- 2 أغسطس 2010
- 6,454
- 202
- 63
- الجنس
- أنثى
كتاب ايسر التفاسير لابي بكر الجزائري || جزء الذاريات [ نصيا ] متجدد باذن الله
تفسير سورة الذاريات
تفسير سورة الذاريات
وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14) شرح الكلمات :
{ والذاريات ذروا } : أي الرياح تذروا التراب وغيره ذروا .
{ فالحاملات وقرا } : أي السحب تحمل الماء .
{ فالجاريات يُسرا } : أي السفن تجري على سطح الماء بسهولة .
{ فالمقسمات أمرا } : أي الملائكة تقسم بأمر ربها الأرزاق والأمطار وغيرها بين العباد .
{ إن ما توعدون لصادق } : أي إن ما وعدكم به ربكم لصادق سواء كان خيراً أو شراً .
{ وإن الدين لواقع } : أي وأن الجزاء بعد الحساب لواقع لا محالة .
{ والسماء ذات الحبك } : أي ذات الطرق كالطرق التي تكون على الرمل والحبك جمعُ حبيكة .
{ إنكم لفي قول مختلف } : أي يا أهل مكة لفي قول مختلف أي في شأن القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم من يقول القرآن سحر وشعر وكهانة ومنهم من يقول النبي كاذب أو ساحر أو شاعر .
{ يؤفك عنه من أفك } : أي يصرف عن النبي والقرآن من صُرف .
{ قتل الخراصون } : أي لعن الكذابون الذين يقولون بالخرص والكذب .
{ الذين هم في غمرة ساهون } : أي في غمرة جهل تغمرهم ساهون أي غافلون عن أمر الآخرة .
{ يسألون أيان يوم الدين } : أي يسألون النبي صلى الله عليه وسلم سؤال استهزاء متى يوم القيامة؟ وجوابهم يوم هم على النار يفتنون أي يعذبون فيها .
معنى الآيات :
قوله تعالى { والذاريات } هذا شروع في قسم ضخم أقسم الله تعالى به وهو الذاريات ذروأ أي الرياح تذروا التراب وغيره من الأشياء الخفيفة { فالحاملات وقرأ } أي السحب تحمل الماء { فالجاريات يسرا } أي السفن تجري على سطح الماء { فالمقسمات أمرا } أي الملائكة تقسم الأرزاق والأمطار وغيرها بأمر بها كل هذا قسم أقسم الله به وجوابه { إنما توعدون } أيها الناس من البعث والجزاء بالنعيم المقيم أو بعذاب الجحيم لصادق وإن الدين أي الجزاء العادل لواقع أي كائن لا محالة . وقوله { والسماء ذات الحبك } هذا قسم آخر أي ذات الطرق كالتي على الرمل جمع حبيكة بمعنى طريقة { إنكم لفي قول مختلف } هذا جوا بالقسم فمنكم من يقول محمد ساحر ومنكم من يقول كاذب أو كاهن . ومنكم من يقول في القرآن سحر وشعر كهانة وقوله تعالى { يؤفك عنه من أفك } أي يصرف عن القرآن ومن نزل عليه من أفك أي صرف بقضاء الله وقدره . وقوله تعالى { قتل الخراصون } أي لعن الكذابون الذين يقولون بالخرص والكذب والظن الذين هم في غمرة جهل تغمرهم ساهون أي غافلون عن أمر الآخرة وما لهم فيه من عذاب لو شاهدوه ما ذاقوا طعاماً ولا شراباً لذيذاً .
وقوله تعالى يسألون أيّان يوم الدين أي متى قيام الساعة ومجيئها وهم في هذا مستهزئون ساخرون وجوابهم في قوله تعالى يوم هم على النار يفتنون أي يعذبون ويقال لهم ذوقوا فتنكم أي عذابكم هذا الذي كنتم به تستعجلون أي تطالبون به رسولنا بتعجيله لكم استخفافا وتكذيبا منكم .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- تقرير عقيدة البعث والجزاء حيث أقسم تعالى على ذلك .
2- تقرير عقيدة القضاء والقدر في قوله يؤفك عنه من أفك .
3- لعن الله الخراصين الذين يقولون بالخرص والكذب ويسألون استهزاء وسخرية لا طلبا للعلم والمعرفة للعمل .
{ والذاريات ذروا } : أي الرياح تذروا التراب وغيره ذروا .
{ فالحاملات وقرا } : أي السحب تحمل الماء .
{ فالجاريات يُسرا } : أي السفن تجري على سطح الماء بسهولة .
{ فالمقسمات أمرا } : أي الملائكة تقسم بأمر ربها الأرزاق والأمطار وغيرها بين العباد .
{ إن ما توعدون لصادق } : أي إن ما وعدكم به ربكم لصادق سواء كان خيراً أو شراً .
{ وإن الدين لواقع } : أي وأن الجزاء بعد الحساب لواقع لا محالة .
{ والسماء ذات الحبك } : أي ذات الطرق كالطرق التي تكون على الرمل والحبك جمعُ حبيكة .
{ إنكم لفي قول مختلف } : أي يا أهل مكة لفي قول مختلف أي في شأن القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم من يقول القرآن سحر وشعر وكهانة ومنهم من يقول النبي كاذب أو ساحر أو شاعر .
{ يؤفك عنه من أفك } : أي يصرف عن النبي والقرآن من صُرف .
{ قتل الخراصون } : أي لعن الكذابون الذين يقولون بالخرص والكذب .
{ الذين هم في غمرة ساهون } : أي في غمرة جهل تغمرهم ساهون أي غافلون عن أمر الآخرة .
{ يسألون أيان يوم الدين } : أي يسألون النبي صلى الله عليه وسلم سؤال استهزاء متى يوم القيامة؟ وجوابهم يوم هم على النار يفتنون أي يعذبون فيها .
معنى الآيات :
قوله تعالى { والذاريات } هذا شروع في قسم ضخم أقسم الله تعالى به وهو الذاريات ذروأ أي الرياح تذروا التراب وغيره من الأشياء الخفيفة { فالحاملات وقرأ } أي السحب تحمل الماء { فالجاريات يسرا } أي السفن تجري على سطح الماء { فالمقسمات أمرا } أي الملائكة تقسم الأرزاق والأمطار وغيرها بأمر بها كل هذا قسم أقسم الله به وجوابه { إنما توعدون } أيها الناس من البعث والجزاء بالنعيم المقيم أو بعذاب الجحيم لصادق وإن الدين أي الجزاء العادل لواقع أي كائن لا محالة . وقوله { والسماء ذات الحبك } هذا قسم آخر أي ذات الطرق كالتي على الرمل جمع حبيكة بمعنى طريقة { إنكم لفي قول مختلف } هذا جوا بالقسم فمنكم من يقول محمد ساحر ومنكم من يقول كاذب أو كاهن . ومنكم من يقول في القرآن سحر وشعر كهانة وقوله تعالى { يؤفك عنه من أفك } أي يصرف عن القرآن ومن نزل عليه من أفك أي صرف بقضاء الله وقدره . وقوله تعالى { قتل الخراصون } أي لعن الكذابون الذين يقولون بالخرص والكذب والظن الذين هم في غمرة جهل تغمرهم ساهون أي غافلون عن أمر الآخرة وما لهم فيه من عذاب لو شاهدوه ما ذاقوا طعاماً ولا شراباً لذيذاً .
وقوله تعالى يسألون أيّان يوم الدين أي متى قيام الساعة ومجيئها وهم في هذا مستهزئون ساخرون وجوابهم في قوله تعالى يوم هم على النار يفتنون أي يعذبون ويقال لهم ذوقوا فتنكم أي عذابكم هذا الذي كنتم به تستعجلون أي تطالبون به رسولنا بتعجيله لكم استخفافا وتكذيبا منكم .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- تقرير عقيدة البعث والجزاء حيث أقسم تعالى على ذلك .
2- تقرير عقيدة القضاء والقدر في قوله يؤفك عنه من أفك .
3- لعن الله الخراصين الذين يقولون بالخرص والكذب ويسألون استهزاء وسخرية لا طلبا للعلم والمعرفة للعمل .
(4/139)
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) شرح الكلمات :
{ إن المتقين في جنات وعيون } : أي إن الذين اتقوا ربهم في بساتين وعيون تجري خلال تلك البساتين والقصور التي فيها كقوله تجري من تحتها الأنهار .
{ آخذين ما آتاهم ربهم } : أي آخذين ما أعطاهم ربهم من الثواب .
{ إنهم كانوا قبل ذلك محسنين } : أي كانوا قبل دخولهم الجنة محسنين في الدنيا أي في عبادة ربهم وإلى عباده .
{ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون } : أي كانوا في الدنيا يحيون الليل ولا ينامون فيه إلا قليلا .
{ وبالأسحار هم يستغفرون } : أي وفي وقت السحور وهو السدس الأخير من الليل يستغفرون يقولون ربنا اغفر لنا .
{ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } : أي للذي يسأل والمحروم الذي لا يسأل لتعففه وهذا الحق أوجبوه على أنفسهم زيادة على الزكاة الواجبة .
{ وفي الأرض آيات للموقنين } : أي من الجبال والأنهار والأشجار للبعث والموجبة للتوحيد للموقنين أما غير المؤمنين فلا يرون شيئا .
{ وفي أنفسكم أفلا تبصرون } : أي آيات من الخلق والتركيب والاسماع والابصار والتعقل والتحرك أفلا تبصرون لك فتستدلون به على وجود الله وعلمه وقدرته .
{ وفي السماء رزقكم وما توعدون } : أي الأمطار التي بها الزرع والنبات وسائر الأقوات وما توعدون من ثواب وعقاب إن كل ذلك عند الله في السماء مكتوب في اللوح المحفوظ .
{ فورب السماء والأرض إنه لحق } : إنه لحق أي ما توعدون لحق ثابت .
{ مثل ما أنكم تنطقون } : أي إن البعث لحق مثل نطقكم فهل يشك أحد في نطقه إذا نطق والجواب لا يشك فكذلك ما توعدون من ثواب وعقاب .
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء التي كذب بها المشركون في مكة فقال تعالى { إن المتقين في جنات وعيون } أي إن الذين اتقوا ربهم فلم يشركوا به ولم يعصوه بترك الواجبات ولا بفعل المحرمات هؤلاء يوم القيامة في بساتين وعيون تري في تلك البساتين وقوله { آخذين ما آتاهم ربهم } أي ما أعطاهم ربهم من ثواب هو نعيم مقيم في دار السلام . ثم ذكر تعالى مقتضيات هذا العطاء العظيم والثواب الجزيل فقال { إنهم كانوا قبل } دخولهم الجنة { محسنين } في الدنيا فأحسنوا نياتهم وأعمالهم اخلصوها لله ربهم وأتَوا بها وفق ما ارتضاه وشرعه لعباه زيادة ولا نقصان كما أحسنوا إلى عباده ولم يسيئوا إليهم بقول ولا عمل هذا موجب وآخرأتهم { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون } أي لا ينامون من الليل إلا قليلاً إذا أكثر الليل يقضونه في الصلاة وهو التهجد وقيام الليل وبالأسحار أي وفي السدس الاخير من الليل هم يستغفرون أي يقولون ربنا اغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار وثالث { وفي أموالهم حق للسائل } والمحروم أي وزيادة على الزكاة المفعروضة في كل مال بلغ النصاب فإنهم أوجبوا على أنفسهم في أموالهم حق يبذلونه للسائل الذي يسأل والمحروم الذي لا يسأل لحيائه وعفته .
{ إن المتقين في جنات وعيون } : أي إن الذين اتقوا ربهم في بساتين وعيون تجري خلال تلك البساتين والقصور التي فيها كقوله تجري من تحتها الأنهار .
{ آخذين ما آتاهم ربهم } : أي آخذين ما أعطاهم ربهم من الثواب .
{ إنهم كانوا قبل ذلك محسنين } : أي كانوا قبل دخولهم الجنة محسنين في الدنيا أي في عبادة ربهم وإلى عباده .
{ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون } : أي كانوا في الدنيا يحيون الليل ولا ينامون فيه إلا قليلا .
{ وبالأسحار هم يستغفرون } : أي وفي وقت السحور وهو السدس الأخير من الليل يستغفرون يقولون ربنا اغفر لنا .
{ وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } : أي للذي يسأل والمحروم الذي لا يسأل لتعففه وهذا الحق أوجبوه على أنفسهم زيادة على الزكاة الواجبة .
{ وفي الأرض آيات للموقنين } : أي من الجبال والأنهار والأشجار للبعث والموجبة للتوحيد للموقنين أما غير المؤمنين فلا يرون شيئا .
{ وفي أنفسكم أفلا تبصرون } : أي آيات من الخلق والتركيب والاسماع والابصار والتعقل والتحرك أفلا تبصرون لك فتستدلون به على وجود الله وعلمه وقدرته .
{ وفي السماء رزقكم وما توعدون } : أي الأمطار التي بها الزرع والنبات وسائر الأقوات وما توعدون من ثواب وعقاب إن كل ذلك عند الله في السماء مكتوب في اللوح المحفوظ .
{ فورب السماء والأرض إنه لحق } : إنه لحق أي ما توعدون لحق ثابت .
{ مثل ما أنكم تنطقون } : أي إن البعث لحق مثل نطقكم فهل يشك أحد في نطقه إذا نطق والجواب لا يشك فكذلك ما توعدون من ثواب وعقاب .
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء التي كذب بها المشركون في مكة فقال تعالى { إن المتقين في جنات وعيون } أي إن الذين اتقوا ربهم فلم يشركوا به ولم يعصوه بترك الواجبات ولا بفعل المحرمات هؤلاء يوم القيامة في بساتين وعيون تري في تلك البساتين وقوله { آخذين ما آتاهم ربهم } أي ما أعطاهم ربهم من ثواب هو نعيم مقيم في دار السلام . ثم ذكر تعالى مقتضيات هذا العطاء العظيم والثواب الجزيل فقال { إنهم كانوا قبل } دخولهم الجنة { محسنين } في الدنيا فأحسنوا نياتهم وأعمالهم اخلصوها لله ربهم وأتَوا بها وفق ما ارتضاه وشرعه لعباه زيادة ولا نقصان كما أحسنوا إلى عباده ولم يسيئوا إليهم بقول ولا عمل هذا موجب وآخرأتهم { كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون } أي لا ينامون من الليل إلا قليلاً إذا أكثر الليل يقضونه في الصلاة وهو التهجد وقيام الليل وبالأسحار أي وفي السدس الاخير من الليل هم يستغفرون أي يقولون ربنا اغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار وثالث { وفي أموالهم حق للسائل } والمحروم أي وزيادة على الزكاة المفعروضة في كل مال بلغ النصاب فإنهم أوجبوا على أنفسهم في أموالهم حق يبذلونه للسائل الذي يسأل والمحروم الذي لا يسأل لحيائه وعفته .
(4/140)
هذه موجبات العطاء الكريم الي أعطاهم ربهم من النعيم المقيم في جنات وعيون . وقوله تعالى { وفي الأرض آيات للموقنين } أي وفي ما خلق في الأرض من مخلوقات من جبال وأنهار وزروع وضروع وأنواع الثمار ، وإنسان وحيوان آيات أي دلائل وعلامات على قدرة الله وعلمه وحكمته ورحمته وكلها موجبة له التوحيد ومقررة لقدرته على البعث الآخر والجزاء وكون هذه الآيات للموقنين مبني على أن المؤقنين ذووا بصائر وإراك لما يشاهدون في الكون فكلما نظروا إلى آية في الكون ازداد إيمانهم وقوى فبلغوا اليقين فيه فأصبحوا أكثر من غيرهم في الاهتداء والانتفاع بكل ما يسمعون ويشاهدون . وقوله تعالى { وفي أنفسكم أفلا تبصرون } أي وفي أنفسكم أيها الناس من الدلائل والبراهين المتمثلة في خلق الإِنسان وأطواره التي يمر بها من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى طفل إلى شاب فكهل وفي إدراكه وسمعه وبصره ونطقه إنها آيات أخرى دالة على وجود الله وتوحديه وقدرته على البعث والجزاء وقوله { أفلا تبصرون } توبيخ لأهل الغفلة والاعراض عن التفكير والنظر إذ لو نظروا بأبصارهم متفكرين ببصائرهم لاهتدوا إلى الإيمان والتوحيد والبعث والجزاء . وقوله تالى وفي السماء رزقكم وما توعدون أي يخبر تعالى عباده أن رزقهم في السماء يريد تدبير الأمر في السماء والأمطار التي هي سبب كل الثمار والحبوب وسائر الخضر والفواكه التي هي غذاء الإِنسان في السماء وقوله وما توعدون من خير وشر من رحمة وعذاب الكل في السماء إذ الأمر لله وهو يحكم بالرحمة والعذاب على من يشاء وكتاب المقادير الذي كتب فيه كل شيء هو وفي السماء . وقوله تعالى { فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون هذا قسم منه تعالى أقسم فيه بنفسه على أن البعث والجزاء يوم القيامة حق ثابت واجب الوقوع كائن لا محالة إذا كنا لا نشك في نطقنا إذا نطقنا أن ما نقوله ونسمعه لا يمكن أن يكون غير ما نطقنا به وسمعناه فكذلك البعث الآخر واقع لا محالة .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- بيان ما للمتقين من نعيم مقيم في الدار الآخرة .
2- بيان صفات المتقين من التهجد بالليل والاستغفار في آخره والانفاق في سبيل الله .
3- بيان أن في الأرض كما في الأنفس آيات أي دلائل وعلامات على قدرة الله على البعث والجزاء .
4- بيان أن في السماء رزق العباد فلا يطلب إلا من الله تعالى وأن ما نُوعَدُ من خير وشر أمره في السماء ومنها ينزل بأمره تعالى فليكن طلبنا الخير من الله دائما وتعوذنا من الشر بالله وحده .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- بيان ما للمتقين من نعيم مقيم في الدار الآخرة .
2- بيان صفات المتقين من التهجد بالليل والاستغفار في آخره والانفاق في سبيل الله .
3- بيان أن في الأرض كما في الأنفس آيات أي دلائل وعلامات على قدرة الله على البعث والجزاء .
4- بيان أن في السماء رزق العباد فلا يطلب إلا من الله تعالى وأن ما نُوعَدُ من خير وشر أمره في السماء ومنها ينزل بأمره تعالى فليكن طلبنا الخير من الله دائما وتعوذنا من الشر بالله وحده .
(4/141)
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30) شرح الكلمات :
{ هل أتاك حديث } : أي قد أتاك يا نبيّنا حديث أي كلام .
{ ضيف ابراهيم المكرمين } : أي جبريل وميكائيل وإسرافيل أكرمهم إبراهيم الخليل .
{ وقالوا سلاما } : أي نسلم عليك سلاما .
{ قال سلام قوم منكرون } : أي عليكم سلام أنتم قوم منكرون أي غير معروفين .
{ فراغ إلى إهله فجاء بعجل سمين } : أي عدل ومال إلى أهله فجاء بعجل سمين حنيذ .
{ فقال ألا تأكلون } : أي فأمسكوا عن الأكل فقال لهم ألا تأكلون .
{ فأوجس منهم خيفة } : أي فأضمر في نفسه خوفا منهم .
{ بغلام عليم } : أي بولد يكون ذا علم كبير غزير .
{ فاقبلت امرأته في صرَّة } : أي في رنّة وصيحة .
{ فصكت وجهها } : أي لطمت وجهها أي ضربت بأصابعها جبينها متعجبة .
{ وقالت عجوز عقيم } : أي كبيرة السن وعقيم لم يولد لها قط .
{ قالوا كذلك قال ربك } : أي قالت الملائكة لها كالذي قلنا لك قال ربك .
{ إنه هو الحكيم العليم } : أي انه هو الحكيم في تدبيره وتصريفه شؤون عباده . العليم بما يصلح للعبد وما لا يصلح فليفوض الأمر إليه .
معنى الآيات :
قوله تعالى { هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين } هذا الحديث يشتمل على موجز قصة قد ذكرت في سورة هود والحجر والمقصود منه تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم إن مثل هذا القصص لا يتم لأُميِّ لا يقرأ ولا يكتب إلا من طريق الوحي كما أنه يحمل في نهايته التهديد بالوعيد لمشركي قريش المصرين على الكفر والتكذيب والإِجرام الكبير إذ في نهاية القصة يسأل ابراهيم الملائكة قائلا فما خطبكم أيها المرسولن فيجيبون قائلين إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين أي لتدميرهم وإهلاكه من أجل إجرامهم ، وقريش في هذا الوقت مجرمة مستحقة للعذاب كما استحقه إخوان لوط . فقوله تعالى في خطاب رسوله هل أتاك حديث ضيف إبراهيم الخليل وهم ملائكة في صورة رجال من بينهم جبريل وميكائيل وإسرافيل إذ دخلوا عليه أي على ابراهيم وهو في منزله فسلموا عليه فرد السلام ثم قال أنتم قوم منكرون أي لا نعرفكم بمعنى أنكم غرباء لستم من أهل هذا البلد فلذا سارع في إكرامهم فراغ إلى أهله أي عدل ومال إلى أهله فعمد إلى عجل سمين من أبقاره وكان ماله يومئذ البقر فشواه بعد ذبحه وسلخه وتنظيفه .
فقربه إليهم وكأنهم أسمكوا عن تناوله فعرض عليهم الأكل عرضا بقوله ألا تأكلون فقالوا إنا لا نأكل طعاما إلا بحقه . فقال إذاً كلوه بحقه ، فقالوا وما حقه؟ قال أن تذكروا اسم الله في أوله وتحمدا الله في آخره أي تقولون بسم الله في البدء والحمد لله في الختم فالتفت جبريل إلى ميكائيل وقال له حقٌ للرجل أن يتخذه ربه خليلا ولما لم يأكلوا أوجس منهم خيفة أي خوفا أي شعر بالخوف في نفسه منهم لعدم أكلهم لأن العادة البشرية وهي مستمرة إلى اليوم إذا أراد المرء بأخيه سوءاً لا يسلم عليه ولا يرد عليه السلام ، ولا يأكل طعامه هذا حكم غالبي وليس عاما .
{ هل أتاك حديث } : أي قد أتاك يا نبيّنا حديث أي كلام .
{ ضيف ابراهيم المكرمين } : أي جبريل وميكائيل وإسرافيل أكرمهم إبراهيم الخليل .
{ وقالوا سلاما } : أي نسلم عليك سلاما .
{ قال سلام قوم منكرون } : أي عليكم سلام أنتم قوم منكرون أي غير معروفين .
{ فراغ إلى إهله فجاء بعجل سمين } : أي عدل ومال إلى أهله فجاء بعجل سمين حنيذ .
{ فقال ألا تأكلون } : أي فأمسكوا عن الأكل فقال لهم ألا تأكلون .
{ فأوجس منهم خيفة } : أي فأضمر في نفسه خوفا منهم .
{ بغلام عليم } : أي بولد يكون ذا علم كبير غزير .
{ فاقبلت امرأته في صرَّة } : أي في رنّة وصيحة .
{ فصكت وجهها } : أي لطمت وجهها أي ضربت بأصابعها جبينها متعجبة .
{ وقالت عجوز عقيم } : أي كبيرة السن وعقيم لم يولد لها قط .
{ قالوا كذلك قال ربك } : أي قالت الملائكة لها كالذي قلنا لك قال ربك .
{ إنه هو الحكيم العليم } : أي انه هو الحكيم في تدبيره وتصريفه شؤون عباده . العليم بما يصلح للعبد وما لا يصلح فليفوض الأمر إليه .
معنى الآيات :
قوله تعالى { هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين } هذا الحديث يشتمل على موجز قصة قد ذكرت في سورة هود والحجر والمقصود منه تقرير نبوة محمد صلى الله عليه وسلم إن مثل هذا القصص لا يتم لأُميِّ لا يقرأ ولا يكتب إلا من طريق الوحي كما أنه يحمل في نهايته التهديد بالوعيد لمشركي قريش المصرين على الكفر والتكذيب والإِجرام الكبير إذ في نهاية القصة يسأل ابراهيم الملائكة قائلا فما خطبكم أيها المرسولن فيجيبون قائلين إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين أي لتدميرهم وإهلاكه من أجل إجرامهم ، وقريش في هذا الوقت مجرمة مستحقة للعذاب كما استحقه إخوان لوط . فقوله تعالى في خطاب رسوله هل أتاك حديث ضيف إبراهيم الخليل وهم ملائكة في صورة رجال من بينهم جبريل وميكائيل وإسرافيل إذ دخلوا عليه أي على ابراهيم وهو في منزله فسلموا عليه فرد السلام ثم قال أنتم قوم منكرون أي لا نعرفكم بمعنى أنكم غرباء لستم من أهل هذا البلد فلذا سارع في إكرامهم فراغ إلى أهله أي عدل ومال إلى أهله فعمد إلى عجل سمين من أبقاره وكان ماله يومئذ البقر فشواه بعد ذبحه وسلخه وتنظيفه .
فقربه إليهم وكأنهم أسمكوا عن تناوله فعرض عليهم الأكل عرضا بقوله ألا تأكلون فقالوا إنا لا نأكل طعاما إلا بحقه . فقال إذاً كلوه بحقه ، فقالوا وما حقه؟ قال أن تذكروا اسم الله في أوله وتحمدا الله في آخره أي تقولون بسم الله في البدء والحمد لله في الختم فالتفت جبريل إلى ميكائيل وقال له حقٌ للرجل أن يتخذه ربه خليلا ولما لم يأكلوا أوجس منهم خيفة أي خوفا أي شعر بالخوف في نفسه منهم لعدم أكلهم لأن العادة البشرية وهي مستمرة إلى اليوم إذا أراد المرء بأخيه سوءاً لا يسلم عليه ولا يرد عليه السلام ، ولا يأكل طعامه هذا حكم غالبي وليس عاما .
(4/142)
قالوا لا تخف وبشروه بغلام وأعلموه أنهم مرسلون من ربه إلى قوم لوط لإِهلاكهم من أجل اجرامهم وبشروه بغلام يولد له ويكبر ويولد له فالأول اسحق والثاني يعقوب كما جاء في سورة هود فبشرناه باسحاق ومن وراء اسحق يعقوب وقوله { فأقبلت امرأته في صرة } أخذت في رنّة لما سمعت البشرى فصكت أي لطمت وجهها بأصابع يدها متعجبة وهي تقول أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إنّ هذا لشيءعجيب إذ كان عمرها تجاوز التسعين وعمر ابراهيم تجاوز المئة وكان عقيما لا تلد قط فلذا قالت عجوز كيف ألد يا للعجب؟ فأجابها الملائكة قائلين هكذا قال ربك فاقبلي البشرى واحمديه واشكريه . إنه تعالى هو الحكيم في تصرفاته في شؤون عباده العليم بما يصلح لهم وما لا يصلح فليفوض الأمر إليه ولا يعترض عليه .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- تقرير النبوة المحمدية .
2- فضيلة ابراهيم أبي الأنبياء وإما الموحدين .
3- وجوب إكرام الضيف .
4- الخوف الفطري عند وجود أسبابه لا يقدح في العقيدة ولا يعد شركا .
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
1- تقرير النبوة المحمدية .
2- فضيلة ابراهيم أبي الأنبياء وإما الموحدين .
3- وجوب إكرام الضيف .
4- الخوف الفطري عند وجود أسبابه لا يقدح في العقيدة ولا يعد شركا .
(4/143)
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34) فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (37) شرح الكلمات :
{ قال فما خطبكم أيها المرسلون } : أي ما شأنكم أيها المرسلون .
{ إلى قوم مجرمين } : أي إلى قوم كافرين فاعلين لأكبر الجرائم وهي إتيان الفاحشة .
{ حجارة من طين } : أي مطبوخ بالنار .
{ مُسَوَّمةً } : أي معلمة على كل حجر اسم من يرمى به .
{ للمسرفين } : أي المبالغين في الكفر والعصيان كإتيان الذكران .
{ غير بيت من المسلمين } : وهو بيت لوط وَابْنَتَيْهِ ومن معهم من المؤمنين .
{ وتركنا فيها آية } : أي بعد إهلاكهم تركنا فيها علامة على إهلاكهم وهى ماء أسود مُنتنٌ .
{ للذين يخافون العذاب الأليم } : أي عذاب الآخرة فلا يفعلون فعلهم الشنيع .
معنى الآيات :
ما زال السياق في قصة إبراهيم مع ضيفه من الملائكة إنه لاحظ بعد أن عرف أنهم سادات الملائكة أن مهمتهم لم تكن مقصورة على بشارته فقط بل هي أعظم فلذا سألهم قائلا : فما خطبكم أيها المرسلون؟ فأجابوه قائلين : إنا أرسلنا اي أرسلنا ربُّنا عز وجل إلى قوم مجرمين أي على أنفسهم بالكفر ، وفعل الفاحشة ، والعِلَّة من إرسالنا إليهم هي لنرسل عليهم حجارة من طين مطبوخ بالنار ، وتلك الحجارة مسومة أي معلمة عند ربك للمسرفين أي قد كتب على كل حجر اسم من يرمى به ، وذلك في السماء قبل أن تنزل إلى الأرض ، وقوله تعالى : { فأخرجنا } أي من تلك القرية وهي سدوم من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين وهو بيت لوط عليه السلام وما به سوى لوط وابنتيه ومن الجائز أن يكون معهم بعض المؤمنين إذ قيل كانوا ثلاثة عشر نسمة وقوله تعالى : { وتركنا فيها آية } أي علامة على إهلاكهم وهي ماء أسود منتن كالبحيرة وتعرف الآن بالبحر الميت . وقوله { للذين يخافون العذاب الأليم } وهم المؤمنون الذي يخافون عذاب الآخرة حتى لا يفعلوا فعل قوم لوط من الكفر وإيتان الفاحشة .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- جواز تشكل الملائكة بصورة رجال من البشر .
2- التنديد بالإِجرام وفاعليه .
3- جواز الإِهلاك بالعذاب الخاص الذى لم يعرف له نظير .
4- تقرير حقيقة علمية وهي أن كل مؤمن صادق الإِيمان مُسلم ، وليس كل مسلم مؤمنا حتى يحسن اسلامه بانبنائه على أركان الإِيمان الستة .
{ قال فما خطبكم أيها المرسلون } : أي ما شأنكم أيها المرسلون .
{ إلى قوم مجرمين } : أي إلى قوم كافرين فاعلين لأكبر الجرائم وهي إتيان الفاحشة .
{ حجارة من طين } : أي مطبوخ بالنار .
{ مُسَوَّمةً } : أي معلمة على كل حجر اسم من يرمى به .
{ للمسرفين } : أي المبالغين في الكفر والعصيان كإتيان الذكران .
{ غير بيت من المسلمين } : وهو بيت لوط وَابْنَتَيْهِ ومن معهم من المؤمنين .
{ وتركنا فيها آية } : أي بعد إهلاكهم تركنا فيها علامة على إهلاكهم وهى ماء أسود مُنتنٌ .
{ للذين يخافون العذاب الأليم } : أي عذاب الآخرة فلا يفعلون فعلهم الشنيع .
معنى الآيات :
ما زال السياق في قصة إبراهيم مع ضيفه من الملائكة إنه لاحظ بعد أن عرف أنهم سادات الملائكة أن مهمتهم لم تكن مقصورة على بشارته فقط بل هي أعظم فلذا سألهم قائلا : فما خطبكم أيها المرسلون؟ فأجابوه قائلين : إنا أرسلنا اي أرسلنا ربُّنا عز وجل إلى قوم مجرمين أي على أنفسهم بالكفر ، وفعل الفاحشة ، والعِلَّة من إرسالنا إليهم هي لنرسل عليهم حجارة من طين مطبوخ بالنار ، وتلك الحجارة مسومة أي معلمة عند ربك للمسرفين أي قد كتب على كل حجر اسم من يرمى به ، وذلك في السماء قبل أن تنزل إلى الأرض ، وقوله تعالى : { فأخرجنا } أي من تلك القرية وهي سدوم من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين وهو بيت لوط عليه السلام وما به سوى لوط وابنتيه ومن الجائز أن يكون معهم بعض المؤمنين إذ قيل كانوا ثلاثة عشر نسمة وقوله تعالى : { وتركنا فيها آية } أي علامة على إهلاكهم وهي ماء أسود منتن كالبحيرة وتعرف الآن بالبحر الميت . وقوله { للذين يخافون العذاب الأليم } وهم المؤمنون الذي يخافون عذاب الآخرة حتى لا يفعلوا فعل قوم لوط من الكفر وإيتان الفاحشة .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- جواز تشكل الملائكة بصورة رجال من البشر .
2- التنديد بالإِجرام وفاعليه .
3- جواز الإِهلاك بالعذاب الخاص الذى لم يعرف له نظير .
4- تقرير حقيقة علمية وهي أن كل مؤمن صادق الإِيمان مُسلم ، وليس كل مسلم مؤمنا حتى يحسن اسلامه بانبنائه على أركان الإِيمان الستة .
(4/144)
وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40) وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42) وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44) فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ (45) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (46) شرح الكلمات :
{ وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون } : أي فكذبه وكفر ، فأغرقناه ومن معه آية كآية سدوم .
{ بسلطان مبين } : أي بحجة ظاهرة قوية وهي اليد والعصا .
{ فتولى بركنه } : أي أعرض عن الإِيمان مع رجال قومه .
{ وقال ساحر أو مجنون } : أي وقال فرعون فى شأن موسى ساحر أو مجنون .
{ فنبذناه فى اليم } : أي طرحناهم في البحر فغرقوا أجميعن .
{ وهو مليم } : أي آتٍ بما يُلام عليه إذ هو الذى عرض جيشاً كاملاً للهلاك زيادة على ادعائه الربوبية وتكذيبه لموسى وهرون وهما رسولان .
{ وفي عاد } : أي وفي إهلاك عاد آية أي علامة على قدرتنا وتدبيرنا .
{ الريح العقيم } : أي التى لا خير فيها لأنها لا تحمل المطر ولا تلقح الشجر وهى الدبور ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا وهى الريح الشرقية وأهلكت عاد بالدبور وهى الريح الغربية في الحجاز .
{ ما تذر من شيء أتت عليه } : من نفس أو مال .
{ إلا جعلته كالرميم } : أي البالى المتفتت .
{ وفي ثمود } : أي وفي إهلاك ثمود آية دالة على قدرة الله وكرهه تعالى للكفر والإِجرام .
{ إذ قيل لهم } : أي بعد عقر الناقة تمتعوا إلى انقضاء آجالكم بعد ثلاثة أيام .
{ فأخذتهم الصاعقة } : أي بعد ثلاثة أيام من عقر الناقة .
{ فما استطاعوا من قيام } : أي ما قدروا على النهوض عند نزول العذاب بهم .
{ وقوم نوح من قبل } : أي وفي إهلاك قوم نوح بالطوفان آية وأعظم آية .
معنى الآيات :
قوله تعالى : { وفى موسى } الآية إنه تعالى لما ذكر إهلاك قوم لوط وجعل في ذلك آية دالةً على قدرته وعلامةً تدل العاقل على نقمة تعالى ممن كفر به وعصاه ذكر هنا في هذه الآية التسع من هذا السياق أربع آيات أخرى ، يهتدى بها أهل الإِيمان الذين يخافون يوم الحساب فقال عز من قائل : وفي موسى بن عمران نبى بنى إسرائيل إذ أرسلناه إلى فرعون ملك القبط بمصر { بسطان مبين } أب بحجة قوية ظاهرة قوة السلطان وظهوره وهى العصا فلم يستجب لدعوة الحق فتولى بركنه أي بجنده الذي يركن إليه ويعتمد عليه ، وقال في موسى رسول الله إليه : هو ساحر أو مجنون فانتقمنا منه بعد الإِصرار على الكفر والظلم فنبذناهم أي طرحناهم في اليم البحر فهلكوا بالغرق . في هذا الصنيع الذي صنعناه بفرعون لما كذب آيةٌ من أظهر الآيات .
وقوله تعالى : { وفي عاد } حيث أرسلنا إليه أخاهم هوداً فدعاه الى عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه فكذبوه { إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم } التي لا تحمل مطرباً ولا تلقح شجراً ما تذر من شيء أتت عليه أي مرت به من أنفس أو أموال الا جعلته كالرميم البالى المتفتت في هذه الإهلاك آية من أعظم الآيات الدالة على قدرة الله الموجبة لربوبيته وعبادته والمستلزمة لقدرته تعالى على البعث الجزاء يوم القيامة .
{ وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون } : أي فكذبه وكفر ، فأغرقناه ومن معه آية كآية سدوم .
{ بسلطان مبين } : أي بحجة ظاهرة قوية وهي اليد والعصا .
{ فتولى بركنه } : أي أعرض عن الإِيمان مع رجال قومه .
{ وقال ساحر أو مجنون } : أي وقال فرعون فى شأن موسى ساحر أو مجنون .
{ فنبذناه فى اليم } : أي طرحناهم في البحر فغرقوا أجميعن .
{ وهو مليم } : أي آتٍ بما يُلام عليه إذ هو الذى عرض جيشاً كاملاً للهلاك زيادة على ادعائه الربوبية وتكذيبه لموسى وهرون وهما رسولان .
{ وفي عاد } : أي وفي إهلاك عاد آية أي علامة على قدرتنا وتدبيرنا .
{ الريح العقيم } : أي التى لا خير فيها لأنها لا تحمل المطر ولا تلقح الشجر وهى الدبور ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم نصرت بالصبا وهى الريح الشرقية وأهلكت عاد بالدبور وهى الريح الغربية في الحجاز .
{ ما تذر من شيء أتت عليه } : من نفس أو مال .
{ إلا جعلته كالرميم } : أي البالى المتفتت .
{ وفي ثمود } : أي وفي إهلاك ثمود آية دالة على قدرة الله وكرهه تعالى للكفر والإِجرام .
{ إذ قيل لهم } : أي بعد عقر الناقة تمتعوا إلى انقضاء آجالكم بعد ثلاثة أيام .
{ فأخذتهم الصاعقة } : أي بعد ثلاثة أيام من عقر الناقة .
{ فما استطاعوا من قيام } : أي ما قدروا على النهوض عند نزول العذاب بهم .
{ وقوم نوح من قبل } : أي وفي إهلاك قوم نوح بالطوفان آية وأعظم آية .
معنى الآيات :
قوله تعالى : { وفى موسى } الآية إنه تعالى لما ذكر إهلاك قوم لوط وجعل في ذلك آية دالةً على قدرته وعلامةً تدل العاقل على نقمة تعالى ممن كفر به وعصاه ذكر هنا في هذه الآية التسع من هذا السياق أربع آيات أخرى ، يهتدى بها أهل الإِيمان الذين يخافون يوم الحساب فقال عز من قائل : وفي موسى بن عمران نبى بنى إسرائيل إذ أرسلناه إلى فرعون ملك القبط بمصر { بسطان مبين } أب بحجة قوية ظاهرة قوة السلطان وظهوره وهى العصا فلم يستجب لدعوة الحق فتولى بركنه أي بجنده الذي يركن إليه ويعتمد عليه ، وقال في موسى رسول الله إليه : هو ساحر أو مجنون فانتقمنا منه بعد الإِصرار على الكفر والظلم فنبذناهم أي طرحناهم في اليم البحر فهلكوا بالغرق . في هذا الصنيع الذي صنعناه بفرعون لما كذب آيةٌ من أظهر الآيات .
وقوله تعالى : { وفي عاد } حيث أرسلنا إليه أخاهم هوداً فدعاه الى عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه فكذبوه { إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم } التي لا تحمل مطرباً ولا تلقح شجراً ما تذر من شيء أتت عليه أي مرت به من أنفس أو أموال الا جعلته كالرميم البالى المتفتت في هذه الإهلاك آية من أعظم الآيات الدالة على قدرة الله الموجبة لربوبيته وعبادته والمستلزمة لقدرته تعالى على البعث الجزاء يوم القيامة .
(4/145)
وقوله تعالى { وفي ثمود } إذ أرسلنا إليهم أخاهم صالحاً فدعاهم إلى عبادة الله وحده وترك الشرك فكذبوه وطالبوه بآية تدل على صدقه فأعطاهم الله الناقة آية فعقروها استخفافاً منهم وتكذيباً { إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين } أي إلى إنقضاء الأجل الذي حدد لهلاكهم . فبدل أن يؤمنوا ويسلموا فيعبدوا الله ويوحدوه عتوا عن أمر ربهم وترفعوا متكبيرين { فأخذتهم الصاعقة } صاعقة العذاب وهم ينظرون بأعينهم الموت يتخطفهم { فما استطاعوا من قيام } من مجالسهم وهم جاثمون على الركب { وما كانوا منتصرين } فى إهلاك ثمود أصحاب الحجر آية للذين يخافون العذاب الأليم فلا يفعلون فعلهم حتى لا يهلكوا هلاكهم .
وقوله تعالى { وقوم نوح من قبل إنهم كانا قوماً فاسقين } أي وفي إرسالنا نوحاً إلى قومه وتكذيبهم إياه وإصرارهم على الشرك والكفر والتكذيب ثم إهلاكنا لهم بالطوفان وانجائنا المؤمنين آية من أعظم الآيات الدالة على وجود الله تعالى وربوبيته وألوهيته للعالمين ، والمستلزمة لقدرته على البعث والجزاء الذي يصر الملاحدة على أنكاره ليواصلوا فسقهم وفجورهم بلا تأنيب ضمير ولا حياء ولا خوف أو وجل .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- تقرير كل من التوحيد والنبوة والبعث لما في الآيات من دلائل على ذلك .
2- قوة الله تعالى فوق كل قوة إذ كل قوة في الأرض هو الذي خلقها ووهبها .
3- اتهام المبطلين لأهل الحق دفعاً للحق وعدم قبول له يكاد يكون سنة بشرية في كل زمان ومكان .
4- من عوامل الهلاك العتو عن أمر الله أي عدم الإِذعان لقبوله ، والفسق عن طاعته وطاعة رسله .
وقوله تعالى { وقوم نوح من قبل إنهم كانا قوماً فاسقين } أي وفي إرسالنا نوحاً إلى قومه وتكذيبهم إياه وإصرارهم على الشرك والكفر والتكذيب ثم إهلاكنا لهم بالطوفان وانجائنا المؤمنين آية من أعظم الآيات الدالة على وجود الله تعالى وربوبيته وألوهيته للعالمين ، والمستلزمة لقدرته على البعث والجزاء الذي يصر الملاحدة على أنكاره ليواصلوا فسقهم وفجورهم بلا تأنيب ضمير ولا حياء ولا خوف أو وجل .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- تقرير كل من التوحيد والنبوة والبعث لما في الآيات من دلائل على ذلك .
2- قوة الله تعالى فوق كل قوة إذ كل قوة في الأرض هو الذي خلقها ووهبها .
3- اتهام المبطلين لأهل الحق دفعاً للحق وعدم قبول له يكاد يكون سنة بشرية في كل زمان ومكان .
4- من عوامل الهلاك العتو عن أمر الله أي عدم الإِذعان لقبوله ، والفسق عن طاعته وطاعة رسله .
(4/146)
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51) شرح الكلمات :
{ والسماء بنيناها بأيدٍ } : أي وبنينا السماء بقوة ظاهرة في رفع السماء وإحكام البناء .
{ وإنا لموسعون } : أي لقادرون على البناء والتوسعة .
{ والأرض فرشناها } : أي مهّدناها فجعلناها كالمهاد أي الفراش الذي يوضع على المهد .
{ فنعم الماهدون } : أي نحن أثنى الله تعالى على نفسه بفعله الخيريّ الحسن الكبير .
{ ومن كل شيء خلقنا زوجين } : أي وخلقنا من كل شيء صنفين أي ذكراً وأنثى ، خيراً وشراً ، علوّاً وسفلاً .
{ لعلكم تذكرون } : أي تذكرون أن خالق الأزواج كلها هو إله فرد فلا يعبد معه غيره .
{ ففروا إلى الله } : أي إلى التوبة بطاعته وعدم معصيته .
{ إني لكم منه نذير مبين } : أي إني وأنا رسول الله إليكم منه تعالى نذير مبين بين النذارة أي أخوفكم عذابه .
{ ولا تجعلوا مع الله إلهاً آخر } : أي لا تعبدوا مع الله إلهاً أي معوداً آخر إذ لا معبود بحق إله هو .
{ إني لكم منه نذير مبين } : إني لكم منه تعالى نذير بين النذارة أُخوفكم عذابه إن عبدتم معه غيره .
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في عرض مظاهر القدرة الإِلهية الموجبة له تعالى الربوبية لكل شيء والألوهية على كل عباده . فقال تعالى : { والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون } فهذا أكبر مظهر من مظاهر القدرة الإِلهية إنه بناء السماء وإحكام ذلك البناء وارتفاعه وما تعلق به من كواكب ونجوم وشمس وقمر تمَّ هذا الخلق بقوة الله التى لا توازيها قوة . وقوله { وإنا لموسعون } أي لقادرون على توسعته أكثر مما هو عليه ، وذلك لسعة قدرتنا .
ومظهر ثانٍ هو فى قوله : { والأرض فرشناها فنعم الماهدون } والأرض فرشها بساطاً ومهدها مهاداً فنعم الماهدون نحن نعم الماهد الله تعالى لها إذ غيره لا يقدر على ذلك ولا يتأتى له ، وثالث مظاهر القدرة في قوله : { ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون } فهذا لفظ عام يعم سائر المخلوقات وأنها كلها أزواج وليس فيها فرد قط . والذوات كالصفات فالسماء يقابلها الأرض ، والحر يقابله البرد ، والذكر يقابله الأنثى ، والبر يقابله البحر ، والخير يقابله الشر ، والمعروف يقابله المنكر ، فهي أزواج بمعنى أصناف كما أن سائر الحيوانات هي أزواج من ذكر وأنثى . وقوله { لعلكم تذكرون } أي خلقنا من كل شيء زوجين رجاء أن تذكروا فتعلموا أن خالق هذه الأزواج هو الله الفرد الصمد الواحد الأحد لا إله غيره ولا رب سواه فتعبدوه وحده ولا تشركوا به سواه من سائر خلقه .
وقوله تعالى { ففربوا إلى الله إني لكم منه نذير مبين } أي بعد أن تبين لكم أيها الناس أنه لا إله غير الله ففروا إليه تعالى إي بالإِيمان به وبطاعته وبفعل فرائضه وترك نواهيه اهبروا إلى الله يا عباد الله بالإِسلام إليه والانقياد لطاعته إنى لكم منه تعالى نذير من عقاب شديد ، ونذارتي بينة لا شك فيها وأنصح لكم أن لا تجعلوا مع الله إلهاً آخر أي معبوداً غيره تعالى تعبدونه إن الشرك به يحبط أعمالكم ويحرم عليكم الجنة فلا تدخلوها أبداً واعلموا أني لكم منه عز جل نذير مبين .
{ والسماء بنيناها بأيدٍ } : أي وبنينا السماء بقوة ظاهرة في رفع السماء وإحكام البناء .
{ وإنا لموسعون } : أي لقادرون على البناء والتوسعة .
{ والأرض فرشناها } : أي مهّدناها فجعلناها كالمهاد أي الفراش الذي يوضع على المهد .
{ فنعم الماهدون } : أي نحن أثنى الله تعالى على نفسه بفعله الخيريّ الحسن الكبير .
{ ومن كل شيء خلقنا زوجين } : أي وخلقنا من كل شيء صنفين أي ذكراً وأنثى ، خيراً وشراً ، علوّاً وسفلاً .
{ لعلكم تذكرون } : أي تذكرون أن خالق الأزواج كلها هو إله فرد فلا يعبد معه غيره .
{ ففروا إلى الله } : أي إلى التوبة بطاعته وعدم معصيته .
{ إني لكم منه نذير مبين } : أي إني وأنا رسول الله إليكم منه تعالى نذير مبين بين النذارة أي أخوفكم عذابه .
{ ولا تجعلوا مع الله إلهاً آخر } : أي لا تعبدوا مع الله إلهاً أي معوداً آخر إذ لا معبود بحق إله هو .
{ إني لكم منه نذير مبين } : إني لكم منه تعالى نذير بين النذارة أُخوفكم عذابه إن عبدتم معه غيره .
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في عرض مظاهر القدرة الإِلهية الموجبة له تعالى الربوبية لكل شيء والألوهية على كل عباده . فقال تعالى : { والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون } فهذا أكبر مظهر من مظاهر القدرة الإِلهية إنه بناء السماء وإحكام ذلك البناء وارتفاعه وما تعلق به من كواكب ونجوم وشمس وقمر تمَّ هذا الخلق بقوة الله التى لا توازيها قوة . وقوله { وإنا لموسعون } أي لقادرون على توسعته أكثر مما هو عليه ، وذلك لسعة قدرتنا .
ومظهر ثانٍ هو فى قوله : { والأرض فرشناها فنعم الماهدون } والأرض فرشها بساطاً ومهدها مهاداً فنعم الماهدون نحن نعم الماهد الله تعالى لها إذ غيره لا يقدر على ذلك ولا يتأتى له ، وثالث مظاهر القدرة في قوله : { ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون } فهذا لفظ عام يعم سائر المخلوقات وأنها كلها أزواج وليس فيها فرد قط . والذوات كالصفات فالسماء يقابلها الأرض ، والحر يقابله البرد ، والذكر يقابله الأنثى ، والبر يقابله البحر ، والخير يقابله الشر ، والمعروف يقابله المنكر ، فهي أزواج بمعنى أصناف كما أن سائر الحيوانات هي أزواج من ذكر وأنثى . وقوله { لعلكم تذكرون } أي خلقنا من كل شيء زوجين رجاء أن تذكروا فتعلموا أن خالق هذه الأزواج هو الله الفرد الصمد الواحد الأحد لا إله غيره ولا رب سواه فتعبدوه وحده ولا تشركوا به سواه من سائر خلقه .
وقوله تعالى { ففربوا إلى الله إني لكم منه نذير مبين } أي بعد أن تبين لكم أيها الناس أنه لا إله غير الله ففروا إليه تعالى إي بالإِيمان به وبطاعته وبفعل فرائضه وترك نواهيه اهبروا إلى الله يا عباد الله بالإِسلام إليه والانقياد لطاعته إنى لكم منه تعالى نذير من عقاب شديد ، ونذارتي بينة لا شك فيها وأنصح لكم أن لا تجعلوا مع الله إلهاً آخر أي معبوداً غيره تعالى تعبدونه إن الشرك به يحبط أعمالكم ويحرم عليكم الجنة فلا تدخلوها أبداً واعلموا أني لكم منه عز جل نذير مبين .
(4/147)
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- تقرير التوحيد والبعث بمظاهر القدرة الإِلهية التى لا يعجزها شيء ومظاهر العلم والحكمة المتجلية في كل شيء .
2- ظاهرة الزوجية في الكون في الذرة انهبر لها العقل الإِنساني وهي مما سبق إليه القرآن الكريم وقرره في غير موضع منه : سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسه ومما لا يعلمون . فدل هذا قطعاً أن القرآن وحي الله وأن من أوحى به إليه وهو محمد بن عبد الله لن يكون إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3- التحذير من الشرك فإنه ذنب عظيم لا يغفر إلا بالتوبة الصحيحة النصوح .
من هداية الآيات :
1- تقرير التوحيد والبعث بمظاهر القدرة الإِلهية التى لا يعجزها شيء ومظاهر العلم والحكمة المتجلية في كل شيء .
2- ظاهرة الزوجية في الكون في الذرة انهبر لها العقل الإِنساني وهي مما سبق إليه القرآن الكريم وقرره في غير موضع منه : سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسه ومما لا يعلمون . فدل هذا قطعاً أن القرآن وحي الله وأن من أوحى به إليه وهو محمد بن عبد الله لن يكون إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3- التحذير من الشرك فإنه ذنب عظيم لا يغفر إلا بالتوبة الصحيحة النصوح .
(4/148)
كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60) شرح الكلمات :
{ كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول } : أي الأمر كذلك ما أتى الذين من قبل قومك يا محمد من رسول .
{ إلا قالوا ساحر أو مجنون } : أي اتواصت الأمم كل أمة توصى التي بعدها بقولهم للرسول هو ساحر أو مجنون ، والجواب ، لا أي لم يتواصوا بل هم قوم طاغون يجمعهم على قولهم هذا الطغيان .
{ فتول عنهم فما أنت بملوم } : أي اعرض عنهم يا رسولنا فما أنت بملوم لأنك بلغتهم فأبرأت ذمتك .
{ وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين } : أي عظ بالقرآن يا رسولنا فإن الذكرى بمعنى التذكير ينفع المؤمنين أي من علم الله أنه يؤمن .
{ وما خلقت الجن والإِنس } : أي خلقتهم لأجل أن يعبدوني فمن عبدني أكرمته ومن ترك عبادتي أهنته .
{ وما أريد منهم من رزق } : أي لا لي ولا لأنفسهم ولا لغيرهم .
{ وما أريد أن يطعمون } : أي لا أريد منهم ما يريد أربابُ العبيد من عبيدهم هذا يجمع المال وهذا يعد الطعام ، فالله هو الذي يرزقهم .
{ ذو القوة المتين } : أي صاحب القوة المتين الشديد الذي لا يعجزه شيء .
{ ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم } : أي نصيباً من العذاب مثل نصيب أصحابهم الذي ماتوا على الكفر .
{ فلا يستعجلون } : أي فلا يطالبوني بالعذاب فإن له موعداً لا يُخْلَفونه .
{ من يومهم الذي يوعدون } : أي يوم القيامة .
معنى الآيات :
بعد عرض تلك الأدلة المقررة للتوحيد والبعث والمسلتزمة للرسالة المحمدية والمشركون ما زالوا في إصرارهم على الكفر والتكذيب قال تعالى مسلياً رسوله مخففاً عنه ما يجده من إعراضٍ ، وتكذيب : { كذلك } أي الأمر والشأن كذلك وهو أنه ما أتى الذين من قبلهم أي من قبل قومك من رسول الا قالوا فيه هو ساحر أو مجنون كما قال قومك لك اليوم . ثم قال تعال : { اتواصوا به } أي بهذا القول كل أمة توصى التي بعدها بأن تقول لرسولها : ساحر أو مجنون . بل هم قوم طاغون أي لم يتواصوا به وإنما جمعهم على هذا القول الطغيان الذي هو وصف عام لهم فإن الطاغي من شأنه ان ينكر ويكذب ويتهم بأبعد أنواع التهم والحامل له على ذلك طغيانه . وما دام الأمر هكذا فتول عنهم يا رسولنا أي أعرض عنهم ولا تلتفت إلى أقوالهم وأعمالهم فما أنت بملوم في هذا القول لأنك قد بلغت رسالتك وأديت أمانتك ولا يمنعك هذا التولى عنهم أن تذكر أي عِظْ بالقرآن بل وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين الذي علم الله تعالى أنهم يؤمنون ممن هم غير مؤمنين الآن كما تنفع المؤمنين حالياً بزيادة إيمانهم وصبرهم على طاعة الله ربهم .
وقوله تعالى : { وما خلقت الجن والإِنس إلا ليعبدون } أي لم يخلقهما للهو ولا للعب ولا لشيء وإنهما خلقهما ليعبدوه بالإِذعان والتسليم لأمر ونهيه .
{ كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول } : أي الأمر كذلك ما أتى الذين من قبل قومك يا محمد من رسول .
{ إلا قالوا ساحر أو مجنون } : أي اتواصت الأمم كل أمة توصى التي بعدها بقولهم للرسول هو ساحر أو مجنون ، والجواب ، لا أي لم يتواصوا بل هم قوم طاغون يجمعهم على قولهم هذا الطغيان .
{ فتول عنهم فما أنت بملوم } : أي اعرض عنهم يا رسولنا فما أنت بملوم لأنك بلغتهم فأبرأت ذمتك .
{ وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين } : أي عظ بالقرآن يا رسولنا فإن الذكرى بمعنى التذكير ينفع المؤمنين أي من علم الله أنه يؤمن .
{ وما خلقت الجن والإِنس } : أي خلقتهم لأجل أن يعبدوني فمن عبدني أكرمته ومن ترك عبادتي أهنته .
{ وما أريد منهم من رزق } : أي لا لي ولا لأنفسهم ولا لغيرهم .
{ وما أريد أن يطعمون } : أي لا أريد منهم ما يريد أربابُ العبيد من عبيدهم هذا يجمع المال وهذا يعد الطعام ، فالله هو الذي يرزقهم .
{ ذو القوة المتين } : أي صاحب القوة المتين الشديد الذي لا يعجزه شيء .
{ ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم } : أي نصيباً من العذاب مثل نصيب أصحابهم الذي ماتوا على الكفر .
{ فلا يستعجلون } : أي فلا يطالبوني بالعذاب فإن له موعداً لا يُخْلَفونه .
{ من يومهم الذي يوعدون } : أي يوم القيامة .
معنى الآيات :
بعد عرض تلك الأدلة المقررة للتوحيد والبعث والمسلتزمة للرسالة المحمدية والمشركون ما زالوا في إصرارهم على الكفر والتكذيب قال تعالى مسلياً رسوله مخففاً عنه ما يجده من إعراضٍ ، وتكذيب : { كذلك } أي الأمر والشأن كذلك وهو أنه ما أتى الذين من قبلهم أي من قبل قومك من رسول الا قالوا فيه هو ساحر أو مجنون كما قال قومك لك اليوم . ثم قال تعال : { اتواصوا به } أي بهذا القول كل أمة توصى التي بعدها بأن تقول لرسولها : ساحر أو مجنون . بل هم قوم طاغون أي لم يتواصوا به وإنما جمعهم على هذا القول الطغيان الذي هو وصف عام لهم فإن الطاغي من شأنه ان ينكر ويكذب ويتهم بأبعد أنواع التهم والحامل له على ذلك طغيانه . وما دام الأمر هكذا فتول عنهم يا رسولنا أي أعرض عنهم ولا تلتفت إلى أقوالهم وأعمالهم فما أنت بملوم في هذا القول لأنك قد بلغت رسالتك وأديت أمانتك ولا يمنعك هذا التولى عنهم أن تذكر أي عِظْ بالقرآن بل وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين الذي علم الله تعالى أنهم يؤمنون ممن هم غير مؤمنين الآن كما تنفع المؤمنين حالياً بزيادة إيمانهم وصبرهم على طاعة الله ربهم .
وقوله تعالى : { وما خلقت الجن والإِنس إلا ليعبدون } أي لم يخلقهما للهو ولا للعب ولا لشيء وإنهما خلقهما ليعبدوه بالإِذعان والتسليم لأمر ونهيه .
(4/149)
وقوله تعالى { ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون } أي إن شأني معهم ليس كشأن السادة مالكي العبيد الذين يتعبدونهم بالقيام بحاجاتهم . هذا يجمع الماء وهذا يُعِدَ الطعام بل خلقتهم ليعبدوني أي يوحدوني في عبادتي ، إذ عبادتهم لي مع عبادة غيري لا أقبلها منهم ولا إثيبهم عليها بل أعذبهم على الطاعة حيث عبدوا من لا يستحق أن يعبد من سائر المخلوقات .
وقوله تعالى : { إن الله هو الرازق ذو القوة المتين } قرر به غناه عن خلقه ، وأعلم أنه ليس فى حاجة الى أحدٍ وذلك لغناه المطلق ، وقدرته التى لا يعجزها فى الأرض ولا فى السماء شيء .
وقوله فإن للذين ظلموا ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم أي إذا عرفت حال من تقدم من قوم عاد وثمود وغيرهم فإن لهؤلاء المشركين ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم أي نصيباً من العذاب وعبر بالذنوب التي هي الدلو الملأى بالماء عن العذاب لأن العذاب يصب عليهم كما يصب الماء من الدلو ولأن الدلاء تأتى واحداً بعد واحد فكذلك . الهلاك يتم لأمة بعد أمة حتى يسقوا كلهم مرّ العذاب ، وقوله { ولا يستعجلون } أي ما هناك حاجة بهم الى استعجال العذاب فإنه آت في إبّانه ووقته المحدد له لا محالة . وقوله تعالى { فويل للذين كفروا } أي بالله ولقائه والنبي وما جاء به ويل لهم من يومهم الذي يوعدون أي العذاب الشديد له من يومهم الذي أوعدهم الله تعالى به وهو يوم القيامة والويل وادٍ في جهنم يسي بصديد أهل النار والعياذ بالله .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- بيان سنة بشرية وهي التكذيب والاتهام بالباطل وقلب الحقائق لكل من جاءهم يدعوهم إلى خلاف مألوفيهم وما اعتادوه من باطلٍ وشرٍ فيدفعون بالقول فإذا أعياهم ذلك دفعوا بالفعل وهى الحرب والقتال .
2- بيان أن طغيان النفس يتولد عنه كل شر والعياذ بالله .
3- مشروعية التذكير ، وانه ينتفع به مَنْ أراد الله إيمانه ممن لم يؤمن ، ويزداد به إيمان المؤمنين الحاليين .
4- بيان علة خلق الإِنس والجن وهي عبادة الله وحده .
5- بيان غنى الله تعالى عن خلقه ، وعدم احتياجه اليهم بحال من الأحوال .
6- توعد الرب تبارك وتعالى الكافرين وأن نصيبهم من العذاب نازل بهم لا محالة .
وقوله تعالى : { إن الله هو الرازق ذو القوة المتين } قرر به غناه عن خلقه ، وأعلم أنه ليس فى حاجة الى أحدٍ وذلك لغناه المطلق ، وقدرته التى لا يعجزها فى الأرض ولا فى السماء شيء .
وقوله فإن للذين ظلموا ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم أي إذا عرفت حال من تقدم من قوم عاد وثمود وغيرهم فإن لهؤلاء المشركين ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم أي نصيباً من العذاب وعبر بالذنوب التي هي الدلو الملأى بالماء عن العذاب لأن العذاب يصب عليهم كما يصب الماء من الدلو ولأن الدلاء تأتى واحداً بعد واحد فكذلك . الهلاك يتم لأمة بعد أمة حتى يسقوا كلهم مرّ العذاب ، وقوله { ولا يستعجلون } أي ما هناك حاجة بهم الى استعجال العذاب فإنه آت في إبّانه ووقته المحدد له لا محالة . وقوله تعالى { فويل للذين كفروا } أي بالله ولقائه والنبي وما جاء به ويل لهم من يومهم الذي يوعدون أي العذاب الشديد له من يومهم الذي أوعدهم الله تعالى به وهو يوم القيامة والويل وادٍ في جهنم يسي بصديد أهل النار والعياذ بالله .
هداية الآيات
من هداية الآيات :
1- بيان سنة بشرية وهي التكذيب والاتهام بالباطل وقلب الحقائق لكل من جاءهم يدعوهم إلى خلاف مألوفيهم وما اعتادوه من باطلٍ وشرٍ فيدفعون بالقول فإذا أعياهم ذلك دفعوا بالفعل وهى الحرب والقتال .
2- بيان أن طغيان النفس يتولد عنه كل شر والعياذ بالله .
3- مشروعية التذكير ، وانه ينتفع به مَنْ أراد الله إيمانه ممن لم يؤمن ، ويزداد به إيمان المؤمنين الحاليين .
4- بيان علة خلق الإِنس والجن وهي عبادة الله وحده .
5- بيان غنى الله تعالى عن خلقه ، وعدم احتياجه اليهم بحال من الأحوال .
6- توعد الرب تبارك وتعالى الكافرين وأن نصيبهم من العذاب نازل بهم لا محالة .
(4/150)