إعلانات المنتدى


حتما ...سيجعل الله بعد عسرا يسرا

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الموجودة

مشرفة قديرة سابقة
5 يناير 2010
8,498
406
83
الجنس
أنثى
علم البلد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حتما....سيجعل الله بعد عُسر يُسرا
الحمد لله المتفرد بصفات الكمال والموصوف بذات الجلال الذي دان كل شيء لعظمته وخضع وسجد كل مخلوق
له وركع ، مالك المُلك تؤتي المُلك من تشاء وتنزع المُلك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير
إنك على كل شيءٍ قدير ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين حجة للناس أجمعين أدى الأمانة وبلّغ
الرسالة وجاهد في الله حق جهاد وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

وقوع البلاء في الدنيا :-

لما كانت الدنيا دار امتحان ومشقة وتعب ، دار ابتلاء وكدَ ونصب ، كانت البلايا والمصائب صفات أساسية
توجد ما وُجدت الدنيا ، ولا تنقطع المصائب والمشقة إلا في دار النعيم
( لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ )[فاطر : 35]

أما الدنيا ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) البقرة/155.

صور البلاء في الدنيا كثيرة ومن رحمة الله بنا أنه حتى عند نزول البلاء يبلي بما يُستطاع تحمله فلا يكلف الله
نفساً إلا وسعها.

وليس كل بلاء هو عقوبة من الله بل قد يكون البلاء تكفير للذنوب أو رفعة للمنزلة ،
لذا فان أشد الناس بلاءاً الأنبياء ثم الصالحين ويُبتلى المرء على قدر إيمانه.

أستهُزئ بنوح وغرق ولده أمام عينه ، وأُلقي في النار إبراهيم ، وتجهز للذبح إسماعيل ، ونُشر زكريا بالمناشير

، وقُطع رأس يحي ، وطُرد موسى وعاده فرعون ، وذهب نور عيني يعقوب ، وبيع يوسف بثمن بخس دراهم
معدودة وأُلقي في السجن بضع سنين ، وساح في الأرض عيسى بلا مأوى ، وأما محمد صلى الله عليه وسلم فعاده قومه وأُخرج
من بلده ومات أحبابه وقُتل أصحابه وأرادوا النيل من عرضه ، وحاولوا غير مرة قتله ، وعانى الفقر والجوع
وأنواع البلاء.






الكل مصاب :-

ذكر أبو الفرج ابن الجوزي بإسناده عن عبد الله بن زياد قال:

حدّثني بعض من قرأ في الكتب أن ذا القرنين لمّا رجع من مشارق الأرض ومغاربها وبلغ أرض بابل مرض
مرضا شديدا, فلمّا أشفق أن يموت كتب إلى أمه:

يا أماه اصنعي طعاما واجمعي من قدرت عليه, ولا
يأكل طعامك من أصيب بمصيبة, واعلمي هل وجدت لشيء قرارا باقيا,
وخيالا دائما, إني قد علمت يقينا أن الذي أذهب إليه خير من مكاني.

قال: فلما وصل كتابه صنعت طعاما, وجمعت الناس وقالت:

لا يأكل هذا من أصيب بمصيبة.فلم يأكلوا, فعلمت ما أراد,
فقالت: من يبلّغك عني أنك وعظتني فاتعظت, وعزّيتني فتعزّيت, فعليك السلام حيّا وميّتا.




أراد ذو القرنين رحمه الله أن يهون على أمه المصيبة بفراقه عن الدنيا وموت الولد من أشد المصائب على الأم

وأعظمها فأوصاها بهذه الوصية ليذكرها أن كل الناس مصاب فلتصبر إذن.


أين مصيبتك ؟ :-
كل بلوى تصيب العبد عافية ** إلا البلاء الذي يؤدي إلى النار




ذاك البلاء الذي ما فيه عافية *** من البلاء ولا ستر من العار
ما دامت الدار دار إبتلاء وما دام كل إنسان يأتيه حظه من المصائب في دنياه

فالذي يعنينا حقاً أين المصيبة ؟

فإن كانت المصيبة في الدين بالبعد عن الطاعات والانغماس في المعاصي والشهوات والانحراف عن طريق

الاستقامة وسبيل رب البريات فإنها هي المصيبة فعلاً ،
وإن كانت المصيبة في غير الدين فأحمد ربك أن عافاك في دينك فكل مصيبة تهون إلا مصيبة الدين

، فهل الجاه والمال والعمل .. والدار والوالد والولد .. أحب وأهم وأغلى وأقرب إليك أم الله ؟

في البلاء خير :-

نعم في البلاء خير .. لما يقع البلاء وتدرك أنه بقدر الله وترضى وتصبر فأنت تحقق صورة من صورة الإيمان بالله وهي الإيمان بالقدر خيره وشره ،

قال تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )[الحج : 11].


نعم في البلاء خير ..

فهو يجبرك على الرجوع لله ، يضطرك لرفع يديك للعلي القدير السميع المجيب فتتذلل له وتجتهد في الطاعات علك تكسب رحمته

( قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ )[الأنعام : 63].
نعم في البلاء خير ..

فأحمد الله أن ما وقع بك من بلاء أهون مما أصاب غيرك ، وأن ما جاءك لم يُزاد فيه عليك ،

وأشكر الله على نعم لم تلقى لها بالاً في الماضي كالصحة والعافية.


نعم في البلاء خير ..

فهو سبب لتكفير الذنوب والخطايا وما أحوجنا لمكفرات الذنوب ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه ، وولده ، وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ) رواه الترمذي.


نعم في البلاء خير ..

فهو فرصة للتواضع فكم من الناس أغتر بنعم الله عليه وظن أنه أوتي هذه النعم بفضل ذكائه وعقله وعلمه (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي )

فلما تأتي الابتلاءات ويجد الإنسان نفسه ضعيفاً ذليلاً بين يدي ربه عندها يدرك ضالة حجمه الحقيقي ويُدرك أنه لا حول له ولا قوة.


نعم في البلاء خير ..

فهو يقوي العزيمة ويبني الرجال ويأتي بالتمكين في الأرض ويهون الدنيا في ناظريك ويجعلك تشتاق للجنة.






أبشر بفرج قريب :-
ولرب ضائقة يضيق لها الفتى وعند الله منهـا المخرج




ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فُرجت وكان يظنها لا تفرج
أبشر بفرج قريب فإن ما وقع عليك ما هو إلا اختبار لتعود وتقترب أكثر لطريق الله القويم

( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )[السجدة : 21]

وليس المراد البلاء نفسه فإن الله لم يخلقنا ليعذبنا

(مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً )[النساء : 147]


لذا لا تقنط من رحمة ربك ولا تسئ الظن به سبحانه وتفائل بالخير في كل أمر وفي أحلك الظروف ،

فالليل الطويل الأسود يطلع من بعده فجر جميل والضيق الشديد حتماً بعده سعة

وما اشتدت أزمة حتى انفرجت.


ضُيق على نبي الله وصحابته في الشِعب حتى أكلوا ورق الشجر فما هي إلا سنوات

ويدخلوا مكة فاتحين بنصر الله ،

ولبث يُوسف في سجن ضيق مظلم بضع سنين فخرج منه وزيراً على خزائن مصر أمين ،

ولاقى أيوب شدة المرض وموت الولد وضياع المال فلما صبر كانت العافية جزاء وأوتي أهله ومثلهم معهم.
الرضا :-

البلاء واقع واقع فلما تجزع ولا تصبر ؟ ولما تسخط على قدر الله وفيه خير ؟!

، قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ "
رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني.

فأرضى عن الله وقضائه يرضى عنك ، وتذكر إنه يحبك حتى وإن ابتلاك فلا تنقطع عن شكره في السراء
والضراء ولا تمتنع لحظة أن ترضى عنه فتنحرم من رضائه في الدنيا والآخرة ،

عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، إلا كان حقا على الله

أن يرضيه يوم القيامة"

(رواه أحمد والترمذي وابن ماجة وقال الترمذي: حسن صحيح).
كانت هذه كلمات أصبر بها نفسي وكل مصاب ، علها تعيننا في الصبر على القضاء والرضى به وتذكرنا باللجوء إلى الله دوما وأبدا وتذكرنا أنه يقينا سيجعل الله بعد عسر يسرا.



والله أسأل أن يجعل هذه الكلمات لنا ولكم زاداً إلى حُسن المصير إليه وعتادا إلى يُمن القدوم عليه إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا الله ونعم الوكيل

للأمانة منقوول
 

فهد العويد

مزمار داوُدي
28 يوليو 2009
3,344
6
0
الجنس
ذكر
رد: حتما ...سيجعل الله بعد عسرا يسرا

بارك الله فيكِ ونفع الله بكِ وغفر الله لكم

لاتنسونا من صالح الدعاء
 

اشرف الليبي

مزمار فضي
26 نوفمبر 2009
640
3
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
ناصر القطامي
رد: حتما ...سيجعل الله بعد عسرا يسرا

جزاكي الله خيرا ورفع الله قدرك في الدنيا والاخرة
قال سفيان: "ليس بفقيه من لا يعد البلاء نعمة، والرخاء مصيبة
قال الفضيل: "لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعد البلاء نعمة، والرخاء مصيبة
قال حمدون القصار: "لا يجزع من المصيبة إلا من اتهم ربه
قال شقيق البلخي: "من شكا مصيبة إلى غير الله لم يجد حلاوة الطاعة
قال أبو حازم: "نعمة الله فيما زوى عني من الدنيا أعظم من نعمته فيما أعطاني منها، فإني رأيته أعطاها قوماَ فهلكوا".

 

ابواحمدالغالى

مزمار داوُدي
20 مايو 2008
9,458
16
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: حتما ...سيجعل الله بعد عسرا يسرا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك اللهم فيكم أختنا الكريمه
وجزاكم الله خير الجزاء
 

الموجودة

مشرفة قديرة سابقة
5 يناير 2010
8,498
406
83
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: حتما ...سيجعل الله بعد عسرا يسرا

بارك الله فيكِ ونفع الله بكِ وغفر الله لكم

لاتنسونا من صالح الدعاء
أخي الكريم

فهد العويد

أشكركم على مروركم الكريم..

بارك الله فيكم

وأسبغ عليكم نعمه وفضله ورضوانه..

خالص الاحترام..


 

الموجودة

مشرفة قديرة سابقة
5 يناير 2010
8,498
406
83
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: حتما ...سيجعل الله بعد عسرا يسرا

جزاكي الله خيرا ورفع الله قدرك في الدنيا والاخرة
قال سفيان: "ليس بفقيه من لا يعد البلاء نعمة، والرخاء مصيبة
قال الفضيل: "لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعد البلاء نعمة، والرخاء مصيبة
قال حمدون القصار: "لا يجزع من المصيبة إلا من اتهم ربه
قال شقيق البلخي: "من شكا مصيبة إلى غير الله لم يجد حلاوة الطاعة
قال أبو حازم: "نعمة الله فيما زوى عني من الدنيا أعظم من نعمته فيما أعطاني منها، فإني رأيته أعطاها قوماَ فهلكوا".

أخي الكريم

أشرف الليبي
أشكرك جزيل الشكر على تعليقك المفيد والنافع..
نفع الله بك عباده ووفقك ورزقك محبته ورضوانه..
خالص احترامي..




 

الموجودة

مشرفة قديرة سابقة
5 يناير 2010
8,498
406
83
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: حتما ...سيجعل الله بعد عسرا يسرا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك اللهم فيكم أختنا الكريمه
وجزاكم الله خير الجزاء

بارك الله فيك أخي الكريم

أبو أحمد الغالي

على مرورك الطيب

أسعدك الله ورزقك الخير والبركة

بعناية الله


 

الموجودة

مشرفة قديرة سابقة
5 يناير 2010
8,498
406
83
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: حتما ...سيجعل الله بعد عسرا يسرا


غاليتي الرائعة
امة الرحمن
جعلك الرحمن نجمة ساطعة بالخير ومشرقة بالنور.

وفقك الرحمن ورضي عنك وأرضاك.

خالص احترامي
 

محب الخير10

مزمار ذهبي
4 يوليو 2008
827
0
0
الجنس
ذكر
رد: حتما ...سيجعل الله بعد عسرا يسرا

بــارك الله فيك أختي الكريمة

حقا" سيجعل الله بعد عسريسرا

ولن يغلب عسريسرين ...
 

الموجودة

مشرفة قديرة سابقة
5 يناير 2010
8,498
406
83
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: حتما ...سيجعل الله بعد عسرا يسرا

بــارك الله فيك أختي الكريمة

حقا" سيجعل الله بعد عسريسرا

ولن يغلب عسريسرين ...

الأخ الكريم
محب الخير
أشكرك على مرورك الكريم..
بارك الله فيك
وأسبغ عليك نعمه وفضله ورضوانه..
خالص الاحترام..

 

عبدآلمجيد

مزمار ذهبي
24 سبتمبر 2009
891
39
28
الجنس
ذكر
رد: حتما ...سيجعل الله بعد عسرا يسرا

بارك الله فيك أخيه.. رائع جداً

وحتماً سيجعل الله بعد عسرا يسرا
 

خاااااالد

مزمار داوُدي
22 أبريل 2009
3,463
11
38
الجنس
ذكر
رد: حتما ...سيجعل الله بعد عسرا يسرا

جزاك الله خير

هل المقال لعائض القرني ؟؟ أحس نفس الاسلوب
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع