- 16 يونيو 2006
- 2,500
- 16
- 0
- الجنس
- ذكر
(بسم الل)
اللهم صل على محمد
منذ أيام كنت أستمع لأذان صلاة العصر من الحرم المكي، وأعجبني كثيرا أداء المؤذن وتبحره في النغم، واستيحاؤه للروح النغمية الحجازية الأصيلة، واستجلابه لعبق الماضي الدفيء، وتحليقه في سماء الخشوع والروحانية؛ إلا إنني افتقدت شيئا ما، جعلت أبحث عنه في الأذان يمينا وشمالا، فلم أجده !!
بعدها بأيام قليلة وقفت على أذان للريس ...، ذكر فيه ناشره أنه محاكاة لأذان سيد مؤذني المدينة في زمانه - رحمه الله - وعلى الرغم من استمتاعي بالأذان؛ إلا إنني فقدت نفس الشيء الذي فقدته في سابقه !!
فتنبهت حينها إلى أنه لم يكن شعورا عارضا، أو طيفا مر ثم زال؛ بل حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها بحال.
فلما دققت النظر جعلت أسأل نفسي: هل هو شيء مادي أم معنوي؟ فأجبت إن كان شيئا معنويا متعلقا بالماضي والحاضر، فلماذا لا تشعر بهذا الشعور حينما تستمع لبعض الجدد الآخرين من المؤذنين ؟
ففطنت إلى أنه شيء مادي متعلق بالأداء، فلما أعدت الاستماع وجدتهما يؤديان بأداء صوتي سطحي صريح ليس فيه استعارة، فيخرج الصوت كله من ظاهر الحنجرة دون باطنها، فترى صوته إذا أذن هو نفس صوته إذا تكلم، وهذا لم يكن عليه قدامى أهل الأذان وأساطينه، فكان غالبهم يؤدون بما سموه "الأذان المستعار" أو "الصوت المستعار"، فمنهم من كان يستعير في العرب فقط، ومنهم من كان يستعير في العرب والتبحر، ومنهم من كان يستعير الأذان كاملا (كالبخاريين).
لا شك أن الأذان وأداؤه بحر ممتد، تختلف فيه الموارد والمصادر، إلا أن فن الاستعارة في أدائه يجعل له مذاقا مختلفا ووقعا مميزا على آذان السامع، وبخاصة السامع المتذوق.
محمد مغربي
اللهم صل على محمد
منذ أيام كنت أستمع لأذان صلاة العصر من الحرم المكي، وأعجبني كثيرا أداء المؤذن وتبحره في النغم، واستيحاؤه للروح النغمية الحجازية الأصيلة، واستجلابه لعبق الماضي الدفيء، وتحليقه في سماء الخشوع والروحانية؛ إلا إنني افتقدت شيئا ما، جعلت أبحث عنه في الأذان يمينا وشمالا، فلم أجده !!
بعدها بأيام قليلة وقفت على أذان للريس ...، ذكر فيه ناشره أنه محاكاة لأذان سيد مؤذني المدينة في زمانه - رحمه الله - وعلى الرغم من استمتاعي بالأذان؛ إلا إنني فقدت نفس الشيء الذي فقدته في سابقه !!
فتنبهت حينها إلى أنه لم يكن شعورا عارضا، أو طيفا مر ثم زال؛ بل حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها بحال.
فلما دققت النظر جعلت أسأل نفسي: هل هو شيء مادي أم معنوي؟ فأجبت إن كان شيئا معنويا متعلقا بالماضي والحاضر، فلماذا لا تشعر بهذا الشعور حينما تستمع لبعض الجدد الآخرين من المؤذنين ؟
ففطنت إلى أنه شيء مادي متعلق بالأداء، فلما أعدت الاستماع وجدتهما يؤديان بأداء صوتي سطحي صريح ليس فيه استعارة، فيخرج الصوت كله من ظاهر الحنجرة دون باطنها، فترى صوته إذا أذن هو نفس صوته إذا تكلم، وهذا لم يكن عليه قدامى أهل الأذان وأساطينه، فكان غالبهم يؤدون بما سموه "الأذان المستعار" أو "الصوت المستعار"، فمنهم من كان يستعير في العرب فقط، ومنهم من كان يستعير في العرب والتبحر، ومنهم من كان يستعير الأذان كاملا (كالبخاريين).
لا شك أن الأذان وأداؤه بحر ممتد، تختلف فيه الموارد والمصادر، إلا أن فن الاستعارة في أدائه يجعل له مذاقا مختلفا ووقعا مميزا على آذان السامع، وبخاصة السامع المتذوق.
محمد مغربي