رد: ~//~// مسابقة المريد في علم التجويد...الجولة الثالثة..//~//~
العلة هنا ليست القرب والبعد فقط ، بل القوة والضعف ، ومعلوم أن من مسوغات الإدغام ضعف الحرف وقوته ، فلا يدغم الحرف في الحرف الأقوى منه تغليبا ، ولم أر _ فيما اطلعت عليه _ من تعرض لهذه النقطة ، وقد تناولتها في أحد الأبحاث عندي ، وهاك ما كتبته :
للام (ألـ) عند حروف الهجاء حكمان :
1- الإظهار وجوبا ، وذلك في أربعة عشر حرفا ، المجموعة في قول الناظم : جَمْعُكَ حَـقٌّ خَـوْفُهُ أَغِيـبُ .
2- الإدغام وجوبا فيما عدا ذلك ، وجمعها سليمان الجمزوري في قوله(1) :
طب ثم صل رحما تفز ضف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفا للكرم .
وأمثلتها ظاهرة ، يكفي نطقها في هجاء حروفها .
وعلة الإدغام التماثل في اللام ، والتجانس في النون والراء عند الفراء ، والتقارب فيما بقي من الحروف(2) .
وسبب الإظهار الأصل والتباعد ، غير أن الشين والياء من مخرج واحد ، وأدغمت في الأول وأظهرت عند الثاني ، مع كون الثاني أقرب من الأول من حيث الترتيب في المخرج ، ولو اكتفينا بالأصالة لكان أولى ، ولو اعتبرنا قوة الحرف في الإدغام مع البعد أيضا ، من حيث أن الياء أقوى من الشين ، لكان إدغام الأخير ظاهرا بخلاف الثاني .