إعلانات المنتدى


المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

17




----
من هو الراسخ في العلم؟

فصل:الراسخ في العلم الذي مدحه الله هو المتمكن في العلم النافع المزكي للقلوب،ولهذا وصف الله الراسخين في العلم بأنهم يؤمنون بمحكم الآيات ومتشابهها،ويردون المتشابه المحتمل للمُحكم الصريح فيؤمنون بهما جميعا،ويُنزلون النصوص الشرعية منازلها ويعلمون أنها كلها من عند الله وأنها كلها حق،وإذا ورد عليهم منها ماظاهره التعارض اتهموا أفهامهم وعلموا أنها حق لا يتناقض لأنه كله من عند الله ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا.




وهو دائما يتضرعون إلى ربهم في صلاح قلوبهم واستقامتهم وعدم زيغها ويعرفون نعمة الله عليهم بعظيم هدايته وتمام البصيرة التي منّ الله بها عليهم.


ومن صفاتهم التي وصفهم الله بها أنّهم يدورون مع الحق أينما كان ويطلبون الحقائق حيثما كانت ولهذا وصف الله الراسخين من أهل الكتاب بأنهم يؤمنون بما أنزل الله على جميع أنبيائه ولا يحملهم الهوى على تكذيب بعض الأنبياء وبعض الحق فقال تعالى : [‏162‏]‏ ‏{‏لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا‏}..النساء


--------------
18
قوله تعالى: [‏93‏]‏‏{‏لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ‏}‏ ..المائدة



تأملت في فائدة تكرار التقوى في هذه الآيات ثلاث مرات فوقع لي أحد وجهين:

أحدهما: أن الأول للماضي ،والثاني للحال ،والثالث في االمستقبل،بيان ذلك : ان قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا)


أنّ جُناح نكرة في سياق النفي فتعم الماضي والمستقبل والحال لأنه نفى الجناح عن المؤمنين مطلقاً،وهذا النفي العام لاينطبق إلا على الأحوال الثلاثة ويكون هذا التكرار من مُحترزات القرآن التي يحترز الباري فيها عن كل حالة تقدر وتمكن،

لأنهم لو اتقوا في الماضي أو في الحال أو فيهما دون المستقبل لم يَصدُق عليهم نفي الجناح ولابد في كل حالة من الأحوال التي تقام فيها التقوى من الإيمان والعمل الصالح،ومن الإيمان والإحسان ،ويؤيد هذا الإحتمال قوله:

( فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ)..البقرة...203



فإن قوله: (فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ) نظير قوله: (جُنَاحٌ)
ولمّا كانت هذه الآية لايتصور فيها الماضي كما هو بيّن لأنه شرط وجزاء للمستقبل،

ويصلح للحال قال (فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ) يعني في الحال لمن اتقى فيها،ثم ذكر مايصلح للمستقبل فقال (واتقوا الله) فإذا قرنت هذه بتلك بانت لك فائدة التكرار وأنّ ذلك لأجل عموم الأزمنة.


الوجه الثاني
: أنّ الأول في مقام الإسلام،والثاني في مقام الإيمان،والثالث في مقام الإحسان.والمؤمن لاتكمل تقواه حتى يترك ماحّم الله ولايتم إلا بهذه المقامات الثلا،لأنّ مقام الإسلام يقتضي وجود الأعمال الظاهرة مع الإيمان والتقوى فقال فيها: (إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)..

ومقام الإيمان لابد فيه من القيام بأركان الإيمان مع التقوى فقال فيه: (ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا )

ومقام الإحسان لابد فيه من القيام بالإحسان مع التقوى فقال فيه : ( ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا)

فنفي الجناح العام لايكون إلا لمن قام بمقامات الدين كلها.

وعلى هذين الوهين ففي الآية الكريمة من بيان جلالة القرآن وعظمته وإحكام معانيه ورصانتها وعدم اختلالها واختلافها مايشهد به العبد أنّه كلام الله حقاً وصدقاً وعدلاً،وأنه محتوٍ على أعلى رتب البلاغة التي لايقاربه فيها أي كلام كان.


وقد يقال أنّ كلا الوجهين مراد لأنّ اللفظ لايأباه والمعنى مفتقر إليه وطريقه القرآن ان يُحمل على أعمّ الوجوه المناسبة لأنّه تنزيل حكيم حميد عليم بكل شيء،والله أعلمُ بمراده وأسرار كتابه.

اللهم ذكّرنا منه مانسينا وعلمنا منه ماجهلنا وإجعلنا ممن يتلوه حق تلاوته.
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

أكرر
انا اكتب بسرعة ولله الحمد فأي خطأ ارجو التنبيه
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

19



قوله تعالى: ( وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ)...الأنعام..51

ليس فيه نقص كما توهمه بعضهم وجعل الخوف بمعنى العلم،وإنما فيه زيادة معنى نفيس وهو: أنه كما كان العلم نوعين: علم لا يثمر العمل بمقتضاه،وإنما هوحجة على صاحبة وهوغير نافع.





وعلم يثمر العمل
، وهو علم المؤمنين بأن الله سيبعثهم ويجازيهم بأعمالهم،فأحدث لهم الخوف فخافوا مقام ربهم،وانتفعوا بنذارة الرسل،وعلموا أنه ليس لهم من دون الله ولي ولاشفيع،فهؤلاء الذين أمر الله رسوله بنذارتهم،لأنهم يعرون قدرها.





ويقومون بحقها؛وأما حالة المعرضين الغافلين،المعارضين والمعاندين،فهؤلاء

لاينفع فيهم وعظ ولاتذكير لعدم المقتضى والسبب الموجب
.

وهذا المعنى يأتي بما أشبه هذا الموضع من القرآن والله ولي الإحسان.
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

20


(يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا )..الانعام...158

فسّر ذلك النبي صلّى الله عليه وسلّم بطلوع الشمس من مغربها.
فالأحاديث الصحيحة دلّت على أنّ أول الآيات طلوع الشمس من مغربها.


والآية دلت على أنّ أي آية من آيات الله التي هي مقدمات الساعة وبها يكون الإيمان اضطرارياً أتت فإنه لاينفع الإيمان،لأنه إنما ينفع إيمان الإختيار وإيمان الغيب وإذا أتى بعض الآيات صار الإيمان بشهادة واضطرار فلا ينفع.فالآية دلت على التعليل والأحاديث دلت على الأولية والله أعلم.


\






21
ماهو الأعراف؟


الأعراف:موضع بين الجنة والنار ويشرف على كل منهما،وليس هو موضع استقرار ،إنمّا هو موضع أُناس تساوت حسناتهم وسيئاتهم يمكثون فيه مدة كما يشاء الله ثم يدخلون الجنة؛وفي ذلك حِكَمٌ نبَّه الله تعالى عليها منها:

1-إنّ هذا منزل به يستدل على كمال عدل الله وحكمته وحمده حيث جعل الله تعالى أسباب الثواب والعقاب تتجاذب وتتعارض ويقاوم بعضها بعضا فحسناتهم منعتهم من النار وسيئاتهم منعتهم الجنة في ذلك الوقت فصاروا وسطاً بين الدارين وفي برزخ بين المحلين لتظهر حكمة أولاً ثم يأتيها الفضل من ذي الفضل العظيم الذي أحاط بالخلق من جميع الوجوه فيغمرها ويكون الحكم له،ففي هذا تنويع حمده وتصريفه لعبادة مابه يَعرِفُ العباد كماله وكمال اسمائه وصفاته وحكمته وعدله وفضله.


2-ومنها أنّ حالهم من جملة الأدلة على سعة رحمة الله وأنّ رحمته سبقت غضبه وغلبته بحيث إذا تعارض موجب هذا وموجب هذا صار الحكم قطعا لموجب الرحمة على موجب الغضب.


وممايدل هذا أنه إذا كان العبد من موجب الرحمة مثقال ذرة من إيمانه فإنه لابد أن يصير الحكم له ولو عمل موجب الغضب عَمَلَهُ فالعاقبة لموجب الرحمة.



3-ومنها أنّ الله إذا أراد أمراً هيأ أسبابه،فلما قضى تعالى أنهم سيدخلون الجنة جعل الطمع والرجاء في قلوبهم والدعاء أن يجيرهم من النار ولايجعلهم مع القوم الظالمين على ألسنتهم،والدعاء مع الرجاء والطمع لاتتخلف عند الإجابة.



4-ومنها أنّ أهل الأعراف جعلهم الله سببا يُعرف به مايصير إليه أهل الدارين وماكان عليه أهل الشقاء ومن النكال والوبال وما عليه أهل الجنة من السرور والغبطة،ولهذا ذكر الله توبيخهم لرجال يعرفونهم بسيماهم من أهل النار...إلى غير ذلك من الحِكَم الإلهية فيما يجريه من الأحكام على البرية.
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

22




(يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا )..الانعام...158

فسّر ذلك النبي صلّى الله عليه وسلّم بطلوع الشمس من مغربها.



فالأحاديث الصحيحة دلّت على أنّ أول الآيات طلوع الشمس من مغربها.

والآية دلت على أنّ أي آية من آيات الله التي هي مقدمات الساعة وبها يكون الإيمان

اضطرارياً أتت فإنه لاينفع الإيمان،لأنه إنما ينفع إيمان الإختيار وإيمان الغيب وإذا أتى

بعض الآيات صار الإيمان بشهادة واضطرار فلا ينفع
.

فالآية دلت على التعليل

والأحاديث دلت على الأولية والله أعلم.
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,


23
قول شعيب عليه السلام: (وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا)...سورة الأعراف...89

بعد قوله : (قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا )...سورة الأعراف...89

من أعظم الأدلة على كمال معرفته بربه،فإنه أولاً لما بين امتناع عودهم في ملة الكفّار بحسب ماكان عليه من منّة الله عليع بكراهته الشديدة لملتهم واغتباطه بإنجاء الله له منها وأنهم لو عادوا في ملتهم بعد هذا كان من أعظم الإفتراء على الله الذي يمتنع غاية الإمتناع ممن هذا وصفه وكان هذا الإمتناع أثراً عن مايسر الله له من الأسباب،



استدرك الأمر بعد ذلك وعلم أنّ هذا الإمتناع بحسب ماوصلت إليه علوم البشر وأنّ علم الله تعالى محيط بعلومهم فقد يعلمون شيئا ويخبرون مايترتب على عملهم مما يكون بحسب حكمة الله تعالى ومع ذلك فالله غالب على أمره،وقد يتخلف العلم الذي علموه وأثره الذي حكموا به فقال ( إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا) ثم قرر ذلك بقوله (وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً).

ثم لجأ إلى أعظم الأسباب الصادرة من العبد التي بها ينال ما عند الله من خير الدنيا والآخرة ودفع شرورهما وهو التوكل على ربه فقال: (عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا ).


ثم بيّن ثقته التامة بوعد الله له بالنجاة هو ومن تَبِعه وهلاك مَن خالفه
فقال: (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الفَاتِحِينَ).










24
الظاهر أنّ قوله تعالى ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ )...الأعراف...96

تفسير لقوله في الآية الأخرى ( لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ )...المائدة...66
فالسماء منها مادة الأرزاق،والأرض محلها وموضعها.
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

25


فصل :

ينبغي لمن طمحت نفسه لما لاقدره له عليه،أو غير ممكن في حقه،وحزنت لعدم حصوله أن يسليها بما أنعم الله به عليه مما حصل له من الخير الإلهي الذي لم يحصل لغيره؛

ولهذا طمحت نفس موسى عليه السلام إلى رؤية الله تعالى وطلب ذلك من الله،فاعلمله الله أن ذلك غير حاصل له في الدنيا وغير ممكن،سلاّه بما أتاه فقال ( قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ )..الأعراف....144

وكذلك نبه الله رسوله وعباده المؤمنين على هذا المعنى بقوله ( أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ )..النساء..90




فإن النظر إلى هذه الحالة وهو كف أيديهم عن المؤمنين ومسالمتهم بالنسبة إلى الحالة الأخرى وهي أن لو شاء الله لسلّطهم على المؤمنين فقاتلوهم،ممايهون بها الأمر.


فهم وإن لم يكونوا معاونين للمؤمنين فكذلك لم يكونوا معاونين عليهم أعداءهم.




ومما يشبه هذا أنّ العبد مأمور أن ينظر إلى من دونه في المال والجاه والعافية ونحوها لا إلى من فوقه،فإنه أجدر أن لايزدري نعمة الله عليه.


وكذلك إذا ابتُلي ببلية فليحمد الله أن لم تكن أعظم من ذلك وليشكر الله إن كانت في بدنه أو ماله لافي دينه.

وصاحب هذه الحال مطمئن القلب مستريح النفس صبور شكور.
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

26

كثيراً مايدور على ألسنة الناس: (إذا أراد الله أمراً هيأ أسبابه)،




دليل ذلك من القرآن قوله ( ‏إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ )...الأنفال...(43-44)




















27


اتفاق المقاصد والاجتماع
من أكبر الأسباب لحصول المطالب المهمة،


كما أن اختلاف
الإرادات وحصول التنازع من أسباب الفشل وتفويت المصالح


ويدل على هذا قوله

تعالى (‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ

تُفْلِحُونَ
)الأنفال...45

إلى قوله: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )..

الأنفال 46

وإذا كان هذا في قتال الأعداء الذي هو أشد الأشياء وأصعبها فغيره من الأمور من

باب أولى وأحرى.
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

28

قوله تعالى: ( لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً )...التوبة 8





وفي الآية الأخرى (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ )..التوبة 10


دليل على معاداتهم للصحابة خصوصا وعموماً.

فخصوصاً: لما بينكم وبينهم من العداوة وآثارها.

وعموماً: لإيمانهم. فلم تكن هذه العداوة لهم إلا لأجل الإيمان فهم أعداء الإيمان وأعداء كل مؤمن ( وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿٨﴾ .البروج)

وهذا هو الأعتداء التام فلذلك حصر الاعتداء فيهم بقوله..(وأولئك هم المعتدون).









29


قوله تعالى: ( وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ ۙ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ12..التوبة

أوقع الظاهر وهو قوله (أَئِمَّةَ الْكُفْرِ) موقع المضمر ،فلم يقل: فقاتلوهم ليدل على الحض على قتالهم وأنهم تمكنوا من الكفر.

ودلّ على أنّ بهذه الأشياء يكون الإنسان من أئمة الكفر ، والطعن في دين الإسلام.




ويدل هذا على أن أئمة الإيمان ضدهم فهم المؤمنون الملتزمون لشرائع الإيمان الموفون بعهوده الداعون إلى الله الذابون عنه المبطلون لما ناقضه ظاهرا وباطنا،وأنهم الموثوق بهم،ومحل القدوة والأمانة ، نسأل الله تعالى من فضله.
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

30



قوله تعالى: ( إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ)..التوبة...28


دليل على أن قوله تعالى: ( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ)...الحج...26

عام لتطهيره من النجاسات الحسية والنجاسات المعنوية.


























31

قوله تعالى: (? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ? وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )....التوبة...34

ذكر الله جماع الأموال المحرمة، وأنّ الآكلين لها صنفان:

أحداهما : من أخذها بغير حقها وأخذ أموال النس بالباطل من الغصوب ونحوها، والرشاء ونحوها...

وتناول من له مستحق يُبذل له ويأخذه بحسب قيام الوصف به، وليس به فدخل في ذلك مصارف الصدقات والأوقاف والزكوات والكفارات والنفقات ونحو ذلك.


والصنف الثاني: من منع الحق الذي عليه من ديون الله وديون الآدميين وكلاهما أكل للمال بالباطل.

 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

32


قوله تعالى: ( يَوْمَ يُحْمَىعَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) 35

قال يوم يحمى عليها ولم يقل يوم تحمى في نار جهنم ليدل ذلك على أنها مع حرارة نار جهنم تستعمل لها الآلات المحمية كالمنافيخ ونحوها،فيضاعف حرها،ويشتد عذابها.


وذكر المفسرون رحمهم الله تعالى مناسبة لتخصيص كي جباههم وجنوبهم وظهورهم وذلك لأنه إذا جائهم الفقير السائل صعّر أحدهم بوجهه فإذا أعاد عليه ولاه جنبه فإذا ألح عليه ولاه ظهره،
فاختصت هذه الثلاث لذلك جزاء وفاقا.






وظهر لي معنى أولى من هذا وهو أنّ كي هذه المواضع الثلاثة هي أشد على الإنسان من غيرها،وهي متضمنة لجهاته الأربع الأمام والخلف واليمين الشمال،وهذه الوجوه التي يخرج منها الإنسان فلما مُنعوا الواجب عليهم منعا تاما من جميع جبهاتهم وجُوزوا بنقيض مقصودهم؛فإن مقصودهم من المنع التمنع بتلك الأموال،وحصول النعيم بها،وخوف وحرارة فقدها لو بذلوها،فصار المنع هو عين العذاب.





فلو أنهم أخرجوها وقت الإمكان لسلموا من كيها وفازوا بأجرها ويدل على هذا المعنى قوله تعالى: هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ



ويدل عليه أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلّم ((إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا من بيديه ومن خلفه وعن يمينة وعن شماله))


وفي اللفظ الآخر: ((هم الاخسرون ورب الكعبة))

جزء من حديث للبخاري ومسلم


فمن خسارتهم أنهم فاتهم ربح أموالهم وسلامتهم ومن تبعتها وكيها؛ويؤيد هذا: أن المعنى الذي ذكره المفسرون ليس في اللفظ مايدل عليه، وليس أيضا لازما لكل مانع؛فقد يمنع الفقير والسائل وهو بغير تلك الصفة، وقد يكون عنده حق واجب لايطلب ويسأل أن يعطاه فيستحق هذا الجزاء. والله أعلم.
 

فتاة صادقة

مزمار داوُدي
8 أكتوبر 2009
7,553
310
0
الجنس
أنثى
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

ماشاء الله تبارك الله،، جهد مبارك وموضوع قيم..
جزاك الله خيرًا أخي الفاضل أبو خالد وبارك فيك ونفع بك..
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,



32


قوله تعالى: ( يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) 35


قال يوم يحمى عليها ولم يقل يوم تحمى في نار جهنم ليدل ذلك على أنها مع حرارة نار جهنم تستعمل لها الآلات المحمية كالمنافيخ ونحوها،فيضاعف حرها،ويشتد عذابها.


وذكر المفسرون رحمهم الله تعالى مناسبة لتخصيص كي جباههم وجنوبهم وظهورهم وذلك لأنه إذا جائهم الفقير السائل صعّر أحدهم بوجهه فإذا أعاد عليه ولاه جنبه فإذا ألح عليه ولاه ظهره،
فاختصت هذه الثلاث لذلك جزاء وفاقا.






وظهر لي معنى أولى من هذا وهو أنّ كي هذه المواضع الثلاثة هي أشد على الإنسان من غيرها،وهي متضمنة لجهاته الأربع الأمام والخلف واليمين الشمال،وهذه الوجوه التي يخرج منها الإنسان فلما مُنعوا الواجب عليهم منعا تاما من جميع جبهاتهم وجُوزوا بنقيض مقصودهم؛فإن مقصودهم من المنع التمنع بتلك الأموال،وحصول النعيم بها،وخوف وحرارة فقدها لو بذلوها،فصار المنع هو عين العذاب.






فلو أنهم أخرجوها وقت الإمكان لسلموا من كيها وفازوا بأجرها ويدل على هذا المعنى قوله تعالى: هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ




ويدل عليه أيضا قول النبي صلى الله عليه وسلّم ((إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا من بيديه ومن خلفه وعن يمينة وعن شماله))



وفي اللفظ الآخر: ((هم الاخسرون ورب الكعبة))


جزء من حديث للبخاري ومسلم



فمن خسارتهم أنهم فاتهم ربح أموالهم وسلامتهم ومن تبعتها وكيها؛ويؤيد هذا: أن المعنى الذي ذكره المفسرون ليس في اللفظ مايدل عليه، وليس أيضا لازما لكل مانع؛فقد يمنع الفقير والسائل وهو بغير تلك الصفة، وقد يكون عنده حق واجب لايطلب ويسأل أن يعطاه فيستحق هذا الجزاء. والله أعلم.

















































33


قوله تعالى:

إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ
..﴿٣٦﴾..التوبة

دليل على أن هذه الشهور المعروفة قد ألهم الله العباد لها وفطرهم عليها، وأنّ

ذلك موافق لقدره وشرعه، ويستدل بها من قال: إنّ اللغة إلهام من الله لا

اصطلاح اصطلح عليه العقلاء؛ والله أعلم.
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

34



قوله تعالى:وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ

الْمُتَّقِينَ
﴿٣٦﴾..التوبة

في هذه الآية الكريمة فوائد:

أحدها: وجوب قتال المشركين لأن الأمر الأصل فيه الوجوب.

الثانية: إن ذلك فرض على جميع المؤمنين وهذا مأخوذ من قوله (وقاتلوا) لا من

قوله ( كافة) فإن كافة حال المشركين على الصحيح.

فخطاب الله للمؤمنين جميعا بقوله (وقاتلوا) يدل على ذلك، ولكن هذا الغرض



على الكفاية على القادر لقوله تعالى
:

وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ۚ ...التوبة...122

وقوله تعالى: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ..النور...61



الثالثة: إن هذا القتال لجميع المشركين لا يختص به أحد دون أحد.




الرابعة:إن المستبكرين عن عبادة الله من أنواع الملاحدة والدهرية أولى

بالقتال.




الخامسة: أن قتالهم مستحق بشرطين:

كونهم مشركين، وكونهم مقاتلين.

فمتى زال أحد الوصفين لم يقاتلوا.



فالمسلم يقاتل لوصفه الذي اتصف به من الظلم والمعاصي؛ وإنما يقاتل المفسد

منهم كالبغاة والخوارج ونحوهم.



وكذلك من لم يقاتل المسلمين من المشركين لايقاتلون؛ إما لكونه ليس أهلا

للقتال كالنساء والأطفال والشيوخ والرهبان نحوهم، وإما لكونه أخلد للمسلم أقر

بالجزية.



السادسة: فيه دليل أيضا على أن الجزية تقبل من كل مشرك بذلها -ولو صح-

لم يكن من أهل الكتاب(فقط) لهذا العموم، وهذه الفائدة السادسة.



والسابعة: فيه التنبيه على الإخلاص في الجهاد ، وأنهم يقاتلون لوجه الله ولكونهم اتصفوا بما يبغضه الله وهو الشرك، فليكن الحامل لكم أيها

المؤمنون



على قتالهم موافقة ربكم في بغضه وعداوته لهم، لأجل أن تكون كلمة الله هي

العليا.


الثامنة: التهييج للمؤمنين على قتال المشركين، وذلك أنهم يقاتلون المؤمنين

كافة ، فكل من اتصف باللإيمان : فطبعهم الخبيث معاداته وقتاله لأجل إيمانه،

أفلا تقاتلون أيها المؤمنون من كفروا بما جاءكم من الحق وعاندوه وحاربوه؟!






فلتكونوا في عداوتهم متفقين على حربهم جاهدين




التاسعة: الإجهاز على التحقق بتقوى الله لتنال بذلك معونة الله ومعيته.



العاشرة: إن معيّة الله نوعان:

1-عامة:


يدخل فيها البر والفاجر كقوله (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي

الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا

أَدْنَىٰ مِنْ ذَ‌ٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ
) ﴿٧﴾...المجادلة ..


وما أشبهها من الآيات الدالة على كمال العلم والمجازاة

2- وخاصة: لمن قام بمحبوبات الله من الإيمان والإحسان والصبر والتقوى

كقوله : َإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾ ..العنكبوت...
و (مع الصابرين) و (مع المؤمنين) وهذه المعية

تقتضي مع العلم والجزاء



الحسن العون والنصرة والتأييد الخاص.





الحادية عشر: بلغ فيها التنبيه على أسباب الإنتصار على الأعداء وهو الإتفاق

على قتالهم وعدم المنازعة، والإخلاص لله تعالى، وشدة العداوة التي من لازمها أن يبذل مايستطاع ويمكن

في قتالهم،ويدخل في ذلك إعداد السلاح والخيل والقوة بجميع أنواعها،وكذلك حصول اليقين بمعية الله،

والإتصاف بالتقوى، فمتى اجتمعت هذه

الأسباب لم يتخلف عنها النصر.


وبحسب مايفوت منها من النصر،وبهذا ونحوه يُعلم أن الشريعة الإسلامية كاملة

من جميع أبو ابها منتظمة لمصالح الدنيا والآخرة وبالله التوفيق
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

35


إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَ‌ٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ
﴿٣٦﴾..التوبة


فيها دلالة على تحريم الحيل المتضمنة تغيير دين الله بإسقاط الوجبات وإحلال المحرمات بالتوصل إلى ذلك بصورة المباح.


ووجه هذا أن الله تعالى ذمّ أهل النسيء وجعل هذا من زيادة كفرهم، وهم يقدمون شهرا أو يؤخرونه ويبدلون الشهر الحرام بالشهر الحلال وبالعكس، ويجعلونه العدد الذي يصطلحون عليه ويسمونها بالأشهر الحرم ويتجنبون فيها مايتجنبون في الأشهر الحرم، فهم غيروا صورتها واسمائها وعلّقوا التحريم والتحليل على الصورة والاسم لا على الحقيقة والمعنى، وهذه الحيل بعينها من غير فرق والله أعلم
-----


36


توطين النفس على عدم الانقياد للحق لاينفع معه تذكير ولا وعظ
قال تعالى:

نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا
﴿٤٧﴾..الإسراء..


ولهذا يذكر الله المعنى في سياق الإخبار عن عدم إيمان الكفار وانقيادهم وإذا وصل الإنسان إلى هذه الحالةكما قال تعالى:

إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٩٦﴾..يونس

ويذكر تعالى أن الذي ينتفع بالتذكير هو الذي يطلب الحق والإنصاف فهذا إذا تبين له الحق انقاد له
والله أعلم.
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,


37




الداعي إلى الله وإلى دينه له طريق ووسيلة إلى مقصوده، وله مقصودان.


فطريق الدعوة: بالحق إلى الحق للحق، فإذا اجتمعت هذه الثلاثة بأن كان يدعو

بالحق أي: بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، وكان يدعو

إلى الحق وهو: سبيل الله تعالى وصراطه الموصل لسالكه إلى كرامته، وكانت

دعوته للحق أي :مخلصا لله تعالى قاصداً بذلك إلى الله، وأجر ورثة الرسل

بحسب ما قام به من ذلك.





وأم المقصود الآخر وهو حصول هداية الخلق وسلوكهم لسبيل الله الذي دعاهم

إليه، فهذا قد يحصل وقد لايحصل ، فليجتهد الداعي في تكميل الدعوة كما تقدم

وليستبشر بحصول الأجر والثواب.





وإذا لم يحصل المقصود الثاني وهو هداية الخلق أو حصل منهم معارضة أو

أذية له بالقول أو بالفعل فليصبر ويحتسب، ولايوجب له ذلك ترك ماينفع وهو

القيام بالدعوة على وجه الكمال، ولا يضيق صدره بذلك فتضعف نفسه

وتحضره الحسرات بل يقوم بجد واجتهاد ولو حصل ماحصل من معارضة

العباد.

وهذا المعنى تضمنه إرشاد الله بقوله تعالى:
(فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ ۚ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٢﴾..هود


فأمر بالقيام به بجد واجتهاد مكملا لذلك غير تارك لشيء منه ولاحرج صدره

لأذيتهم
؛ وهذه وظيفته التي يُطالب بها فعليه ان يقوم بها، وأما هداية العباد

ومجازاتهم فذلك إلى الله الذي هو على كل شيء وكيل.

 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

38





إذا صدق العبد في حبه في ما أمر الله به،وكراهته لمانهى الله عنه،وبذل جهده

في فعل المحبوب وترك المكروه، واستعان بالله وتضرع إليه في التوفيق لفعل

مايحبه والحفظ مما يكرهه؛فإن الله أكرم الأكرمين ولايخيب عبدا هذا شأنه ولو






توالت وتكاثرت الأسباب المعارضة
،فإن يأتي العبد النقض من إخلاله بها أو

بأحدها،ولهذا اجتهد يوسف الصديق في السلامة من شر مراودة امرأة العزيز

ومن أعانها على مرادها، وصدق في حبه وإيثاره طاعة الله على طاعة النفس،

وتضرع إلى الله تعالى وتوكل عليه في حفظه وصيانته ، استعصم وحفظه









وصرف السوء والفحشاء فقال عليه السلام (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٣﴾.سورة يوسف








فاختار السجن المتمضن للعقوبة والاهانة على مراد النفس الدَّني المثمر






لخسران الدايم، وتملّق إلى الله وتضرع في صرف كيدهن واجتهادهن في فتنته

،وفوض الأمر إلى ربه وعلم أن الله إنّ وكله إلى نفسه ولم يصرف عنه كيدهن

فلابد أن يصبو إليهن ويفعل أفعل الجاهلين
لأن هذا طبع النفس إلا مارحم الله
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

نظرا لجمال الموضوع ...وابراءا لذمتي ... وعدم اكمالي له ...مع القبول العجيب الذي وجدته ...




هذا ان شاء الله رابط التحميل ....ليعم النفع ...واعتذر عن عدم اكماله...نظرة لكثرة المشاغل..



والله اسأل ان يتقبل وان يرحم الشيخ السعدي وان يسكنه فسيح جناته.
..


للشيخ الجليل عبدالرحمن بن ناصر السعدي


تحقيق الدكتور عمر بن عبدالله المقبل


طبعة 1432هـ



لقد تميز كتاب الشيخ عن تفسيره ومختصره ببعض المزايا
:


أنه من أواخر ما كتب في تفسير وتدبر كتاب الله تعالى.


حشوه بالتوجيهات السلوكية والتربوية على عادته،



تضمنه لبعض الاختيارات الفقهية.

إذا كان تفسير القرآن الكريم كلِّه لا يتهيأ لكل أحد، فإن مثل هذا الكتاب أنموذجٌ يحتذى لأهل العلم في تدوين ما يقع لهم من تأملات متفرقة وفتوحات ربانية في فهم وتذوق هدايات القرآن،





http://www.binsaadi.com/download.php?action=download&fileid=79
 

نظرة للسماء

مزمار فعّال
1 أغسطس 2012
205
1
18
الجنس
أنثى
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

سبحان الله ..
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم ونفع بكم
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: المواهب الربانية من الفوائد القرآنية...متجدد بعونه تعالى,,,,

شكر الله اكم اخي ابو خالد ونفع بكم وكتاب فعلا مفيد وفوائد جد عزيزة اسأل الله ان ينفع بها ويرحم الشيخ السعدي
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع