محمد بن محمد بن عمر الشهابي
(العراق)
أبو أحمد وأبو محمود الخالدي الجنبذي* بسكون النون وفتح الموحدة السمرقندي أستاذ ناقل عارف إمام، أخذ الروايات عن والده، قال الذهبي عنه صدر القراء بسمرقند كان عارفاً بالمشهور والشاذ قرأ على والده ولا أدري والده على من قرأ روى عنه ولده محمد وأبو رشيد الغزال، وقد سمع الحافظ أبي سعد السمعاني، مات في حدود سنة سبع وستمائة كذا قال الذهبي ولا شك أنه بقي إلى بعد العشرين وستمائة حتى قرأ عليه أبو المحامد محمد بن محمد البخاري.
* جنبذ: قرية بنيسابور
محمد بن محمد بن فيروز بن زاذان
(العراق)
أبو عبد الله الكرجي* بفتح الكاف والراء وبجيم شيخ جليل مقرئ، قرأ على أحمد بن عبد الله بن عيسى الهاشمي ومحمد بن الحسن بن يونس الكوفي أبي العباس محمد بن يعقوب بن الزبرقان وأبي بكر محمد بن هارون التمار الحسن بن الحباب وعبد الله بن مخلد بن شعيب وعبد الله بن محمد بن العباس المدني وعبد الله بن محمد بن عثمان العبقسي، قرأ عليه أبو علي الأهوازي بالبطائح سنة ست وثمانين وثلثمائة.
* الكرج مدينة بين اصبهان وهمذان
قال الذهبي:
محمد بن محمد بن فيروز بن زاذان أبو عبيد الله الكرجي تلا على الحسن بن الحباب ذكر الأهوازي أنه قرأ على هذا الشيخ بالأهواز بروايات وأنه للا أيضا على عبد الله بن محمد بن العباس المدني صاحب الحلواني وعلى محمد بن هارون التمار صاحب رويس ولا أعرف هذا إلا من طريق الأهوازي.
(معرفة القراء الكبارـ الطبقة التاسعة)
محمد بن محمد بن محمد بن الخضر بن سمري
(الشام)
الشمس الزبيرى العبزرى الغزى الشافعى
سرد ابن حجر نسبه إلى الزبير بن العوام وهو معروف بالعبزري ولد بالقدس في ربيع الآخر سنة 724 أربع وعشرين وسبعمائة ونشأ بالقاهرة وتفقه على الشمس بن عدلان والتقى العطار ومحى الدين ابن شارح التنبيه وقرأ القراءات على البرهان الجكرى ثم فارق القاهرة وسكن غزة ثم دخل دمشق فأخذ بها عن ابن كثير والتقى السبكى وابن القيم وغيرهم وصنف كثيرا فمن ذلك تعليق على الرافعى في أربع مجلدات ومختصر القوت للأذرعي وأوضح المسالك في المناسك وأسنى المقاصد في تحرير القواعد وشرح على الألفية وتوضيح مختصر ابن الحاجب الأصلى وشرح على جمع الجوامع سماه تشنيف المسامع في شرح جمع الجوامع وله على المتن مناقشات سماها البروق اللوامع فيما أورد على جمع الجوامع فأجابه مصنفه عنها في شرحه الذي سماه منع الموانع ونظم في العربية أرجوزة وأفرد لنفسه ترجمة في جزء وله سلاح الاحتجاج في الذب عن المنهاج والغياث في تفصيل الميراث وآداب الفتوى والانتظام في أحوال الأيتام وغرائب السير ورغائب الفكر في علم الحديث وتهذيب الأخلاق بذكر مسائل الخلاف والاتفاق ورسائل الإنصاف في علم الخلاف وتحبير الظواهر في تحرير الجواهر وأخلاق الأخيار في فهم الأذكار والكوكب المشرق في المنطق ومصباح الزمان في المعانى والبيان وشرحه وسلسال الغرب في كلام العرب ودقائق الآثار في مختصر مشارق الانوار والمناهل الصافية في حل الكافية لابن الحاجب ومصنفاته كثيرة جدا وله نظم حسن فمنه:
عدوك اما معلن أو مكاتم *** وكل بأن تخشاه أو تتقى قمن
وزد حذرا ممن تجده مكاتما *** فليس الذي يرميك جهرا كمن كمن
ومات في منتصف ذي الحجة سنة 808 ثمان وثمان مائة
(البدر الطالع 2/254)
قال السخاوي:
محمد بن محمد بن محمد بن الخضر بن سمري الشمس الزبيري العيزري الغزي الشافعي ويعرف بالعيزري. سرد شيخنا في معجمه نقلاً عن خطه نسبه إلى الزبير وليس عنده محمد الثالث وأثبته في الأنباء. ولد بالقدس في ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وسبعمائة ونشأ بالقاهرة فتفقه بها على الشمس بن عدلان والتقى أحمد بن محمد العطار الفقيه المتصدر بجامع الحاكم ومحيي الدين ولد شارح التنبيه وغيره المجد الزنكلوني وقرأ بالقرىآت سوى عاصم وحمزة والكسائي على البرهان الحكري وكذا أخذ القراآت عن التقي الأعزب ثم فارق القاهرة في سنة تسع وأربعين فسكن غزة إلى سنة أربع وخمسين ودخل دمشق فأخذ بها عن ابن كثير والبهاء المصري والعماد الحسباني والتقى السبكي وابن القيم وابن شيخ الجبل وغيرهم وأذن له في الإفتاء وأقام على نشر العلم بغزة إلى أن قدم القطب التحتاني القدس فرحل إليه وأخذ عنه وأجاز له وكذا أذن له البدر محمود بن علي بن هلال في الإفتاء ثم أخذ عن السراجين الهندي والبلقيني والتاج السبكي؛ وصنف كثيراً فمن ذلك تعليق على الرافعي سماه الظهير على فقه الشرح الكبير في أربع مجلدات أو خمس ومختصر القوت للأذرعي وأوضح المسالك في المناسك وأسنى المقاصد في تحرير القواعد وشح على الألفية سماه بلغة ذي الخصاصة في حل الخلاصة وتوضيح مختصر ابن الحاجب الأصلي بل وشرح على جمع الجوامع لشيخه سماه تشنيف المسامع في شرح جمع الجوامع وله على المتن مناقشات أرسل بها لمؤلفه سماها البروق اللوامع فيما أورد على جمع الجوامع أجابه عنها في منع الموانع ولذا قال العيزري أنه أرسل بالبروق إلى مصنفه وهو في صلب ولايته فأثنى عليه وأجاب عنه وكذا كتب لشيخنا بأسئلة في عدة علوم وأرسل معها بعدة من تصانيفه وأكثر من التصانيف جداً ونظم في العربية أرجوزة سماها قضم الضرب في نظم كلام العرب وأفرد لنفسه ترجمة في جزء وقفت عليها. ومات في منتصف ذي الحجة سنة ثمان رحمه الله وإيانا. ذكره شيخنا في معجمه وإنبائه. وقال التقى ابن قاضي شهبة وقفت له على اعتراضات على فتوى للسراج البلقيني فوصلت إلى ولده الجلال فردها عليه منتصراً لأبيه فبلغه ذلك فانتصر لنفسه ورد ما قاله الجلال وممن أخذ عنه ناصر الدين الأياسي عالم الحنفية بغزة وأنشد عنه من نظمه:
عدوك إما معلن أو مكاتم ... وكل بأن تخشاه أو تتقي قمن
وزد حذراً ممن تجده مكاتماً ... فليس الذي يرميك جهراً كمن كمن
وحكى أنه رآه بعد موته وهو يكتب على عادته فقال له ألم تمت قال نعم فقلت له وكتابة بعد الموت فقال ألم تعلم أن المرء يحشر على ما مات عليه فقلت نعم وانتبهت؛ ومن تصانيفه أيضاً سلاح الاحتجاج في الذب على المنهاج والغياث في تفصيل الميراث وآداب الفتوى والانتظام في أحوال الأيتام وغرائب السير ورغائب الفكر في علوم الحديث وتهذيب الأخلاق بذكر مسائل الخلاف والاتفاق ورسائل الإنصاف في علم الخلاف وتحبير الظواهر في تحرير الجواهر أجوبة عن الجواهر للأسنائي وأخلاق الأخيار في مهمات الأذكار والكوكب المشرق في المنطق ومصباح الزمان في المعاني والبيان وشرحه وسلسال الضرب في كلام العرب في النحو وبيان فتيا دار العدل واستيفاء الحقوق بمسئلة المخلف والمسبوق ودقائق الآثار في مختصر مشارق الأنوار والمناهل الصافية في حل الكافية لابن الحاجب وغيرها. وهو في عقود المقريزي بحذف محمد الثالث.
(الضوء اللامع 9/218)
محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن بدر بن عثمان بن جابر
(الشام)
محمد بدر الدين الغزيري
الشيخ الإمام، العالم العلامة، المحقق المدقق الهمام، شيخ الإسلام، والمسلمين، حجة الله على المتأخرين، المجمع على جلالته، وتقدمه، وفضله، الذي سبق من بعده، ولم يفته من تقدم من قبله، روح هذه الطبقة، وعين هذه الحلبة، بل البارع في الطبقة الأولى، والسابق في الثانية، شيخ أهل السنة، وإمام الفرقة الناجية، الجامع بين الشريعة والحقيقة، والقامع لمن حاد عن جادة الطريقة، الحائز قصبات السبق في تحقيق العلوم الشرعية، وتدقيق الفنون العقلية، والنقلية، الفقيه المفسر المحدث النحوي المقرىء الأصولي النظار، القانع الخاشع الأواه، ولي الله العارف بالله، الداعي إلى الله، أبو البركات بدر ابن القاضي، رضي الدين الغزي، العامري، القرشي، الشافعي والدي - رضي الله تعالى عنه وأعاد علينا، وعلى المسلمين من بركاته، وجمع بيننا، وبينه في مقعد الصدق، ودرجاته. كان ميلاده في وقت العشاء ليلة الإثنين رابع عشر ذي القعدة الحرام سنة أربع وتسعمائة. وحمله والده إلى الشيخ العارف بالله تعالى القطب الكبير سيدي الشيخ أبي الفتح محمد بن محمد بن علي الإسكندري، ثم المزي العوفي، الشافعي، الصوفي فألبسه خرقة التصوف، ولقنه الذكر، وأجاز له بكل ما يجوز له، وعنه روايته، وهو دون السنتين، وأحسن والده تربيته، وهو أول من فتق لسانه بذكر الله تعالى، ثم قرأ القرآن العظيم على المشايخ الكمل الصالحين، الفضلاء النبلاء البارعين، الشموس محمد البغدادي ومحمد بن السبكي، ومحمد النشائي، ومحمد اليماني والشيخ سمعة القاري وجود عليه القرآن العظيم ، وعلى الشيخ العلامة بدر الدين علي بن محمد السنهودي بروايات العشرة، وعلى الشيخ نور الدين علي الأشموني المقرىء، والشيخ شمس الدين محمد الدهشوري بحق أخذ هؤلاء الثلاثة عن العلامة ابن الجزري، ثم لزم في الفقه، والعربية، والمنطق، والده الشيخ العلامة رضي الدين، وقرأ في الفقه على شيخ الإسلام تقي الدين أبي بكر ابن قاضي عجلون وكان معجباً به يلقبه شيخ الإسلام، وأكثر انتقاعه بعد والده عليه، وسمع عليه في الحديث، ثم أخذ الحديث، والتصوف على الشيخ العارف بالله تعالى بدر الدين حسن ابن الشويخ المقدسي. ثم رحل مع والده إلى القاهرة، فأخذ عن شيخ الإسلام بها القاضي زكريا. وأكثر انتفاعه في مصر به والبرهان بن أبي شريف، والبرهان القلقشندي والقسطلاني صاحب المواهب اللدنية، وغيرهم، وبقي في الاشتغال بمصر مع والده نحو خمس سنوات، واستجاز له والده قبل ذلك من الحافظ جلال الدين الأسيوطي، وبرع، ودرس وأفتى، وألف وشيوخه أحياء فقرت أعينهم به وجمعه والده بجماعة من أولياء مصر وغيرها، والتمس له منهم الدعاء كالشيخ عبد القادر الدشطوطي، وسيدي محمد المنير الخانكي، وأخبرني الشيخ أحمد ابن الشيخ سليمان الصوفي القادري، وهو ممن أخذ عن الشيخ الوالد أن والده الشيخ رضي الدين، اجتمع بالقطب في بيت المقدس فسأله عن والده الشيخ بدر الدين، وهو صغير فقال له: عالم، ثم سأله عنهم مرة أخرى فقال له: عالم، ثم سأله عنه في المرة الثالثة فقال له: عالم ولي. قال الشيخ رضي الدين: فاطمأن قلبي عليه حين قال لي عالم ولي ثم لما رجع مع والده من القاهرة إلى دمشق، ودخلها في رجب سنة إحدى وعشرين وتسعمائة بعد ما برع بمصر ودرس، وألف ونظم الشعر كان أول شعر نظمه وهو ابن ست عشرة سنة قوله:
يارب يا رحمان يا الله ... يا منقذ المسكين من بلواه
أمنن علي وجد بما ترضاه ... بجزيل فضل منك يا الله
تصدر بعد عوده من القاهرة للتدريس، والإفادة، واجتمعت عليه الطلبة، وهو ابن سبع عشرة سنة، واستمر على ذلك إلى الممات مشتغلاً في العلم تدريساً، وتصنيفاً، وإفناء ليلاً ونهاراً، مع الاشتغال بالعبادة، وقيام الليل، وملازمة الأوراد وتولى الوظائف الدينية كمشيخة القراء بالجامع الأموي، وإمامة المقصورة، ودرس بالعادلية، ثم بالفارسية، ثم الشامية البرانية، ثم المقدمية، ثم التقوية، ثم جمع له بينها، وبين الشامية الجوانية، ومات عنهما، وانتفع به الناس طبقةً بعد طبقة، ورحلوا إليه من الآفاق، ولزم العزلة عن الناس في أواسط عمره لا يأتي قاضياً، ولا حاكماً، ولا كبيراً، بل هم يقصدون منزله الكريم للعلم، والتبرك، وطلب الدعاء، إذا قصده قاضي قضاة البلدة، أو نائبها لا يجتمع به إلا بعد الاستئذان عليه والمراجعة في الإذن، وقصده نائب الشام مصطفى باشا فلم يجتمع به إلا بعد مرات، فلما دخل عليه قبل يده، والتمس منه الدعاء فقال له: ألهمك الله العدل، ولم يزده على ذلك فكرر طلب الدعاء، فلم يزده على قوله: ألهمك الله العدل، وكانت هذه دعوته لكل من قصده من الحكام. واستأذن عليه درويش باشا نائب الشام فلم يأذن له إلا في المرة الثالثة فقبل يده ورجله، وأشار إليه الشيخ أن يجلس معه على فراشه فأبى درويش باشا وجلس بين يديه، وطلب منه الدعاء فقال له: ألهمك الله العمل، وأوصاه بالرعية وقال له: الباشا يا سيدي ماذا تسمعون عني. فقال الظلم بلغني أن صوباشيك ضرب إنساناً في تعزير حتى مات، وضرب آخر فبالغ في ضربه فاستغاث بالله، واستجار برسوله صلى الله عليه وسلم فلم يخل عنه فقال له بحياة رأس درويش باشا فخلى عنه وهذا يدل على كفر كامن في قلبه، وعتو وتجبر، فأمر درويش باشا برفع صوباشيه في الحال وغضب عليه وجاء بعد ذلك الصوباشي إلى الشيخ فزجره، وطرده، وكان الشيخ، لا يأخذ على الفتوي شيئاً بل سد باب الهدية مطلقاً خشية أن يهدي إليه من يطلب منه إفادة، أو فتوى شفاعة، فلم يقبل هدية إلا من أخصائه، وأقربائه، وكان يكافىء على الهديه أضعافاً، وكان يعطي الطلبة كثيراً، ويكسوهم، ويجري على بعضهم، وإذا ختم كتاباً تدريساً، أو تصنيفاً، أولم وجعل ختماً حافلاً، ودعا أكابر الناس إليه، وفقراءهم، ثم أضافهم، وساوى في ضيافته بين الفقراء، والأمراء، وأحسن إلى الطلبة، وكان يحب الصوفية، ويكرمهم، وإذا سمع شيئاً مما ينكره الشرع بعث إليهم، ونصحهم، ودعاهم إلى الله تعالى، وكانوا يمتثلون أمره ويقتدون به، وكان إذا ورد إلى دمشق طالب علم أو فقير سأل الشيخ عنه، واستدعاه وأكرمه وأحسن إليه، وإن كان من أرباب الأحوال، ومظنات البركة سأله الدعاء له ولأولاده، وكان يضاعف نفقته في رمضان، ويدعو إلى سماطه كل ليلة منه جماعة من أهل العلم. وأهل الصلاح، والفقراء، ويجلس معهم على السماط، وأما طلبته الذين حملوا عنه العلم، فقد جمعهم في فهرست، ثم لم يجمع إلا خيرة منهم، فذكرت منهم جماعة في الكتاب الذي أفردته لترجمته ممن ذكرهم في فهرسته، وممن لم يذكرهم، وهم كثيرون، وممن أخذ عنهم الحديث وغيره من قضاة دمشق، وغيرهم من الموالي قاضي القضاة محمد أفندي المعروف بجوي زاده، وقاضي القضاة محمد أفندي بن بستان، وكل منهم صار مفتياً بالتخت السلطاني العثماني والمفتيان بدمشق ابن العبد، وفوزي أفندي في جماعة آخرين، وهؤلاء كانوا يفتخرون بالشيخ، وأخذهم عنه، وأما من أخذ عنه من أجلاء مصر، والشام فكثيرون تضمن أكثرهم الكتاب المذكور، وأما تصانيف الشيخ في سائر العلوم فبلغت مائة وبضعة عشر مصنفاً ذكرتها في الكتاب المذكور، ومن أشهرها، التفاسير الثلاثة المنثور، والمنظومان، وأشهرها، المنظوم الكبير، في مائة ألف بيت، وثمانين ألف بيت وحاشيتان على شرح المنهاج للمحلي وشرحان على المنهاج كبير وصغير، ساير فيه المحلي، وزاد فيه أكثر من الثلث مع الإشارة فيه إلى نكت الحاشية، وهو في حجم المحلي أو دونه، وكتاب " فتح المغلق في تصحيح ما في الروضة من الخلاف المطلق " ، وكتاب " التنقيب، على ابن النقيب " ، وكتاب " البرهان الناهض، في نية استباحة الوطء للحائض " وشرح " خاتمة البهجة " وكتاب " الدر النضيد، في أدب المفيد والمستفيد، ودروس على طائفة من شرح الوجيز للرافعي والروضة و التذكرة الفقهية وشرحان على الرحبية وتفسير آية الكرسي،
وثلاثة شروح على الإلفية، في النحو منظومان، ومنثور، وكتاب شرح الصدور، بشرح الشذور وشرح على التوضيح لابن هشام، وشرح شواهد التلخيص في المعاني، والبيان، لخص فيه شرح السيد عبد الرحم العباسي، واللمحة، في اختصار الملحة و نظم الجرومية، وهو أول تأليفه و شرح الملحة مختصر وكتاب أسباب النجاح، في آداب النكاح ، وكتاب فصل الخطاب، في وصل الأحباب، ومنظومة في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، ومنظومة في خصائص يوم الجمعة، وشرحها، ومنظومة في موافقات سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه للقرآن العظيم وشرحها، والعقد الجامع، في شرح الددر اللوامع نظم جمع الجوامع في الأصول لوالده وغير ذلك، وشعره في غاية الحسن، والقوة، وأكثره في الفوائد العلمية ومنه:ثة شروح على الإلفية، في النحو منظومان، ومنثور، وكتاب شرح الصدور، بشرح الشذور وشرح على التوضيح لابن هشام، وشرح شواهد التلخيص في المعاني، والبيان، لخص فيه شرح السيد عبد الرحم العباسي، واللمحة، في اختصار الملحة و نظم الجرومية، وهو أول تأليفه و شرح الملحة مختصر وكتاب أسباب النجاح، في آداب النكاح ، وكتاب فصل الخطاب، في وصل الأحباب، ومنظومة في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، ومنظومة في خصائص يوم الجمعة، وشرحها، ومنظومة في موافقات سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه للقرآن العظيم وشرحها، والعقد الجامع، في شرح الددر اللوامع نظم جمع الجوامع في الأصول لوالده وغير ذلك، وشعره في غاية الحسن، والقوة، وأكثره في الفوائد العلمية ومنه:
إله العالمين رضاك عني ... وتوفيقي لما ترضى مناي
فحرماني عطائي إن ترده ... وفقري أن رضيت به غناي
وقال:
بالحظ والجاه لا بفضل ... في دهرنا المال يستفاد
كم من جواد بلا حمار ... وكم حمار له جواد
وقال مقتبساً:
من رام أن يبلغ أقضى المنى ... في الحشر مع تقصيره في القرب
فليخلص الحب لمولى الورى ... والمصطفى فالمرء مع من أحب
وللحافط العلامة جلال الدين السيوطي أحد شيوخ الوالد بالإجازة:
أليس عجيباً أن شخصاً مسافراً ... إلى غير عصيان تباح له الرخص
إذا ما توضا للصلاة أعادها ... وليس معيد للذي بالتراب خص
فأجاب عنه شيخ الإسلام بقوله:
جوابك ذا ناس جنابته لما ... توضأ فيه طهره عنه قد نقص
وما جاء فيه بالتيمم سائغ ... ومن حكمة الأجزاء فيه عليه نص
وقال رضي الله تعالى عنه:
لو أبصروني راعياً وجه من ... أهوى ودمعي جارياً سيلا
لشاهدوا المجنون إبن عامر ... يرعى صباحاً راجياً ليلى
وقال مداعباً لشخص يقال له: يحيى الطويل، وكان في دمشق آخر يقال له: يحيى القصير:
رأيت القصير أشر الورى ... وليس له في الأذى من مثيل
فلو كنت خيرت لاخترت أن ... يموت القصير ويحيي الطويل
وقال ضابطاً لنزول الشمس في برج الحمل في سنة ثمان وسبعين وتسعمائة في لفظ حمل وهو اتفاق لطيف:
رابع عشر شهر شوال الحمل ... إليه نقل الشمس في عام حمل
قلت ولنا اتفاق غريب هو أننا لما حججنا في سنة إحدى وألف، وهي أول حجة حججتها كنا نترجى أن تكون عرفة يوم الاثنين فرأينا هلال ذي الحجة الحرام ليلة السبت، وكان وقوفنا بعرفة يوم الأحد، وهو خلاف ما كان الناس يتوقعونه، فقلت لبعض إخواننا من أهل مكة، وغيرهم ظهر لي اتفاق غريب، وهو أن الله تعالى قدر الوقوف في يوم الأحد في هذا العام لأنه عام أحد بعد الألف فاستحسنوا ذلك، وقلت مقيداً لهذا:
لقد حججنا عام ألف واحد ... وكانت الوقفة في يوم الأحد
اليوم والعام توافقا معاً ... فجل مولانا المهيمن الأحد
وانظر بقية قصائده في المصدر
وشعر شيخ الإسلام الوالد مدون في كتاب مستقل، وقد أتينا على جملة صالحة في الكتاب الموضوع لترجمته. فلا معنى للإكثار منه هنا إلا أنا ذكرنا منه هذه النبذة للتبرك، ولقد كان - رضي الله تعالى عنه - ممن جمع بين العلم، والعمل، والسيادة، والرئاسة، وحسن السمت، وحسن الخلق، والسخاء، والحياء؛ عاش ثمانين سنة، إلا أياماً قليلة ما عهدت له فيها صبوة، ولا حفظت عليه كبوة؛ بل كان فيها موفر الحرمة، موقر الكلمة مقبول الشفاعة عند القضاة والحكام، معظماً معتقداً عند الخواص، والعوام. إن نزلت بالناس نازلة فزعوا إليه في كشفها، أو عرضت لهم معضلة هرعوا إليه في حلها، ووصفها، وإذا خرجت من بابه رقاع الفتاوي بادر الناس إلى تناولها من السائل، وتقبيلها والتبرك بها. رحلت الناس إليه من الأقطار، ووجهت إليه الفتاوي من سائر الأمصار. من ناله منه دعوة صالحة تمسك بها إلى آخر دهره، ومن ظفر بشيء من آثاره تمسك به سائر عمره. فما تعلق بشيء مما يشينه في عرضه، ولا في دينه ، ولا تمسك في طلب رزقه بأمر يختلج به خالج في يقينه ، بل كانت له الدنيا خادمة، وإليه ساعية، من غير تجارة ولا سعي ولا تعرض لداعية. أخلاقه مرضية، وهمته علية، وعيشته هنية، مات ولم يقف على باب طالب لدين، ولا مطالب بعين، مع ما يسره الله تعالى من الرفاهية والنعمة، وهو مع ذلك مكب على العلم مشتغل بالعبادة صياماً، وقياماً، وذكراً، وتلاوةً وكان مواظباً على الأوراد ملازماً للطهارة، مختلياً عن الناس، مقبلاً على الله تعالى، وإذا بلغه منكر بعث إلى الحكام في إزالته، وأنكره بقدر طاقته، يصدع بالحق، ولا يخاف في الله لومة لائم، ولا يحابي، ولا يداهن في فتاويه، ولا في غيرها، وبالجملة فكان عين ذلك الوقت وإنسان ذلك الزمان:
حلف الزمان ليأتين بمثله ... حنثت يمينك يا زمان فكفر
تمرض أياماً، وكان ابتداء مرضه في ثاني شوال سنة أربع وثمانين وتسعمائة، واستمر مريضاً إلى يوم الأربعاء سادس عشري شوال المذكور، فتوفي إلى رحمة الله تعالى عقب آذان العصر، وهو يسمع الآذان جالساً، وصلى عليه الجمع الغفير من الغد يوم الخميس بعد صلاة الظهر في الجامع الأموي، وتقدم للصلاة عليه شيخنا شيخ الإسلام شهاب الدين العيثاوي، مفتي السادة الشافعية، بدمشق فسح الله تعالى في مدته، ودفن بتربة الشيخ أرسلان خارج باب توما من أبواب دمشق، وكانت جنازته حافلة جداً بحيث اتفق الشيوخ الطاعنون في السن، وغيرهم أنهم لم يشهدوا بدمشق مثلها إلا جنازة الأخ الشيخ شهاب الدين، فإنها تقرب منها مع القطع بأن جنازة أبيه أعظم بحيث أن المقبرة امتلأت من الناس، والطريق من الجامع إليها مع طوله، والجنازة لم تخرج بعد من الجامع، وقد خيمت بالجنازة وأظلتها طائفة من الطير خضر كان الناس يقولون إنها الملائكة، ولما وصلت الجنازة على الرؤوس إلى المقبرة أظلتهم سحابة لطيفة، وأمطرتهم مطراً مباركاً أرسله الله تعالى، وكان ذلك سبباً لزيادة عويل الناس، وضجيجهم، وتزاحم الأكابر على حمل الجنازة، ورثاه الشيخ العلامة شمس الدين الصالحي بقصيدة جليلة ذكرتها في الكتاب الذي أفردته لترجمته، وقال ماماي الشاعر مؤرخاً لوفاته:
أبكى الجوامع والمساجد فقد من ... قد كان معارف التمكين
وكذا المدارس أظلمت لما أتى ... تاريخه بخفاء بدر الدين
(الكواكب السائرة 3/3-9)
وانظر ترجمته في شذرات الذهب 8/403؛ البدر الطالع 2/252؛ هدية العارفين 2/285؛ كشف الظنون 443، 454؛ ايضاح المكنون 1/343؛ معجم المؤلفين 11/279
.