إعلانات المنتدى


شرح الشاطبية لابي شامة الجزء الثاني

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: شرح الشاطبية لابي شامة الجزء الثاني

(768)
وَفي زُخْرُفٍ (فـِ)ـي (نَـ)ـصِّ (لُـ)ـسْنٍ بِخُلْفِهِ وَيَرْجِعُ فِيه الضَّمُّ وَالْفَتْحُ (إِ)ذّ (عَـ)ـلاَ
يريد-وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا-الكلام فيه كالكلام في الذي في يس والطارق ولسن جمع لسن بكسر السين وهو الفصيح لأن اللسن بفتح السين الفصاحة يقال لسن الكسر فهو لسن ولسن وقوم لسن لم يوافق ابن ذكوان على تشديد التي في الزخرف وعن هشام فيها خلاف وتقدير البيت والتشديد في حرف الزخرف مستقر في نص قوم فصحاء نقلوه وأما-وإليه يرجع الأمر كله-فالخلاف فيه ظاهر سبق له نظائر وهو إسناد الفعل إلى المفعول أو الفاعل
(769)
وَخَاطَبَ عَمَّا يَعْمَلُونَ بِهاَ وآخِرَ النَّمْلِ (عِـ)ـلْماً (عَمَّ) وَارْتَادَ مَنْزِلاَ
عما تعملون فاعل خاطب جعله مخاطبا لما كان الخطاب فيه وعلما مفعول خاطب أي خاطب ذوي علم وفهم وهم بنو آدم وقال الشيخ هو مصدر أي اعلم ذلك علما وآخر النمل يروي بجر الراء ونصبها فالجر عطفا على الضمير في بها مثل قراءة-به والأرحام-والنصب عطفا على موضع الجار والمجرور كأنه قال هنا وآخر النمل وكلا الموضعين في آخر السورة (وما ربك بغافل عما تعملون) فالخطاب هنا للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين والغيبة رد على قوله (وقل للذين لا يؤمنون) ، والخطاب في آخر النمل رد على قوله (سيريكم آياته) ، والغيبة إخبار عنهم وارتاد معناه طلب والضمير في عم وارتاد للعلم أي علما عم العقلاء من بني آدم المخاطبين واختار موضعا لنزوله وحلوله فيهم والله أعلم ثم ذكر ياآت الإضافة فقال
(770)
وَيَاآتُهاَ عَنِّي وَإِنِّي ثَمَانِياَ وَضَيْفِي وَلكِنِّي وَنُصْحِيَ فَاقْبَلاَ
أراد عنى-إنه لفرح-فتحها نافع وأبو عمرو و-إني-في ثمانية مواضع (إني أخاف إن عصيت-إني أخاف عليكم) ، في قصتي نوح وشعيب (إني أعظك-إني أعوذ بك) ، إني أعوذ بك فتح الخمس الحرميان وأبو عمرو (إني أراكم بخير) ، فتحها نافع وأبو عمرو والبزي (إني إذا لمن الظالمين) ، فتحها نافع وأبو عمرو (إني أشهد الله) ، فتحها نافع وقد ضبطت هذه الثمانية في بيت فقلت ، (أراكم أعوذ أشهد الوعظ مع إذا أخاف ثلاثا بعد أن تكملا) أي هذه الألفاظ بعد إني ونبهت بالوعظ على أعظكم و(ضيفي أليس) ، فتحها نافع وأبو عمرو (ولكني أراكم) ، فتحها البزي ونافع وأبو عمرو-ولا ينفعكم نصحي إن أردت فتحها نافع وأبو عمرو فهذه اثنتا عشرة ياء وقوله ثمانيا نصب على الحال من إني أي خذها ثمانيا أو فاقبلها ثمانيا وثمانيا مصروف قال الجوهري لأنه ليس بجمع فيجري مجرى جوار وسوار في ترك الصرف وما جاء في الشعر غير مصروف فهو على توهم أنه جمع وأراد فاقبلن فأبدل من نون التأكيد ألفا وياءاتها مبتدأ ويجوز نصبه بكسر التاء مفعولا لقوله فاقبلا وعنى وما بعده بدل منه وما أحلى ما اتفق له من اتصال هاتين اللفظتين ونصحي فاقبلا والله أعلم
(771)
شِقَاقِي وَتَوْفِيقِي وَرَهْطِيَ عُدَّهاَ وَمَعْ فَطَرَنْ أَجْرِي مَعاً تُحْصِ مُكْمِلاَ
أراد (شقاقي أن يصيبكم) ، فتحها الحرميان وأبو عمرو (وما توفيقي إلا بالله) ، فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر (أرهطي أعز) ، فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن ذكوان (فطرني أفلا تعقلون) ، فتحها نافع والبزي (إن أجري إلا) ، موضعان في قصتي نوح وهود فلهذا قال أجري معا سكنهما ابن كثير وحمزة والكسائي وأبو بكر ونصب معا كنصب ثمانيا فهذه ثماني عشرة ياء إضافة وقوله تحص مجزوم لأنه جواب قوله عدها ومكملا حال من فاعل تحص وفيها ثلاث زوائد (فلا تسئلن) ، أثبتها في الوصل أبو عمرو وورش (ولا تخزون في ضيفي) ، أثبتها في الوصل أبو عمرو وحده (يوم يأت لا تكلم نفس) ، أثبتها في الوصل نافع وأبو عمرو والكسائي وأثبتها ابن كثير في الحالين وقلت في ذلك ، (وزيدت فلا تسئلن ما يوم يأت لا تكلم لا تخزون في ضيفي العلا)
سورة يوسف
(772)
وَيَا أَبَتِ افْتَحْ حَيْثُ جَا لاِبْنِ عَامِر وَوُحِّدَ لِلْمَكِّي آيَاتُ الْوِلاَ
الخلاف في يا أبت مثل ما سبق في يا ابن أم ويا بني بالفتح والكسر والتاء في يا أبت تاء تأنيث عوضت عن ياء الإضافة في قراءة من كسرها لأنه حركها بحركة ما قبل ياء الإضافة لتدل على ذلك وهي في قراءة من فتح عوض من الألف المبدلة من ياء الإضافة في قولك يا أبا وفتحت تحريكا لها بحركة ما قبل الألف وقيل يجوز أن يكون الفتح على حد قولهم في الترخيم يا أميمة بالفتح وقراءة ابن كثير (آية للسائلين) ، بالإفراد أي آية عجيبة كما جاء في آخر السورة (لقد كان في قصصهم عبرة) ، والباقون بالجمع كما جاء في مواضع (إن في ذلك لآية)-(إن في ذلك لآيات) ، ووجه القراءتين ظاهر وكم من آية في ضمنها آيات واختار أبو عبيد قراءة الجمع وقال لأنها عبر كثيرة قد كانت فيهم والولا القرب وهو صفة لقوله (آيات للسائلين) ، أي ذات الولا أي القريبة من قوله يا أبت ولا خلاف في إفراد التي في آخر السورة (وكأين من آية في السموات والأرض)
(773)
غَيَابَاتٍ فِي الْحَرْفَيْنِ بِالْجَمْعِ نَافِعٌ وَتَأْمَنُناَ لِلْكُلِّ يُخْفَي مُفَصَّلاَ
يريد بالحرفين موضعين وهما (وألقوه في غيابت الجب)-(وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب) ، والغيابة ما يغيب فيه شيء وغيابة البئر في جانبه فوق الماء فوجه الإفراد ظاهر ووجه الجمع أن يجعل كل موضع مما يغيب غيابة ثم يجمع أو كان في الجب غيابات أي ألقوه في بعض غيابات الجب أو أريد بالجب الجنس أي ألقوه في بعض غيابات الأجبية وأما (مالك لا تأمنا) ، فأصله لا تأمننا بنونين على وزن تعلمنا وقد قريء كذلك على الأصل وهي قراءة شاذة لأنها على خلاف خط المصحف لأنه رسم بنون واحدة فاختلفت عبارة المصنفين عن قراءة القراء المشهورين له ، وحاصل ما ذكروه ثلاثة أوجه إدغام إحدى النونين في الأخرى إدغاما محضا بغير إشمام إدغام محض مع الإشمام إخفاء لا إدغام وهذه الوجوه الثلاثة هي المحكية عن أبي عمرو في باب الإدغام الكبير فالإخفاء هو المعبر عنه بالروم ولم يذكر الشاطبي في نظمه هنا غير وجهين الإخفاء في هذا البيت والإدغام مع الإشمام في البيت الآتي ومال صاحب التيسير إلى الإخفاء وأكثرهم على نفيه قال في التيسير مالك لا تأمننا بإدغام النون الأولى في الثانية وإشمامها الضم قال وحقيقة الإشمام في ذلك أن يشار بالحركة إلى النون لا بالعضو إليها فيكون ذلك إخفاء لا إدغاما صحيحا لأن الحركة لا تسكن رأسا بل يضعف الصوت بها فيفصل بين المدغم والمدغم فيه لذلك وهذا قول عامة أئمتنا وهو الصواب ، لتأكيد دلالته وصحته في القياس فهذا معنى قول الناظم للكل يخفى مفصلا أي نفصل إحدى النونين عن الآخر بخلاف حقيقة الإدغام وقال أبو بكر ابن مهران في كتاب الإدغام مالك لا تأمننا بالإشارة إلى الضمة وتركها قال ولم يحك عن أحد منهم إلا الإدغام المحض من أشار منهم ومن ترك ولو أراد من أشار الإخفاء دون الإدغام لفرقوا وبينوا وقالوا أدغم فلان وأخفى فلان فلما قالوا ادغم فلان وأشار وأدغم فلان ولم يشر درينا أنهم أرادوا الإدغام دون الإخفاء وأنه لا فرق عندهم بين الإشارة وتركها والله أعلم ، وقال صاحب الروضة لا خلاف بين جماعتهم في التشديد والله أعلم
(774)
وَأُدْغَمَ مَعْ إِشْمَامِهِ البَعْضُ عَنْهُمُ وَنَرْتَعْ وَنَلْعَبْ يَاءُ (حِصْنٍ) تَطَوَّلاَ
أي فعل ذلك بعض المشايخ عن جميع القراء وهذا الوجه ليس في التيسير وقد ذكره غير واحد من القراء والنحاة حتى قال بعضهم أجمعوا على إدغام لا تأمننا قال ابن مجاهد كلهم قرأ لا تأمنا بفتح الميم وإدغام النون الأولى في الثانية-والإشارة إلى إعراب النون المدغمة بالضم اتفاقا قال أبو علي وجهه أن الحرف المدغم بمنزلة الحرف الموقوف عليه من حيث جمعهما السكون فمن حيث أشموا الحرف الموقوف عليه إذا كان مرفوعا في الإدراج أشموا النون المدغمة في تأمنا قال وليس هذا بصوت خارج إلى ذلك اللفظ إنما هو تهيئة العضو لإخراج ذلك الصوت به ليعلم بالتهيئة أنه يريد ذلك المهيأ له قال وقد يجوز في ذلك وجه آخر في العربية وهو أن يتبين ولا يدغم ولكنك تخفي الحركة وإخفاؤها هو أن لا تشبعها بالتمطيط ولكنك تختلسها اختلاسا قلت وهذا هو الوجه المذكور في البيت الأول وقال أبو الحسن الحوفي جمهور القراء على الإشمام للإعلام بأن النون من تأمن كانت مرفوعة وصفة ذلك أنك تشير إلى الضمة من غير صوت مع لفظك بالنون المدغمة وهو شيء يحتاج إلى رياضة قال مكي لا تأمنا بإشمام النون الساكنة الضم بعد الإدغام وقبل استكمال التشديد هذه ترجمة القراء قلت ووجه الإشمام الفرق بين إدغام المتحرك وإدغام الساكن ، قال الفراء تشير إلى الرفعة وإن تركت فلا بأس كل قد قريء به والياء في (يرتع ويلعب) ، ليوسف والنون لجميع الإخوة ثم ذكر خلاف القراء في العين فقال
(775)
وَيَرْتَعْ سُكُونُ الْكَسْرِ فِي الْعَيْنِ (ذُ)و (حِـ)ـماً وَبُشْرَايَ حَذْفُ الْيَاءِ (ثَــبْتٌ وَمُيِّلاَ
من أسكن العين فللجزم وقراءته من رتع يرتع أي يتسع في الخصب ومن كسرها فهو من ارتعى يرتعي يفتعل من الرعي فحذف الياء للجزم وأثبتها قنبل في وجه على ما تقدم في باب الزوائد فقرأه الكوفيون بالياء وسكون العين وقراءة نافع بالياء وكسر العين وقراءة ابن عامر وأبي عمرو بالنون وسكون العين وقراءة ابن كثير بالنون وكسر العين وبإشباع كسرتها في وجه ففي يرتع خمس قراءات وفي يلعب قراءتان الياء لحصن والنون للباقين وأما (بشراي) ، فمن حذف ياءه كأن قد نادى البشرى من غير إضافة أي أقبلي فهذا وقتك والباقون على إضافة البشرى إليه وكلاهما ظاهر وقوله ثبت أي قراءة ثبت يقال رجل ثبت أي ثابت القلب ثم ذكر في البيت الآتي أن حمزة والكسائي أمالا الألف على أصلهما لأنها ألف تأنيث لا سيما وقبلها راء فقال
(776)
(شِـ)ـفَاءً وَقَلِّلْ (جِـ)ـهْبِذَا وَكِلاَهُمَا عَنِ ابْنِ الْعَلاَ وَالْفَتْحُ عَنْهُ تَفَضَّلاَ
شفاء حال من الممال أي ذا شفاء وقلل أي أمل بين بين وجهبذا أي مشبها جهبذا وهو الناقد الحاذق في نقده وجمعه جهابذة كأنه أشار بذلك إلى التأنق في التلفظ بين بين فإنها صعبة على كثير ممن يتعاطى علم القراءة أي أمالها ورش بين اللفظين على أصله في إمالة ذوات الراء ثم قال وكلاهما بمعنى الإمالة والتقليل رويا عن أبي عمرو وروى عنه الفتح وهو الأشهر وعليه أكثر أهل الأداء وليس في التيسير غيره واختاره أبو الطيب ابن غلبون بين اللفظين قال مكي وقد ذكر عن أبي عمرو مثل ورش والفتح أشهر وحكى أبو علي الأهوازي الإمالة عن أبي عمرو من طريق اليزيدي قال مكي أما الإمالة المحضة فهي أقيس من الوجهين الأخيرين لأنه أمال البشرى إمالة محضة وأمال الرؤيا بين اللفظين فكما أمال رؤياي بين اللفظين كذلك يقتضي أن يميل بشراي على قياس أصله والفتح فيه وبين اللفظين خروج عن الأصل الذي طرده في إمالته قلت وعلل الداني الفتح بأن ألف التأنيث هنا رسمت ألفا ففتح ليدل على ذلك ويلزم على هذا القياس أن لا يميل رؤياي بين اللفظين كذلك والله أعلم
(777)
وَهَيْتَ بِكَسْرٍ (أَ)صْلُ (كُـ)ـفْؤٍ وَهَمْزُهُ (لِـ)ـسَانٌ وَضَمُّ التَّا (لِـ)ـوَى خُلْفُهُ (دُ)لاَ
أي أصل عالم كفؤ وهمزه لسان أي لغة وقصر لفظ التاء ولوى ضرورة ولوى خلفه مبتدأ ودلا خبره وقد سبق معناه يقال هيت كأين وهيت كحيث وهيت مثل غيظ قريء بهذه الثلاث اللغات وزاد هشام الهمز وهو من أهل كسر الهاء وضم التاء وفتحها وهو اسم فعل بمعنى هلم وأسرع ويقال أيضا هيت كجير ولم يقرأ بهذه اللغة وقيل المهموز فعل من هاء يهييء كجاء يجيء إذا تهيأ فعلى الفتح وهو المشهور عن هشام يكون خطابا ليوسف على معنى حسنت هيئتك أو على معنى تهيأ أمرك الذي كنت أطلبه لأنها ما كانت تقدر في كل وقت على الخلوة به وتحتمل قراءة نافع وابن ذكوان أن أصلها الهمز فخففت وقال أبو علي يشبه أن يكون هيت مهموزا بفتح التاء وهما من الراوي لأن الخطاب يكون من المرأة ليوسف وهو لم يتهيأ لها ولو كان لقالت له هئت لي وجوابه أن يقال وقع قولها لك بيانا لا متعلقا بهيت والمعنى لك أقول والخطاب لك ومثله (وكانوا فيه من الزاهدين)-(بلغ معه السعي) والله أعلم
 

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: شرح الشاطبية لابي شامة الجزء الثاني

(778)
وَفِي كَافَ فَتْحُ الَّلامِ فِي مُخْلِصاً (ثَـ)ـوَى وَفِي الْمُخْلِصِينَ الْكُلّ (حِصْنٌ) تَجَمَّلاَ
يريد (إنه كان مخلصا) ، في سورة مريم وسماها كاف لأنها استفتحت بهذه الحروف فصارت كصاد ونون وقاف وفي قوله وفي المخلصين الكل أي حيث جاء معرفا باللام فقوله مخلصين له الدين لا خلاف في كسر لامه ومعنى الكسر أنهم أخلصوا لله تعالى دينهم ومعنى الفتح أخلصهم الله أي اجتباهم وأخلصهم من السوء والله أعلم
(779)
معاً وَصْلُ حَاشَا (حَـ)ـجَّ دَأْباً لِحَفْصِهِمْ فَحَرِّكْ وَخَاطِبْ يَعْصِرُنَ (شَـ)ـمَرْدَلاَ
يريد أن لفظ حاشا جاء في موضعين في هذه السورة (قلن حاش لله ما هذا بشرا)-(قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء) ، أثبت أبو عمرو الألف بعد الشين في الموضعين إذا وصل الكلمة بما بعدها فإن وقف عليها حذف الألف كسائر القراء وقفا ووصلا اتباعا للرسم ولا يكاد يفهم هذا المجموع من هذا اللفظ اليسير وهو قوله معا وصل حاشا حج فإنه إن أراد بوصل حاشا إثبات ألفها في الوصل دون الوقف على معنى وصل هذا اللفظ فيكون من باب قوله وباللفظ استغنى عن القيد إن جلا فكأنه قال وصل حاشا بالمد لم يعلم أي المدين يريد ففي هذه اللفظة ألفان أحدهما بعد الحاء والأخرى بعد الشين وكل واحدة منهما قد قريء بحذفها قرأ الأعمش-حشا لله-وأنشد ابن الأنباري على هذه القراءة ، (حشا رهط النبي فإن منهم بحورا لا تكدرها الدلاء) ، وإن كان أراد بقوله وصل حاشا وصل فتحة الشين بألف كما توصل الضمة بواو والكسرة بياء لم يكن مبينا لحذفها في الوقف وتقدير البيت وصل كلمتي حاشا معا حج أي غلب وحاشا حرف جر يفيد معنى البراءة وبهذا المعنى استعمل في الاستثناء ثم وضع موضع البراءة فاستعمل كاستعمال المصادر فقيل حاشا لله كما يقال براءة لله فلما تنزل منزلة الأسماء تصرفوا فيه بحذف الألف الأولى تارة وبحذف الثانية أخرى وتارة بتنوينه قرأ أبو السمال-حاشا لله-هذا معنى ما ذكره الزمخشري ومال أبو علي إلى أنه فعل فقال هو على فاعل مأخوذ من الحشا الذي يعني به الناحية والمعنى أنه صار في حشا أي في ناحية مما قرن به أي لم يقترنه ولم يلابسه وصار في عزل عنه وناحية وفاعله يوسف ، أي بعد عن هذا الذي رمى به لله أي لخوفه ومراقبة أمره (والدأْب والدأَب لغتان كالمعز والمعز) ، والفاء في فحرك زائدة أي حرك دأبا لحفص ويعصرون بالخطاب والغيبة ظاهر وما فيه الخطاب تارة يجعله مفعولا بالخطاب كهذا وتارة فاعلا نحو وخاطب عما يعملون وكل ذلك لأن الخطاب فيه وشمردلا حال من فاعل خاطب أو مفعوله ومعناه خفيفا والله أعلم
(780)
وَنَكْتَلْ بِيَا (شَـ)ـافٍ وَحَيْثُ يَشَاءُ نُونُ (دَ)ارٍ وَحِفْظاً حَافِظاً (شَـ)ـاعَ عُقلاَ
يريد (فأرسل معنا أخانا نكتل) ، الياء للأخ والنون لجماعة الأخوة وقوله تعالى (يتبوأ منها حيث يشاء) ، الياء ليوسف والنون نون العظمة ولا خلاف في قوله (نصيب برحمتنا من نشاء) ، أنه بالنون ودار اسم فاعل من دريت والتقدير ذو نون قاريء دار وشاف كذلك أي بياء قاريء شاف ويجوز أن يكون شاف صفة يا أو خبر نكتل وبيا متعلق به أي ونكتل شاف بيا ووزن نكتل نفتل والعين محذوفة والأصل نكتال حذفت الألف لالتقاء الساكنين في حال الجزم وأصل نكتال نكتيل على وزن نفتعل مثل نكتحل ويتعلق بذلك حكاية ظريفة جرت بين أبي عثمان المازني وابن السكيت في مجلس المتوكل أو وزيره ابن الزيات قد ذكرتها في ترجمة يعقوب بن السكيت في مختصر تاريخ دمشق وقوله حفظا مبتدأ وخبره مضمر أي يقرأ حافظا أو يكون خبره شاع عقلا وعقلا تمييز وهو جمع عاقل أي شاع ذكر الذين عقلوه وحافظا حال أي شاع على هذه الحالة في القراءة ويجوز أن يكون عقلا حال على معنى ذا عقل وانتصب حفظا في الآية وحافظا على التمييز وجوز الزمخشري أن يكون حافظا حالا ومنعه أبو علي والتمييز في حفظا ظاهر أي حفظ لله خير من حفظكم ووجه حافظا أن لله تعالى حفظة كما له حفظ نحو قوله تعالى (ويرسل عليكم حفظة) ، فالتقدير حافظه خير من حافظكم كما كان حفظه خيرا من حفظكم ويجوز أن يكون التمييز من باب قولهم لله دره فارسا أي در فروسيته فيرجع المعنى إلى القراءة الأخرى وهذا التمييز الذي هو حافظ يجوز إضافة خير إليه وقد قريء-خير حافظ-ولا تجوز الإضافة إلى حفظ إلا على تقدير خير ذي حفظ والله أعلم ، وقدم ذكر الخلاف في-نكتل-على-حيث يشاء-ضرورة للنظم وإلا فالأمر بالعكس وقدمه
(781)
وَفِتْيَتِهِ فِتْيَانِهِ (عَـ)ـنْ (شَـ)ـذاً وَرُدْ بِالاخْبَارِ فِي قَالُوا أَئِنَّكَ (دَ)غْفَلاَ
أي يقرأ فتيانه أو التقدير وقراءة فتيته بلفظ فتيانه لحفص وحمزة والكسائي وهم الذين قرءوا-حافظا فلو قال عنهم موضع قوله عن شذا لاستقام لفظا ومعنى وفتية وفتيان كلاهما جمع فتى كإخوة وإخوان الأول للقلة والثاني للكثرة فكأن الخطاب كان لجميع الأتباع والذين باشروا الفعل قليل منهم وقوله ورد أي اطلب من راد وارتاد إذا طلب الكلأ ، ود غفلا مفعول به وهو العيش الواسع أي اطلب عيشا واسعا بالقراءة بالأخبار في قوله (إنك لأنت يوسف) ، لأنها ظاهرة المعنى وذلك أنهم جزموا بمعرفته لما اتضح لهم من قرائن دالة على ذلك فهذه قراءة ابن كثير وقرأ الباقون بالاستفهام وهم على أصولهم في التحقيق والتسهيل والمد بين الهمزتين ثم يحتمل أن يكون استفهاما على الحقيقة ولم يكن بعد قد تحقق عندهم وتكون قراءة ابن كثير على حذف همزة الاستفهام كما قيل ذلك في قوله (وتلك نعمة تمنها علي) ، أي وتلك نعمة وله نظائر ويحتمل أن يكون استفهاما على سبيل الاستغراب والاستعظام وإن كانوا قد عرفوه حق المعرفة أي إنك لهو ونحن وأنت يعامل بعضنا بعضا معاملة الغرباء ولعل بعض الإخوة قالوه خبرا وبعضهم استفهاما فجاءت القراءتان كذلك ومن عادة الناظم أن يجعل الاستفهام ضد الإخبار وقد تقدم تقرير ذلك في سورة الأعراف وسيأتي مثله في الرعد واتفق لي نظم أربعة أبيات عوض الثلاثة المتقدمة تبين فيها القراءتان في حاشا وصلا ووقفا وذكر فيها الخبر والاستفهام في أئنك مع التنبيه على أنهم على أصولهم في ذلك تجديدا للعهد بما تقدمت معرفته وتذكيرا بذلك خوفا من الذهول عنه ولم يستقم لي إيضاح جميع ذلك إلا بزيادة بيت فقلت ، (وفي الوصل حاشا حج بالمد آخرا معاد أبا حرك لحفص فتقبلا) ، أراد بالمد بعد الشين احترازا عن المد بعد الحاء ثم قال ، (ونكتل بياء يعصرون الخطاب شذ وحيث يشا النون دار وأقبلا) ، استغنى برمز واحد وهو قوله شذ لقراءتين في نكتل ويعصرون ثم قال ، (وفي حافظا حفظا صفا حق عمهم وفتيته عنهم لفتيانه انجلا) ، (والأخبار في قالوا أئنك دغفلا ويستفهم الباقي على ما تأصلا)
(782)
وَيَيْأَسْ مَعًا وَاسْتَيْأَسَ اسْتَيْأَسُوا وَتَيْأَسُوا اقْلِبْ عَنِ الْبَزِّي بِخُلْفٍ وَأَبْدِلاَ
معا يعني هنا وفي الرعد (إنه لا ييأس من روح الله)-(أفلم ييأس الذين آمنوا)-(حتى إذا استيأس الرسل)-(فلما استيأسوا منه)-(ولا تيأسوا من روح الله) ، فهذه خمسة مواضع استفعل فيها بمعنى فعل كاستعجب واستسخر بمعنى عجب وسخر وكلها من اليأس من الشيء وهو عدم توقعه لا التي في الرعد قيل إنها بمعنى علم فقراءة الجماعة في هذه المواضع على الأصل الهمز فيها بين الياء والسين وروي عن البزي أنه قرأها بألف مكان الياء وبياء مكان الهمزة وكذلك رسمت في المصحف وحمل ذلك على القلب والإبدال قال أبو علي قلبت العين إلى موضع الفاء فصار استفعل وأصله استيأس ثم خفف الهمزة وأبدلها ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها فصار مثل راس وفاس فهذا معنى قول الناظم اقلب وأبدلا ولم يذكر ما هو المقلوب وما هو المبدل وأراد بالقلب التقديم والتأخير وعرفنا أن مراده تقديم الهمزة على الياء قوله وأبدلا فإن الإبدال في الهمز ثم لم يبين أي شيء يبدل بل أحال ذلك على قياس تسهيلها لأنها إذا جعلت في موضع الياء وأعطيت حكمها بقيت ساكنة بعد فتح وبقيت الياء مفتوحة على ما كانت عليه الهمزة ثم لما اتصفت الهمزة بالسكون جاز إبدالها ألفا فقرأ البزي بذلك في وجه وإن لم يكن من أصله إبدال الهمزة المنفردة كما أنه سهل همزة (لأعنتكم) ، بين بين في وجه وإن لم يكن ذلك من أصله جمعا بين اللغات القلب في هذه اللغة في الفعل الماضي يقال يئس وأيس فيبني المضارع على ذلك فقراءة الجماعة من لغة يئس وهي الأصل عندهم وقراءة البزي من لغة أيس فمضارعه ييأس وأراد الناظم وأبدلن فأبدل النون ألفا
 

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: شرح الشاطبية لابي شامة الجزء الثاني

(783)
وَيُوحى إِلَيْهِمْ كَسْرُ حَاءِ جَمِيعِهَا وَنُونٌ عُلاً يُوحى إِلَيْهِ (شَـ)ـذاً (عَـ)ـلاَ
أي وحيث أتى وعلا خبر أي القراءة بالكسر وبالنون ذات علا لإسناد الفعل فيها إلى الله تعالى والقراءة الأخرى بالياء وفتح الحاء على أنه فعل ما لم يسم فاعله وأراد بقوله يوحي إليه قوله تعالى في سورة الأنبياء (إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) ، فقرأ حفص الجميع بالنون وكسر الحاء ووافقه حمزة والكسائي على الذي في الأنبياء ولا خلاف في الذي في أول الشورى (كذلك يوحى إليك أنه) ، بالياء واختلف في كسر الحاء وفتحها كما سيأتي وتقدم معنى شذا علا
(784)
وَثَانِيَ نُنْجِ احْذِفْ وَشَدِّدْ وَحَرِّكَنْ (كَـ)ـذَا (نَـ)ـلْ وَخَفِّفْ (كُـ)ـذِّبُوا (ثَـ)ـابِتاً تَلاَ
يريد حذف النون الثانية وتشديد الجيم وتحريك الياء بالفتح فيصير فعلا ماضيا لم يسم فاعله من أنجى والقراءة الأخرى على أنه فعل مضارع من أنجى وهو قوله تعالى (فنجي من نشاء) ، فالنون الأولى حرف المضارعة والثانية من أصل الفعل فالمحذوف في قراءة التشديد هي الأولى حقيقة لأن الفعل فيها ماض ولكن الناظم أراد حذف الثاني صورة لا حقيقة وكانت هذه العبارة أخصر لبقاء النون الأولى مضمومة فلو كان نص على حذف الأولى لاحتاج إلى أن يقول وضم الثانية ولولا الاحتياج إلى هذا لأمكن أن يقال أراد الثاني من فننجي لأن لفظ القرآن كذلك والثاني من فننجي هي النون الأولى وكان يستقيم له أن يقول وثاني فننجي احذف ولكنه عدل إلى تلك العبارة لما ذكرناه والنون في قوله وحركنى نون التأكيد الخفيفة التي تبدل ألفا في الوقف وقوله كذا نل دعاء للمخاطب بالنجاة وأما (وظنوا أنهم قد كذبوا) ، فخفف الكوفيون الذال وثابتا حال من التخفيف وتلا بمعنى تبع ما قبله من القراءات الثابتة وقيل أراد تلا بالمد أي ذمة فالتشديد وجهه ظاهر هو من التكذيب ويكون ظنوا بمعنى تيقنوا وجوز أبو علي أن يكون بمعنى حسبوا والتكذيب من الكافر كان مقطوعا به فلا وجه للحسبان على هذا إلا ما سنذكره من تفسير صحيح عن عائشة رضي الله عنها وأما قراءة التخفيف فمن قولهم كذبته الحديث أي لم أصدقه فيه ومنه (وقعد الذين كذبوا الله ورسوله) ، فالمفعول الثاني في الآيتين محذوف ثم في تأويل هذه القراءة وجوه أربعة اثنان على تقدير أن يكون الضمير في-وظنوا أنهم-الرسل واثنان على تقدير أن يكون الضمير للمرسل إليهم وقد تقدم ذكرهم في قوله (عاقبة الذين من قبلهم) ، ولفظ الرسل أيضا دال على مرسل إليهم فإن عاد الضمير على المرسل وهو الظاهر لجرى الضمير على الظاهر قبله فله وجهان أحدهما وظن الرسل أن أنفسهم كذبتهم حين حدثتهم بالنصر أو كذبهم رجاؤهم كذلك وانتظارهم له من غير أن يكون الله تعالى وعدهم به ولهذا يقال رجا صادق ورجا كاذب وقوله بعد ذلك جاءهم نصرنا أي جاءهم بغتة من غير موعد والوجه الثاني منقول عن ابن عباس قال وظن من أعطاهم الرضى في العلانية وأن يكذبهم في السريرة وذلك لطول البلاء عليهم أي على الأتباع وقد قيل في قراءة التشديد نحو من هذا روى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لم يزل البلاء بالأنبياء صلوات الله عليهم حتى خافوا أن يكون من معهم من المؤمنين كذبوهم وفي صحيح البخاري عن عائشة في قراءة التشديد قالت هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوا وطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك فاتحد على ذلك معنى القراءتين وأما إن كان الضمير في-وظنوا أنهم-للمرسل إليهم فلتأويله وجهان أحدهما وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوا فيما وعدوا به من النصر والثاني وظن المرسل إليهم أنهم قد كذبوا من جهة الرسل فيما أخبروا به من أنهم ينصرون عليهم وهذا قول يحكى عن سعيد بن جبير رضي الله عنه سئل عن ذلك فقال نعم حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يصدقوهم وظن المرسل إليهم أن الرسل قد كذبوهم فقال الضحاك ابن مزاحم وكان حاضرا لو رحلت في هذه إلى اليمن كان قليلا قال أبو علي وإن ذهب ذاهب إلى أن المعنى ظن الرسل أن الذي وعد الله أممهم على لسانهم قد كذبوا فيه فقد أتى عظيما لا يجوز أن ينسب مثله إلى الأنبياء ولا إلى صالحي عباد لله قال وكذلك من زعم أن ابن عباس ذهب إلى أن الرسل قد ضعفوا وظنوا أنهم قد أخلفوا لأن الله لا يخلف الميعاد ولا مبدل لكلمات الله قلت وإنما قال ابن عباس ما تقدم ذكره فخفى معناه على من عبر بهذه العبارة والله أعلم
(785)
وَأَنِّي وَإِنَّى الْخَمْسُ رَبِّي بِأَرْبَعٍ أَرَانِي مَعاً نَفْسِي لَيُحْزِنُنِي حُلاَ
أني وما عطف عليه مبتدا وحلا خبره والخمس نعت لإنى المكسورة وحدها والمفتوحة واحدة وهي-أني أوف الكيل-فتحها نافع وحده والخمس المكسورة-إني أراني-مرتين فتحهما نافع وأبو عمرو-إني أرى سبع بقرات-إني أنا أخوك-إني أعلم من الله-فتحهن الحرميان وأبو عمرو وربي في أربعة مواضع و-ربي أحسن مثواي-فتحها أيضا الحرميان وأبو عمرو-ذلكما مما علمني ربي إني تركت-إلا ما رحم ربي إن-سوف استغفر لكم ربي إنه-فتحهن نافع وأبو عمرو وأراني معا يعني أراني أعصر-أراني أحمل-فتحهما الحرميان وأبو عمرو-وما أبريء نفسي إن-فتحها نافع وأبو عمرو-وقال إني ليحزنني-فتحها الحرميان فهذه أربع عشرة ياء من جملة اثنين وعشرين ثم ذكر الثماني الباقية فقال
(786)
وَفِي إِخْوَتِي حُزْنِي سَبِيلِي بِي وَلِي لَعَلِّي آبَاءِي أَبِي فَاخْشَ مَوْحَلاَ
أراد-وبين إخوتي إن-فتحها ورش وحده-وحزني إلى الله-فتحها نافع وأبو عمرو وابن عامر- هذه سبيلي أدعو-فتحها نافع وحده-بي إذ أخرجني-لي أبي-فتحهما نافع وأبو عمرو-لعلي أرجع-فتحها الحرميان وأبو عمرو وابن عامر-ملة آبائ إبراهيم كذلك-أبي أو يحكم-فتحها الحرميان وأبو عمرو وقوله وفي إخوتي تقديره والياءات المختلف فيها أيضا في هذه الألفاظ إخوتي وما بعده وقوله فاخش موحلا يعني في عددها واستخراج مواضعها فإنها ملبسة لا سيما قوله الخمس فقد يظن أنه نعت لأنى المفتوحة وتقرأ الأولى بالكسر وإنما هو نعت للمكسورة والأولى مفتوحة وقد يظن أن الخمس نعت لهما ومجموعهما خمسة مواضع أحدهما اثنان والآخر ثلاثة كما قال وفي مريم والنحل خمسة أحرف وقال-تسؤ-و-نشأ- ست أي مجموعهما ست كل واحد ثلاثة وقد تقدم بيان ذلك أو فاخش غلطا في استخراجها من السورة فلا تعد ما ليس منها نحو-إن ربي لطيف لما يشاء-إني حفيظ عليم-ونحو ذلك ولا خلاف في تسكينه والموحل مصدر وحل الرجل بكسر الحاء إذا وقع في الوحل بفتح الحاء وهو الطين الرقيق وقال الشيخ رحمه الله أي فاخش موحلا في إخوتي وما نسق عليه كما تقول وفي دار عمرو فاجلس وفيها ثلاث زوائد نرتع أثبت ياءه قنبل بخلاف عنه في الحالين-حتى تؤتوني موثقا-أثبتها ابن كثير في الحالين وأبو عمرو في الوصل-من يتقي ويصبر-أثبتها قنبل وحده وقلت في ذلك ، (روائدها نرتع وتؤتون موثقا ومن يتقي أيضا ثلاث تجملا)
سورة الرعد
(787)
وَزَرْعٌ نَخِيلٌ غَيْرُ صِنْوَانٍ أَوَّلاَ لَدى خَفْضِهَا رَفْعٌ (عَـ)ـلَى (حَقُّهُ) طَلاَ
يريد الخفض رفع في هذه الكلمات الأربع وهي قوله تعالى-وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان-وقوله أولا قيد لصنوان ونصبه على الظرف بعامل مقدر أي الواقع أولا احترز بذلك من صنوان الذي بعد غير فإنه مخفوض اتفاقا لأنه مضاف إليه ووجه الرفع في هذه الكلمات أنه عطف-وزرع ونخيل-على قوله-وفي الأرض قطع متجاورات وجنات-أي فيها ذا وذا-وزرع ونخيل-وقوله صنوان نعت لنخيل وغير عطف على صنوان والصنوان جمع صنو وهو أن يكون الأصل واحدا وفيه النخلتان والثلاث والأربع وصنو الشيء مثله الذي أصلهما واحد وفي الحديث عم الرجل صنو أبيه ويتعلق بهذه اللفظة بحث حسن يتعلق بصناعة النحو من جهة أن صنوان جمع تكسير وقد سلم فيه لفظ المفرد كما يسلم في جمع السلامة وقد ذكرت ذلك في المجموع من نظم المفصل ووجه قراءة الخفض في هذه الكلمات الأربع أنها عطفت على أعناب أي احتوت الجنات التي في الأرض على أعناب وزرع ونخيل كما قال تعالى في موضع آخر (وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب) ، وقال تعالى (أو تكون لك جنة من نخيل وعنب) ، وقال تعالى (جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا) ، وقال في سورة الأنعام (وجنات من أعناب) ، وذكر الزرع والنخل قبل ذلك وقال في آخر السورة (وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع) ، فعطف النخل والزرع على جنات فهذا موافق لقراءة الرفع هنا وكل واحد من هذه الأنواع موجود فجاءت الآيات والقراءات على وجوه ما الأمر عليه وقوله طلا في موضع نصب على التمييز وهو جمع طلية وهو العنق أي علت أعناق حقه ومنه المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة إشارة إلى أمنهم وسرورهم ذلك اليوم الذي يحزن فيه الكافر ويخجل فيه المقصرون وهذا البيت أتى به الناظم مقفى كما فعل في أول سورة الأنبياء وفي سأل وباب التكبير كما يأتي وهو أنه جعل لفظ عروضه موافقا للفظ ضربه على حد ما ابتدأ به القصيدة فقال ، (وقل قال عن شهد وآخرها علا ) ، (إلى نصب فاضمم وحرك به علا ) ، (روى القلب ذكر الله فاستسق مقبلا ) ، وذلك جائز في وسط القصيدة جوازه في أولها كما فعل امرء القيس في التفريع ، (ألا أنعم صباحا أيها الطلل البالي وهل ينعمن من كان في الزمن الخالي) ، ثم قال بعد بيتين آخرين ، (ديار لسلمى عافيات بذي الحال ) ، (عليها كل أسحم هطال ) ، وقال في التقفية في أثناء قصيدته المشهورة ، (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ) ، (أفاطم مهلا بعض هذا التدلل وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي)
(788)
وَذَكَّرَ تُسْقَى عَاصِمٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَقُلْ بَعْدَهُ بِالْيَا يُفَضِّلُ (شُـ)ـلْشُلاَ
التذكير على تقدير يسقى المذكور والتأنيث على تسقى هذه الأشياء ويفضل بعضها بالياء والنون ظاهر أن النون للعظمة والياء رد إلى اسم الله في قوله (الله الذي رفع) ، وما بعده وشلشلا حال من فاعل قل أي خفيفا والله أعلم
(789)
وَمَا كُرِّرَ اسْتِفْهَامُهُ نَحْوُ آئِذَا أَئِنَّا فَذُو اسْتِفْهَامٍ الْكُلُّ أَوَّلاَ
أي كل موضع تكرر فيه لفظ الاستفهام على التعاقب في آية واحدة أو كلام واحد نحو هذا الذي وقع في سورة الرعد وهو (أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد) ، وهذا قد جاء في القرآن في أحد عشر موضعا هذا أولها وفي سبحان موضعان كلاهما (أئذا كنا عظاما ورفاتا إءِنا لمبعوثون خلقا جديدا) ، وفي-قد أفلح-(قالوا أءذا كنا وترابا وعظاما أئنا لمبعوثون) ، وفي النمل (أءذا كنا ترابا وآباؤنا أءنا لمخرجون) ، وفي العنكبوت (أءنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين أءنكم لتأتون الرجال) ، وفي ألم السجدة (أءذا ضللنا في الأرض أءنا لفي خلق جديد) ، وفي الصافات موضعان (أءذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمبعوثون) ، والثاني مثله (أءنا لمدينون) ، وفي الواقعة (وكانوا يقولون أءذا متنا وكنا ترابا وعظاما أءنا لمبعوثون) ، وفي النازعات (أءنا لمردودون في الحافرة أءذا كنا عظاما نخرة) ، وقد جمعت ذلك في بيتين وقلت ، (بواقعة قد أفلح النازعات سجدة عنكبوت الرعد والنمل أولا) ، (وسبحان فيها موضعان وفوق صاد أيضا فإحدى عشرة الكل مجتلا) ، ونظمته على بحر البسيط فقلت ، (رعد قد أفلح نمل عنكبوت وسجدة واقعة والنازعات ولا) ، (وموضعان بسبحان ومثلهما فويق صاد فإحدى عشرة النملا) ، فالجميع واقع في أنه واحد على لفظ واحد وما نظمه صاحب القصيدة-أءذا-أءنا إلا في موضعين في النازعات فإنه في آيتين متجاورتين ولفظه على عكس ما ذكره وهو-أءنا-وأءذا-والذي في العنكبوت في آيتين ولكنه بلفظ آخر متحد وهو-أءنكم-أئنكم-فما أراد الناظم بقوله نحو-أءذا-أءنا-إلا تشبيه تعاقب الاستفهامين على ما بيناه فإن قلت قد تكرر في سورة والصافات-يقول (أءنك لمن المصدقين أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون) ، فيأخذ الوسط مع الذي قبله أما الذي بعده قلت بل مع الذي بعده فإنهما اللفظان ونص عليهما الناظم فلا معدل عنهما إلا إذا لم يجدهما كما في العنكبوت كيف وإن أتتك قد تقدم ذكرها في باب الهمزتين من كلمة فإن لم يذكر ثم شيئا من الاستفهامين وإن كان الجميع لا خلف عن هشام في مده وضابطه أن يتكرر الاستفهام وفي كل واحد همزتان وإلا فقد يوجد أحد الشرطين ولا يكونا من هذا الباب بيانه أن المتكرر يوجد وليس في كل واحد همزتان كالذي في قصة لوط في سورة الأعراف (أتأتون الفاحشة)-(أئنكم لتأتون) ، فهذا استفهام مكرر لكن الأول همزة واحد والثاني كذلك في قراءة نافع وحفص وفي قراءة غيرهما ويوجد الهمزتان ولا يكرر وهذا كثير نحو (أئن لنا لأجرا)-(أئنك لأنت يوسف)-(أئنا لمغرمون) ، كل ذلك يقرأ بالاستفهام والخبر وليس من هذا الباب ومنه ما أجمع فيه على الاستفهام نحو (أئذا ما مت)-(أئنا لتاركوا آلهتنا)-(أئنك لمن المصدقين)-(أئن ذكرتم) ، ولفظ الناظم بقوله-أئذا-أئنا-مد الأول وقصر الثاني لأجل الوزن وكلاهما قريء به كما بينه ولكن لم يخص أحد بالمد الأول دون الثاني بل منهم من مدهما ومنهم من قصرهما في جميع هذه المواضع ثم بين النظام اختلاف القراء في هذا الاستفهام المكرر على الصفة المذكورة فقال فذو استفهام الكل أولا أي كل القراء يقرأ أول بلفظ الاستفهام أي بهمزتين والتحقيق والتسهيل يوجدان من أصولهم في ذلك ونصب قوله أولا على الظرف أي أول الاستفهامين يدل على ذلك أنه قال بعد ذلك وهو في الثاني أي والإخبار في اللفظ الثاني على ما سنبينه ولو كان قال الأول بالألف واللام ولو نصبه على أنه مفعول بالاستفهام لأنه مصدر لكان جائزا ويكون معنى استفهموه جعلوه بلفظ الاستفهام فقوله الكل مبتدأ وذو استفهام خبره مقدم عليه والجملة خبر وما كرر استفهامه والعائد إليه محذوف أي الكل ذو استفهام فيه أولا ويجوز أن يكون المعنى كله ذو استفهام على أن يكون الكل عبارة عن المواضع لا عن القراء والمعنى الأول لقوله بعده سوى نافع وعلى المعنى الثاني نحتاج أن يقدر للقراء سوى نافع والله أعلم
 

ايمن شعبان

مزمار ألماسي
8 مايو 2008
1,568
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمود خليل الحصري
رد: شرح الشاطبية لابي شامة الجزء الثاني

(790)
سِوَى نَافِعٍ فِي النَّمْلِ وَالشَّامِ مُخْبِرٌ سِوَى النَّازِعَاتِ مَعْ إِذَا وَقَعَتْ وِلاَ
أي استثنى نافع وحده الذي في النمل فقرأ الأول فيه بالإخبار أي بهمزة واحدة ( أءذا كنا ترابا) ، ووافق الجماعة كلهم في المواضع الباقية على الاستفهام في الأول ثم ذكر قراء ابن عامر وهي أنه يقرأ بالإخبار في جميع المواضع ما عدا النمل واستثنى له أيضا من غير النمل الواقعة والنازعات فلزم من ذلك أن الأول في النازعات والواقعة لم يقرأه أحد بالإخبار والذي في النمل الإخبار فيه لنافع وحده وما عدا ذلك الإخبار فيه لابن عامر وحده إلا الذي في العنكبوت فإنه وافقه على الإخبار في الأول جماعة كما يأتي في البيت الآتي فهذا معنى قوله والشام مخبر يعني في غير النمل سوى كذا وكذا وولا في آخر البيت بكسر الواو أي والشام مخبر متابعة فهو في موضع نصب على أنه مفعول من أجله فكأن أصحاب الناظم رحمه الله قد استشكلوا استخراج ذلك لأنهم قدروا قوله فذوا استفهام الكل أولا سوى نافع فبذلك فسره الشيخ ونظم هذا المعنى في بيتين نذكرهما وإذا كان المعنى كذلك لزم أن يكون قد بين الخلاف في موضع واحد وليس هو في السورة التي النظم فيها ثم رام بيانه في جملة المواضع وعكس هذا أولى فغير الشاطبي هذا البيت بمادل على أن مراده فذو استفهام الكل في جميع المواضع فقال ، (سوى الشام غير النازعات وواقعه له نافع في النمل أخبر فاعتلا) ، أي نافع وحده قرأ في النمل بالإخبار ودل على أنه منفرد بذلك أنه لم يعد ذكر ابن عامر معه وذلك لازم كما بيناه قوله رمى صحبة وفي غير ذلك قال الشيخ رحمه الله ومعنى البيتين يعود إلى شيء واحد والأول أحسن وعليه أعول ، قلت في البيت الثاني تنكير لفظ واقعة وإسكانها وذلك وإن كان جائز للضرورة فاجتنابه مهما أمكن أولى وقوله له زيادة لا حاجة إليها قال ولو قال الناظم رحمه الله فالاستفهام في النمل أولا ، (خصوص وبالإخبار شام بغيرها سوى النازعات مع إذا وقعت ولا) ، لارتفع الإشكال وظهر المراد والخاء في خصوص رمز
(791)
وَ(دُ)ونَ (عِـ)ـنَادٍ (عَمَّ) فِي الْعَنْكَبُوتِ مُخْبِرًا وَهْوَ في الثَّانِي (أَ)تَى (رَ)اشِدًا وَلاَ
أي تابع ابن كثير وحفص ونافع وابن عامر في الإخبار في أول الذي في العنكبوت فقرءوا-إنكم-بهمزة إن المكسورة وهذا أحد المواضع التي رمز فيها بعد الواو الفاصلة في كلمة واحدة ومخبرا حال من الضمير في عم وهو عائد على الأول من الاستفهامين جعله مخبرا لأن الإخبار فيه كما يجعل ما فيه الخطاب مخاطبا في نحو وخاطب عما تعلمون ، ثم قال وهو يعني الإخبار في الثاني أي في الاستفهام الثاني في كل المواضع الأحد عشر المذكورة إلا ما يأتي استثناؤه وكل ما تقدم ذكره كان مختصا بالاختلاف في الأول ، وقوله أتى راشدا رمز لنافع والكسائي فهما المخبران في الثاني فقرأ-إنا-بهمزة واحدة مكسورة ورشدا حال أو مفعول به أي أتى الإخبار قارئا راشدا وولا بفتح الواو في موضع نصب على التمييز أي راشداً ولاؤه وهو وما قبله المكسور الواو ممدودان وإنما قصرا للوقف عن ما ذكرناه مرارا
(792)
سِوَى الْعَنْكَبُوتِ وَهْوَ فِي الْنَّمْلِ (كُـ)ـنْ (رِ)ضَا وَزَادَاهُ نُونًا إِنَّنَا عَنْهُمَا اعْتَلاَ
أي لم يقرأ أحد في ثاني العنكبوت بالإخبار وهو يعني الإخبار في ثاني النمل لابن عامر والكسائي وأما نافع فاستفهم كالباقين لأنه قرأ الأول بالخبر كما سبق وكذا فعل في العنكبوت لما أخبر في الأول استفهم في الثاني وابن عامر لما كان مستفهما في أول النمل على خلاف أصله أخبر في الثاني هنا على خلاف أصله أيضا ثم قال وزاده نونا أي زاد ابن عامر والكسائي الثاني في النمل نونا فقراءة (إئنا لمخرجون) ، والباقون بنون واحدة والاستفهام-أئنا-ثم قال
(793)
وَ(عَمَّ) (رِ)ضاً فِي النَّازِعَاتِ وَهُمْ عَلَى أُصُولِهِمْ وَامْدُدْ (لِـ)ـوَى (حَـ)ـافِظٍ (بَـ)ـلاَ
رضى في موضع نصب على التمييز أي عم رضا الإخبار في ثاني النازعات فقريء-إذا كنا-بهمزة واحدة فوافق ابن عامر نافعا والكسائي في أصلهما الذي هو الإخبار في الثاني لأنه يقرأ-الأول بالاستفهام فهو كما قرأ في النمل وكان القياس أن يفعل في الواقعة كذلك لكنه استفهم في الموضعين كما أن الكسائي استفهم في موضعي العنكبوت فخالفا أصلهما فيهما والباقون على الاستفهام مطلقا وهم على أصولهم في ذلك لأنه اجتمع في قراءتهم بالاستفهام همزتان في الأول وهمزتان في الثاني ، فمن مذهبه تحقيق الهمزتين وهم الكوفيون وابن عامر حقق ، ومن مذهبه تسهيل الثانية سهل وهم الحرميان وأبو عمرو على ما تمهد في باب الهمزتين من كلمة ، ومن مذهبه المد بين الهمزتين سواء كانت الثانية محققة أو مسهلة مدهنا وهم أبو عمرو وقالون وهشام وقد رمزهم هنا بقوله وامدد لوى حافظ بلا وإنما اعتنى ببيان ذلك ولم يكتف بما تقدم في باب الهمزتين من كلمة إعلاما بأن هشاما يمد هنا بغير خلاف عنه بخلاف ما تقدم في الباب المذكور وقد ذكر لهشام فيه سبعة مواضع لا خلف عنه في مدها فهذا الباب كذلك وقوله وامدد لوى أراد لوا الممدود فقصره ضرورة وهو مفعول امدد وإذا مد اللواء ظهر واشتهر أمره لأن مده نشره بعد طيه فكأنه يقول انشر علم الحفظة القراء وأشهر قراءاتهم ومعنى ابتلا اختبر وهو صفة لحافظ وأشار الشيخ إلى أن لوى في موضع نصب على الحال أي في علو لواء الحافظ وشهرته واعلم أن القراءة بالاستفهام في هذه المواضع في الأصل وهو استفهام الإنكار والتعجب ومن قرأ بالخبر في الأول أو الثاني استغنى بأحد الاستفهامين عن الآخر وهو مراد فيه ومن جمع بينهما فهو أقوى تأكيدا والعامل في إذا من قوله-إذا كنا-في أول المواضع التسع وثاني النازعات فعل مضمر يدل عليه ما بعده في الأول وما قبله في الثاني ، تقديره أنبعث إذا كنا ترابا أنرد إذا كنا عظاما نخرة ومن قرأ بالإخبار في ثاني النازعات جاز أن يتعلق إذا بما قبله وهو-لمردودون-وأما الإخبار في باقي المواضع فلفظه إنا فلا يعمل ما بعد إن فيما قبلها كما لا يعمل ما بعد الاستفهام فيما قبله نص عليه أبو علي وأما الموضع الحادي عشر وهو الذي في العنكبوت فليس فيه لفظ إذا فالأمر فيه ظاهر
(794)
وَهَادٍ وَوَالٍ قِفْ وَوَاقٍ بِيَائِهِ وَبَاقٍ (دَ)نَا هَلْ يَسْتَوِي (صُحْبَةٌ) تَلاَ
يعني حيث وقعت هذه الكلم في هذه السورة أو غيرها نحو (ولكل قوم هاد)-(ومن يضلل الله فما له من هاد)-(وما لهم من دونه من وال)-(وما لهم من الله من واق)-(ما عندكم ينفذ وما عند الله باق) ، ابن كثير يقف بالياء على الأصل وأنما حذفت في الوصل لاجتماعها مع سكون التنوين فإذا زال التنوين بالوقف رجعت الياء والباقون يحذفونها تبعا لحالة الوصل وهما لغتان والحذف أكثر وفيه متابعة الرسم وأما ما يستوي المختلف فيه فهو قوله تعالى-أم هل تستوي الظلمات والنور-لما كان تأنيث الظلمات غير حقيقي جاز أن يأتي الفعل المسند إليها بالتذكير والتأنيث فقراءة صحبة بالتذكير وإطلاق الناظم له دال على أنه ذلك وقبل هذا-هل يستوي الأعمى والبصير لا خلاف في تذكيره إذ لا يتجه فيه التأنيث مع تذكير الفاعل فلم يحتج إلى أن يقيد موضع الخلاف بأن يقول الثاني أو نحو ذلك وقد سبق في الأصول أن هذا الموضع لا إدغام فيه لأحد من القراء لأن من مذهبه إدغام لام هل عند التاء وهما حمزة والكسائي قرآ هنا بالياء وهشام استثنى هذا الموضع من أصله وفي تلا ضمير يعود على صحبه لأن لفظه مفرد والله أعلم
(795)
وَبَعْدُ (صِحَابٌ) يُوْقِدُونَ وَضَمُّهُمْ وَصُدُّوا (ثَـ)ـوَى مَعْ صُدَّ فِي الطَّوْلِ وَانْجَلاَ
أي وبعد يستوي قراءة صحاب يوقدون بالغيبة ردا إلى قوله تعالى-أم جعلوا لله-وقراءة الباقين بالخطاب ظاهرة وصدوا ثوى مع صدأى أقام الضم في-وصدوا- مع الضم في-وصد عن السبيل-في غافر للكوفيين والباقون بفتح الصاد وتوجيه القراءتين ظاهر لأن الله تعالى لما صدهم عن سبيله صدوهم لا راد لحكمه والضمير في وضمهم للقراء أهل الأداء وهو يوهم أنه ضمير صحاب ولا يمكن ذلك لأجل أبي بكر ولأن ثوى حينئذ لا يبقى رمزا مع التصريح
(796)
وَيُثْبِتُ فِي تَخْفِيفِهِ (حَقُّ نَـ)ـاصِرٍ وَفِي الْكَافِرِ الْكُفَّارُ بِالْجَمْعِ (ذُ)لِّلاَ
يريد (يمحو الله ما يشاء ويثبت) ، التخفيف والتشديد لغتان من أثبت وثبت مثل أنزل ونزل والكافر في قوله تعالى-وسيعلم الكافر-أريد به الجنس ووجه الجمع ظاهر ولهذا قال ذللا أي سهل معناه حين جمع والله أعلم وفيها زائدة واحدة-الكبير المتعال-أثبتها في الحالين ابن كثير وحده وقلت في ذلك ، (ولا ياء فيها للإضافة وارد وفي المتعالي زائد قد تحصلا)
 

القارئ المدني

عضو شرف
عضو شرف
5 يونيو 2008
2,489
27
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد أيوب
رد: شرح الشاطبية لابي شامة الجزء الثاني

جهد تشكر عليه

جزاك الله خيرا
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع