، قرأت عليه أطرافاً من الكتب الستة، ومسند الإمام أحمد، وهو من تلامذة السيد نذير الدهلوي.
ومنهم شيخنا أبو عبد الله عثمان بن الحسين العظيم آبادي، قرأت عليه أطرافاً من صحيح البخاري، وهو من تلامذة السيد نذير حسين.
ومنهم شيخنا أبو الحسن محمد بن الحسين الدهلوي، حصلت منه الإجازة بالمشافهة.
ومنهم شيخنا أبو الوفاء الأمرتسري، حصلت منه الإجازة بالمشافهة.
ومنهم شيخنا أبو سعيد حسين بن عبد الرحيم البتالوي، قرأت عليه الكتب الستة، ومسند الإمام أحمد، وأطرافاً من المعاجم، والمسانيد، وكتب لي الإجازة بخطه، وكان من تلامذة السيد نذير حسين شيخ الكل.
ومنهم شيخنا حسين بن حيدر الهاشمي، قرأت عليه أطرافاً من صحيح البخاري، وهو يروي عن حسين بن محسن الأنصاري.
ومنهم شيخنا أبو إدريس عبد التواب بن عبد الوهاب الإسكندر آبادي، قرأت عليه صحيح البخاري، وهو يروى أيضاً، عن حسين بن محسن الأنصاري.
ومنهم شيخنا أبو محمد هبة الله بن محمود الملاني، قرأت عليه بعض صحيح البخاري، وسمعت عليه بعضه، وسمعت عليه السنن الأربعة، وصحيح مسلم، وهو يروى أيضاً عن الأنصارى.
ومنهم شيخنا خليل بن محمد بن حسين بن محسن الأنصاري، قرأت عليه صحيح البخاري بالمسجد الحرام، وهو يروي عن جده.
ومنهم شيخنا سعيد بن محمد المكي، سمعت منه أطرافاً من صحيح البخاري.
ومنهم شيخنا هبة الله أبو محمد المهدوي، قرأت عليه كثيراً من الكتب، وسمعت منه الكثير، وكان من تلامذة حسين بن محسن الأنصاري اليماني.
ومنهم شيخنا السيد نذير حسين المحدث الدهلوي، أروي عنه بالإجازة العامة، فإنه أجاز أهل عصره، وهو يروي عن أربعة من المشايخ الكبار، منهم عبد الرحمن بن سليمان اليماني، ومحمد عابد السندي، وأكبر شيوخه الذين قرأ عليهم: الشاه إسحاق المحدث الدهلوي، وهو يروي عن الشاه عبد العزيز المحدث الدهلوي، وهو يروي عن والده الشاه ولي الله بن عبد الرحيم المحدث الدهلوي، وهو يروى عن أبي الطاهر الكردي المدني وسنده مشهور مذكور في ثبت الشوكاني، وقد ذكرت أسانيدي في ثبتي.
وقرأت على بعض هؤلاء المشايخ:
من كتب الصرف: كتاب الزرادي، والزنجاني، وشرحه للتفتازاني، والشافية لابن الحاجب، وشرحها للجاربردي والرضي، وغيرها.
ومن كتب النحو: شرح عوامل الجرجاني للجامي، وهداية النحو لأبي حيان، والكافية لابن الحاجب، واستظهرت متنها وشرحها للجامي، والرضي، وألفية ابن مالك وشروحها لابن الناظم، وابن عقيل, والمكودي، والأشموني، ومفصل والزمخشري، وشرحه لابن يعيش، وشرح القطر، والشذرات، وأوضح المسالك، ومغنى اللبيب لابن هشام، وكتاب سيبويه، والأشباه والنظائر للسيوطي، وغيرها.
ومن كتب الأدب: مقامات الحريري، ومقامات البديع الهمذاني، وحماسة أبي تمام، وديوان المتنبي، والبحتري، وأبي تمام، وديوان حسان، ودواوين شعراء الجاهلية، وطالعت كتاب الأغاني لأبي فرج الأصبهاني.
ومن كتب المعاني والبيان: مفتاح العلوم للسكاكي، والتلخيص للقزويني، والمختصر والمطوّل للتفتازاني، ودلائل الإعجاز، وأسرار البلاغة للجرجاني، والطراز ليحيى بن حمزة.
وقرأت على بعضهم كتب المنطق المشهورة، كايساغوجي، وشرح التهذيب، والسلم وشروحه، وكنت لا أرغب في هذا العلم في أوان الطلب، وما جعل الله في قلبي حبه، وما درسته بعد ما قرأته.
وقرأت من علم فروع الفقه وأصوله: رسالة الإمام الشافعي، وكتاب الأم له، وأصول ابن الحاجب، وأصول القاضي البيضاوي، وطالعت المدونة الكبرى لسحنون، والمغنى لابن قدامة، وشرح المهذب للنووي، وقرأت مختصر القدوري، والكنـز للنسفي، وشرح الوقاية، والهداية للمرغيناني، وطالعت فتح القدير لابن الهمام، وقرأت أصول الشاشي، وأصول الحسامي، وشرح نور الأنوار، والتلويح والتوضيح، وطالعت العالمكيرة([3]) وغيرها من الفتاوى، وكنت أحب من كتب الفقه كتب الأئمة القدماء، دون المتأخرين.
وقرأت على بعض المشايخ: تفسير ابن جرير، والبغوي، وابن كثير، والجلالين، والبيضاوي، والكشاف للزمخشري([4])، وطالعت الفخر الرازي، والدر المنثور للسيوطي, والقرطبي.
وقرأت على بعضهم: شرح العقائد النسفية، وعقيدة الطحاوي مع الشرح، وكتاب الأسماء والصفات للبيهقي، وطالعت كتب شيخ الإسلام ابن تيمية في مسائل العقائد والتوحيد.
وقرأت السراجية، والشريفية على المشايخ.
ثم قرأت بلوغ المرام لابن حجر، ومشكاة المصابيح للتبريزي، والمصابيح للبغوي، وتيسير الوصول لابن الديبع، وجامع الأصول لابن الأثير، ومجموع الفوائد للهيثمي، وكنـز العمال للمتقي، والمنهج له، والجامع الكبير للسيوطي، والترغيب والترهيب للمنذري.
وقرأت على المشايخ: النخبة لابن حجر وشرحها، وألفية العراقي مع شرحها للمؤلف والسخاوي، وطالعت ألفية السيوطي، وكفاية الخطيب البغدادي، وتدريب الراوي للسيوطي.
ثم أخذت قراءة على المشايخ: الموطأ, والصحيحين، والسنن الأربعة، ومسند الطيالسي، والدارمي، ومسند الإمام أحمد، والسنن الكبرى للبيهقي، والمستدرك للحاكم، وسنن الدارقطني، ومسند الشافعي، والأدب المفرد للبخاري، ومسانيد أبي حنيفة، ومعجم الطبراني الصغير، وصحيح ابن حبان، ومسند أبي يعلى، والبزار، والفردوس، ومصنف عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، ومسند أبي عوانة، والمنتقى لابن الجارود، والمختارة للضياء، وشرح معاني الآثار، ومشكل الآثار للطحاوي، ومعجم الطبراني الكبير، وسنن سعيد بن منصور، وحصلت قطعة من صحيح ابن خزيمة، ومسند ابن راهويه، وغيرها.
وطالعت طبقات ابن سعد، والإصابة لابن حجر، وأسد الغابة لابن الأثير، والتجريد للذهبي، وتقريب التهذيب، وتهذيب التهذيب لابن حجر، والخلاصة للخزرجي، ورجال الصحيحين للقيسراني، وميزان الاعتدال للذهبي، والكاشف له، وكذلك تذكرة الحفاظ، وسير النبلاء، وتهذيب المزّي، ولسان الميزان لابن حجر، والتاريخ الصغير والكبير للبخاري، وكتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وعلل الحديث له، وعلل الدارقطني، وسيرة ابن هشام، والروض للسهيلي، والبداية والنهاية لابن كثير، والحلية لأبي نعيم، وتاريخ ابن جرير، وابن عساكر، والخطيب البغدادي، وتاريخ أصبهان لأبي نعيم، وتاريخ ابن الأثير، وتاريخ ابن خلدون، والمنـتظم لابن الجوزي، وطبقات السبكي، وابن خلكان، وأنساب السمعاني، والإكمال لابن ماكولا، ومشتبه النسبة للذهبي، وتبصير المنـتبه لابن حجر، والضعفاء للعقيلي، والثقات لابن حبان، والكامل لابن عدي وغيرها.
وطالعت صحاح الجوهري، وقاموس المجد، وشرحه تاج العروس للزبيدي, ومقاييس ابن فارس، وجمهرة ابن دريد، ولسان العرب لابن منظور، والمخصص لابن سيدة، والنهاية لابن الأثير، والفائق للزمخشري، وغريب الحديث لابن سلام وابن قتيبة, وغيرها.
وطالعت نصب الراية للزيلعي، والدراية لابن حجر، وتلخيص الحبير له، والمنـتقى للباجي، وشرح الموطأ للزرقاني، والاستذكار لابن عبد البر، والتمهيد له، وشرح الكرماني، والعيني، والقسطلاني، والزين زكريا، وفتح الباري مع المقدمة، وعون المعبود، وغاية المقصود، والمنهل المورود، ومعالم السنن، وعارضة الأحوذي لابن العربي، وتحفة الأحْوذي، وفيض الباري، وشرح النووي، وعون الباري للنواب، ومشارق القاضي عياض وغيرها، وطالعت أكثر تصانيف شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم - رحمهم الله-، وكذلك تواليف الحافظ ابن حزم، وأنا أحبه لمناضلته عن الحديث.
العلّامة أبا محمد عبد الحق الهاشمي, المتوفى سنة (1392) هـ.
والعلامة أبا عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني, المتوفى سنة (1420) هـ.
منكم من يسمع عن هذين العالمين الجليلين, ولكنه لم يعرفهما عن كثب, ولم يتعرف على مدى علوِّ هِمَمِهِما في طلب العلم ونشره, ولكننا إذا أردنا أن نعرفهما عن كثب فإن المقام سيضيق, ولكن سأنقل لكم نبذة عنهما وعن همتهما في طلب العلم ونشره.
قال العلّامة ربيع بن هادي المدخلي في كتابه: (تذكير النابهين بسِيَرِ أسلافهم حفّاظ الحديث السابقين واللاحقين) صفحة 283 ما نصه([1]):
أبو محمد عبد الحق الهاشمي, المتوفى سنة (1392) هـ.
هو العلامة المحدث أبو عبد الحق الهاشمي بن عبد الواحد بن محمد الهاشمي .... ساق نسبه إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
قال([2])-رحمه الله-: وأما مشايخي فكثيرون، أذكر منهم ههنا أشهر شيوخي الذين استفدت منهم العلوم، وأقدّمهم على غيرهم؛ لاعتقادهم مذهبَ السلف، وصحةِ عقائدهم في التوحيد والإيمان ومسائل الصفات الآلهية، وهجرِهم التقليد، واتباعِهم الكتاب والسنة المطهرة، وقد أجازوني بأسانيدهم المذكورة في ثبتي قراءة عليهم، وسماعاً، وإجازة منهم.
فمنهم شيخنا أبو القاسم عيسى بن أحمد الراعي، قرأت عليه كثيراً من كتب النحو، والمشكاة، والصحاح، وأجزاء من تفسير الطبري، وكتاب الأسماء والصفات للبيهقي، وسمعت عليه كثيراً من الكتب، وكان من تلامذة شيخ الهند محمود الحسن الديوبندي وغيره.
ومنهم شيخنا أبو الفضل إمام الدين بن محمد بن ماجة القنبري الغزالي السلماني، قرأت عليه الصحيحين بتمامهما، وسنن أبي داود، وسمعت عليه السنن الثلاثة، وقرأت عليه مسند الإمام أحمد بتمامه، وبعض تفسير ابن جرير، وقرأت عليه البيضاوي، وكتب البلاغة كالمطول للتفتازاني، وغيرها من الكتب في الأدب, واللغة، وكان من تلامذة الشيخ عبد القادر اللديانوي، والشيخ أبي الخير يوسف ابن محمد البغدادي.
ومنهم شيخنا أبو الفضل محمد بن عبد الله الرياسي، حصلت منه الإجازة بالمشافهة، وكان من تلاميذ شيخ الكل السيد نذير الدهلوي.
ومنهم شيخنا أبو عبد الرب محمد بن أبي محمد الغيطي، قرأت عليه الموطأ للإمام مالك، وكثيراً من كتب الأدب، كالمقامات الحريرية، والدواوين، وسمعت عليه كثيراً من كتب الفقه، والحديث، وكان من تلاميذ شيخ الهند.
ومنهم شيخنا أبو اليسار محمد بن عبد الله الغيطي، قرأت عليه أطرافاً من صحيح البخاري، وكان من تلاميذ المحدث السيد نذير الدهلوي.
ومنهم شيخنا أحمد بن عبد الله بن سالم البغدادي المدني، قرأت عليه صحيح البخاري، ومسند الإمام أحمد، وأطرافاً من الكتب الأخرى في الحديث، وله مشايخ كثيرون، وهو من تلامذة السيد عبد الرحمن ابن عباس بن عبد الرحمن، ومحمد بن عبد الله بن حميد المكي، وكتب لي الإجازة بخطه.
ومنهم شيخنا أبو إسماعيل إبراهيم بن عبد الله اللاهوري، قرأت عليه أطرافاً من صحيح البخاري.
ومنهم شيخنا أبو محمد بن محمود الطنافسي، سمعت عليه أطرافاً من صحيح البخاري، وكان من تلامذة السيد نذير المحدث الدهلوي.
ومنهم شيخنا عبد التواب القدير آبادي، قرأت عليه أطرافاً من الكتب الستة، ومسند الإمام أحمد، وهو من تلامذة السيد نذير الدهلوي.
ومنهم شيخنا أبو عبد الله عثمان بن الحسين العظيم آبادي، قرأت عليه أطرافاً من صحيح البخاري، وهو من تلامذة السيد نذير حسين.
ومنهم شيخنا أبو الحسن محمد بن الحسين الدهلوي، حصلت منه الإجازة بالمشافهة.
ومنهم شيخنا أبو الوفاء الأمرتسري، حصلت منه الإجازة بالمشافهة.
ومنهم شيخنا أبو سعيد حسين بن عبد الرحيم البتالوي، قرأت عليه الكتب الستة، ومسند الإمام أحمد، وأطرافاً من المعاجم، والمسانيد، وكتب لي الإجازة بخطه، وكان من تلامذة السيد نذير حسين شيخ الكل.
ومنهم شيخنا حسين بن حيدر الهاشمي، قرأت عليه أطرافاً من صحيح البخاري، وهو يروي عن حسين بن محسن الأنصاري.
ومنهم شيخنا أبو إدريس عبد التواب بن عبد الوهاب الإسكندر آبادي، قرأت عليه صحيح البخاري، وهو يروى أيضاً، عن حسين بن محسن الأنصاري.
ومنهم شيخنا أبو محمد هبة الله بن محمود الملاني، قرأت عليه بعض صحيح البخاري، وسمعت عليه بعضه، وسمعت عليه السنن الأربعة، وصحيح مسلم، وهو يروى أيضاً عن الأنصارى.
ومنهم شيخنا خليل بن محمد بن حسين بن محسن الأنصاري، قرأت عليه صحيح البخاري بالمسجد الحرام، وهو يروي عن جده.
ومنهم شيخنا سعيد بن محمد المكي، سمعت منه أطرافاً من صحيح البخاري.
ومنهم شيخنا هبة الله أبو محمد المهدوي، قرأت عليه كثيراً من الكتب، وسمعت منه الكثير، وكان من تلامذة حسين بن محسن الأنصاري اليماني.
ومنهم شيخنا السيد نذير حسين المحدث الدهلوي، أروي عنه بالإجازة العامة، فإنه أجاز أهل عصره، وهو يروي عن أربعة من المشايخ الكبار، منهم عبد الرحمن بن سليمان اليماني، ومحمد عابد السندي، وأكبر شيوخه الذين قرأ عليهم: الشاه إسحاق المحدث الدهلوي، وهو يروي عن الشاه عبد العزيز المحدث الدهلوي، وهو يروي عن والده الشاه ولي الله بن عبد الرحيم المحدث الدهلوي، وهو يروى عن أبي الطاهر الكردي المدني وسنده مشهور مذكور في ثبت الشوكاني، وقد ذكرت أسانيدي في ثبتي.
وقرأت على بعض هؤلاء المشايخ:
من كتب الصرف: كتاب الزرادي، والزنجاني، وشرحه للتفتازاني، والشافية لابن الحاجب، وشرحها للجاربردي والرضي، وغيرها.
ومن كتب النحو: شرح عوامل الجرجاني للجامي، وهداية النحو لأبي حيان، والكافية لابن الحاجب، واستظهرت متنها وشرحها للجامي، والرضي، وألفية ابن مالك وشروحها لابن الناظم، وابن عقيل, والمكودي، والأشموني، ومفصل والزمخشري، وشرحه لابن يعيش، وشرح القطر، والشذرات، وأوضح المسالك، ومغنى اللبيب لابن هشام، وكتاب سيبويه، والأشباه والنظائر للسيوطي، وغيرها.
ومن كتب الأدب: مقامات الحريري، ومقامات البديع الهمذاني، وحماسة أبي تمام، وديوان المتنبي، والبحتري، وأبي تمام، وديوان حسان، ودواوين شعراء الجاهلية، وطالعت كتاب الأغاني لأبي فرج الأصبهاني.
ومن كتب المعاني والبيان: مفتاح العلوم للسكاكي، والتلخيص للقزويني، والمختصر والمطوّل للتفتازاني، ودلائل الإعجاز، وأسرار البلاغة للجرجاني، والطراز ليحيى بن حمزة.
وقرأت على بعضهم كتب المنطق المشهورة، كايساغوجي، وشرح التهذيب، والسلم وشروحه، وكنت لا أرغب في هذا العلم في أوان الطلب، وما جعل الله في قلبي حبه، وما درسته بعد ما قرأته.
وقرأت من علم فروع الفقه وأصوله: رسالة الإمام الشافعي، وكتاب الأم له، وأصول ابن الحاجب، وأصول القاضي البيضاوي، وطالعت المدونة الكبرى لسحنون، والمغنى لابن قدامة، وشرح المهذب للنووي، وقرأت مختصر القدوري، والكنـز للنسفي، وشرح الوقاية، والهداية للمرغيناني، وطالعت فتح القدير لابن الهمام، وقرأت أصول الشاشي، وأصول الحسامي، وشرح نور الأنوار، والتلويح والتوضيح، وطالعت العالمكيرة([3]) وغيرها من الفتاوى، وكنت أحب من كتب الفقه كتب الأئمة القدماء، دون المتأخرين.
وقرأت على بعض المشايخ: تفسير ابن جرير، والبغوي، وابن كثير، والجلالين، والبيضاوي، والكشاف للزمخشري([4])، وطالعت الفخر الرازي، والدر المنثور للسيوطي, والقرطبي.
وقرأت على بعضهم: شرح العقائد النسفية، وعقيدة الطحاوي مع الشرح، وكتاب الأسماء والصفات للبيهقي، وطالعت كتب شيخ الإسلام ابن تيمية في مسائل العقائد والتوحيد.
وقرأت السراجية، والشريفية على المشايخ.
ثم قرأت بلوغ المرام لابن حجر، ومشكاة المصابيح للتبريزي، والمصابيح للبغوي، وتيسير الوصول لابن الديبع، وجامع الأصول لابن الأثير، ومجموع الفوائد للهيثمي، وكنـز العمال للمتقي، والمنهج له، والجامع الكبير للسيوطي، والترغيب والترهيب للمنذري.
وقرأت على المشايخ: النخبة لابن حجر وشرحها، وألفية العراقي مع شرحها للمؤلف والسخاوي، وطالعت ألفية السيوطي، وكفاية الخطيب البغدادي، وتدريب الراوي للسيوطي.
ثم أخذت قراءة على المشايخ: الموطأ, والصحيحين، والسنن الأربعة، ومسند الطيالسي، والدارمي، ومسند الإمام أحمد، والسنن الكبرى للبيهقي، والمستدرك للحاكم، وسنن الدارقطني، ومسند الشافعي، والأدب المفرد للبخاري، ومسانيد أبي حنيفة، ومعجم الطبراني الصغير، وصحيح ابن حبان، ومسند أبي يعلى، والبزار، والفردوس، ومصنف عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، ومسند أبي عوانة، والمنتقى لابن الجارود، والمختارة للضياء، وشرح معاني الآثار، ومشكل الآثار للطحاوي، ومعجم الطبراني الكبير، وسنن سعيد بن منصور، وحصلت قطعة من صحيح ابن خزيمة، ومسند ابن راهويه، وغيرها.
وطالعت طبقات ابن سعد، والإصابة لابن حجر، وأسد الغابة لابن الأثير، والتجريد للذهبي، وتقريب التهذيب، وتهذيب التهذيب لابن حجر، والخلاصة للخزرجي، ورجال الصحيحين للقيسراني، وميزان الاعتدال للذهبي، والكاشف له، وكذلك تذكرة الحفاظ، وسير النبلاء، وتهذيب المزّي، ولسان الميزان لابن حجر، والتاريخ الصغير والكبير للبخاري، وكتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وعلل الحديث له، وعلل الدارقطني، وسيرة ابن هشام، والروض للسهيلي، والبداية والنهاية لابن كثير، والحلية لأبي نعيم، وتاريخ ابن جرير، وابن عساكر، والخطيب البغدادي، وتاريخ أصبهان لأبي نعيم، وتاريخ ابن الأثير، وتاريخ ابن خلدون، والمنـتظم لابن الجوزي، وطبقات السبكي، وابن خلكان، وأنساب السمعاني، والإكمال لابن ماكولا، ومشتبه النسبة للذهبي، وتبصير المنـتبه لابن حجر، والضعفاء للعقيلي، والثقات لابن حبان، والكامل لابن عدي وغيرها.
وطالعت صحاح الجوهري، وقاموس المجد، وشرحه تاج العروس للزبيدي, ومقاييس ابن فارس، وجمهرة ابن دريد، ولسان العرب لابن منظور، والمخصص لابن سيدة، والنهاية لابن الأثير، والفائق للزمخشري، وغريب الحديث لابن سلام وابن قتيبة, وغيرها.
وطالعت نصب الراية للزيلعي، والدراية لابن حجر، وتلخيص الحبير له، والمنـتقى للباجي، وشرح الموطأ للزرقاني، والاستذكار لابن عبد البر، والتمهيد له، وشرح الكرماني، والعيني، والقسطلاني، والزين زكريا، وفتح الباري مع المقدمة، وعون المعبود، وغاية المقصود، والمنهل المورود، ومعالم السنن، وعارضة الأحوذي لابن العربي، وتحفة الأحْوذي، وفيض الباري، وشرح النووي، وعون الباري للنواب، ومشارق القاضي عياض وغيرها، وطالعت أكثر تصانيف شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم - رحمهم الله-، وكذلك تواليف الحافظ ابن حزم، وأنا أحبه لمناضلته عن الحديث.
عقيدته
وقال -رحمه الله -: "فإن عقيدتي هي عقيدة السلف الصالح من أهل السنة والجماعة من الفقهاء والمحدثين، وهي عقيدة العمل بالكتاب والسنة، وحَمْلها على ظواهرهما من دون تأويل ولا تحريف فيهما، فمذهبي هو مذهب أهل الحديث اعتقادا وعملا، والحمد لله تعالى على أن جعلني محبا للسنة المطهرة، وهجرت التقليد مع تعظيم الأئمة الأربعة وغيرهم وترك الاعتراض عليهم في اجتهادهم مع تقديم السنة على الرأي المجرد ".
ومن تأليفاتي:
1-كشف المُغَطى عن رجال الصحيحين والموطّأ.
2- ومفتاح الموطأ والصحيحين.
3- ومسند الصحيحين.
4- ومصنف الصحيحين.
5- وشرح الصحيحين والموطأ.
6-وشرح تراجم البخاري.
7- وشرح مسند الإمام أحمد.
8- وفهرسة مسند الإمام أحمد.
9- وتراجم رجال مسند أحمد.
10- وتفسير القرآن بالقرآن والسنة.
11- والرد على ابن التركماني.
12- وشرح منظومة الأمير اليماني.
13- ونظم رجال الصحيحين.
14- والبدور العارجة بين الفصحى والدارجة.
15- وشرح مقدمة الإمام مسلم.
ولي مصنفات أخرى في مختلف المسائل مذكورة في رسائلي بأسمائها.
أملاه أبو محمد عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي ربيع الأول 1382 هـ.
استقيت هذه الترجمة من كتاب له –رحمه الله- سماه (عقيدة الفرقة الناجية) ذكر فيه ترجمته لنفسه -رحمه الله-. اهـ
وقال العلّامة ربيع السُّنَّة في كتابه: (تذكير النابهين بسِيَرِ أسلافهم حفّاظ الحديث السابقين واللاحقين) صفحة 307 ([5]):
الشيخ محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني المتوفى (1420) هـ
هو الإمام المحدث أحد أئمة الحديث والتوحيد والسنة في هذا العصر.
مولده ونشأته:
ولد الشيخ عام 1333هـ في مدينة أشقودرة (عاصمة دولة ألبانيا -حينئذ-) عن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابع العلمي، فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم ويرشدهم.
وهاجر بصحبة والده إلى دمشق الشام للإقامة الدائمة فيها بعد أن انحرف أحمد زاغو (ملك ألبانيا) ببلاده نحو الحضارة الغربية العلمانية.
طلبه للعلم:
عندما استقربه المقام في دمشق ألحقه والده بمدرسة الإسعاف الخيرية الابتدائية بدمشق، ثم انتقل في أثناء هذه المرحلة من تلك المدرسة إلى مدرسة أخرى بسوق (ساروجة) وفيها أنهى الفتى دراسته الأولية.
ثم أخرجه والده من المدرسة؛ إذ كان يرى أن هذه الدراسة النظامية لا فائدة منها إلا بقدر ما يتعلم الطفل فيها القراءة والكتابة.
ثم وضع له منهجاً علمياً مركزاً درس من خلاله الفتى, وتعلم القرآن الكريم([6]) والتجويد، والصرف، وركز له على دراسة الفقه الحنفي؛ إذ كان يريده والده فقيهاً حنفياً!.
كما درس على بعض المشايخ والعلماء من أصدقاء والده.
وكان ولَعُ الشيخ بالقراءة لا يوصف، حتى وهو في هذه السن المبكرة، فكان يبحث ويقرأ في أوقات فراغه، وكان في بداية أمره يقرأ في كل شيء، حتى إني سمعته يقول: "في أول عمري قرأت ما يُقرأ، وما لا يُقرأ".
وأخذ عن أبيه مهنة إصلاح الساعات, فأجادها حتى صار من أصحاب الشهرة فيها، وأخذ يتكسب رزقه منها، وقد وفرت له هذه المهنة وقتاً جيداً للمطالعة والدراسة، وهيأت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية و الاطلاع على العلوم الشرعية من مصادرها الأصلية.
طلبه لعلم الحديث:
يقول الشيخ -رحمه الله- وهو إذ ذاك في العشرين من عمره تقريباً:
"ذات يوم لاحظت بين الكتب المعروضة لدى أحد الباعة جزءاً من مجلة المنار, فاطلعت عليه، ووقعت فيه على بحث بقلم السيد رشيد رضا يصف فيه كتاب (الإحياء) للغزالي، ويشير إلى محاسنه، ومآخذه، ولأول مرة أواجه مثل هذا النقد العلمي، فاجتذبني ذلك إلى مطالعة الجزء كله، ثم أمضي لأتابع موضوع تخريج الحافظ العراقي على (الإحياء).
ورأيتُني أسعى لاستئجاره؛ لأني لا أملك ثمنه، فاستهواني ذلك التخريج الدقيق حتى صممت على نسخه".
وقام الشيخ بنسخ هذا الكتاب -وهو (المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار)- بخطه الحسن الدقيق، ورتبه ونسقه أحسن تنسيق، وهو أول عمل حديثي يقوم به الشيخ -رحمه الله- وما زال في مكتبته إلى الآن.
ومن هنا ارتبط الشيخ بمجلة المنار، وبما كانت تنشر من بحوث في السنة، وأعجب بها أيما إعجاب، وعلى إثر ذلك جذبه علمُ الحديث، وأحب كتبَه، فأقبل على دراسة كتب الحديث وتحصيلها بهمة عالية، ووفقه الله -عز وجل- في ذلك بما حباه به من ذهن وقاد ونبوغ ظاهر وعقليةٍ علمية نادرة.
فكان إذا اكتسب من عمله ما يكفي حاجته؛ ترك العمل، وأقبل على العلم، وتحول دكانه إلى ملتقى لطلبة العلم.
وسبحان الله! كيف ملك علمُ الحديث لب وفؤاد هذا الفتى، وهو الذي نشأ في بيئته -وإن كانت بيئة علم وتدين– مذهبية! ومع ما كان يسمع من والده عندما رأى إقباله على هذا العلم: "يا محمد! علم الحديث صنعة المفاليس"!!
وخصصت إدارة المكتبة الظاهرية بدمشق غرفة خاصة له ليقوم فيها بأبحاثه العلمية المفيدة، بالإضافة إلى منحه نسخة من مفتاح المكتبة يدخلها وقت ما شاء.
وعندما رأى مؤرخُ حلب ومحدثُها الشيخُ محمد راغب الطباخ نبوغ الفتى، وإقباله على العلم؛ أجازه بمروياته، وهي مذكورة في ثبته "الأنوار الجليلة في مختصر الأثبات الحلبية".
وليس من الأسرار أن الشيخ -رحمه الله– كان يقول عن هذه الإجازة: "هي لا تعني لي شيئاً، وإنما نرد بها فقط على الحاقدين".
قلت: وهذا عين الحق والصواب، إذ من المعروف أن مثل هذه الإجازات لا تكسب أصحابها علماً(1) وكلنا يعرف كم من الجهال لديهم عشرات الإجازات ومع هذا ما زالوا جهالاً.
ولكن المؤكد أن من سيطر الحقد على قلبه، لا يقنع بإجازة، بل ولا بعشرات الإجازات، ويغلب على هؤلاء الحاقدين الجمعُ بين الحقد والجهل، وربما الجبن والتخفي أيضاً.
جلده في البحث:
وهذا أمر بارز جداً في حياة الشيخ – رحمه الله – وأكتفي هنا بمثالين اثنين:
الأول: قصة الورقة الضائعة.
قال الشيخ –رحمه الله– في مقدمة (فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية المنتخب من مخطوطات الحديث):
"لم يكن ليخطر في بالي وضع مثل هذا الفهرس؛ لأنه ليس من اختصاصي، وليس عندي متسع من الوقت ليساعدني عليه، ولكن الله -تبارك وتعالى- إذا أراد شيئاً هيأ أسبابَه، فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصري، منذ أكثر من اثني عشر عاماً، فنصحني الطبيب المختص بالراحة، وترك القراءة، والكتابة، والعمل في المهنة (تصليح الساعات) مقدار ستة أشهر.
فعملت بنصيحته أول الأمر، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين، ثم أخذت نفسي تراودني، وتزين لي أن أعمل شيئاً في هذه العطلة المملة، عملاً لا ينافي –بزعمي– نصيحته، فتذكرت رسالة مخطوطة في المكتبة، اسمها "ذم الملاهي": للحافظ ابن أبي الدنيا، لم تطبع فيما أعلم يومئذ.
فقلت: ما المانع من أن أكلف من ينسخها لي؟ وحتى يتم نسخها، ويأتي وقت مقابلتها بالأصل؛ يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة، فبإمكاني يومئذ مقابلتها, وهي لا تستدعي جهداً ينافي الوضع الصحي الذي أنا فيه، ثم أحققها بعد ذلك على مهل، وأخرج أحاديثها، ثم نطبعها، وكل ذلك على فترات؛ لكي لا أشق على نفسي!.
فلما وصل الناسخ إلى منتصف الرسالة، أبلغني أن فيها نقصاً، فأمرته بأن يتابع نسخها حتى ينتهي منها، ثم قابلتها معه على الأصل، فتأكدت من النقص الذي أشار إليه، وأُقدّره بأربع صفحات في ورقة واحدة في منتصف الكراس، فأخذت أفكر فيها، وكيف يمكنني العثور عليها؟
والرسالة محفوظة في مجلد من المجلدات الموضوعة في المكتبة، تحت عنوان "مجاميع" وفي كل مجلدٍ منها -على الغالب- عديد من الرسائل، والكتب، مختلفة الخطوط والمواضيع والورق لوناً وقياساً، فقلت في نفسي: "لعل الورقة الضائعة قد خاطها المجلِّدُ سهوا في مجلد آخر من هذه المجلدات!", فرأيتني مندفعاً بكل رغبة ونشاط باحثاً عنها فيها على التسلسل.
ونسيت أو تناسيت نفسي، والوضع الصحي الذي أنا فيه! فإذا ما تذكرته؛ لم أعدم ما أتعلل به من مثل القول بأن هذا البحث لا ينافيه؛ لأنه لا يصحبه كتابة ولا قراءة مضنية!
وما كدت أتجاوز بعض المجلدات، حتى أخذ يسترعي انتباهي عناوين بعض الرسائل والمؤلفات لمحدثين مشهورين وحفاظ معروفين، فأقف عندها باحثاً لها، دارساً إياها، فأتمنى لو أنها تنسخ، وتحقق، ثم تطبع، ولكني كنت أجدها في غالب الأحيان ناقصة الأطراف والأجزاء، فأجد الثاني دون الأول مثلاً، فلم أندفع لتسجيلها عندي، وتابعت البحث عن الورقة الضائعة، ولكن عبثاً, حتى انتهت مجلدات (المجاميع) البالغ عددها (152) مجلداً، بيد أني وجدتني في أثناء المتابعة أخذت أسجل في مسودتي عناوين بعض الكتب التي راقتني، وشجعني على ذلك أنني عثرت في أثناء البحث فيها على بعض النواقص التي كانت قبل من الصوارف عن التسجيل.
ولما لم أعثر على الورقة في المجلدات المذكورة؛ قلت في نفسي: "لعلها خِيطت خطأ في مجلد من مجلدات كتب الحديث، والمسجلة في المكتبة تحت عنوان (حديث)!" فأخذت أقلبها مجلداً مجلداً، حتى انتهيت منها دون أن أقف عليها! ولكني سجلت أيضاً عندي ما شاء الله –تعالى- من المؤلفات والرسائل.
وهكذا لم أزل أعلل النفس وأمنيها بالحصول على الورقة، فأنتقل في البحث عنها بين مجلدات المكتبة ورسائلها من علم إلى آخر، حتى أتيت على جميع المخطوطات المحفوظة في المكتبة، والبالغ عددها نحو عشرة آلاف مخطوط دون أن أحظى بها!
ولكني لم أيأس بعد، فهناك ما يعرف بـ(الدست)، وهو عبارة عن مكدسات من الأوراق والكراريس المتنوعة التي لا يُعرف أصلُها، فأخذت في البحث فيها بدقة وعناية، ولكن دون جدوى.
وحينئذ يئست من الورقة! ولكني نظرت فوجدت أن الله -تبارك وتعالى- قد فتح لي من ورائها باباً عظيماً من العلم، طالما كنت غافلاً عنه كغيري، وهو أن في المكتبة الظاهرية كنوزاً من الكتب والرسائل في مختلف العلوم النافعة التي خلفها لنا أجدادنا -رحمهم الله تعالى-، وفيها من نوادر المخطوطات التي قد لا توجد في غيرها من المكتبات العالمية، مما لم يطبع بعد.
فلما تبين لي ذلك واستحكم في قلبي؛ استأنفت دراسة مخطوطات المكتبة كلها من أولها إلى آخرها، للمرة الثانية، على ضوء تجربتي السابقة التي سجلت فيها ما انتقيت فقط من الكتب، فأخذت أسجل الآن كل ما يتعلق بعلم الحديث منها مما يفيدني في تخصصي, لا أترك شاردة ولا واردة إلا سجلتها، حتى ولو كانت ورقة واحدة من كتاب أو جزء مجهول الهوية!
وكأن الله -تبارك وتعالى- كان يعدني بذلك كله للمرحلة الثالثة والأخيرة.
وهي دراسة هذه الكتب دراسة دقيقة، واستخراج ما فيها من الحديث النبوي مع أسانيده وطرقه وغير ذلك من الفوائد.
فإنني كنت في أثناء المرحلة الثانية ألتقط نتفاً من هذه الفوائد التي أعثر عليها عفوياً فما كدت أنتهي منها حتى تشبعت بضرورة دراستها كتاباً كتاباً، وجزءاً جزءاً.
ولذلك فقد شمرت عن ساعد الجد، واستأنفت الدراسة للمرة الثالثة، لا أدع صحيفة إلا تصفحتها، ولا ورقة شاردة إلا قرأتها، واستخرجت منها ما أعثر عليه من فائدة علمية وحديث نبوي شريف، فتجمع عندي بها نحو أربعين مجلداً، في كل مجلد نحو أربعمائة ورقة، في كل ورقة حديث واحد، معزواً إلى جميع المصادر التي وجدته فيها مع أسانيده وطرقه.
ورتبت الأحاديث فيها على حروف المعجم، ومن هذه المجلدات أغذي كل مؤلفاتي ومشاريعي العلمية، الأمر الذي يساعدني على التحقيق العلمي الذي لا يتيسر لأكثر أهل العلم، لا سيما في هذا الزمان الذي قنعوا فيه بالرجوع إلى بعض المختصرات في علم الحديث وغيره من المطبوعات!
فهذه الثروة الحديثية الضخمة التي توفرت عندي؛ ما كنت لأحصل عليها لو لم ييسر الله لي هذه الدراسة بحثا ًعن الورقة الضائعة! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وإن من ثمراتها المباركة: أنني اكتشفت في أثنائها بعض المؤلفات والأجزاء والكراريس القيمة التي لم يكن من المعلوم سابقاً وجودُها في المكتبة أصلاً، أو كاملة لذهاب الورقة الأولى وغيرها منها التي بها يمكن عادة الكشف عن هوية المؤلِّف والمؤلَّف أو لإهمال الناسخ كتب ذلك على نسخته من الكتاب، أو غير ذلك من الأسباب التي يعرفها أهل الاختصاص في دراسة المخطوطات، ولذلك خفيت على (بروكلمن) وغيره من المفهرسين، فلم يرد لها ذكر في فهارسهم إطلاقاً، ولا بأس من أن أذكر هنا بعض المهمات منها مما يحضرني الآن:
1- المستخرج على (الصحيحين) للحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني الملنجي.
2- (مجمع البحرين في زوائد المعجمين) للحافظ نور الدين الهيثمي.
3- (الحفاظ) لأبي الفرج ابن الجوزي.
4- (الكلم الطيب) لشيخ الإسلام ابن تيمية.
5- (إثبات صفة العلو لله تعالى) لابن قدامة المقدسي.
6- (تحفة المحتاج إلى أدلة المنهج) لابن الملقن.
7- (السنن الكبرى) للنسائي.
8- (فضائل مكة) للجندي.
وأما الأجزاء والكراريس التي اكتشفتها -وبعضها مما أتممت به بعض الكتب التي كانت ناقصة أو مجهولة الهوية- فشيء كثير -والحمد لله-، وإليك بعضها على سبيل المثال:
1 – (أحكام النساء) لابن الجوزي.
2- (الضعفاء) للذهبي.
3- (مسند الشهاب) للقضاعي.
4- (الصلاة) لعبد الغني المقدسي.
5- (تاريخ أصبهان) لابن منده.
6- (الكلام على ختان النبي -صلى الله عليه وسلم-) لابن العديم.
7- (جزء نعل النبي -صلى الله عليه وسلم-) لأبي اليمن ابن عساكر.
8- (المغازي) لابن إسحاق.
9- صحيح ابن حبان([7]).
اتباعه للسنة:
كان لاشتغال الشيخ الألباني بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثره البالغ في التوجه السلفي للشيخ، وقد زاد تشبثَه وثباتَه على هذا المنهج مطالعتُه لكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهما من أعلام المدرسة السلفية.
حمل الشيخ الألباني راية الدعوة إلى التوحيد والسنة في سوريا, حيث زار الكثير من مشايخ دمشق وجرت بينه وبينهم مناقشات حول مسائل التوحيد والاتباع و التعصب المذهبي والبدع، فلقي الشيخُ لذلك المعارضةَ الشديدة من كثير من متعصبي المذاهب ومشايخ الصوفية والخرافيين والمبتدعة، فكانوا يثيرون عليه العامة والغوغاء, ويشيعون عنه بأنه "وهابي ضال", ويحذرون الناس منه، هذا في الوقت الذي وافقه على دعوته أفاضل العلماء المعروفين بالعلم و الدين في دمشق، والذين حضوه على الاستمرار قُدُماً في دعوته ومنهم: العلامة بهجت البيطار، والشيخ عبد الفتاح الإمام رئيس جمعية الشبان المسلمين في سوريا، والشيخ توفيق البزرة، و غيرهم من أهل الفضل و الصلاح -رحمهم الله-.
ولقد كان الشيخ ناصر -رحمه الله- أحد كبار العلماء العاملين بعلمهم، لم نر مثله في اتباعه للسنة([8])، فهو أحد المجددين بحق, إذ كان الشيخ -رحمه الله- من فحول علماء السنة الناصرين لها، المتبعين لها، المميزين لصحيحها من سقيمها، الرافعين للوائها، فكان - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا- كما قال الله -عز وجل-: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}.
إذ كان شديد الاتباع للنبي -صلى الله عليه وسلم-، بل كان شديد الفرح بكل متبع للنبي-صلى الله عليه وسلم-، كان لا يقدِّم قولَ أحد كائنًا من كان على كتاب الله- عز وجل- وعلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع عودة بالكتاب والسنة إلى فهم السلف الصالح، وكان هذا القيد أحد ركائز دعوته المباركة.
وكتبه -رحمه الله- تدل على شدة اتباعه للسنة ونصرته لها بما لا يدع مجالًا للشك في ذلك.
وأكتفي هنا بنقلٍ واحد عنه في بيان تعظيمه للسنة ونصرته لها، يقول: "إني حين وضعت هذا المنهج لنفسي -وهو التمسك بالسنة الصحيحة- وجريت عليه في كتبي؛ كنت على علم أنه سوف لا يرضي ذلك كلَّ الطوائف والمذاهب، بل سوف يوجه بعضُهم أو كثيرٌ منهم ألسنةَ الطعن وأقلام اللوم إلي، ولا بأس من ذلك علي؛ فإنني أعلم أيضا أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، وأن (من أرضى الناس بسخط الله؛ وكله الله إلى الناس) كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ولله در من قال:
ومن تأليفاتي:
1-كشف المُغَطى عن رجال الصحيحين والموطّأ.
2- ومفتاح الموطأ والصحيحين.
3- ومسند الصحيحين.
4- ومصنف الصحيحين.
5- وشرح الصحيحين والموطأ.
6-وشرح تراجم البخاري.
7- وشرح مسند الإمام أحمد.
8- وفهرسة مسند الإمام أحمد.
9- وتراجم رجال مسند أحمد.
10- وتفسير القرآن بالقرآن والسنة.
11- والرد على ابن التركماني.
12- وشرح منظومة الأمير اليماني.
13- ونظم رجال الصحيحين.
14- والبدور العارجة بين الفصحى والدارجة.
15- وشرح مقدمة الإمام مسلم.
ولي مصنفات أخرى في مختلف المسائل مذكورة في رسائلي بأسمائها.
أملاه أبو محمد عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي ربيع الأول 1382 هـ.
استقيت هذه الترجمة من كتاب له –رحمه الله- سماه (عقيدة الفرقة الناجية) ذكر فيه ترجمته لنفسه -رحمه الله-. اهـ
وقال العلّامة ربيع السُّنَّة في كتابه: (تذكير النابهين بسِيَرِ أسلافهم حفّاظ الحديث السابقين واللاحقين) صفحة 307 ([5]):
الشيخ محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني المتوفى (1420) هـ
هو الإمام المحدث أحد أئمة الحديث والتوحيد والسنة في هذا العصر.
مولده ونشأته:
ولد الشيخ عام 1333هـ في مدينة أشقودرة (عاصمة دولة ألبانيا -حينئذ-) عن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابع العلمي، فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم ويرشدهم.
وهاجر بصحبة والده إلى دمشق الشام للإقامة الدائمة فيها بعد أن انحرف أحمد زاغو (ملك ألبانيا) ببلاده نحو الحضارة الغربية العلمانية.
طلبه للعلم:
عندما استقربه المقام في دمشق ألحقه والده بمدرسة الإسعاف الخيرية الابتدائية بدمشق، ثم انتقل في أثناء هذه المرحلة من تلك المدرسة إلى مدرسة أخرى بسوق (ساروجة) وفيها أنهى الفتى دراسته الأولية.
ثم أخرجه والده من المدرسة؛ إذ كان يرى أن هذه الدراسة النظامية لا فائدة منها إلا بقدر ما يتعلم الطفل فيها القراءة والكتابة.
ثم وضع له منهجاً علمياً مركزاً درس من خلاله الفتى, وتعلم القرآن الكريم([6]) والتجويد، والصرف، وركز له على دراسة الفقه الحنفي؛ إذ كان يريده والده فقيهاً حنفياً!.
كما درس على بعض المشايخ والعلماء من أصدقاء والده.
وكان ولَعُ الشيخ بالقراءة لا يوصف، حتى وهو في هذه السن المبكرة، فكان يبحث ويقرأ في أوقات فراغه، وكان في بداية أمره يقرأ في كل شيء، حتى إني سمعته يقول: "في أول عمري قرأت ما يُقرأ، وما لا يُقرأ".
وأخذ عن أبيه مهنة إصلاح الساعات, فأجادها حتى صار من أصحاب الشهرة فيها، وأخذ يتكسب رزقه منها، وقد وفرت له هذه المهنة وقتاً جيداً للمطالعة والدراسة، وهيأت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية و الاطلاع على العلوم الشرعية من مصادرها الأصلية.
طلبه لعلم الحديث:
يقول الشيخ -رحمه الله- وهو إذ ذاك في العشرين من عمره تقريباً:
"ذات يوم لاحظت بين الكتب المعروضة لدى أحد الباعة جزءاً من مجلة المنار, فاطلعت عليه، ووقعت فيه على بحث بقلم السيد رشيد رضا يصف فيه كتاب (الإحياء) للغزالي، ويشير إلى محاسنه، ومآخذه، ولأول مرة أواجه مثل هذا النقد العلمي، فاجتذبني ذلك إلى مطالعة الجزء كله، ثم أمضي لأتابع موضوع تخريج الحافظ العراقي على (الإحياء).
ورأيتُني أسعى لاستئجاره؛ لأني لا أملك ثمنه، فاستهواني ذلك التخريج الدقيق حتى صممت على نسخه".
وقام الشيخ بنسخ هذا الكتاب -وهو (المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار)- بخطه الحسن الدقيق، ورتبه ونسقه أحسن تنسيق، وهو أول عمل حديثي يقوم به الشيخ -رحمه الله- وما زال في مكتبته إلى الآن.
ومن هنا ارتبط الشيخ بمجلة المنار، وبما كانت تنشر من بحوث في السنة، وأعجب بها أيما إعجاب، وعلى إثر ذلك جذبه علمُ الحديث، وأحب كتبَه، فأقبل على دراسة كتب الحديث وتحصيلها بهمة عالية، ووفقه الله -عز وجل- في ذلك بما حباه به من ذهن وقاد ونبوغ ظاهر وعقليةٍ علمية نادرة.
فكان إذا اكتسب من عمله ما يكفي حاجته؛ ترك العمل، وأقبل على العلم، وتحول دكانه إلى ملتقى لطلبة العلم.
وسبحان الله! كيف ملك علمُ الحديث لب وفؤاد هذا الفتى، وهو الذي نشأ في بيئته -وإن كانت بيئة علم وتدين– مذهبية! ومع ما كان يسمع من والده عندما رأى إقباله على هذا العلم: "يا محمد! علم الحديث صنعة المفاليس"!!
وخصصت إدارة المكتبة الظاهرية بدمشق غرفة خاصة له ليقوم فيها بأبحاثه العلمية المفيدة، بالإضافة إلى منحه نسخة من مفتاح المكتبة يدخلها وقت ما شاء.
وعندما رأى مؤرخُ حلب ومحدثُها الشيخُ محمد راغب الطباخ نبوغ الفتى، وإقباله على العلم؛ أجازه بمروياته، وهي مذكورة في ثبته "الأنوار الجليلة في مختصر الأثبات الحلبية".
وليس من الأسرار أن الشيخ -رحمه الله– كان يقول عن هذه الإجازة: "هي لا تعني لي شيئاً، وإنما نرد بها فقط على الحاقدين".
قلت: وهذا عين الحق والصواب، إذ من المعروف أن مثل هذه الإجازات لا تكسب أصحابها علماً(1) وكلنا يعرف كم من الجهال لديهم عشرات الإجازات ومع هذا ما زالوا جهالاً.
ولكن المؤكد أن من سيطر الحقد على قلبه، لا يقنع بإجازة، بل ولا بعشرات الإجازات، ويغلب على هؤلاء الحاقدين الجمعُ بين الحقد والجهل، وربما الجبن والتخفي أيضاً.
جلده في البحث:
وهذا أمر بارز جداً في حياة الشيخ – رحمه الله – وأكتفي هنا بمثالين اثنين:
الأول: قصة الورقة الضائعة.
قال الشيخ –رحمه الله– في مقدمة (فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية المنتخب من مخطوطات الحديث):
"لم يكن ليخطر في بالي وضع مثل هذا الفهرس؛ لأنه ليس من اختصاصي، وليس عندي متسع من الوقت ليساعدني عليه، ولكن الله -تبارك وتعالى- إذا أراد شيئاً هيأ أسبابَه، فقد ابتليت بمرض خفيف أصاب بصري، منذ أكثر من اثني عشر عاماً، فنصحني الطبيب المختص بالراحة، وترك القراءة، والكتابة، والعمل في المهنة (تصليح الساعات) مقدار ستة أشهر.
فعملت بنصيحته أول الأمر، فتركت ذلك كله نحو أسبوعين، ثم أخذت نفسي تراودني، وتزين لي أن أعمل شيئاً في هذه العطلة المملة، عملاً لا ينافي –بزعمي– نصيحته، فتذكرت رسالة مخطوطة في المكتبة، اسمها "ذم الملاهي": للحافظ ابن أبي الدنيا، لم تطبع فيما أعلم يومئذ.
فقلت: ما المانع من أن أكلف من ينسخها لي؟ وحتى يتم نسخها، ويأتي وقت مقابلتها بالأصل؛ يكون قد مضى زمن لا بأس به من الراحة، فبإمكاني يومئذ مقابلتها, وهي لا تستدعي جهداً ينافي الوضع الصحي الذي أنا فيه، ثم أحققها بعد ذلك على مهل، وأخرج أحاديثها، ثم نطبعها، وكل ذلك على فترات؛ لكي لا أشق على نفسي!.
فلما وصل الناسخ إلى منتصف الرسالة، أبلغني أن فيها نقصاً، فأمرته بأن يتابع نسخها حتى ينتهي منها، ثم قابلتها معه على الأصل، فتأكدت من النقص الذي أشار إليه، وأُقدّره بأربع صفحات في ورقة واحدة في منتصف الكراس، فأخذت أفكر فيها، وكيف يمكنني العثور عليها؟
والرسالة محفوظة في مجلد من المجلدات الموضوعة في المكتبة، تحت عنوان "مجاميع" وفي كل مجلدٍ منها -على الغالب- عديد من الرسائل، والكتب، مختلفة الخطوط والمواضيع والورق لوناً وقياساً، فقلت في نفسي: "لعل الورقة الضائعة قد خاطها المجلِّدُ سهوا في مجلد آخر من هذه المجلدات!", فرأيتني مندفعاً بكل رغبة ونشاط باحثاً عنها فيها على التسلسل.
ونسيت أو تناسيت نفسي، والوضع الصحي الذي أنا فيه! فإذا ما تذكرته؛ لم أعدم ما أتعلل به من مثل القول بأن هذا البحث لا ينافيه؛ لأنه لا يصحبه كتابة ولا قراءة مضنية!
وما كدت أتجاوز بعض المجلدات، حتى أخذ يسترعي انتباهي عناوين بعض الرسائل والمؤلفات لمحدثين مشهورين وحفاظ معروفين، فأقف عندها باحثاً لها، دارساً إياها، فأتمنى لو أنها تنسخ، وتحقق، ثم تطبع، ولكني كنت أجدها في غالب الأحيان ناقصة الأطراف والأجزاء، فأجد الثاني دون الأول مثلاً، فلم أندفع لتسجيلها عندي، وتابعت البحث عن الورقة الضائعة، ولكن عبثاً, حتى انتهت مجلدات (المجاميع) البالغ عددها (152) مجلداً، بيد أني وجدتني في أثناء المتابعة أخذت أسجل في مسودتي عناوين بعض الكتب التي راقتني، وشجعني على ذلك أنني عثرت في أثناء البحث فيها على بعض النواقص التي كانت قبل من الصوارف عن التسجيل.
ولما لم أعثر على الورقة في المجلدات المذكورة؛ قلت في نفسي: "لعلها خِيطت خطأ في مجلد من مجلدات كتب الحديث، والمسجلة في المكتبة تحت عنوان (حديث)!" فأخذت أقلبها مجلداً مجلداً، حتى انتهيت منها دون أن أقف عليها! ولكني سجلت أيضاً عندي ما شاء الله –تعالى- من المؤلفات والرسائل.
وهكذا لم أزل أعلل النفس وأمنيها بالحصول على الورقة، فأنتقل في البحث عنها بين مجلدات المكتبة ورسائلها من علم إلى آخر، حتى أتيت على جميع المخطوطات المحفوظة في المكتبة، والبالغ عددها نحو عشرة آلاف مخطوط دون أن أحظى بها!
ولكني لم أيأس بعد، فهناك ما يعرف بـ(الدست)، وهو عبارة عن مكدسات من الأوراق والكراريس المتنوعة التي لا يُعرف أصلُها، فأخذت في البحث فيها بدقة وعناية، ولكن دون جدوى.
وحينئذ يئست من الورقة! ولكني نظرت فوجدت أن الله -تبارك وتعالى- قد فتح لي من ورائها باباً عظيماً من العلم، طالما كنت غافلاً عنه كغيري، وهو أن في المكتبة الظاهرية كنوزاً من الكتب والرسائل في مختلف العلوم النافعة التي خلفها لنا أجدادنا -رحمهم الله تعالى-، وفيها من نوادر المخطوطات التي قد لا توجد في غيرها من المكتبات العالمية، مما لم يطبع بعد.
فلما تبين لي ذلك واستحكم في قلبي؛ استأنفت دراسة مخطوطات المكتبة كلها من أولها إلى آخرها، للمرة الثانية، على ضوء تجربتي السابقة التي سجلت فيها ما انتقيت فقط من الكتب، فأخذت أسجل الآن كل ما يتعلق بعلم الحديث منها مما يفيدني في تخصصي, لا أترك شاردة ولا واردة إلا سجلتها، حتى ولو كانت ورقة واحدة من كتاب أو جزء مجهول الهوية!
وكأن الله -تبارك وتعالى- كان يعدني بذلك كله للمرحلة الثالثة والأخيرة.
وهي دراسة هذه الكتب دراسة دقيقة، واستخراج ما فيها من الحديث النبوي مع أسانيده وطرقه وغير ذلك من الفوائد.
فإنني كنت في أثناء المرحلة الثانية ألتقط نتفاً من هذه الفوائد التي أعثر عليها عفوياً فما كدت أنتهي منها حتى تشبعت بضرورة دراستها كتاباً كتاباً، وجزءاً جزءاً.
ولذلك فقد شمرت عن ساعد الجد، واستأنفت الدراسة للمرة الثالثة، لا أدع صحيفة إلا تصفحتها، ولا ورقة شاردة إلا قرأتها، واستخرجت منها ما أعثر عليه من فائدة علمية وحديث نبوي شريف، فتجمع عندي بها نحو أربعين مجلداً، في كل مجلد نحو أربعمائة ورقة، في كل ورقة حديث واحد، معزواً إلى جميع المصادر التي وجدته فيها مع أسانيده وطرقه.
ورتبت الأحاديث فيها على حروف المعجم، ومن هذه المجلدات أغذي كل مؤلفاتي ومشاريعي العلمية، الأمر الذي يساعدني على التحقيق العلمي الذي لا يتيسر لأكثر أهل العلم، لا سيما في هذا الزمان الذي قنعوا فيه بالرجوع إلى بعض المختصرات في علم الحديث وغيره من المطبوعات!
فهذه الثروة الحديثية الضخمة التي توفرت عندي؛ ما كنت لأحصل عليها لو لم ييسر الله لي هذه الدراسة بحثا ًعن الورقة الضائعة! فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وإن من ثمراتها المباركة: أنني اكتشفت في أثنائها بعض المؤلفات والأجزاء والكراريس القيمة التي لم يكن من المعلوم سابقاً وجودُها في المكتبة أصلاً، أو كاملة لذهاب الورقة الأولى وغيرها منها التي بها يمكن عادة الكشف عن هوية المؤلِّف والمؤلَّف أو لإهمال الناسخ كتب ذلك على نسخته من الكتاب، أو غير ذلك من الأسباب التي يعرفها أهل الاختصاص في دراسة المخطوطات، ولذلك خفيت على (بروكلمن) وغيره من المفهرسين، فلم يرد لها ذكر في فهارسهم إطلاقاً، ولا بأس من أن أذكر هنا بعض المهمات منها مما يحضرني الآن:
1- المستخرج على (الصحيحين) للحافظ سليمان بن إبراهيم الأصبهاني الملنجي.
2- (مجمع البحرين في زوائد المعجمين) للحافظ نور الدين الهيثمي.
3- (الحفاظ) لأبي الفرج ابن الجوزي.
4- (الكلم الطيب) لشيخ الإسلام ابن تيمية.
5- (إثبات صفة العلو لله تعالى) لابن قدامة المقدسي.
6- (تحفة المحتاج إلى أدلة المنهج) لابن الملقن.
7- (السنن الكبرى) للنسائي.
8- (فضائل مكة) للجندي.
وأما الأجزاء والكراريس التي اكتشفتها -وبعضها مما أتممت به بعض الكتب التي كانت ناقصة أو مجهولة الهوية- فشيء كثير -والحمد لله-، وإليك بعضها على سبيل المثال:
1 – (أحكام النساء) لابن الجوزي.
2- (الضعفاء) للذهبي.
3- (مسند الشهاب) للقضاعي.
4- (الصلاة) لعبد الغني المقدسي.
5- (تاريخ أصبهان) لابن منده.
6- (الكلام على ختان النبي -صلى الله عليه وسلم-) لابن العديم.
7- (جزء نعل النبي -صلى الله عليه وسلم-) لأبي اليمن ابن عساكر.
8- (المغازي) لابن إسحاق.
9- صحيح ابن حبان([7]).
اتباعه للسنة:
كان لاشتغال الشيخ الألباني بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثره البالغ في التوجه السلفي للشيخ، وقد زاد تشبثَه وثباتَه على هذا المنهج مطالعتُه لكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهما من أعلام المدرسة السلفية.
حمل الشيخ الألباني راية الدعوة إلى التوحيد والسنة في سوريا, حيث زار الكثير من مشايخ دمشق وجرت بينه وبينهم مناقشات حول مسائل التوحيد والاتباع و التعصب المذهبي والبدع، فلقي الشيخُ لذلك المعارضةَ الشديدة من كثير من متعصبي المذاهب ومشايخ الصوفية والخرافيين والمبتدعة، فكانوا يثيرون عليه العامة والغوغاء, ويشيعون عنه بأنه "وهابي ضال", ويحذرون الناس منه، هذا في الوقت الذي وافقه على دعوته أفاضل العلماء المعروفين بالعلم و الدين في دمشق، والذين حضوه على الاستمرار قُدُماً في دعوته ومنهم: العلامة بهجت البيطار، والشيخ عبد الفتاح الإمام رئيس جمعية الشبان المسلمين في سوريا، والشيخ توفيق البزرة، و غيرهم من أهل الفضل و الصلاح -رحمهم الله-.
ولقد كان الشيخ ناصر -رحمه الله- أحد كبار العلماء العاملين بعلمهم، لم نر مثله في اتباعه للسنة([8])، فهو أحد المجددين بحق, إذ كان الشيخ -رحمه الله- من فحول علماء السنة الناصرين لها، المتبعين لها، المميزين لصحيحها من سقيمها، الرافعين للوائها، فكان - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا- كما قال الله -عز وجل-: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}.
إذ كان شديد الاتباع للنبي -صلى الله عليه وسلم-، بل كان شديد الفرح بكل متبع للنبي-صلى الله عليه وسلم-، كان لا يقدِّم قولَ أحد كائنًا من كان على كتاب الله- عز وجل- وعلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع عودة بالكتاب والسنة إلى فهم السلف الصالح، وكان هذا القيد أحد ركائز دعوته المباركة.
وكتبه -رحمه الله- تدل على شدة اتباعه للسنة ونصرته لها بما لا يدع مجالًا للشك في ذلك.
وأكتفي هنا بنقلٍ واحد عنه في بيان تعظيمه للسنة ونصرته لها، يقول: "إني حين وضعت هذا المنهج لنفسي -وهو التمسك بالسنة الصحيحة- وجريت عليه في كتبي؛ كنت على علم أنه سوف لا يرضي ذلك كلَّ الطوائف والمذاهب، بل سوف يوجه بعضُهم أو كثيرٌ منهم ألسنةَ الطعن وأقلام اللوم إلي، ولا بأس من ذلك علي؛ فإنني أعلم أيضا أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، وأن (من أرضى الناس بسخط الله؛ وكله الله إلى الناس) كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ولله در من قال:
ولست بناج مـن مقـالة طـاعن ~~~ ولو كنت في غار على جبل وعر
ومن ذا الذي ينجو من النـاس سالماً ~~~ ولو غاب عنهم بين خافيتي نسر
فحسبي أنني معتقد أن ذلك هو الطريق الأقوم الذي أمر الله –تعالى- به المؤمنين، وبينه نبينا محمد سيد المرسلين، وهو الذي سلكه السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وفيهم الأئمة الأربعة -الذين ينتمي إلى مذاهبهم جمهورُ المسلمين-, وكلهم متفق على وجوب التمسك بالسنة، والرجوعِ إليها، وتركِ كل قول يخالفها مهما كان القائل عظيما، فإن شأنَه-صلى الله عليه وسلم- أعظم، وسبيلَه أقوم".
ولا يخفى على أحد ما بذله الشيخ -رحمه الله- من جهود لنشر سنن كانت مهجورة، من ذلك:
صلاة العيدين في المصلى.
وصلاة التراويح (قيام رمضان) بعدد ركعاتها وصفاتها.
وخطبة الحاجة.
وكثير من صفة الصلاة؛ كتسوية الصفوف، واتخاذ السترة، والتأمين، والخرور للسجود، وتحريك الإصبع في التشهد... وغير ذلك.
ومن ذلك أيضًا كثرة تطوعه وتنفله قبل صعود الخطيب يوم الجمعة، والإقبال على الخطيب وقت الخطبة.
وغير ذلك من السنن التي أميتت في كثير من بلاد المسلمين، والتي لو قام أحد بجمعها وذكر أدلتها لجاءت في كتاب لطيف.
وكان للشيخ رحلات شهرية منتظمة كان يقوم فيها بزيارة المحافظات السورية المختلفة، بالإضافة إلى بعض المناطق في المملكة الأردنية قبل استقراره فيها مؤخراً، هذا الأمر دفع بعض المناوئين لدعوة الألباني إلى الوشاية به عند الحاكم مما أدى إلى سجنه.
صبره على الأذى ... و هجرته:
في أوائل 1960م كان الشيخ يقع تحت مرصد الحكومة السورية، مع العلم أنه كان بعيداً عن السياسة، وقد سبب ذلك نوعاً من الإعاقة له.
فقد تعرض للاعتقال مرتين، الأولى كانت قبل 67 حيث اعتقل لمدة شهر في قلعة دمشق (وهي نفس القلعة التي اعتُقل فيها شيخُالإسلام ابنُ تيمية)، وعندما قامت حرب 67 رأت الحكومة أن تفرج عن جميع المعتقلين السياسيين.
لكن بعدما اشتدت الحرب عاد الشيخ إلى المعتقل مرة ثانية، ولكن هذه المرة ليس في سجن القلعة، بل في سجن (الحسكة) شمال شرق دمشق، و قد قضى فيه الشيخ ثمانية أشهر، و خلال هذه الفترة حقق مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري واجتمع مع شخصيات كبيرة في المعتقل.
أعماله وانجازاته
لقد كان للشيخ جهود علمية وخدمات عديدة منها:
1) اختارته كلية الشريعة في جامعة دمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع الخاصة بموسوعة الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة على إصدارها.
2) اختير عضواً في لجنة الحديث التي شكلت في عهد الوحدة بين مصر وسوريا، للإشراف على نشر كتب السنة وتحقيقها.
3) طلب إليه معالي وزير المعارف في المملكة العربية السعودية الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ عام 1388 هـ أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك.
4) اختير عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1395 هـ إلى 1398 هـ.
5) لبى دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في أسبانيا، وألقى محاضرة مهمة طبعت فيما بعد بعنوان "الحديث حجة بنفسه في العقائد و الأحكام".
6) انتُدب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء- للدعوة في مصر والمغرب وبريطانيا, للدعوة إلى التوحيد والاعتصام بالكتاب والسنة والمنهج الإسلامي الحق.
10) دعي إلى عدة مؤتمرات، حضر بعضها واعتذر عن كثير بسبب انشغالاته العلمية الكثيرة.
11) زار الكويت والإمارات, وألقى فيهما محاضرات عديدة، وزار أيضا عدداً من دول أوروبا، والتقى فيها بالجاليات الإسلامية والطلبة المسلمين، وألقى دروساً علمية مفيدة.
13) ولقد كانت قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية من منح الجائزة عام 1419هـ / 1999م، و موضوعها "الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقاً وتخريجاً ودراسة" لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني السوري الجنسية، تقديراً لجهوده القيمة في خدمة الحديث النبوي تخريجاً وتحقيقاً ودراسة وذلك في كتبه التي تربو على المئة.
مؤلفات الشيخ:
لقد أثرى الشيخ -رحمه الله- المكتبةَ الإسلامية بالعديد من الكتب النافعة الماتعة التي لا تخلو منها -أو من بعضها- مكتبةٌ عامةٌ أو خاصةٌ، حتى خصومه كانوا من أحرص الناس على اقتناء كتبه؛ لاعترافهم بعلمه.
وأما أهل الإنصاف والعدل فكانوا -فضلا عن حرصهم على كتبه- يوصون الطلاب بها، ويحثونهم على دراستها؛ وذلك لما تتميز به من الفوائد العديدة والتي لا توجد في كتب غيره.
وهذه الكتب نذكر منها ما يلي:
1- أحكامُ الجنائز وبدعُها (تأليف).
2- أحكام الركاز (تأليف).
3- آداب الزفاف في السنة المطهرة (تأليف).
4- إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (تأليف).
5- إزالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث: "ماء زمزم لما شرب له" (تخريج).
6- إزالة الشكوك عن حديث البروك (تأليف).
7- إصلاح المساجد من البدع والعوائد (تحقيق).
8- اقتضاء العلمِ العملَ (تحقيق).
9- الأجوبة النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة (تأليف).
10- الأحاديث المختارة (تحقيق).
11- الاحتجاج بالقدر (تحقيق).
12- "الأحكام" لعبد الحق الإشبيلي (تحقيق).
13- الأمثال النبوية (تأليف).
14- الآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات (تحقيق).
15- "الإيمان" لابن أبي شيبة (تحقيق).
16- "الإيمان" لابن تيمية (تحقيق).
17- "الإيمان" لأبي عبيد (تحقيق).
18- الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث (تعليق).
19- التعليق على الموسوعة الفلسطينية.
20- التعليقات الجياد على زاد المعاد (تأليف).
21- التعليقات الحسان على الإحسان (تأليف).
22- التعليقات على الروضة الندية (تأليف).
23- التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل (تحقيق).
24- التوسل؛ أنواعه وأحكامه (تأليف).
25- الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب (تأليف).
26- الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام (تأليف).
27- الذب الأحمد عن مسند أحمد (تأليف).
28- الرد المفحم على من خالف العلماء، وتشدد، وتعصب، وألزم المرأة أن تستر وجهها وكفيها وأوجب، ولم يقنع بقولهم: "إنه سنة ومستحب" (تأليف).
29- الرد على التعقب الحثيث (تأليف).
30- الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير [وهو من أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية, ولا يزال مخطوطًا].
31- الشهاب الثاقب في ذم الخليل والصاحب (تحقيق).
32- الصراط المستقيم [رسالة فيما قرره الثقات الأثبات في ليلة النصف من شعبان] (تخريج).
33- العقيدة الطحاوية؛ شرح وتعليق (تأليف).
34- "كتاب العلم" لابن أبي خيثمة (تحقيق).
35- الكلم الطيب (تحقيق).
36- المسح على الجوربين والنعلين (تحقيق وتذييل).
37- المصطلحات الأربعة في القرآن (تخريج).
38- بداية السول في تفضيل الرسول (تحقيق).
39- تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد [وهو أول مؤلفاته الفقهية المبنية على معرفة الدليل والفقه المقارن] (تأليف).
40- تحريم آلات الطرب, أو "الرد بالوحيين وأقوال أئمتنا على ابن حزم ومقلديه المبيحين للمعازف والغنا وعلى الصوفيين الذين اتخذوه قربة ودينا" (تأليف).
41- تحقيق سنن أبي داود.
42- تخريج أحاديث كتاب "مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام" (تأليف).
43- تصحيح حديث إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر (تأليف).
44- تلخيص أحكام الجنائز (تأليف).
45- تلخيص صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- (تأليف).
46- تمام المنة في التعليق على "فقه السنة" (تأليف).
47- تيسير انتفاع الخلان بترتيب ثقات ابن حبان (تأليف).
48- جلباب المرأة المسلمة –سماه الشيخ في أول الأمر: "حجاب المرأة المسلمة"- (تأليف).
49- حجاب المرأة ولباسها في الصلاة (تحقيق).
50- حجة النبي-صلى الله عليه وسلم- كما رواها عنه جابر-رضي الله عنه- (تأليف).
51- حديث الآحاد، وحجيته في العقائد والأحكام (تأليف).
52- حقوق النساء في الإسلام وحظهن من الإصلاح المحمدي العام (تحقيق).
53- حقيقة الصيام (تحقيق).
54- خطبة الحاجة (تأليف).
55- دفاع عن الحديث النبوي والسيرة (تأليف).
56- رسالة في حكم اللحية (تأليف).
57- رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار (تحقيق).
58- رياض الصالحين (تحقيق).
59- زوائد منتقى ابن الجارود (تأليف).
60- سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (تأليف).
61- سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة (14) مجلدا (تأليف).
62- شرح العقيدة الطحاوية (تحقيق).
63- صحيح ابن خزيمة (مراجعة).
64- صحيح الأدب المفرد (تأليف).
65- صحيح الترغيب والترهيب (اختيار وتحقيق).
66- صحيح الجامع الصغير وزيادته (تأليف).
67- صحيح السيرة النبوية (تأليف).
68- صحيح الكلم الطيب (تأليف).
69- صحيح سنن ابن ماجه (تأليف).
70- صحيح سنن أبي داود (تأليف).
71- صحيح سنن الترمذي (تأليف).
72- صحيح سنن النسائي (تأليف).
73- صحيح موارد الظمآن (تأليف).
74- صفة الفتوى والمفتي والمستفتي (تحقيق).
75- صفة صلاة النبي-صلى الله عليه وسلم- (تأليف).
76- صلاة التراويح (تأليف).
77- صلاة العيدين في المصلى خارج البلد هي السنة (تأليف).
78- صوت العرب تسأل ومحمد ناصر الدين يجيب.
79- صيد الخاطر (تخريج).
80- ضعيف الأدب المفرد (تأليف).
81- ضعيف الترغيب والترهيب (اختيار وتحقيق).
82- ضعيف الجامع الصغير وزيادته (تأليف).
83- ضعيف سنن ابن ماجه (تأليف).
84- ضعيف سنن أبي داود (تأليف).
85- ضعيف سنن الترمذي (تأليف).
86- ضعيف سنن النسائي (تأليف).
87- ضعيف موارد الظمآن (تأليف).
88- ظلال الجنة في تخريج السنة (تأليف).
89- غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام (تأليف).
90- فضائل الشام ودمشق (تخريج).
91- فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- (تحقيق).
92- فقه السيرة للغزالي (تخريج).
93- فهرس المخطوطات الحديثية في مكتبة الأوقاف الحلبية (تأليف).
94- فهرس مخطوطات الحديث (تأليف).
95- قاموس البدع (تأليف).
96- قصة المسيح الدجال ونزول عيسى-عليه السلام- وقتله إياه (تأليف).
97- قيام رمضان (تأليف).
98- كتاب الصلاة [الكبير, ذو المجلدات الخمس] (تأليف).
99- كشف النقاب (تأليف).
100- كلمة الإخلاص وتحقيق معناها (تخريج).
101- لفتة الكبد إلى نصيحة الولد (تحقيق).
102- ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة (تخريج).
103- مجموع الفتاوى.
104- مختصر الشمائل المحمدية (اختصار وتحقيق).
105- مختصر "العلو للعلي الغفار" (اختصار وتحقيق).
106- مختصر صحيح البخاري (1-4) (اختصار وتعليق).
107- مختصر صحيح مسلم (اختصار وتحقيق).
108- مسائل غلام الخلال التي خالف فيها الخرقي (تعليق).
109- مساجلة علمية (تخريج).
110- مشكاة المصابيح (تحقيق).
111- مناسك الحج والعمرة (تأليف).
112- منـزلة السنة في الإسلام (تأليف).
113- موسوعة أحاديث البيوع (تأليف).
114- نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق (تأليف).
115- نقد نصوص حديثية في الثقافة الإسلامية (تأليف).
116- وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة (تأليف).
استقيت هذه المعلومات من كتاب (محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني بقلم سمير بن أمين الزهيري).
ولي معرفة بكثير من أحواله وجهوده، ومؤلفاته.
وأقول([9]):
إني عرفت هذا الرجل العظيم بعلمه الغزير واطلاعه الواسع عن كثب, إذ قد درسني وزملائي في الجامعة الإسلامية ثلاث سنوات, فكان من أبرز علمائها المرموقين, بل هو واحد من ثلاثة في الدرجة الأولى في العلم والفضل والأخلاق ألا وهم: العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
وكان طلاب الجامعة الإسلامية يتهافتون على الشيخ الألباني ومجالسه العلمية الجذابة تهافت الذباب على العسل؛ لقوة عارضته ونصاعة حجته، ويجتمع حوله طلاب المرحلة الجامعية وطلاب المرحلة الثانوية, حيث كانت المدرستان في ذلك الوقت متجاورتين.
وكان في تدريسه متأنيًا ينـثر خلال تدريسه قواعد علم الحديث وعلم أصول الفقه نثر الدرر, فيحفظها النبلاء الذين يعرفون قيمتها ويفقهونها([10]).
ولقد عرف طلاب العلم هذه القواعد مِنْ فيه واستفادوا منها قبل أن يدرسوها في بطون الكتب.
والمقام لا يحتمل الإطالة وقد ألفت في مزاياه وعلمه وعقيدته مؤلفات فمن أراد التوسع فعليه بها.
ولا يُلتفَت إلى طعن الجاهلين الحاسدين الحاقدين على عظماء الإسلام المجاهدين.
آخر وصية له:
أوصي زوجتي و أولادي و أصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة و الرحمة -أولاً- وألا يبكوا علي نياحة أو بصوت مرتفع.
وثانياً: أن يعجلوا بدفني، ولا يخبروا من أقاربي وإخواني إلا بقدر ما يحصل بهم واجب تجهيزي، وأن يتولى غسلي (عزت خضر أبو عبد الله) جاري وصديقي المخلص، ومن يختاره -هو- لإعانته على ذلك.
وثالثاً: أختار الدفن في أقرب مكان، لكي لا يضطر من يحمل جنازتي إلى وضعها في السيارة، وبالتالي يركب المشيعون سياراتهم.
وأن يكون القبر في مقبرة قديمة يغلب على الظن أنها سوف لا تنبش.
وعلى من كان في البلد الذي أموت فيه ألا يخبروا من كان خارجها من أولادي -فضلاً عن غيرهم- إلا بعد تشييعي، حتى لا تتغلب العواطف وتعمل عملها، فيكون ذلك سبباً لتأخير جنازتي.
سائلاً المولى أن ألقاه وقد غفر لي ذنوبي ما قدمت وما أخرت.
وأوصي بمكتبتي -كلها- سواء ما كان منها مطبوعاً أو تصويراً أو مخطوطاً -بخطي أو بخط غيري- لمكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، لأن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح -يوم كنت مدرساً فيها-.
راجياً من الله –تعالى- أن ينفع بها روادها، كما نفع بصاحبها -يومئذ- طلابَها، وأن ينفعني بهم وبإخلاصهم ودعواتهم.
(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحاً ترضاه و أصلح لي في ذريتي إني تبت إليك و إني من المسلمين).
27 جمادى الأول 1410 هـ
وفاته:
توفي العلامة الألباني قبيل يوم السبت في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة 1420هـ الموافق الثاني من أكتوبر 1999م، ودفن بعد صلاة العشاء.
وقد عجل بدفن الشيخ؛ لأمرين اثنين:
الأول: تنفيذ وصيته كما أمر.
الثاني: الأيام التي مر بها موت الشيخ -رحمه الله- والتي تلت هذه الأيام كانت شديدة الحرارة، فخشي أنه لو تأخر بدفنه أن يقع بعض الأضرار أو المفاسد على الناس الذين يأتون لتشييع جنازته -رحمه الله- فلذلك أوثر أن يكون دفنه سريعاً.
بالرغم من عدم إعلام أحد عن وفاة الشيخ -إلا المقربين منهم؛ حتى يعينوا على تجهيزه ودفنه-بالإضافة إلى قصر الفترة ما بين وفاة الشيخ ودفنه, إلا أن آلاف المصلين قد حضروا صلاة جنازته, حيث تداعى الناس بأن يعلم كل منهم أخاه.
من ثناء العلماء عليه في حياته وبعد وفاته:
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز:
قال -رحمه الله-:
(ما رأيت تحت أديم السماء عالِمًا بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني).
وسئل سماحته عن حديث رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: "ان الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" فسئل: "من مجدد هذا القرن"، فقال -رحمه الله-: "الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني, والله أعلم".
العلامة محمد بن صالح بن عثيمين:
قال –رحمه الله-: فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به -وهو قليل- أنه حريص جداً على العمل بالسنة، ومحاربة البدعة -سواء كان في العقيدة أم في العمل-، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، وأنه ذو علم جم في الحديث -رواية ودراية-، وأن الله -تعالى- قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس، من حيث العلم ومن حيث المنهاج والاتجاه إلى علم الحديث، وهذه ثمرة كبيرة للمسلمين -ولله الحمد-، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية؛ فناهيك به.
العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي:
قال الشيخ عبد العزيز الهدة : "ان العلامة الشنقيطي يجل الشيخ الألباني إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه ماراً -وهو في درسه في الحرم المدني- يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له".
العلامة مقبل الوادعي:
وقال –رحمه الله-:
الذي أعتقده وأدين الله به أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -حفظه الله- من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:"إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها" رواه أبو داود وصححه العراقي وغيره.
العلامة عبد المحسن العبّاد:
قال –حفظه الله-:
لقد كان رحمه الله من العلماء الأفذاذ الذين أفنوا أعمارهم فيخدمة السنة, والتأليف فيها, والدعوة إلى الله -عز و جل-, ونصرة العقيدة السلفية, ومحاربة البدعة، و الذب عن سنة الرسول-صلى الله عليه و سلم-, وهو من العلماءالمتميزين، وقد شهد تميزه الخاصة والعامة.
و لاشك أن فقد مثل هذا العالم منالمصائب الكبار التي تحل بالمسلمين, فجزاه الله خيراً على ما قدم من جهود عظيمة خيرالجزاء, وأسكنه فسيح جناته.
العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ:
قال –رحمه الله-:
هو صاحب سنّة ونصرة للحق ومصادمة لأهل الباطل.
ولا يخفى على أحد ما بذله الشيخ -رحمه الله- من جهود لنشر سنن كانت مهجورة، من ذلك:
صلاة العيدين في المصلى.
وصلاة التراويح (قيام رمضان) بعدد ركعاتها وصفاتها.
وخطبة الحاجة.
وكثير من صفة الصلاة؛ كتسوية الصفوف، واتخاذ السترة، والتأمين، والخرور للسجود، وتحريك الإصبع في التشهد... وغير ذلك.
ومن ذلك أيضًا كثرة تطوعه وتنفله قبل صعود الخطيب يوم الجمعة، والإقبال على الخطيب وقت الخطبة.
وغير ذلك من السنن التي أميتت في كثير من بلاد المسلمين، والتي لو قام أحد بجمعها وذكر أدلتها لجاءت في كتاب لطيف.
وكان للشيخ رحلات شهرية منتظمة كان يقوم فيها بزيارة المحافظات السورية المختلفة، بالإضافة إلى بعض المناطق في المملكة الأردنية قبل استقراره فيها مؤخراً، هذا الأمر دفع بعض المناوئين لدعوة الألباني إلى الوشاية به عند الحاكم مما أدى إلى سجنه.
صبره على الأذى ... و هجرته:
في أوائل 1960م كان الشيخ يقع تحت مرصد الحكومة السورية، مع العلم أنه كان بعيداً عن السياسة، وقد سبب ذلك نوعاً من الإعاقة له.
فقد تعرض للاعتقال مرتين، الأولى كانت قبل 67 حيث اعتقل لمدة شهر في قلعة دمشق (وهي نفس القلعة التي اعتُقل فيها شيخُالإسلام ابنُ تيمية)، وعندما قامت حرب 67 رأت الحكومة أن تفرج عن جميع المعتقلين السياسيين.
لكن بعدما اشتدت الحرب عاد الشيخ إلى المعتقل مرة ثانية، ولكن هذه المرة ليس في سجن القلعة، بل في سجن (الحسكة) شمال شرق دمشق، و قد قضى فيه الشيخ ثمانية أشهر، و خلال هذه الفترة حقق مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري واجتمع مع شخصيات كبيرة في المعتقل.
أعماله وانجازاته
لقد كان للشيخ جهود علمية وخدمات عديدة منها:
1) اختارته كلية الشريعة في جامعة دمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع الخاصة بموسوعة الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة على إصدارها.
2) اختير عضواً في لجنة الحديث التي شكلت في عهد الوحدة بين مصر وسوريا، للإشراف على نشر كتب السنة وتحقيقها.
3) طلب إليه معالي وزير المعارف في المملكة العربية السعودية الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ عام 1388 هـ أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك.
4) اختير عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1395 هـ إلى 1398 هـ.
5) لبى دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في أسبانيا، وألقى محاضرة مهمة طبعت فيما بعد بعنوان "الحديث حجة بنفسه في العقائد و الأحكام".
6) انتُدب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء- للدعوة في مصر والمغرب وبريطانيا, للدعوة إلى التوحيد والاعتصام بالكتاب والسنة والمنهج الإسلامي الحق.
10) دعي إلى عدة مؤتمرات، حضر بعضها واعتذر عن كثير بسبب انشغالاته العلمية الكثيرة.
11) زار الكويت والإمارات, وألقى فيهما محاضرات عديدة، وزار أيضا عدداً من دول أوروبا، والتقى فيها بالجاليات الإسلامية والطلبة المسلمين، وألقى دروساً علمية مفيدة.
13) ولقد كانت قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية من منح الجائزة عام 1419هـ / 1999م، و موضوعها "الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقاً وتخريجاً ودراسة" لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني السوري الجنسية، تقديراً لجهوده القيمة في خدمة الحديث النبوي تخريجاً وتحقيقاً ودراسة وذلك في كتبه التي تربو على المئة.
مؤلفات الشيخ:
لقد أثرى الشيخ -رحمه الله- المكتبةَ الإسلامية بالعديد من الكتب النافعة الماتعة التي لا تخلو منها -أو من بعضها- مكتبةٌ عامةٌ أو خاصةٌ، حتى خصومه كانوا من أحرص الناس على اقتناء كتبه؛ لاعترافهم بعلمه.
وأما أهل الإنصاف والعدل فكانوا -فضلا عن حرصهم على كتبه- يوصون الطلاب بها، ويحثونهم على دراستها؛ وذلك لما تتميز به من الفوائد العديدة والتي لا توجد في كتب غيره.
وهذه الكتب نذكر منها ما يلي:
1- أحكامُ الجنائز وبدعُها (تأليف).
2- أحكام الركاز (تأليف).
3- آداب الزفاف في السنة المطهرة (تأليف).
4- إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (تأليف).
5- إزالة الدهش والوله عن المتحير في صحة حديث: "ماء زمزم لما شرب له" (تخريج).
6- إزالة الشكوك عن حديث البروك (تأليف).
7- إصلاح المساجد من البدع والعوائد (تحقيق).
8- اقتضاء العلمِ العملَ (تحقيق).
9- الأجوبة النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة (تأليف).
10- الأحاديث المختارة (تحقيق).
11- الاحتجاج بالقدر (تحقيق).
12- "الأحكام" لعبد الحق الإشبيلي (تحقيق).
13- الأمثال النبوية (تأليف).
14- الآيات البينات في عدم سماع الأموات على مذهب الحنفية السادات (تحقيق).
15- "الإيمان" لابن أبي شيبة (تحقيق).
16- "الإيمان" لابن تيمية (تحقيق).
17- "الإيمان" لأبي عبيد (تحقيق).
18- الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث (تعليق).
19- التعليق على الموسوعة الفلسطينية.
20- التعليقات الجياد على زاد المعاد (تأليف).
21- التعليقات الحسان على الإحسان (تأليف).
22- التعليقات على الروضة الندية (تأليف).
23- التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل (تحقيق).
24- التوسل؛ أنواعه وأحكامه (تأليف).
25- الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب (تأليف).
26- الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام (تأليف).
27- الذب الأحمد عن مسند أحمد (تأليف).
28- الرد المفحم على من خالف العلماء، وتشدد، وتعصب، وألزم المرأة أن تستر وجهها وكفيها وأوجب، ولم يقنع بقولهم: "إنه سنة ومستحب" (تأليف).
29- الرد على التعقب الحثيث (تأليف).
30- الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير [وهو من أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية, ولا يزال مخطوطًا].
31- الشهاب الثاقب في ذم الخليل والصاحب (تحقيق).
32- الصراط المستقيم [رسالة فيما قرره الثقات الأثبات في ليلة النصف من شعبان] (تخريج).
33- العقيدة الطحاوية؛ شرح وتعليق (تأليف).
34- "كتاب العلم" لابن أبي خيثمة (تحقيق).
35- الكلم الطيب (تحقيق).
36- المسح على الجوربين والنعلين (تحقيق وتذييل).
37- المصطلحات الأربعة في القرآن (تخريج).
38- بداية السول في تفضيل الرسول (تحقيق).
39- تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد [وهو أول مؤلفاته الفقهية المبنية على معرفة الدليل والفقه المقارن] (تأليف).
40- تحريم آلات الطرب, أو "الرد بالوحيين وأقوال أئمتنا على ابن حزم ومقلديه المبيحين للمعازف والغنا وعلى الصوفيين الذين اتخذوه قربة ودينا" (تأليف).
41- تحقيق سنن أبي داود.
42- تخريج أحاديث كتاب "مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام" (تأليف).
43- تصحيح حديث إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر (تأليف).
44- تلخيص أحكام الجنائز (تأليف).
45- تلخيص صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- (تأليف).
46- تمام المنة في التعليق على "فقه السنة" (تأليف).
47- تيسير انتفاع الخلان بترتيب ثقات ابن حبان (تأليف).
48- جلباب المرأة المسلمة –سماه الشيخ في أول الأمر: "حجاب المرأة المسلمة"- (تأليف).
49- حجاب المرأة ولباسها في الصلاة (تحقيق).
50- حجة النبي-صلى الله عليه وسلم- كما رواها عنه جابر-رضي الله عنه- (تأليف).
51- حديث الآحاد، وحجيته في العقائد والأحكام (تأليف).
52- حقوق النساء في الإسلام وحظهن من الإصلاح المحمدي العام (تحقيق).
53- حقيقة الصيام (تحقيق).
54- خطبة الحاجة (تأليف).
55- دفاع عن الحديث النبوي والسيرة (تأليف).
56- رسالة في حكم اللحية (تأليف).
57- رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار (تحقيق).
58- رياض الصالحين (تحقيق).
59- زوائد منتقى ابن الجارود (تأليف).
60- سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (تأليف).
61- سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة (14) مجلدا (تأليف).
62- شرح العقيدة الطحاوية (تحقيق).
63- صحيح ابن خزيمة (مراجعة).
64- صحيح الأدب المفرد (تأليف).
65- صحيح الترغيب والترهيب (اختيار وتحقيق).
66- صحيح الجامع الصغير وزيادته (تأليف).
67- صحيح السيرة النبوية (تأليف).
68- صحيح الكلم الطيب (تأليف).
69- صحيح سنن ابن ماجه (تأليف).
70- صحيح سنن أبي داود (تأليف).
71- صحيح سنن الترمذي (تأليف).
72- صحيح سنن النسائي (تأليف).
73- صحيح موارد الظمآن (تأليف).
74- صفة الفتوى والمفتي والمستفتي (تحقيق).
75- صفة صلاة النبي-صلى الله عليه وسلم- (تأليف).
76- صلاة التراويح (تأليف).
77- صلاة العيدين في المصلى خارج البلد هي السنة (تأليف).
78- صوت العرب تسأل ومحمد ناصر الدين يجيب.
79- صيد الخاطر (تخريج).
80- ضعيف الأدب المفرد (تأليف).
81- ضعيف الترغيب والترهيب (اختيار وتحقيق).
82- ضعيف الجامع الصغير وزيادته (تأليف).
83- ضعيف سنن ابن ماجه (تأليف).
84- ضعيف سنن أبي داود (تأليف).
85- ضعيف سنن الترمذي (تأليف).
86- ضعيف سنن النسائي (تأليف).
87- ضعيف موارد الظمآن (تأليف).
88- ظلال الجنة في تخريج السنة (تأليف).
89- غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام (تأليف).
90- فضائل الشام ودمشق (تخريج).
91- فضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- (تحقيق).
92- فقه السيرة للغزالي (تخريج).
93- فهرس المخطوطات الحديثية في مكتبة الأوقاف الحلبية (تأليف).
94- فهرس مخطوطات الحديث (تأليف).
95- قاموس البدع (تأليف).
96- قصة المسيح الدجال ونزول عيسى-عليه السلام- وقتله إياه (تأليف).
97- قيام رمضان (تأليف).
98- كتاب الصلاة [الكبير, ذو المجلدات الخمس] (تأليف).
99- كشف النقاب (تأليف).
100- كلمة الإخلاص وتحقيق معناها (تخريج).
101- لفتة الكبد إلى نصيحة الولد (تحقيق).
102- ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة (تخريج).
103- مجموع الفتاوى.
104- مختصر الشمائل المحمدية (اختصار وتحقيق).
105- مختصر "العلو للعلي الغفار" (اختصار وتحقيق).
106- مختصر صحيح البخاري (1-4) (اختصار وتعليق).
107- مختصر صحيح مسلم (اختصار وتحقيق).
108- مسائل غلام الخلال التي خالف فيها الخرقي (تعليق).
109- مساجلة علمية (تخريج).
110- مشكاة المصابيح (تحقيق).
111- مناسك الحج والعمرة (تأليف).
112- منـزلة السنة في الإسلام (تأليف).
113- موسوعة أحاديث البيوع (تأليف).
114- نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق (تأليف).
115- نقد نصوص حديثية في الثقافة الإسلامية (تأليف).
116- وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة (تأليف).
استقيت هذه المعلومات من كتاب (محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني بقلم سمير بن أمين الزهيري).
ولي معرفة بكثير من أحواله وجهوده، ومؤلفاته.
وأقول([9]):
إني عرفت هذا الرجل العظيم بعلمه الغزير واطلاعه الواسع عن كثب, إذ قد درسني وزملائي في الجامعة الإسلامية ثلاث سنوات, فكان من أبرز علمائها المرموقين, بل هو واحد من ثلاثة في الدرجة الأولى في العلم والفضل والأخلاق ألا وهم: العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
وكان طلاب الجامعة الإسلامية يتهافتون على الشيخ الألباني ومجالسه العلمية الجذابة تهافت الذباب على العسل؛ لقوة عارضته ونصاعة حجته، ويجتمع حوله طلاب المرحلة الجامعية وطلاب المرحلة الثانوية, حيث كانت المدرستان في ذلك الوقت متجاورتين.
وكان في تدريسه متأنيًا ينـثر خلال تدريسه قواعد علم الحديث وعلم أصول الفقه نثر الدرر, فيحفظها النبلاء الذين يعرفون قيمتها ويفقهونها([10]).
ولقد عرف طلاب العلم هذه القواعد مِنْ فيه واستفادوا منها قبل أن يدرسوها في بطون الكتب.
والمقام لا يحتمل الإطالة وقد ألفت في مزاياه وعلمه وعقيدته مؤلفات فمن أراد التوسع فعليه بها.
ولا يُلتفَت إلى طعن الجاهلين الحاسدين الحاقدين على عظماء الإسلام المجاهدين.
آخر وصية له:
أوصي زوجتي و أولادي و أصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة و الرحمة -أولاً- وألا يبكوا علي نياحة أو بصوت مرتفع.
وثانياً: أن يعجلوا بدفني، ولا يخبروا من أقاربي وإخواني إلا بقدر ما يحصل بهم واجب تجهيزي، وأن يتولى غسلي (عزت خضر أبو عبد الله) جاري وصديقي المخلص، ومن يختاره -هو- لإعانته على ذلك.
وثالثاً: أختار الدفن في أقرب مكان، لكي لا يضطر من يحمل جنازتي إلى وضعها في السيارة، وبالتالي يركب المشيعون سياراتهم.
وأن يكون القبر في مقبرة قديمة يغلب على الظن أنها سوف لا تنبش.
وعلى من كان في البلد الذي أموت فيه ألا يخبروا من كان خارجها من أولادي -فضلاً عن غيرهم- إلا بعد تشييعي، حتى لا تتغلب العواطف وتعمل عملها، فيكون ذلك سبباً لتأخير جنازتي.
سائلاً المولى أن ألقاه وقد غفر لي ذنوبي ما قدمت وما أخرت.
وأوصي بمكتبتي -كلها- سواء ما كان منها مطبوعاً أو تصويراً أو مخطوطاً -بخطي أو بخط غيري- لمكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، لأن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح -يوم كنت مدرساً فيها-.
راجياً من الله –تعالى- أن ينفع بها روادها، كما نفع بصاحبها -يومئذ- طلابَها، وأن ينفعني بهم وبإخلاصهم ودعواتهم.
(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحاً ترضاه و أصلح لي في ذريتي إني تبت إليك و إني من المسلمين).
27 جمادى الأول 1410 هـ
وفاته:
توفي العلامة الألباني قبيل يوم السبت في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة 1420هـ الموافق الثاني من أكتوبر 1999م، ودفن بعد صلاة العشاء.
وقد عجل بدفن الشيخ؛ لأمرين اثنين:
الأول: تنفيذ وصيته كما أمر.
الثاني: الأيام التي مر بها موت الشيخ -رحمه الله- والتي تلت هذه الأيام كانت شديدة الحرارة، فخشي أنه لو تأخر بدفنه أن يقع بعض الأضرار أو المفاسد على الناس الذين يأتون لتشييع جنازته -رحمه الله- فلذلك أوثر أن يكون دفنه سريعاً.
بالرغم من عدم إعلام أحد عن وفاة الشيخ -إلا المقربين منهم؛ حتى يعينوا على تجهيزه ودفنه-بالإضافة إلى قصر الفترة ما بين وفاة الشيخ ودفنه, إلا أن آلاف المصلين قد حضروا صلاة جنازته, حيث تداعى الناس بأن يعلم كل منهم أخاه.
من ثناء العلماء عليه في حياته وبعد وفاته:
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز:
قال -رحمه الله-:
(ما رأيت تحت أديم السماء عالِمًا بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني).
وسئل سماحته عن حديث رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: "ان الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" فسئل: "من مجدد هذا القرن"، فقال -رحمه الله-: "الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني, والله أعلم".
العلامة محمد بن صالح بن عثيمين:
قال –رحمه الله-: فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به -وهو قليل- أنه حريص جداً على العمل بالسنة، ومحاربة البدعة -سواء كان في العقيدة أم في العمل-، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، وأنه ذو علم جم في الحديث -رواية ودراية-، وأن الله -تعالى- قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس، من حيث العلم ومن حيث المنهاج والاتجاه إلى علم الحديث، وهذه ثمرة كبيرة للمسلمين -ولله الحمد-، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية؛ فناهيك به.
العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي:
قال الشيخ عبد العزيز الهدة : "ان العلامة الشنقيطي يجل الشيخ الألباني إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه ماراً -وهو في درسه في الحرم المدني- يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له".
العلامة مقبل الوادعي:
وقال –رحمه الله-:
الذي أعتقده وأدين الله به أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -حفظه الله- من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:"إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها" رواه أبو داود وصححه العراقي وغيره.
العلامة عبد المحسن العبّاد:
قال –حفظه الله-:
لقد كان رحمه الله من العلماء الأفذاذ الذين أفنوا أعمارهم فيخدمة السنة, والتأليف فيها, والدعوة إلى الله -عز و جل-, ونصرة العقيدة السلفية, ومحاربة البدعة، و الذب عن سنة الرسول-صلى الله عليه و سلم-, وهو من العلماءالمتميزين، وقد شهد تميزه الخاصة والعامة.
و لاشك أن فقد مثل هذا العالم منالمصائب الكبار التي تحل بالمسلمين, فجزاه الله خيراً على ما قدم من جهود عظيمة خيرالجزاء, وأسكنه فسيح جناته.
العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ:
قال –رحمه الله-:
هو صاحب سنّة ونصرة للحق ومصادمة لأهل الباطل.
([1]) الحواشي التي مني أضع أمامها اسمي بين قوسين, والتي لا تجدون اسمي عليها هي من العلامة الربيع.
([2]) ترجم لنفسه –رحمه الله-.
([3]) هي "الفتاوى الهندية" المعروفة في مذهب الإمام أبي حنيفة. (المالكي المصري)
([4]) هذا الكتاب وأشباهه من الكتب التي فيها مخالفات لمنهج السلف –وقد ذكر الشيخ منها نخبةً قبل كتاب الزمخشري وبعده- يقرؤها طالب العلم على العلماء الراسخين, وهؤلاء العلماء يبينون له ما فيها من أخطاء. (المالكي المصري)
([5]) الحواشي التي مني أضع أمامها اسمي بين قوسين, والتي لا تجدون اسمي عليها هي من الربيع, وأدخلتُ ضمن الكلام زوائد من ترجمة أخرى, وقد لونتُها بهذا اللون.
([6]) وختمه برواية حفص عن عاصم على يد والده, وحصل من والده على الإجازة؛ فإن والده كان من شيوخ الإقراء. (المالكي المصري)
(1) كلا إن الإجازات لمهمة جداً وإن كان فيمن يأخذها أناس من أهل الجهل فهناك من يأخذها لمقاصد عظيمة منها: أن فيها حفاظا على سلسلة الأسانيد إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وحفاظا على الكتب التي تضمنت هذه السنة النبوية, وكما يقال: "الأسانيد أنساب الكتب".
1- انظر مقدمة فهرس مخطوطات الظاهرية للعلامة الألباني نفسه.
2- إلا مثل العلامة المحدث ابن باز –رحمه الله–, فما كان أحرصه على اتباع السنة.
([9]) القائل: ربيع السنة.
([10]) –والله- إني لممن يلمس أهميةَ فوائده وعظمَ قيمتِها لمس اليد, وكان له –رحمه الله- فوائد في كثير من العلوم, خاصة في علم الحديث وعلم الرجال, وعندي كراريس مملوءة من فوائده, انتفعتُ بها كثيرًا, فجزاه الله عني وعن أهل السنة خيرًا. (المالكي المصري)