- 23 يونيو 2007
- 1,387
- 5
- 0
- الجنس
- ذكر
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده وعلى الآل و الصحب والتابعين وبعد
فهذا موضوع يعرف بالشعراء منذ اوائل العصور إلى عصرنا الحالي وهو عبارة عن اقتباس فكرة الأخ هاني حفظه الله في وضع تراجم لقراء بلاد الرافدين والشام حيث رأيت ركن الأدب والشعر يفتقر لموضوع شامل يعرف بالشعراء منذ القديم وإلى عصرنا الحالي فاستخرت الله في ذلك واستأذنت الأخ هاني في اقتباس الفكرة الذي شجعني ونبهني لاستئذان الأخ الحميدي الذي وافق على الفور ولم يبخلا علي بالنصح والتشجيع فبارك الله فيهما
أرجو من كل عضو رأى في الوضوع نقصا أن يتمه أو خللا أن يصلحه بارك الله فيكم جميعا
مقدمة
لايختلف اثنان أن الإسلام سلك طريقين في الشعر فجاءت أدلة تحض الؤمن على ترك الشعر كقوله تعالى { والشعراء يتبعهم الغاوون } وقوله صلى الله عليه وسلم { لأن يمتلئ جوف ابن آدم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا}
كما جاءت أدلة أخرى تدل على جواز رواية الشعر كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان { أهجهم وروح القدس معك } وقوله { إن من الشعر لحكمة }
ذكر حجج من رأى كراهة رواية الشعر
واستدل فريق ممن كره رواية الشعر بقوله تعالى { والشعراء يتبعه الغاوون } وقوله تعالى { وما علمناه الشعر وا ينبغي له } وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم { لأن يمتلئ جوف ابن آدم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا}
توجيه الأدلة السابقة
وقد وجه جمع من الفضلاء قول رسول اله صلى الله عليه وسلم { لأن يمتلئ جوف ابن آدم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا} فقيل
إن الحديث قيل فيمن غلب عليه الشعر فصار شغله الشاغل حتى ألهاه عن كتاب الله وعن تعلم دينه وإقامة فروضه
وقيل إنما شعر هجي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقع في رواية بزيادة شعر هجيت به وروي ان أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لأن يمتلئ جوف ابن آدم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا} قالت عائشة رضي الله عنها لم يحفظ إنما قال شعر هجيت به ذكره اليوسي في كتابه زهر الأكم غير أن هذه الزيادة ضعيفة من عدة وجوه منها أن في سند الحديث الكلبي وقد طعن فيه أهل العلم كما أنه لو كان المقصود بها ما سب به رسول الله صلى الله عليه وسلم لكان كفرا صراحا
وقيل إنما قيل في حفظ الأشعار التي سب فيها المشركون صحب رسول اله (ص) ورثوا بها قتلاهم في بدر والله أعلم
وأما قوله تعالى { والشعراء يتبعهم الغاوون } فقد قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنه أي الكفار يتبعهم ضلال الإنس والجن وبه قال مجاهد وعبد الرحمان بن زيد بن أسلم رحمهما الله تعالى
وقد قال امام السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله {إنما يكره من الشعر الهجاء و الرقيق الذي يشبب فيه بالنساء فتهيج له قلوب الفتيان فأما سوى ذلك فما أنفعه }
بيان جواز رواية الشعر من أحاديث وقصص امصطفى صلى الله عليه وسلم
روى أهل الحديث أحاديثا يمتدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعر و الشعراء وقصصا يستنشد فيها رسول الله (ص) صحبه ويستزيدهم في رواية الأشعار فمن الأحاديث قوله (ص)
{ إن من الشعر لحكمة }
وقوله لحسان رضي الله تعالى عنه
{ اهجهم وروح القدس معك }
وقوله في حسان و ابن رواحة وكعب رضي الله عنهم وكانوا ينافحون عن رسول الله و يردون على المشركبين في هجائهم رسول الله (ص)
{ هؤلاء النفر أشد على قريش من نضح النبل }
وقد كان يوضع لحسان منبر في مؤخر المسجد فينافح عن رسول الله (ص)
ومن قصصه صلوات الله وسلامه عليه انه أردف الشريد الهمداني فقال له { أمعك من شعرأمية بن أبي الصلت قال نعم قال (ص) هات فأنشده بيتا فلم يزل كلما أنشده بيتا يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم إيه حتى أنشده مائة بيت }
كما أنه (ص) قدمت عليه الفارعة أخت أمية بن أبي الصلت فاستنشدها أبياتا لأخيها
وخلاصة الكلام أن الشعر جائز ومستحب إذا كان وعظا وحكمة ويكون محرما إذا ألهى عن كتاب الله أو كان كلاما فاحشا أو هتكا لعرض امرئ مسلم
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده وعلى الآل و الصحب والتابعين وبعد
فهذا موضوع يعرف بالشعراء منذ اوائل العصور إلى عصرنا الحالي وهو عبارة عن اقتباس فكرة الأخ هاني حفظه الله في وضع تراجم لقراء بلاد الرافدين والشام حيث رأيت ركن الأدب والشعر يفتقر لموضوع شامل يعرف بالشعراء منذ القديم وإلى عصرنا الحالي فاستخرت الله في ذلك واستأذنت الأخ هاني في اقتباس الفكرة الذي شجعني ونبهني لاستئذان الأخ الحميدي الذي وافق على الفور ولم يبخلا علي بالنصح والتشجيع فبارك الله فيهما
أرجو من كل عضو رأى في الوضوع نقصا أن يتمه أو خللا أن يصلحه بارك الله فيكم جميعا
مقدمة
لايختلف اثنان أن الإسلام سلك طريقين في الشعر فجاءت أدلة تحض الؤمن على ترك الشعر كقوله تعالى { والشعراء يتبعهم الغاوون } وقوله صلى الله عليه وسلم { لأن يمتلئ جوف ابن آدم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا}
كما جاءت أدلة أخرى تدل على جواز رواية الشعر كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان { أهجهم وروح القدس معك } وقوله { إن من الشعر لحكمة }
ذكر حجج من رأى كراهة رواية الشعر
واستدل فريق ممن كره رواية الشعر بقوله تعالى { والشعراء يتبعه الغاوون } وقوله تعالى { وما علمناه الشعر وا ينبغي له } وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم { لأن يمتلئ جوف ابن آدم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا}
توجيه الأدلة السابقة
وقد وجه جمع من الفضلاء قول رسول اله صلى الله عليه وسلم { لأن يمتلئ جوف ابن آدم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا} فقيل
إن الحديث قيل فيمن غلب عليه الشعر فصار شغله الشاغل حتى ألهاه عن كتاب الله وعن تعلم دينه وإقامة فروضه
وقيل إنما شعر هجي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقع في رواية بزيادة شعر هجيت به وروي ان أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لأن يمتلئ جوف ابن آدم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا} قالت عائشة رضي الله عنها لم يحفظ إنما قال شعر هجيت به ذكره اليوسي في كتابه زهر الأكم غير أن هذه الزيادة ضعيفة من عدة وجوه منها أن في سند الحديث الكلبي وقد طعن فيه أهل العلم كما أنه لو كان المقصود بها ما سب به رسول الله صلى الله عليه وسلم لكان كفرا صراحا
وقيل إنما قيل في حفظ الأشعار التي سب فيها المشركون صحب رسول اله (ص) ورثوا بها قتلاهم في بدر والله أعلم
وأما قوله تعالى { والشعراء يتبعهم الغاوون } فقد قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنه أي الكفار يتبعهم ضلال الإنس والجن وبه قال مجاهد وعبد الرحمان بن زيد بن أسلم رحمهما الله تعالى
وقد قال امام السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله {إنما يكره من الشعر الهجاء و الرقيق الذي يشبب فيه بالنساء فتهيج له قلوب الفتيان فأما سوى ذلك فما أنفعه }
بيان جواز رواية الشعر من أحاديث وقصص امصطفى صلى الله عليه وسلم
روى أهل الحديث أحاديثا يمتدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الشعر و الشعراء وقصصا يستنشد فيها رسول الله (ص) صحبه ويستزيدهم في رواية الأشعار فمن الأحاديث قوله (ص)
{ إن من الشعر لحكمة }
وقوله لحسان رضي الله تعالى عنه
{ اهجهم وروح القدس معك }
وقوله في حسان و ابن رواحة وكعب رضي الله عنهم وكانوا ينافحون عن رسول الله و يردون على المشركبين في هجائهم رسول الله (ص)
{ هؤلاء النفر أشد على قريش من نضح النبل }
وقد كان يوضع لحسان منبر في مؤخر المسجد فينافح عن رسول الله (ص)
ومن قصصه صلوات الله وسلامه عليه انه أردف الشريد الهمداني فقال له { أمعك من شعرأمية بن أبي الصلت قال نعم قال (ص) هات فأنشده بيتا فلم يزل كلما أنشده بيتا يقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم إيه حتى أنشده مائة بيت }
كما أنه (ص) قدمت عليه الفارعة أخت أمية بن أبي الصلت فاستنشدها أبياتا لأخيها
وخلاصة الكلام أن الشعر جائز ومستحب إذا كان وعظا وحكمة ويكون محرما إذا ألهى عن كتاب الله أو كان كلاما فاحشا أو هتكا لعرض امرئ مسلم