إعلانات المنتدى


واجبنا نحو القرآن "2"

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

*ريتاج*

مزمار ألماسي
9 نوفمبر 2009
1,243
25
0
واجبنا نحو القرآن "2"

"الحفظ و التمكين"
وحفظ القرآن سمة لهذه الأمة وخصيصة لهذا القرآن وحجة لله في هذا الزمان على بني الإنسان، ومما يساعد على حفظ القرآن:
- تعهد الله سبحانه وتعالى بحفظ كتابه فقال:"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
- تيسيره للتلاوة والحفظ: قال الحق جل وعلا: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مُدّكِر". روى البخاري عن مجاهد أنه قال: "يسرنا القرآن أي هونّا تلاوته". وذكر القرطبي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية قال: "سهلناه للحفظ وأعنا عليه من أراد حفظه" وذكر عن سعيد ابن جبير أنه قال: "ليس من كتب الله كتابٌ يُقرأ كله ظاهراً أي عن ظهر قلب إلا القرآن". وفي تفسير ابن كثير قال: "سهلنا لفظه ويسرنا معناه لمن أراد أن يتذكر من الناس" فهل من متذكر بهذا القرآن الذي قد يسّر الله حفظه ومعناه.
- جاذبية القرآن: والقرآن كتاب لا يمل قارئه ولا يكل سامعه ولا يخلق على كثرة الرد وقد عدّ العلماء هذا من خصائص القرآن بل عدّوه من وجوه إعجازه كما ذكر الماوردي من وجوه الإعجاز في القرآن إعجازه وذكر منه وجهاً من الوجوه فقال: (إن قارئه لا يكل وسامعه لا يمل وهذا في غيره من الكلام معدوم)).وقال الرافعي الأديب: ((ومما انفرد به القرآن عن سائر الكلام أنه لا يخلق على كثرة الرد وطول التكرار ولا تُمل منه الإعادة)).
- القرآن أساسي في مناهج التعليم: مناهج التعليم في المجتمعات الإسلامية قديماً وفيما بقي من آثارها حديثاً تبدأ أول ما ينطق الطفل ويتحرك لسانه بالكلمات تبدأ بتحفيظ القرآن الكريم بحفظ الفاتحة وقصار السور يتسابق إليها الغلمان الصغار بل كان كما قال ابن خلدون رحمه الله: ((كان أول ما يُشرع في تعليم الصبيان تحفيظ القرآن الكريم)).
فهذا ابن عباس كما في سنن الترمذي بسندٍ حسن صحيح يروي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال:
(إن الذي ليس في جوفه شيءٌ من القرآن كالبيت الخرِب).

لحفظ القرآن الكريم فوائد عظيمة ، منها:
- قراءة القرآن في كل الأحوال: فإذا حفظ المرء القرآن أو كثيراً منه فإنه يستطيع كما ورد أن يقرأه سائراً وجالساً ومتحركاً وواقفاً وفي الليل وفي النهار فيحيا قلبه ويتذكر عقله بإذن الله عز وجل.
- بلاغة وفصاحة حامل القرآن: فتكون حجته قوية وخطابته بليغة وتذكيره ووعظه مؤثر لأنه ليس شيءٌ أعظم من ذكر القرآن وتلاوته إقامة للحجة وتأثيرأ في النفوس والقلوب.
- العلم بالشرع وعلمه بالإسلام: فإن حفظه للقرآن يجعله كما ورد في النبي عليه الصلاة والسلام: (من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه بيد أنه لا يوحى إليه لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجِد مع وجَد ولا يجهل مع جهل وفي جوفه كلام الله تعالى). فهو يرى الأحكام ويعرف الآداب ويعرف ما ينبغي وما لا ينبغي مما حفظ من كتاب الله سبحانه وتعالى وهذا أمرٌ من الأمور المهمة.
ولكن على صاحب القرآن أن يهتم بتعاهد القرآن، حتى لا يتفلت منه، يقول النبي صلى الله عليه و سلم:
(تعاهدوا القرآن فوا الذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عُقلها)، أي يحتاج إلى دوام المراجعة والمذاكرة والمدارسة وليستحضر المرء في ذلك التدارس الأعظم الذي كان بين رسول الهدى صلى الله عليه و سلم وبين جبريل عليه السلام فإذا كان أمر التدارس والتسميع بين الرسول وبين جبريل ليستمر حفظه، فما بالنا نحن لا ننال من هذا الشرف شيئاً ولا نقتدي بهذه الصورة العظيمة لخير رُسل الله صلى الله عليه و سلم وخاتمهم ولأمين الوحي جبريل عليه السلام.

"العمل و التخلق"
- أثنى الله على خُلُق نبيه الكريم فقال تعالى:"وإنك على خلق عظيم". وتقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في وصف خلق النبي صلى الله عليه و سلم: (كان خلقه القرآن).
- المؤمن مأمور بالتأسي بالنبي صلى الله عليه و سلم والاقتداء به، قال تعالى "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً" فمن أراد أن يصل إلى حسن الخلق فطريقه الاقتداء بالنبي صلى الله عليه و سلم ودستوره الأخلاقي المبثوث في القرآن.
- تميز أخلاق حافظ القرآن: ففي الحديث: (من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير إنه لا يُوحى إليه فعليه ألا يجِد مع من وجد وألا يجهل مع من جهل فإن في جوفه كلام الله تعالى) رواه الحاكم وصححه على شرط مسلم.
- أما أن يقرأ المؤمن القرآن دون أن يعمل فيه فإنه يكون كمن قال الله فيهم: "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً" وهو من شر الناس لقول النبي صلى الله عليه و سلم: (ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس؟ إن من خير الناس رجلاً عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت، وإن من شر الناس رجلاً فاجراً يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه).
- علامة الإيمان العمل بالقرآن، قال تعالى: "الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به" قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مـعـنـى حق التلاوة: "والذي نفسي بيده! إن حق تلاوته أن يُحِلَّ حلالَه، ويحرم حرامه، ويقــرأه كما أنزله الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأوَّل منه شيئاً على غير تأويله".
- العلم للعَمل: يبين عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كيف كان هدي السلف في العمل بالقرآن، فيقول: "كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بِهن". ولذلك كان الواحد منهم قرآناً يمشي على الأرض. وينبه ابن مسعود رضي الله عنه إلى عظيم الخلل الواقع في حياتنا قال يتحدث عن نفسه وعن صحب النبي صلى الله عليه و سلم: "إنا كان يسهل علينا العمل بالقرآن ويصعب علينا حفظه".
يقصد أنهم يستصعبون الحفظ لعلمهم بأنه حجة عليهم بالعمل فقال كنا نستسهل العمل أي ندرك ونفهم فنعمل ونستصعب الحفظ لأن كل حفظ يطالبنا بعمل قال: "وسيأتي بعدنا أقوامٌ يستسهلون الحفظ ويستصعبون العمل".
وقد نبه النبي صلى الله عليه و سلمإلى أهمية العمل بالقرآن، فقال: (والقرآن حجة لك أو عليك) لأن من قرأ القرآن ولم يعمل كان القرآن حجة عليه.

نسأل الله - عز وجل - أن يجعل قلوبنا مقبلة على كتابه تدبراً وتأملاً وتغيراً وتأثرا ونسأله - عز وجل - أن يشغل ألسنتنا بذكره وتلاوة كتابه

منقول
إعداد: محمد بن محمود حوا
 

الموجودة

مشرفة قديرة سابقة
5 يناير 2010
8,498
406
83
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: واجبنا نحو القرآن "2"

بارك الله فيك
وأنجح مقاصدك

وأنار دربك
وجزاااك كل خير
 

*ريتاج*

مزمار ألماسي
9 نوفمبر 2009
1,243
25
0
رد: واجبنا نحو القرآن "2"

تقبل الله منا و منك أختي العزيزة
شكرا على مرورك
 

فتاة صادقة

مزمار داوُدي
8 أكتوبر 2009
7,553
310
0
الجنس
أنثى
رد: واجبنا نحو القرآن "2"

موضـــوع قيـــم..

جزاكِ الله خير أختي الغالية ريتاج وجعلكِ الله من أهل القرآن..

بارك الله فيك..
 

*ريتاج*

مزمار ألماسي
9 نوفمبر 2009
1,243
25
0
رد: واجبنا نحو القرآن "2"

تقبل الله منا و منك غاليتي "فتاة"
شكرا على مرورك
 

*ريتاج*

مزمار ألماسي
9 نوفمبر 2009
1,243
25
0
رد: واجبنا نحو القرآن "2"

و إياكم أخي "الوهراني".
شكرا على مروركم
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع