إعلانات المنتدى


تاريخ الطب عند العرب

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عبد السلام تنبكجي

مزمار جديد
25 مايو 2008
20
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الرحمن السديس
الطب في مصر : في الواقع إن الحديث عن الطب في مصر زمن الفراعنة طويل وممتع في آن خاصة بعد أن أعطي حقه من الدراسة المتأنية والبحث الدؤوب نتج عنهما المزيد من الحقائق والمستكشفات التي لم تكن معروفة من قبل ولاريب أن ثمة عوامل أساسية مكنت من الوصول إلى هذه الحقائق وتلك المستكشفات أهمها معرفة الباحثين للغة الهيروغليفية لغة المصريين القدماء نذكر منهم على سبيل المثال العالم الفرنسي شامبيليون ( هامش:انظر ص 259 من كتاب قصة الحضارة للمستشرق وول ديورانت ج 1 ترجمة محمد بدران للاطلاع على تفاصيل أوفى ) وانكبابهم العفوي على ترجمة البرديات الطبية المكتوبة بها بعزيمة نادرة وصبر لامثيل له على وجه الأرض إضافة إلى وجود التمويل الضخم الذي ساعد على شراء هذه البرديات من أصحابها والإنفاق على الحملات الاستكشافية التي جاءت إلى مصر من جميع بلدان العالم المتقدم بقصد التعرف على حضارة المصريين القدامى .الخ
 

عبد السلام تنبكجي

مزمار جديد
25 مايو 2008
20
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الرحمن السديس
رد: تاريخ الطب عند العرب

الطب في مصر : في الواقع إن الحديث عن الطب في مصر زمن الفراعنة طويل وممتع في آن خاصة بعد أن أعطي حقه من الدراسة المتأنية والبحث الدؤوب نتج عنهما المزيد من الحقائق والمستكشفات التي لم تكن معروفة من قبل
ولاريب أن ثمة عوامل أساسية مكنت من الوصول إلى هذه الحقائق وتلك المستكشفات تتمثل في معرفة الباحثين للغة الهيروغليفية لغة المصريين القدماء نذكر منهم على سبيل المثال العالم الفرنسي شامبيليون وانكبابهم العفوي على ترجمة البرديات الطبية المكتوبة بها بعزيمة نادرة وصبر لامثيل له على وجه الأرض إضافة إلى وجود التمويل الضخم الذي ساعد على شراء هذه البرديات من أصحابها والإنفاق على الحملات الاستكشافية التي جاءت إلى مصر من جميع بلدان العالم المتقدم بقصد التعرف على حضارة المصريين القدامى .الخ
أولى المصريون القدامى الطب والجراحة عناية كبيرة فنشأ الطب في وادي النيل على نزعة تجريبية اختبارية ولاحظ هيردوت المؤرخ والرحالة اليوناني المعروف أن صناعة الطب موزعة بين المصريين إلى حد أن كل طبيب يداوي من مرض واحد لا أكثر وأن البلاد مملوءة بالأطباء
من الواجب على الدارس للطب في مصر أن يفهم أمرين في غاية الأهمية الأمر الأول أن هذا الطب كان فريداً من نوعه في ذلك الحين لايضاهيه طب آخر أما الأمر الثاني أنه كان بعيداً كل البعد عن السحر اللهم إلا في حالة الأمراض الباطنية فكون هذه الأمراض غير بادية للعيان استوجب استعمال السحر لمعالجتها فمرض الزكام مثلاً كان يعالج بمثل هذه العبارات السحرية :اخرج أيها البرد يا ابن البرد يا من تهشم العظام وتتلف الجمجمة وتمرض مخارج الرأس السبعة إخرج على الأرض دفر دفر دفر
 

عبد السلام تنبكجي

مزمار جديد
25 مايو 2008
20
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الرحمن السديس
رد: تاريخ الطب عند العرب

الطب في مصر
في الواقع إن الحديث عن الطب في مصر زمن الفراعنة طويل وممتع في آن خاصة بعد أن أعطي حقه من الدراسة المتأنية والبحث الدؤوب نتج عنهما المزيد من الحقائق والمستكشفات التي لم تكن معروفة من قبل
ولاريب أن ثمة عوامل أساسية مكنت من الوصول إلى هذه الحقائق وتلك المستكشفات تتمثل في معرفة الباحثين للغة الهيروغليفية لغة المصريين القدماء نذكر منهم على سبيل المثال العالم الفرنسي شامبيليون وانكبابهم العفوي على ترجمة البرديات الطبية المكتوبة بها بعزيمة نادرة وصبر لامثيل له على وجه الأرض إضافة إلى وجود التمويل الضخم الذي ساعد على شراء هذه البرديات من أصحابها والإنفاق على الحملات الاستكشافية التي جاءت إلى مصر من جميع بلدان العالم المتقدم بقصد التعرف على حضارة المصريين القدامى .الخ
أولى المصريون القدامى الطب والجراحة عناية كبيرة فنشأ الطب في وادي النيل على نزعة تجريبية اختبارية ولاحظ هيردوت المؤرخ والرحالة اليوناني المعروف أن صناعة الطب موزعة بين المصريين إلى حد أن كل طبيب يداوي من مرض واحد لا أكثر وأن البلاد مملوءة بالأطباء
من الواجب على الدارس للطب في مصر أن يفهم أمرين في غاية الأهمية الأمر الأول أن هذا الطب كان فريداً من نوعه في ذلك الحين لايضاهيه طب آخر أما الأمر الثاني أنه كان بعيداً كل البعد عن السحر اللهم إلا في حالة الأمراض الباطنية فكون هذه الأمراض غير بادية للعيان استوجب استعمال السحر لمعالجتها فمرض الزكام مثلاً كان يعالج بمثل هذه العبارات السحرية :اخرج أيها البرد يا ابن البرد يا من تهشم العظام وتتلف الجمجمة وتمرض مخارج الرأس السبعة إخرج على الأرض دفر دفر دفر
 

*رضا*

إداري قدير سابق وعضو شرف
عضو شرف
4 يونيو 2006
41,911
118
63
الجنس
ذكر
رد: تاريخ الطب عند العرب

بارك الله فيك أخي الكريم
 

عبد السلام تنبكجي

مزمار جديد
25 مايو 2008
20
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الرحمن السديس
رد: تاريخ الطب عند العرب

عبد السلام تنبكجي;
الطب في مصر
في الواقع إن الحديث عن الطب في مصر زمن الفراعنة طويل وممتع في آن خاصة بعد أن أعطي حقه من الدراسة المتأنية والبحث الدؤوب نتج عنهما المزيد من الحقائق والمستكشفات التي لم تكن معروفة من قبل
ولاريب أن ثمة عوامل أساسية صاغت هذا النجاح الباهر تتمثل في معرفة الباحثين للغة الهيروغليفية لغة المصريين القدماء نذكر منهم على سبيل المثال العالم الفرنسي شامبيليون وانكبابهم العفوي على ترجمة البرديات الطبية المكتوبة بها بعزيمة نادرة وصبر لامثيل له على وجه الأرض إضافة إلى وجود التمويل الضخم الذي ساعد على شراء هذه البرديات من أصحابها والإنفاق على الحملات الاستكشافية التي جاءت إلى مصر من جميع بلدان العالم المتقدم بقصد التعرف على حضارة المصريين القدامى .الخ
أولى المصريون القدامى الطب والجراحة عناية كبيرة فنشأ الطب في وادي النيل على نزعة تجريبية اختبارية ولاحظ هيردوت المؤرخ والرحالة اليوناني المعروف أن صناعة الطب موزعة بين المصريين إلى حد أن كل طبيب يداوي من مرض واحد لا أكثر وأن البلاد مملوءة بالأطباء
من الواجب على الدارس للطب في مصر أن يفهم أمرين في غاية الأهمية الأمر الأول أن هذا الطب كان فريداً من نوعه في ذلك الحين لايضاهيه طب آخر أما الأمر الثاني أنه كان بعيداً كل البعد عن السحر اللهم إلا في حالة الأمراض الباطنية فكون هذه الأمراض غير بادية للعيان استوجب استعمال السحر لمعالجتها فمرض الزكام مثلاً كان يعالج بمثل هذه العبارات السحرية :اخرج أيها البرد يا ابن البرد يا من تهشم العظام وتتلف الجمجمة وتمرض مخارج الرأس السبعة إخرج على الأرض دفر دفر دفر
إن من مصادر معرفتنا عن حالة الطب في مصر هي الهياكل العظمية وأنباء المؤرخين فثمة مؤرخين زاروا مصر وكتبوا عنها ومن بينهم كان هيردوت الذي سبق وأن ذكرته والمومياءات فقد عثر المنقبون على أكثر من مومياء يعود تاريخها إلى ما بين سنتي 4000 و 6000 ق م والآثار والبرديات الطبية
 

عبد السلام تنبكجي

مزمار جديد
25 مايو 2008
20
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الرحمن السديس
رد: تاريخ الطب عند العرب

عبد السلام تنبكجي;
الطب في مصر
في الواقع إن الحديث عن الطب في مصر زمن الفراعنة طويل وممتع في آن خاصة بعد أن أعطي حقه من الدراسة المتأنية والبحث الدؤوب نتج عنهما المزيد من الحقائق والمستكشفات التي لم تكن معروفة من قبل
ولاريب أن ثمة عوامل أساسية صاغت هذا النجاح الباهر تتمثل في معرفة الباحثين للغة الهيروغليفية لغة المصريين القدماء نذكر منهم على سبيل المثال العالم الفرنسي شامبيليون وانكبابهم العفوي على ترجمة البرديات الطبية المكتوبة بها بعزيمة نادرة وصبر لامثيل له على وجه الأرض إضافة إلى وجود التمويل الضخم الذي ساعد على شراء هذه البرديات من أصحابها والإنفاق على الحملات الاستكشافية التي جاءت إلى مصر من جميع بلدان العالم بقصد التعرف على حضارة المصريين القدامى .الخ
أولى المصريون القدامى الطب والجراحة عناية كبيرة فنشأ الطب في وادي النيل على نزعة تجريبية اختبارية ولاحظ هيردوت المؤرخ والرحالة اليوناني المعروف أن صناعة الطب موزعة بين المصريين إلى حد أن كل طبيب يداوي من مرض واحد لا أكثر وأن البلاد مملوءة بالأطباء
من الواجب على الدارس للطب في مصر أن يفهم أمرين هما في غاية الأهمية الأمر الأول في أن هذا الطب كان فريداً من نوعه في ذلك الحين لايضاهيه طب آخر أما الأمر الثاني ففي أنه كان بعيداً كل البعد عن السحر اللهم إلا في حالة الأمراض الباطنية فكون هذه الأمراض غير بادية للعيان استوجب استعمال السحر لمعالجتها فمرض الزكام مثلاً كان يعالج بمثل هذه العبارات السحرية :اخرج أيها البرد يا ابن البرد يا من تهشم العظام وتتلف الجمجمة وتمرض مخارج الرأس السبعة إخرج على الأرض دفر دفر دفر
إن من مصادر معرفتنا عن حالة الطب في مصر هي الهياكل العظمية وأنباء المؤرخين فثمة مؤرخين زاروا مصر وكتبوا عنها ومن بينهم كان هيردوت الذي سبق وأن ذكرته والمومياءات فقد عثر المنقبون على أكثر من مومياء يعود تاريخها إلى ما بين سنتي 4000 و 6000 ق م والآثار والبرديات الطبية حيث أكدت روايات المؤرخين وجود برديات فرعونية في الطب تعد من أقدم الكتابات الطبية في العالم وروى ماتينون الكاهن بمعبد هليوبولس ( 280 ق م ) أن أثوبتس ( ابن مينا ) موحد الشطرين ألف كتباً طبية في التشريح وغيره وأن مكتبة منف كانت تزخر بالعديد من الكتب الطبية في عهد أمحوتب وتحدث كليمان السكندري ( القرن الثالث الميلادي ) عن موسوعة سرية في 42 جزءاً في العلوم قاطبة منها 6 في الطب كانت تحفظ في المعابد
من أهم البرديات التي نعرفها بردية إيبرز وتعتبر من أقدم أوراق البردي الطبية التي عثر عليها على الإطلاق حتى الآن حيث تعود إلى عام 3000 ق م في عهد الملك دن من الأسرة المالكة الأولى يبلغ طول هذه البردية 20 م وعرضها 30 سم اشتراها في البدء عام 1862 م أدوين سميث تاجر الأنتيكات الأمريكي ثم اشتراها جورج إيبرز عالم المصريات الذي سميت البردية باسمه وفي عام 1875 م نشر جورج إيبرز هذا ترجمة لبرديته لتصبح فيما بعد في متناول يد المهتمين والباحثين من كل مكان
حوت بردية إيبرز على 877 وصفة طبية لأنواع متعددة من الأمراض أو أعراضها ومن بينها الأمراض الباطنية ,أمراض العين ,الأمراض الجلدية ,أمراض الأطراف ,أمراض الرأس ,أمراض اللسان والأسنان والأنف والأذن ,أمراض المنزل والأمراض الجراحية وهناك بردية أخرى تعرف باسم بردية سميث قد ورد فيها ذكر ل 48 حالة مرضية تشمل أمراض الرأس والجمجمة والقفص الصدري والعمود الفقري كما وردت فيها تعاليم عن كيفية معالجة هذه الأمراض وتشخيصها
 

يوسـف

مزمار كرواني
1 أغسطس 2007
2,830
25
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: تاريخ الطب عند العرب

ما شاء الله

أهلا بك أخي الكريم و بارك الله فيك
 

عبد السلام تنبكجي

مزمار جديد
25 مايو 2008
20
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الرحمن السديس
رد: تاريخ الطب عند العرب

عبد السلام تنبكجي;
الطب في مصر
في الواقع إن الحديث عن الطب في مصر زمن الفراعنة طويل وممتع في آن خاصة بعد أن أعطي حقه من الدراسة المتأنية والبحث الدؤوب نتج عنهما المزيد من الحقائق والمستكشفات التي لم تكن معروفة من قبل
ولاريب أن ثمة عوامل أساسية صاغت هذا النجاح الباهر تتمثل في معرفة الباحثين للغة الهيروغليفية لغة المصريين القدماء نذكر منهم على سبيل المثال العالم الفرنسي شامبيليون وانكبابهم العفوي على ترجمة البرديات الطبية المكتوبة بها بعزيمة نادرة وصبر لامثيل له على وجه الأرض إضافة إلى وجود التمويل الضخم الذي ساعد على شراء هذه البرديات من أصحابها والإنفاق على الحملات الاستكشافية التي جاءت إلى مصر من جميع بلدان العالم بقصد التعرف على حضارة المصريين القدامى .الخ
أولى المصريون القدامى الطب والجراحة عناية كبيرة فنشأ الطب في وادي النيل على نزعة تجريبية اختبارية ولاحظ هيردوت المؤرخ والرحالة اليوناني المعروف أن صناعة الطب موزعة بين المصريين إلى حد أن كل طبيب يداوي من مرض واحد لا أكثر وأن البلاد مملوءة بالأطباء
من الواجب على الدارس للطب في مصر أن يفهم أمرين هما في غاية الأهمية الأمر الأول في أن هذا الطب كان فريداً من نوعه في ذلك الحين لايضاهيه طب آخر أما الأمر الثاني ففي أنه كان بعيداً كل البعد عن السحر اللهم إلا في حالة الأمراض الباطنية فكون هذه الأمراض غير بادية للعيان استوجب استعمال السحر لمعالجتها فمرض الزكام مثلاً كان يعالج بمثل هذه العبارات السحرية :اخرج أيها البرد يا ابن البرد يا من تهشم العظام وتتلف الجمجمة وتمرض مخارج الرأس السبعة إخرج على الأرض دفر دفر دفر
إن من مصادر معرفتنا عن حالة الطب في مصر هي الهياكل العظمية وأنباء المؤرخين فثمة مؤرخين زاروا مصر وكتبوا عنها ومن بينهم كان هيردوت الذي سبق وأن ذكرته والمومياءات فقد عثر المنقبون على أكثر من مومياء يعود تاريخها إلى ما بين سنتي 4000 و 6000 ق م والآثار والبرديات الطبية حيث أكدت روايات المؤرخين وجود برديات فرعونية في الطب تعد من أقدم الكتابات الطبية في العالم وروى ماتينون الكاهن بمعبد هليوبولس ( 280 ق م ) أن أثوبتس ( ابن مينا ) موحد الشطرين ألف كتباً طبية في التشريح وغيره وأن مكتبة منف كانت تزخر بالعديد من الكتب الطبية في عهد أمحوتب وتحدث كليمان السكندري ( القرن الثالث الميلادي ) عن موسوعة سرية في 42 جزءاً في العلوم قاطبة منها 6 في الطب كانت تحفظ في المعابد
من أهم البرديات التي نعرفها بردية إيبرز وتعتبر من أقدم أوراق البردي الطبية التي عثر عليها على الإطلاق حتى الآن حيث تعود إلى عام 3000 ق م في عهد الملك دن من الأسرة المالكة الأولى يبلغ طول هذه البردية 20 م وعرضها 30 سم اشتراها في البدء عام 1862 م أدوين سميث تاجر الأنتيكات الأمريكي ثم اشتراها جورج إيبرز عالم المصريات الذي سميت البردية باسمه وفي عام 1875 م نشر جورج إيبرز هذا ترجمة لبرديته لتصبح فيما بعد في متناول يد المهتمين والباحثين من كل مكان
حوت بردية إيبرز على 877 وصفة طبية لأنواع متعددة من الأمراض أو أعراضها ومن بينها الأمراض الباطنية ,أمراض العين ,الأمراض الجلدية ,أمراض الأطراف ,أمراض الرأس ,أمراض اللسان والأسنان والأنف والأذن ,أمراض المنزل والأمراض الجراحية وهناك بردية أخرى تعرف باسم بردية سميث قد ورد فيها ذكر ل 48 حالة مرضية تشمل أمراض الرأس والجمجمة والقفص الصدري والعمود الفقري كما وردت فيها تعاليم عن كيفية معالجة هذه الأمراض وتشخيصها
اتضح للمؤرخين أن الطبيب الذي كتب بردية سميث أدرك أهمية النبض والصلة بينه وبين القلب وأن القلب هو القوة المحركة للنظام في الجسم كما أن الطبيب المصري أدرك أسرار الدورة الدموية فضلاً عن إدراكه لجهاز القلب وأمراض الرأس والجمجمة
يعد المصريون القدامى أول من أجرى عملية تشريح لجثة الميت إذ أزالوا أعضاءه الداخلية ما عدا القلب الذي كانوا يظنونه مركز الحياة وذلك من أجل تحنيطه وحفظه كما يُشاهد في المومياءات فلقد أورد المؤرخ ماتينون وأيده بلين أن ملوك الأسرة الأولى الفرعونية وجهوا عنايتهم إلى عمليات التشريح وطرق استعمالها والإمعان فيها رغبة في المستكشفات الطبية الدقيقة وترويجاً لقواعد التحنيط
بيدي الآن كتاب يتكلم عن التحنيط في مصر أيام الفراعنة بعنوان أسرار التحنيط المصري التحنيط فلسفة الخلود في مصر القديمة للباحث أحمد صالح يقع الكتاب في 130 صفحة وقد صدر عام 2000 م عن جماعة حور الثقافية بمصر يتناول الباحث في كتابه هذا هدف المصريين من الحفاظ على أجسادهم وتحنيطها ومناقشة الأخطاء الشائعة التي يزعهما البعض حول التحنيط في العصر الحالي وطرق التحنيط الثلاث التي اتبعها المصريون وأسعارها والآلهة الذين لهم صلة بالتحنيط في ذاكرة المصريين كما يناقش تفاصيل خطوات التحنيط والمدة الزمنية التي يستغرقها المحنطون لإنهاء عملية التحنيط وأهم الأدوات والمواد التي استخدمها المحنطون وأيضاً الدور الذي قام به المحنطون في الأسرة 21 في القرن الحادي عشر ق م والتي يطلق عليها الباحثون فترة كمال التحنيط ... الخ
وكانت احتفالات التحنيط مناسبات دينية يتولى أمرها الأطباء الذين هم من الكهنة دوماً وقد حفظت لنا الآثار القديمة صور جراحيهم من الكهنة وهم يفصدون ويبضعون ويكوون في النقرة والصدغين والصدر استشفاء من بعض الأمراض
 

عبد السلام تنبكجي

مزمار جديد
25 مايو 2008
20
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الرحمن السديس
رد: تاريخ الطب عند العرب

عبد السلام تنبكجي;
الطب في مصر
في الواقع إن الحديث عن الطب في مصر زمن الفراعنة طويل وممتع في آن خاصة بعد أن أعطي حقه من الدراسة المتأنية والبحث الدؤوب نتج عنهما المزيد من الحقائق والمستكشفات التي لم تكن معروفة من قبل
ولاريب أن ثمة عوامل أساسية صاغت هذا النجاح الباهر تتمثل في معرفة الباحثين للغة الهيروغليفية لغة المصريين القدماء نذكر منهم على سبيل المثال العالم الفرنسي شامبيليون وانكبابهم العفوي على ترجمة البرديات الطبية المكتوبة بها بعزيمة نادرة وصبر لامثيل له على وجه الأرض إضافة إلى وجود التمويل الضخم الذي ساعد على شراء هذه البرديات من أصحابها والإنفاق على الحملات الاستكشافية التي جاءت إلى مصر من جميع بلدان العالم بقصد التعرف على حضارة المصريين القدامى .الخ
أولى المصريون القدامى الطب والجراحة عناية كبيرة فنشأ الطب في وادي النيل على نزعة تجريبية اختبارية ولاحظ هيردوت المؤرخ والرحالة اليوناني المعروف أن صناعة الطب موزعة بين المصريين إلى حد أن كل طبيب يداوي من مرض واحد لا أكثر وأن البلاد مملوءة بالأطباء
من الواجب على الدارس للطب في مصر أن يفهم أمرين هما في غاية الأهمية الأمر الأول في أن هذا الطب كان فريداً من نوعه في ذلك الحين لايضاهيه طب آخر أما الأمر الثاني ففي أنه كان بعيداً كل البعد عن السحر اللهم إلا في حالة الأمراض الباطنية فكون هذه الأمراض غير بادية للعيان استوجب استعمال السحر لمعالجتها فمرض الزكام مثلاً كان يعالج بمثل هذه العبارات السحرية :اخرج أيها البرد يا ابن البرد يا من تهشم العظام وتتلف الجمجمة وتمرض مخارج الرأس السبعة إخرج على الأرض دفر دفر دفر
إن من مصادر معرفتنا عن حالة الطب في مصر هي الهياكل العظمية وأنباء المؤرخين فثمة مؤرخين زاروا مصر وكتبوا عنها ومن بينهم كان هيردوت الذي سبق وأن ذكرته والمومياءات فقد عثر المنقبون على أكثر من مومياء يعود تاريخها إلى ما بين سنتي 4000 و 6000 ق م والآثار والبرديات الطبية حيث أكدت روايات المؤرخين وجود برديات فرعونية في الطب تعد من أقدم الكتابات الطبية في العالم وروى ماتينون الكاهن بمعبد هليوبولس ( 280 ق م ) أن أثوبتس ( ابن مينا ) موحد الشطرين ألف كتباً طبية في التشريح وغيره وأن مكتبة منف كانت تزخر بالعديد من الكتب الطبية في عهد أمحوتب وتحدث كليمان السكندري ( القرن الثالث الميلادي ) عن موسوعة سرية في 42 جزءاً في العلوم قاطبة منها 6 في الطب كانت تحفظ في المعابد
من أهم البرديات التي نعرفها بردية إيبرز وتعتبر من أقدم أوراق البردي الطبية التي عثر عليها على الإطلاق حتى الآن حيث تعود إلى عام 3000 ق م في عهد الملك دن من الأسرة المالكة الأولى يبلغ طول هذه البردية 20 م وعرضها 30 سم اشتراها في البدء عام 1862 م أدوين سميث تاجر الأنتيكات الأمريكي ثم اشتراها جورج إيبرز عالم المصريات الذي سميت البردية باسمه وفي عام 1875 م نشر جورج إيبرز هذا ترجمة لبرديته لتصبح فيما بعد في متناول يد المهتمين والباحثين من كل مكان
حوت بردية إيبرز على 877 وصفة طبية لأنواع متعددة من الأمراض أو أعراضها ومن بينها الأمراض الباطنية ,أمراض العين ,الأمراض الجلدية ,أمراض الأطراف ,أمراض الرأس ,أمراض اللسان والأسنان والأنف والأذن ,أمراض المنزل والأمراض الجراحية وهناك بردية أخرى تعرف باسم بردية سميث قد ورد فيها ذكر ل 48 حالة مرضية تشمل أمراض الرأس والجمجمة والقفص الصدري والعمود الفقري كما وردت فيها تعاليم عن كيفية معالجة هذه الأمراض وتشخيصها
اتضح للمؤرخين أن الطبيب الذي كتب بردية سميث أدرك أهمية النبض والصلة بينه وبين القلب وأن القلب هو القوة المحركة للنظام في الجسم كما أن الطبيب المصري أدرك أسرار الدورة الدموية فضلاً عن إدراكه لجهاز القلب وأمراض الرأس والجمجمة
يعد المصريون القدامى أول من أجرى عملية تشريح لجثة الميت إذ أزالوا أعضاءه الداخلية ما عدا القلب الذي كانوا يظنونه مركز الحياة وذلك من أجل تحنيطه وحفظه كما يُشاهد في المومياءات فلقد أورد المؤرخ ماتينون وأيده بلين أن ملوك الأسرة الأولى الفرعونية وجهوا عنايتهم إلى عمليات التشريح وطرق استعمالها والإمعان فيها رغبة في المستكشفات الطبية الدقيقة وترويجاً لقواعد التحنيط
بيدي الآن كتاب يتكلم عن التحنيط في مصر أيام الفراعنة بعنوان أسرار التحنيط المصري التحنيط فلسفة الخلود في مصر القديمة للباحث أحمد صالح يقع الكتاب في 130 صفحة وقد صدر عام 2000 م عن جماعة حور الثقافية بمصر يتناول الباحث في كتابه هذا هدف المصريين من الحفاظ على أجسادهم وتحنيطها ومناقشة الأخطاء الشائعة التي يزعهما البعض حول التحنيط في العصر الحالي وطرق التحنيط الثلاث التي اتبعها المصريون وأسعارها والآلهة الذين لهم صلة بالتحنيط في ذاكرة المصريين كما يناقش تفاصيل خطوات التحنيط والمدة الزمنية التي يستغرقها المحنطون لإنهاء عملية التحنيط وأهم الأدوات والمواد التي استخدمها المحنطون وأيضاً الدور الذي قام به المحنطون في الأسرة 21 في القرن الحادي عشر ق م والتي يطلق عليها الباحثون فترة كمال التحنيط ... الخ
وكانت احتفالات التحنيط مناسبات دينية يتولى أمرها الأطباء الذين هم من الكهنة دوماً وقد حفظت لنا الآثار القديمة صور جراحيهم من الكهنة وهم يفصدون ويبضعون ويكوون في النقرة والصدغين والصدر استشفاء من بعض الأمراض ومن أشهر الأطباء المصريين على الإطلاق أمحوتب الكاهن الذي مارس الطب والهندسة والفلك في عهد الملك زوسر ( نحو 2900 ق م ) وهو الذي أشرف على بناء هرم سقارة المدرج وقد رفعه أبناء جلدته فيما بعد ليصبح في مقام الآلهة لقد أحلوه محل توت منذ القرن السادس قبل الميلاد وأقاموا له مثل غيره من الآلهة معابد في منفيس وطيبة وصالحجر وأون وغيرها من المدن
تنحصر أعمال أمحوتب الطبية في أنه عالج شتى الأمراض الطفيلية التي كانت في زمانه واشتهر بزراعة النباتات الطبية وحفر الأسنان وتتويجها بالذهب ومعالجة الجروح والقروح وتجبير الكسور وعالج لدغ الثعابين بمراهم مستخلصة من الزيت
وكان الأطباء المصريون يعالجون الأسنان النخرة بحشوها بخليط فحمات النحاس والصمغ ومواد أخرى وكانوا يربطون الأسنان القلقة المجاورة بخيط من الذهب وكانت الخراجات تنكأ ( تفجر ) بمدأب صغير يدخل في عظم الفك
أما الختان فكانت هذه العملية تجرى للأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والثانية عشر بقصد منع الأمراض وحفظ الصحة ويذكر هيردوت أن المصريين هم أول من زاول الختان وتبعهم في ذلك الآشوريون والكوشيون الأحباش
اهتم المصريون القدامى ببناء كليات الطب وتفيد بعض مصادرنا بأن نشأة أولى هذه الكليات كان في عهد الأسرة الأولى على أن بعضها قد بلغ شهرة واسعة مثل كلية إيونو التي أنشئت في سايس لأمراض النساء والتوليد وكلية أمحوتب بمنف وكانوا يختارون لكليات الطب أشخاصاً موثوقاً بهم من ذوي العلم والفضيلة والرأفة
وفضلاً عن هذا التطور الكبير في ميدان الطب كان لابد للصيدلة أن تتطور أيضاً ولعل كلمة pharmacist هي كلمة فارماكي الفرعونية
لم يكن المر ينمو في مصر بل كانوا يحضرونه من الصومال والسعودية وقد وجد في توابيت الموتى مع أدوات التحنيط ولم يكتف تحتمس الثالث بالنباتات المصرية بل جلب نباتات من سوريا ليزرعها في مصر وأرسلت حتشبسوت بعثة إلى الصومال والحبشة لتحضر لها الورود وقد عصر على الفجل في مقابر الأسرة الثانية عشرة أما عصيره فكانوا يستعملونه كنقط للأذن وعصر كذلك على نبات السرمق ( شنوبوديوم ) وجاء في البرديات أنهم استعملوا الحنظل والزعتر والزعفران والزيزفون والثوم والبصل والترمس والحلبة والجميز وزيت الزيتون والسمسم والعرعر والخشخاش والرمان وحبة البركة واليانسون والكمون والصفصاف وحب الهيل والبابونج والنعناع والقرنفل وزيت الخروع وغير ذلك
 

عبد السلام تنبكجي

مزمار جديد
25 مايو 2008
20
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الرحمن السديس
رد: تاريخ الطب عند العرب

عبد السلام تنبكجي;
الطب في مصر
في الواقع إن الحديث عن الطب في مصر زمن الفراعنة طويل وممتع في آن خاصة بعد أن أعطي هذا الطب حقه من الدراسة المتأنية والبحث الدؤوب نتج عنهما المزيد من الحقائق والمستكشفات التي لم تكن معروفة من قبل
ولاريب أن ثمة عوامل أساسية صاغت هذا النجاح الباهر تتمثل في معرفة الباحثين للغة الهيروغليفية لغة المصريين القدماء نذكر منهم على سبيل المثال العالم الفرنسي شامبيليون وانكبابهم العفوي على ترجمة البرديات الطبية المكتوبة بها بعزيمة نادرة وصبر لامثيل له على وجه الأرض إضافة إلى وجود التمويل الضخم الذي ساعد على شراء هذه البرديات من أصحابها والإنفاق على الحملات الاستكشافية التي جاءت إلى مصر من جميع بلدان العالم بقصد التعرف على حضارة المصريين القدامى .الخ
أولى المصريون القدامى الطب والجراحة عناية كبيرة فنشأ الطب في وادي النيل على نزعة تجريبية اختبارية ولاحظ هيردوت المؤرخ والرحالة اليوناني المعروف أن صناعة الطب موزعة بين المصريين إلى حد أن كل طبيب يداوي من مرض واحد لا أكثر وأن البلاد مملوءة بالأطباء
من الواجب على الدارس للطب في مصر أن يفهم أمرين هما في غاية الأهمية الأمر الأول في أن هذا الطب كان فريداً من نوعه في ذلك الحين لايضاهيه طب آخر أما الأمر الثاني ففي أنه كان بعيداً كل البعد عن السحر اللهم إلا في حالة الأمراض الباطنية فكون هذه الأمراض غير بادية للعيان استوجب استعمال السحر لمعالجتها فمرض الزكام مثلاً كان يعالج بمثل هذه العبارات السحرية :اخرج أيها البرد يا ابن البرد يا من تهشم العظام وتتلف الجمجمة وتمرض مخارج الرأس السبعة إخرج على الأرض دفر دفر دفر
إن من مصادر معرفتنا عن حالة الطب في مصر هي الهياكل العظمية وأنباء المؤرخين فثمة مؤرخين زاروا مصر وكتبوا عنها ومن بينهم كان هيردوت الذي سبق وأن ذكرته والمومياءات فقد عثر المنقبون على أكثر من مومياء يعود تاريخها إلى ما بين سنتي 4000 و 6000 ق م والآثار والبرديات الطبية حيث أكدت روايات المؤرخين وجود برديات فرعونية في الطب تعد من أقدم الكتابات الطبية في العالم وروى ماتينون الكاهن بمعبد هليوبولس ( 280 ق م ) أن أثوبتس ( ابن مينا ) موحد الشطرين ألف كتباً طبية في التشريح وغيره وأن مكتبة منف كانت تزخر بالعديد من الكتب الطبية في عهد أمحوتب وتحدث كليمان السكندري ( القرن الثالث الميلادي ) عن موسوعة سرية في 42 جزءاً في العلوم قاطبة منها 6 في الطب كانت تحفظ في المعابد
من أهم البرديات التي نعرفها بردية إيبرز وتعتبر من أقدم أوراق البردي الطبية التي عثر عليها على الإطلاق حتى الآن حيث تعود إلى عام 3000 ق م في عهد الملك دن من الأسرة المالكة الأولى يبلغ طول هذه البردية 20 م وعرضها 30 سم اشتراها في البدء عام 1862 م أدوين سميث تاجر الأنتيكات الأمريكي ثم اشتراها جورج إيبرز عالم المصريات الذي سميت البردية باسمه وفي عام 1875 م نشر جورج إيبرز هذا ترجمة لبرديته لتصبح فيما بعد في متناول يد المهتمين والباحثين من كل مكان
حوت بردية إيبرز على 877 وصفة طبية لأنواع متعددة من الأمراض أو أعراضها ومن بينها الأمراض الباطنية ,أمراض العين ,الأمراض الجلدية ,أمراض الأطراف ,أمراض الرأس ,أمراض اللسان والأسنان والأنف والأذن ,أمراض المنزل والأمراض الجراحية وهناك بردية أخرى تعرف باسم بردية سميث قد ورد فيها ذكر ل 48 حالة مرضية تشمل أمراض الرأس والجمجمة والقفص الصدري والعمود الفقري كما وردت فيها تعاليم عن كيفية معالجة هذه الأمراض وتشخيصها
اتضح للمؤرخين أن الطبيب الذي كتب بردية سميث أدرك أهمية النبض والصلة بينه وبين القلب وأن القلب هو القوة المحركة للنظام في الجسم كما أن الطبيب المصري أدرك أسرار الدورة الدموية فضلاً عن إدراكه لجهاز القلب وأمراض الرأس والجمجمة
يعد المصريون القدامى أول من أجرى عملية تشريح لجثة الميت إذ أزالوا أعضاءه الداخلية ما عدا القلب الذي كانوا يظنونه مركز الحياة وذلك من أجل تحنيطه وحفظه كما يُشاهد في المومياءات فلقد أورد المؤرخ ماتينون وأيده بلين أن ملوك الأسرة الأولى الفرعونية وجهوا عنايتهم إلى عمليات التشريح وطرق استعمالها والإمعان فيها رغبة في المستكشفات الطبية الدقيقة وترويجاً لقواعد التحنيط
بيدي الآن كتاب يتكلم عن التحنيط في مصر أيام الفراعنة بعنوان أسرار التحنيط المصري التحنيط فلسفة الخلود في مصر القديمة للباحث أحمد صالح يقع الكتاب في 130 صفحة وقد صدر عام 2000 م عن جماعة حور الثقافية بمصر يتناول الباحث في كتابه هذا هدف المصريين من الحفاظ على أجسادهم وتحنيطها ومناقشة الأخطاء الشائعة التي يزعهما البعض حول التحنيط في العصر الحالي وطرق التحنيط الثلاث التي اتبعها المصريون وأسعارها والآلهة الذين لهم صلة بالتحنيط في ذاكرة المصريين كما يناقش تفاصيل خطوات التحنيط والمدة الزمنية التي يستغرقها المحنطون لإنهاء عملية التحنيط وأهم الأدوات والمواد التي استخدمها المحنطون وأيضاً الدور الذي قام به المحنطون في الأسرة 21 في القرن الحادي عشر ق م والتي يطلق عليها الباحثون فترة كمال التحنيط ... الخ
وكانت احتفالات التحنيط مناسبات دينية يتولى أمرها الأطباء الذين هم من الكهنة دوماً وقد حفظت لنا الآثار القديمة صور جراحيهم من الكهنة وهم يفصدون ويبضعون ويكوون في النقرة والصدغين والصدر استشفاء من بعض الأمراض ومن أشهر الأطباء المصريين على الإطلاق أمحوتب الكاهن الذي مارس الطب والهندسة والفلك في عهد الملك زوسر ( نحو 2900 ق م ) وهو الذي أشرف على بناء هرم سقارة المدرج وقد رفعه أبناء جلدته فيما بعد ليصبح في مقام الآلهة لقد أحلوه محل توت منذ القرن السادس قبل الميلاد وأقاموا له مثل غيره من الآلهة معابد في منفيس وطيبة وصالحجر وأون وغيرها من المدن
تنحصر أعمال أمحوتب الطبية في أنه عالج شتى الأمراض الطفيلية التي كانت في زمانه واشتهر بزراعة النباتات الطبية وحفر الأسنان وتتويجها بالذهب ومعالجة الجروح والقروح وتجبير الكسور وعالج لدغ الثعابين بمراهم مستخلصة من الزيت
وكان الأطباء المصريون يعالجون الأسنان النخرة بحشوها بخليط فحمات النحاس والصمغ ومواد أخرى وكانوا يربطون الأسنان القلقة المجاورة بخيط من الذهب وكانت الخراجات تنكأ ( تفجر ) بمدأب صغير يدخل في عظم الفك
أما الختان فكانت هذه العملية تجرى للأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والثانية عشر بقصد منع الأمراض وحفظ الصحة ويذكر هيردوت أن المصريين هم أول من زاول الختان وتبعهم في ذلك الآشوريون والكوشيون الأحباش
اهتم المصريون القدامى ببناء كليات الطب وتفيد بعض مصادرنا بأن نشأة أولى هذه الكليات كان في عهد الأسرة الأولى على أن بعضها قد بلغ شهرة واسعة مثل كلية إيونو التي أنشئت في سايس لأمراض النساء والتوليد وكلية أمحوتب بمنف وكانوا يختارون لكليات الطب أشخاصاً موثوقاً بهم من ذوي العلم والفضيلة والرأفة
وفضلاً عن هذا التطور الكبير في ميدان الطب كان لابد للصيدلة أن تتطور أيضاً ولعل كلمة pharmacist هي كلمة فارماكي الفرعونية
لم يكن المر ينمو في مصر بل كانوا يحضرونه من الصومال والسعودية وقد وجد في توابيت الموتى مع أدوات التحنيط ولم يكتف تحتمس الثالث بالنباتات المصرية بل جلب نباتات من سوريا ليزرعها في مصر وأرسلت حتشبسوت بعثة إلى الصومال والحبشة لتحضر لها الورود وقد عصر على الفجل في مقابر الأسرة الثانية عشرة أما عصيره فكانوا يستعملونه كنقط للأذن وعصر كذلك على نبات السرمق ( شنوبوديوم ) وجاء في البرديات أنهم استعملوا الحنظل والزعتر والزعفران والزيزفون والثوم والبصل والترمس والحلبة والجميز وزيت الزيتون والسمسم والعرعر والخشخاش والرمان وحبة البركة واليانسون والكمون والصفصاف وحب الهيل والبابونج والنعناع والقرنفل وزيت الخروع وغير ذلك
ملاحظة :هذا جزء من كتاب سأنشره قريباً لذا أرجو من القراء الكرام إبداء رأيهم فيه ولكم جزيل الشكر أخوكم عبد السلام تنبكجي
 

جمال زوغام

مزمار فعّال
10 يونيو 2008
110
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبدالله عواد الجهني
رد: تاريخ الطب عند العرب

جزاكم الله خير الجزاء "وقل ربي زدني علما"
 

عبد السلام تنبكجي

مزمار جديد
25 مايو 2008
20
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الرحمن السديس
رد: تاريخ الطب عند العرب

البحث الأول : الطب في مصر : لقد شهدت أرض مصر أعظم وأرقى حضارة عرفها العالم القديم ألا وهي الحضارة الفرعونية التي لازالت آثارها ومعالمها باقية إلى يومنا تشهد بعظمة المصريين القدامى عبر التاريخ إن الحديث عن الطب في مصر زمن الفراعنة طويل وممتع في آن خاصة بعد أن أعطي هذا الطب حقه إلى حد ما من الدراسة المتأنية والبحث الدؤوب نتج عنهما المزيد من الحقائق والمستكشفات التي لم تكن معروفة من قبل ولاريب في أن ثمة عوامل أساسية صاغت هذا النجاح الباهر نذكر أهمها في معرفة الباحثين للغة الهيروغليفية لغة المصريين القدامى منهم على سبيل المثال العالم الفرنسي شامبيليون ( هامش :ولد شامبيليون في قرية فيجاك من أعمال فرنسا سنة 1790 ودرس عن صغر اللغات الشرقية فأصبح عالماً فيها وكان يحسن العربية والقبطية والسريانية والكلدانية والعبرانية والحبشية وكل ذلك قبل أن يدخل مدرسة أو يتخذ له معلماً ولما بلغ السابعة عشرة دخل مدرسة كوليج دي فرانس وأخذ يدرس المخطوطات القديمة الموجودة في المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره عين مدرساً في مدينة غرونوبل ثم سافر إلى تونس سنة 1824 وعاد إلى فرنسا وأسس القسم المصري في متحف اللوفر وفي سنة 1831 انتخب عضواً في المجمع العلمي وشامبليون اشتهر خصوصاً بما قام به من الأعمال في سبيل قراءة الكتابة المصرية القديمة وإليه يرجع الفضل في قراءة الهيروغليفية وتوفي شامبيليون سنة 1832 ) وانكبابهم العفوي على ترجمة البرديات الطبية المكتوبة بها بعزيمة نادرة وصبر لا مثيل له على وجه الأرض إضافة إلى وجود التمويل الضخم الذي ساعد على شراء أوراق البردي من أصحابها وعلى الإنفاق على الحملات الاستكشافية التي جاءت إلى مصر من جميع أنحاء بلدان العالم بقصد التعرف عن قرب على حضارة المصريين القدامى ... الخ أولى المصريون القدامى الطب والجراحة عناية كبيرة فنشأ الطب في وادي النيل على نزعة تجريبية اختبارية ولاحظ هيردوت المؤرخ والرحالة اليوناني المعروف أن صناعة الطب موزعة بين المصريين إلى حد أن كل طبيب يداوي من مرض واحد لا أكثر وأن البلاد مملوءة بالأطباء وأرى أنه من الواجب على الدارس للطب في مصر أن يفهم أمراً في غاية الأهمية هو في أنه كان بعيداً كل البعد عن السحر اللهم إلا في حالة الأمراض الباطنية فكون هذه الأمراض غير بادية للعيان استوجب استعمال السحر لمعالجتها فمرض الزكام مثلاً كان يعالج بمثل هذه العبارات السحرية إخرج أيها البرد يا ابن البرد يا من تهشم العظام وتتلف الجمجمة وتمرض مخارج الرأس السبعة اخرج على الأرض دفر دفر دفر إن من مصادر معرفتنا عن حالة الطب في مصر هي الهياكل العظمية وأنباء المؤرخين فثمة مؤرخين زاروا مصر وكتبوا عنها ومن بينهم كان هيردوت الذي سبق وأن ذكرته والمومياءات فقد عثر المنقبون على أكثر من مومياء يعود تاريخها إلى ما بين سنتي 4000 و 6000 ق م والآثار والبرديات الطبية حيث أكدت روايات المؤرخين القدامى وجود برديات فرعونية في الطب تعد من أقدم الكتابات الطبية في العالم وروى ماتينون الكاهن بمعبد هليوبولس ( 280 ق م ) أن أثوبتس ( ابن مينا ) موحد الشطرين ألف كتباً طبية في التشريح وغيره وأن مكتبة منف كانت تزخر بالكتب الطبية في عهد أمحوتب وتحدث كليمان السكندري ( القرن الثالث الميلادي ) عن موسوعة سرية في 42 جزءاً في العلوم قاطبة منها 6 في الطب كانت تحفظ في المعابد من أهم البرديات التي نعرفها بردية إيبرز وتعتبر من أقدم أوراق البردي الطبية التي عثر عليها على الإطلاق حتى الآن حيث تعود إلى عام 3000 ق م في عهد الملك دن من الأسرة المالكة الأولى يبلغ طول هذه البردية 20 م وعرضها 30 سم اشتراها عام 1862 م أدوين سميث تاجر الإنتيكات الأمريكي ثم اشتراها جورج إيبرز عالم المصريات الذي سميت البردية باسمه وفي عام 1875 نشر جورج إيبرز هذا ترجمة لبرديته لتصبح فيما بعد في متناول يد المهتمين والباحثين من كل مكان حوت بردية إيبرز على 877 وصفة طبية لأنواع متعددة من الأمراض أو أعراضها ومن بينها الأمراض الباطنية ,أمراض العين ,الأمراض الجلدية ,أمراض الأطراف ,أمراض الرأس ,أمراض اللسان والأسنان والأنف والأذن ,أمراض المنزل والأمراض الجراحية وهناك بردية أخرى تعرف باسم بردية سميث قد ورد فيها ذكر 48 حالة مرضية تشمل أمراض الرأس والجمجمة والقفص الصدري والعمود الفقري كما وردت فيها تعاليم عن كيفية معالجة هذه الأمراض وتشخيصها اتضح للمؤرخين أن الطبيب الذي كتب بردية سميث أدرك أهمية النبض والصلة بينه وبين القلب وأن القلب هو القوة المحركة للنظام في الجسم كما أن الطبيب المصري أدرك أسرار الدورة الدموية فضلاً عن إدراكه لجهاز القلب وأمراض الرأس والجمجمة يعد المصريون القدامى أول من أجرى عملية تشريح لجثة الميت إذ أزالوا أعضاءه الداخلية ما عدا القلب الذي كانوا يظنونه مركز الحياة وذلك من أجل تحنيطه وحفظه كما يشاهد في المومياءات فلقد أورد المؤرخ ماتينون وأيده بلين أن ملوك
 

هاني مكاوي

مراقب قدير سابق
28 مايو 2007
5,869
35
0
الجنس
ذكر
رد: تاريخ الطب عند العرب

إن شاء الله نرى الكتاب قريبا في الأسواق

زادك الله فضلا وتألقا أخونا الكريم



مشاركة مميزة
 

عبد السلام تنبكجي

مزمار جديد
25 مايو 2008
20
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الرحمن السديس
رد: تاريخ الطب عند العرب

عبد السلام تنبكجي;البحث الأول : الطب في مصر : لقد شهدت أرض مصر أعظم وأرقى حضارة عرفها العالم القديم ألا وهي الحضارة الفرعونية التي لازالت آثارها ومعالمها باقية إلى يومنا تشهد بعظمة المصريين القدامى عبر التاريخ إن الحديث عن الطب في مصر زمن الفراعنة طويل وممتع في آن خاصة بعد أن أعطي هذا الطب حقه إلى حد ما من الدراسة المتأنية والبحث الدؤوب نتج عنهما المزيد من الحقائق والمستكشفات التي لم تكن معروفة من قبل ولاريب في أن ثمة عوامل أساسية صاغت هذا النجاح الباهر نذكر أهمها في معرفة الباحثين للغة الهيروغليفية لغة المصريين القدامى منهم على سبيل المثال العالم الفرنسي شامبيليون ( هامش :ولد شامبيليون في قرية فيجاك من أعمال فرنسا سنة 1790 ودرس عن صغر اللغات الشرقية فأصبح عالماً فيها وكان يحسن العربية والقبطية والسريانية والكلدانية والعبرانية والحبشية وكل ذلك قبل أن يدخل مدرسة أو يتخذ له معلماً ولما بلغ السابعة عشرة دخل مدرسة كوليج دي فرانس وأخذ يدرس المخطوطات القديمة الموجودة في المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره عين مدرساً في مدينة غرونوبل ثم سافر إلى تونس سنة 1824 وعاد إلى فرنسا وأسس القسم المصري في متحف اللوفر وفي سنة 1831 انتخب عضواً في المجمع العلمي وشامبليون اشتهر خصوصاً بما قام به من الأعمال في سبيل قراءة الكتابة المصرية القديمة وإليه يرجع الفضل في قراءة الهيروغليفية وتوفي شامبيليون سنة 1832 ) وانكبابهم العفوي على ترجمة البرديات الطبية المكتوبة بها بعزيمة نادرة وصبر لا مثيل له على وجه الأرض إضافة إلى وجود التمويل الضخم الذي ساعد على شراء أوراق البردي من أصحابها وعلى الإنفاق على الحملات الاستكشافية التي جاءت إلى مصر من جميع أنحاء بلدان العالم بقصد التعرف عن قرب على حضارة المصريين القدامى ... الخ أولى المصريون القدامى الطب والجراحة عناية كبيرة فنشأ الطب في وادي النيل على نزعة تجريبية اختبارية ولاحظ هيردوت المؤرخ والرحالة اليوناني المعروف أن صناعة الطب موزعة بين المصريين إلى حد أن كل طبيب يداوي من مرض واحد لا أكثر وأن البلاد مملوءة بالأطباء وأرى أنه من الواجب على الدارس للطب في مصر أن يفهم أمراً في غاية الأهمية هو في أنه كان بعيداً كل البعد عن السحر اللهم إلا في حالة الأمراض الباطنية فكون هذه الأمراض غير بادية للعيان استوجب استعمال السحر لمعالجتها فمرض الزكام مثلاً كان يعالج بمثل هذه العبارات السحرية إخرج أيها البرد يا ابن البرد يا من تهشم العظام وتتلف الجمجمة وتمرض مخارج الرأس السبعة اخرج على الأرض دفر دفر دفر إن من مصادر معرفتنا عن حالة الطب في مصر هي الهياكل العظمية وأنباء المؤرخين فثمة مؤرخين زاروا مصر وكتبوا عنها ومن بينهم كان هيردوت الذي سبق وأن ذكرته والمومياءات فقد عثر المنقبون على أكثر من مومياء يعود تاريخها إلى ما بين سنتي 4000 و 6000 ق م والآثار والبرديات الطبية حيث أكدت روايات المؤرخين القدامى وجود برديات فرعونية في الطب تعد من أقدم الكتابات الطبية في العالم وروى ماتينون الكاهن بمعبد هليوبولس ( 280 ق م ) أن أثوبتس ( ابن مينا ) موحد الشطرين ألف كتباً طبية في التشريح وغيره وأن مكتبة منف كانت تزخر بالكتب الطبية في عهد أمحوتب وتحدث كليمان السكندري ( القرن الثالث الميلادي ) عن موسوعة سرية في 42 جزءاً في العلوم قاطبة منها 6 في الطب كانت تحفظ في المعابد من أهم البرديات التي نعرفها بردية إيبرز وتعتبر من أقدم أوراق البردي الطبية التي عثر عليها على الإطلاق حتى الآن حيث تعود إلى عام 3000 ق م في عهد الملك دن من الأسرة المالكة الأولى يبلغ طول هذه البردية 20 م وعرضها 30 سم اشتراها عام 1862 م أدوين سميث تاجر الإنتيكات الأمريكي ثم اشتراها جورج إيبرز عالم المصريات الذي سميت البردية باسمه وفي عام 1875 نشر جورج إيبرز هذا ترجمة لبرديته لتصبح فيما بعد في متناول يد المهتمين والباحثين من كل مكان حوت بردية إيبرز على 877 وصفة طبية لأنواع متعددة من الأمراض أو أعراضها ومن بينها الأمراض الباطنية ,أمراض العين ,الأمراض الجلدية ,أمراض الأطراف ,أمراض الرأس ,أمراض اللسان والأسنان والأنف والأذن ,أمراض المنزل والأمراض الجراحية وهناك بردية أخرى تعرف باسم بردية سميث قد ورد فيها ذكر 48 حالة مرضية تشمل أمراض الرأس والجمجمة والقفص الصدري والعمود الفقري كما وردت فيها تعاليم عن كيفية معالجة هذه الأمراض وتشخيصها اتضح للمؤرخين أن الطبيب الذي كتب بردية سميث أدرك أهمية النبض والصلة بينه وبين القلب وأن القلب هو القوة المحركة للنظام في الجسم كما أن الطبيب المصري أدرك أسرار الدورة الدموية فضلاً عن إدراكه لجهاز القلب وأمراض الرأس والجمجمة يعد المصريون القدامى أول من أجرى عملية تشريح لجثة الميت إذ أزالوا أعضاءه الداخلية ما عدا القلب الذي كانوا يظنونه مركز الحياة وذلك من أجل تحنيطه وحفظه كما يشاهد في المومياءات فلقد أورد المؤرخ ماتينون وأيده بلين أن ملوك الأسرة الأولى الفرعونية وجهوا عنايتهم إلى عمليات التشريح وطرق استعمالها والإمعان فيها رغبة في المستكشفات الطبية الدقيقة وترويجاً لقواعد التحنيط وكانت وكالة Cnn قد أوردت مؤخراً نبأ عثور علماء الآثار في مصر على بقايا زهور وأدوات استخدمها المصريون القدامى في تحنيط جثث موتاهم الأمر الذي يفتح الباب واسعاً أمام اكتشاف مزيد من أسرار علم التحنيط بيدي الآن كتاب يتكلم عن التحنيط في مصر أيام الفراعنة بعنوان أسرار التحنيط المصري التحنيط فلسفة الخلود في مصر القديمة للباحث أحمد صالح يقع الكتاب في 130 صفحة وقد صدر عام 2000 م عن جماعة حور الثقافية يتناول الباحث في كتابه هذا هدف المصريين من الحفاظ على أجسادهم وتحنيطها ومناقشة الأخطاء الشائعة التي يزعمها البعض حول التحنيط في العصر الحالي وطرق التحنيط الثلاث التي اتبعها المصريون وأسعارها والآلهة الذين لهم صلة بالتحنيط في ذاكرة المصريين كما يناقش تفاصيل خطوات التحنيط والمدة الزمنية التي يستغرقها المحنطون لإنهاء عملية التحنيط وأهم الأدوات والمواد التي استخدمها المحنطون وأيضاً الدور الذي قام به المحنطون في الأسرة 21 في القرن الحادي عشر ق م والتي يطلق عليها فترة كمال التحنيط .... الخ هذا ويبدأ التحنيط بغسيل الجثة قبل إزالة جميع الأحشاء والأعضاء ما عدا القلب كما ذكرنا سابقاً وحفظها ثم تجفف الجثة في حوض من أملاح النطرون وهو الإجراء الذي يستغرق 40 يوماً تضمخ بعدها بالعطور والزيوت وبهذا تصبح المومياء جاهزة للفها بالأربطة وتستخدم عدة أمتار من أشرطة مصنوعة من نسيج الكتان لهذه العملية التي تستغرق فترة تمتد حتى 15 يوماً وفي النهاية يغطى الجثمان بكفن يثبت في موضعه بعدة أشرطة كتانية أخرى ومنذ عصر الدولة الوسطى وما بعدها كانت توضع أقنعة مرسومة على المومياء عندما تكون جاهزة لوضعها في التابوت وتستغرق العملية بأكملها 70 يوماً وقد جاء في أحد المصادر أن كيميائياً سورياً نجح في اكتشاف سر تركيبة المحلول الذي ينقل الجثة عبر الزمن من الفناء والتحلل السريع إلى الخلود ونقل عن الكيميائي عزام الزهراوي المولود في حمص قوله : أن محلول الخلود هذا مكون من عناصر كيميائية عدة يدخل في تركيبها كربونات الصوديوم وبيكربونات الصوديون وثاني أكسيد الكبريت وكلور الصوديوم وأضاف أن من أهم خواص هذا المحلول أنه غير قابل للتحلل وقاتل ويوقف عمل البكتريا وهو مبيد فعال لطائفة كبيرة من الحشرات وقابل للتخزين لسنوات مشيراً إلى أن تحضير المحلول يستغرق ثماني ساعات متواصلة كما توصل الزهراوي إلى معرفة طريقة استخدام القطران في طلاء الجثث المحنطة حيث يقول :أن الفراعنة أعلم من التدمريين واليمنيين في مجال استخدام القطران فقد حملوه على الجثة تحميلاً وليس طلاء أو تغطيساً وذلك بطريقة التبخير وأشار إلى سر آخر اكتشفه وهو أسباب استخدامهم برادة الخشب في حشو الجثث حيث يعود السبب في رأي الزهراوي إلى قدرتها على
 

عبد السلام تنبكجي

مزمار جديد
25 مايو 2008
20
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الرحمن السديس
رد: تاريخ الطب عند العرب

عبد السلام تنبكجي;395709]عبد السلام تنبكجي;البحث الأول : الطب في مصر : لقد شهدت أرض مصر أعظم وأرقى حضارة عرفها العالم القديم ألا وهي الحضارة الفرعونية التي لازالت آثارها ومعالمها باقية إلى يومنا تشهد بعظمة المصريين القدامى عبر التاريخ إن الحديث عن الطب في مصر زمن الفراعنة طويل وممتع في آن خاصة بعد أن أعطي هذا الطب حقه إلى حد ما من الدراسة المتأنية والبحث الدؤوب نتج عنهما المزيد من الحقائق والمستكشفات التي لم تكن معروفة من قبل ولاريب في أن ثمة عوامل أساسية صاغت هذا النجاح الباهر نذكر أهمها في معرفة الباحثين للغة الهيروغليفية لغة المصريين القدامى منهم على سبيل المثال العالم الفرنسي شامبيليون ( هامش :ولد شامبيليون في قرية فيجاك من أعمال فرنسا سنة 1790 ودرس عن صغر اللغات الشرقية فأصبح عالماً فيها وكان يحسن العربية والقبطية والسريانية والكلدانية والعبرانية والحبشية وكل ذلك قبل أن يدخل مدرسة أو يتخذ له معلماً ولما بلغ السابعة عشرة دخل مدرسة كوليج دي فرانس وأخذ يدرس المخطوطات القديمة الموجودة في المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره عين مدرساً في مدينة غرونوبل ثم سافر إلى تونس سنة 1824 وعاد إلى فرنسا وأسس القسم المصري في متحف اللوفر وفي سنة 1831 انتخب عضواً في المجمع العلمي وشامبليون اشتهر خصوصاً بما قام به من الأعمال في سبيل قراءة الكتابة المصرية القديمة وإليه يرجع الفضل في قراءة الهيروغليفية وتوفي شامبيليون سنة 1832 ) وانكبابهم العفوي على ترجمة البرديات الطبية المكتوبة بها بعزيمة نادرة وصبر لا مثيل له على وجه الأرض إضافة إلى وجود التمويل الضخم الذي ساعد على شراء أوراق البردي من أصحابها وعلى الإنفاق على الحملات الاستكشافية التي جاءت إلى مصر من جميع أنحاء بلدان العالم بقصد التعرف عن قرب على حضارة المصريين القدامى ... الخ أولى المصريون القدامى الطب والجراحة عناية كبيرة فنشأ الطب في وادي النيل على نزعة تجريبية اختبارية ولاحظ هيردوت المؤرخ والرحالة اليوناني المعروف أن صناعة الطب موزعة بين المصريين إلى حد أن كل طبيب يداوي من مرض واحد لا أكثر وأن البلاد مملوءة بالأطباء وأرى أنه من الواجب على الدارس للطب في مصر أن يفهم أمراً في غاية الأهمية هو في أنه كان بعيداً كل البعد عن السحر اللهم إلا في حالة الأمراض الباطنية فكون هذه الأمراض غير بادية للعيان استوجب استعمال السحر لمعالجتها فمرض الزكام مثلاً كان يعالج بمثل هذه العبارات السحرية إخرج أيها البرد يا ابن البرد يا من تهشم العظام وتتلف الجمجمة وتمرض مخارج الرأس السبعة اخرج على الأرض دفر دفر دفر إن من مصادر معرفتنا عن حالة الطب في مصر هي الهياكل العظمية وأنباء المؤرخين فثمة مؤرخين زاروا مصر وكتبوا عنها ومن بينهم كان هيردوت الذي سبق وأن ذكرته والمومياءات فقد عثر المنقبون على أكثر من مومياء يعود تاريخها إلى ما بين سنتي 4000 و 6000 ق م والآثار والبرديات الطبية حيث أكدت روايات المؤرخين القدامى وجود برديات فرعونية في الطب تعد من أقدم الكتابات الطبية في العالم وروى ماتينون الكاهن بمعبد هليوبولس ( 280 ق م ) أن أثوبتس ( ابن مينا ) موحد الشطرين ألف كتباً طبية في التشريح وغيره وأن مكتبة منف كانت تزخر بالكتب الطبية في عهد أمحوتب وتحدث كليمان السكندري ( القرن الثالث الميلادي ) عن موسوعة سرية في 42 جزءاً في العلوم قاطبة منها 6 في الطب كانت تحفظ في المعابد من أهم البرديات التي نعرفها بردية إيبرز وتعتبر من أقدم أوراق البردي الطبية التي عثر عليها على الإطلاق حتى الآن حيث تعود إلى عام 3000 ق م في عهد الملك دن من الأسرة المالكة الأولى يبلغ طول هذه البردية 20 م وعرضها 30 سم اشتراها عام 1862 م أدوين سميث تاجر الإنتيكات الأمريكي ثم اشتراها جورج إيبرز عالم المصريات الذي سميت البردية باسمه وفي عام 1875 نشر جورج إيبرز هذا ترجمة لبرديته لتصبح فيما بعد في متناول يد المهتمين والباحثين من كل مكان حوت بردية إيبرز على 877 وصفة طبية لأنواع متعددة من الأمراض أو أعراضها ومن بينها الأمراض الباطنية ,أمراض العين ,الأمراض الجلدية ,أمراض الأطراف ,أمراض الرأس ,أمراض اللسان والأسنان والأنف والأذن ,أمراض المنزل والأمراض الجراحية وهناك بردية أخرى تعرف باسم بردية سميث قد ورد فيها ذكر 48 حالة مرضية تشمل أمراض الرأس والجمجمة والقفص الصدري والعمود الفقري كما وردت فيها تعاليم عن كيفية معالجة هذه الأمراض وتشخيصها اتضح للمؤرخين أن الطبيب الذي كتب بردية سميث أدرك أهمية النبض والصلة بينه وبين القلب وأن القلب هو القوة المحركة للنظام في الجسم كما أن الطبيب المصري أدرك أسرار الدورة الدموية فضلاً عن إدراكه لجهاز القلب وأمراض الرأس والجمجمة يعد المصريون القدامى أول من أجرى عملية تشريح لجثة الميت إذ أزالوا أعضاءه الداخلية ما عدا القلب الذي كانوا يظنونه مركز الحياة وذلك من أجل تحنيطه وحفظه كما يشاهد في المومياءات فلقد أورد المؤرخ ماتينون وأيده بلين أن ملوك الأسرة الأولى الفرعونية وجهوا عنايتهم إلى عمليات التشريح وطرق استعمالها والإمعان فيها رغبة في المستكشفات الطبية الدقيقة وترويجاً لقواعد التحنيط وكانت وكالة Cnn قد أوردت مؤخراً نبأ عثور علماء الآثار في مصر على بقايا زهور وأدوات استخدمها المصريون القدامى في تحنيط جثث موتاهم الأمر الذي يفتح الباب واسعاً أمام اكتشاف مزيد من أسرار علم التحنيط بيدي الآن كتاب يتكلم عن التحنيط في مصر أيام الفراعنة بعنوان أسرار التحنيط المصري التحنيط فلسفة الخلود في مصر القديمة للباحث أحمد صالح يقع الكتاب في 130 صفحة وقد صدر عام 2000 م عن جماعة حور الثقافية يتناول الباحث في كتابه هذا هدف المصريين من الحفاظ على أجسادهم وتحنيطها ومناقشة الأخطاء الشائعة التي يزعمها البعض حول التحنيط في العصر الحالي وطرق التحنيط الثلاث التي اتبعها المصريون وأسعارها والآلهة الذين لهم صلة بالتحنيط في ذاكرة المصريين كما يناقش تفاصيل خطوات التحنيط والمدة الزمنية التي يستغرقها المحنطون لإنهاء عملية التحنيط وأهم الأدوات والمواد التي استخدمها المحنطون وأيضاً الدور الذي قام به المحنطون في الأسرة 21 في القرن الحادي عشر ق م والتي يطلق عليها فترة كمال التحنيط .... الخ هذا ويبدأ التحنيط بغسيل الجثة قبل إزالة جميع الأحشاء والأعضاء ما عدا القلب كما ذكرنا سابقاً وحفظها ثم تجفف الجثة في حوض من أملاح النطرون وهو الإجراء الذي يستغرق 40 يوماً تضمخ بعدها بالعطور والزيوت وبهذا تصبح المومياء جاهزة للفها بالأربطة وتستخدم عدة أمتار من أشرطة مصنوعة من نسيج الكتان لهذه العملية التي تستغرق فترة تمتد حتى 15 يوماً وفي النهاية يغطى الجثمان بكفن يثبت في موضعه بعدة أشرطة كتانية أخرى ومنذ عصر الدولة الوسطى وما بعدها كانت توضع أقنعة مرسومة على المومياء عندما تكون جاهزة لوضعها في التابوت وتستغرق العملية بأكملها 70 يوماً وقد جاء في أحد المصادر أن كيميائياً سورياً نجح في اكتشاف سر تركيبة المحلول الذي ينقل الجثة عبر الزمن من الفناء والتحلل السريع إلى الخلود ونقل عن الكيميائي عزام الزهراوي المولود في حمص قوله : أن محلول الخلود هذا مكون من عناصر كيميائية عدة يدخل في تركيبها كربونات الصوديوم وبيكربونات الصوديون وثاني أكسيد الكبريت وكلور الصوديوم وأضاف أن من أهم خواص هذا المحلول أنه غير قابل للتحلل وقاتل ويوقف عمل البكتريا وهو مبيد فعال لطائفة كبيرة من الحشرات وقابل للتخزين لسنوات مشيراً إلى أن تحضير المحلول يستغرق ثماني ساعات متواصلة كما توصل الزهراوي إلى معرفة طريقة استخدام القطران في طلاء الجثث المحنطة حيث يقول :أن الفراعنة أعلم من التدمريين واليمنيين في مجال استخدام القطران فقد حملوه على الجثة تحميلاً وليس طلاء أو تغطيساً وذلك بطريقة التبخير وأشار إلى سر آخر اكتشفه وهو أسباب استخدامهم برادة الخشب في حشو الجثث حيث يعود السبب في رأي الزهراوي إلى قدرتها على امتصاص 80 % من ماء الجثة كما يمكن امتصاص نسبة تصل إلى 100 % إذا تم تصغير قطر البرادة إلى 5 ديزيم كما توصل إلى أسباب استخدام المواد الراتينجية كمواد مطهرة لأنها غير قابلة للتأكسد في الأوساط القلوية والحامضية التي تنتج داخل الجثة بعد التحنيط ويشير الزهراوي إلى أن أسباب استخدام الكتان في لف جثث الفراعنة هي عدم نجاح التحنيط بدون الكتان الذي يمتص الرطوبة حتى 200 % من وزنه ماء وعما يسمى لعنة الفراعنة يقول الزهراوي أنها ليست غيبية كما هو شائع بل علمية تتمثل في استخدام أنواع من المسحوق السام تطلى به التوابيت وهي تستخلص من نباتات مثل تفاح الشيطان والدفلى أو يتم زرع طفيليات لها فترة فيض حسب غصول معينة في السنة وأوقات محددة في اليوم وكانوا يعلمون أنها تسبب الوفاة ويستخدمونها لحماية المومياءات من العبث بها وكانت احتفالات التحنيط مناسبات دينية يتولى أمرها الأطباء الذين هم من الكهنة دوماً وقد حفظت لنا الآثار القديمة صور جراحيهم من الكهنة وهم يفصدون ويبضعون ويكوون في النقرة والصدغين والصدر استشفاء من بعض الأمراض ومن أشهر الأطباء المصريين على الإطلاق أمحوتب الكاهن الذي مارس الطب والهندية والفلك في عهد الملك زوسر ( نحو 2900 ق م ) وهو الذي أشرف على بناء هرم سقارة المدرج وقد رفعه أبناء جلدته فيما بعد ليصبح في مقام الآلهة لقد أحلوه محل توت منذ القرن السادس ق م وأقاموا له مثل غيره من الآلهة معابد في منفيس وطيبة وصالحجر وأون وغيرها من المدن وتنحصر أعمال أمحوتب الطبية في أنه عالج بنجاح شتى الأمراض الطفيلية التي كانت في زمانه واشتهر بزراعة النباتات الطبية وحفر الأسنان وتتويجها بالذهب ومعالجة الجروح والقروح وعالج لدغ الثعابين بمراهم مستخلصة من الزيت كما أن أمحوتب برع في تجبير الكسور ولم تكن هذه العملية في الواقع مقتصرة على الأحياء فحسب بل امتدت أيضاً لتشمل مومياءات الموتى التي أصيبت بكسر ما أثناء عملية التحنيط الطويلة وكان الأطباء المصريون يعالجون الأسنان النخرة وذلك بحشوها بخليط من فحمات النحاس والصمغ ومواد أخرى وكانوا يربطون الأسنان القلقة المجاورة بخيط من الذهب وكانت الخراجات تنكأ ( تفجر ) بمدأب صغير يدخل في عظم الفك أما الختان فكانت هذه العملية تجرى للأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والثانية عشرة بقصد منع الأمراض وحفظ الصحة ويذكر هيردوت أن المصريين هم أول من زاول الختان وتبعهم في ذلك الآشوريون والكوشيون الأحباش وفضلاً عن هذا التطور الكبير في ميدان الطب كان لابد للصيدلة أن تتطور أيضاً ولعل كلمة Pharmacist هي كلمة فارماكي الفرعونية لم يكن المر ينمو في مصر بل كانوا يحضرونه من الصومال والسعودية وقد وجد في توابيت الموتى مع أدوات التحنيط ولم يكتف تحتمس الثالث بالنباتات المصرية بل جلب نباتات من سوريا ليزرعها في مصر و أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة إلى الصومال والحبشة لتحضر لها الورود وقد عثر على الفجل في مقابر الأسرة الثانية عشرة أما عصيره فكانوا يستعملونه كنقط للأذن وعثر كذلك على نبات السرمق ( شنوبوديوم ) وجاء في البرديات أنهم استعملوا الحنظل والزعتر والزعفران والزيزفون والثوم والبصل والترمس والحلبة والجميز وزيت الزيتون والسمسم والعرعر والخشخاش والرمان وحبة البركة واليانسون والكمون والصفصاف وحب الهيل والبابونج والنعناع والقرنفل وزيت الخروع وغير ذلك / انتهى البحث الأول​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

عبد السلام تنبكجي

مزمار جديد
25 مايو 2008
20
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الرحمن السديس
رد: تاريخ الطب عند العرب

عبد السلام تنبكجي;395765عبد السلام تنبكجي;395709]عبد السلام تنبكجي;البحث الأول : الطب في مصر : لقد شهدت أرض مصر أعظم وأرقى حضارة عرفها العالم القديم ألا وهي الحضارة الفرعونية التي لازالت آثارها ومعالمها باقية إلى يومنا تشهد بعظمة المصريين القدامى عبر التاريخ إن الحديث عن الطب في مصر زمن الفراعنة طويل وممتع في آن خاصة بعد أن أعطي هذا الطب حقه إلى حد ما من الدراسة المتأنية والبحث الدؤوب نتج عنهما المزيد من الحقائق والمستكشفات التي لم تكن معروفة من قبل ولاريب في أن ثمة عوامل أساسية صاغت هذا النجاح الباهر نذكر أهمها في معرفة الباحثين للغة الهيروغليفية لغة المصريين القدامى منهم على سبيل المثال العالم الفرنسي شامبيليون ( هامش :ولد شامبيليون في قرية فيجاك من أعمال فرنسا سنة 1790 ودرس عن صغر اللغات الشرقية فأصبح عالماً فيها وكان يحسن العربية والقبطية والسريانية والكلدانية والعبرانية والحبشية وكل ذلك قبل أن يدخل مدرسة أو يتخذ له معلماً ولما بلغ السابعة عشرة دخل مدرسة كوليج دي فرانس وأخذ يدرس المخطوطات القديمة الموجودة في المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره عين مدرساً في مدينة غرونوبل ثم سافر إلى تونس سنة 1824 وعاد إلى فرنسا وأسس القسم المصري في متحف اللوفر وفي سنة 1831 انتخب عضواً في المجمع العلمي وشامبليون اشتهر خصوصاً بما قام به من الأعمال في سبيل قراءة الكتابة المصرية القديمة وإليه يرجع الفضل في قراءة الهيروغليفية وتوفي شامبيليون سنة 1832 ) وانكبابهم العفوي على ترجمة البرديات الطبية المكتوبة بها بعزيمة نادرة وصبر لا مثيل له على وجه الأرض إضافة إلى وجود التمويل الضخم الذي ساعد على شراء أوراق البردي من أصحابها وعلى الإنفاق على الحملات الاستكشافية التي جاءت إلى مصر من جميع أنحاء بلدان العالم بقصد التعرف عن قرب على حضارة المصريين القدامى ... الخ أولى المصريون القدامى الطب والجراحة عناية كبيرة فنشأ الطب في وادي النيل على نزعة تجريبية اختبارية ولاحظ هيردوت المؤرخ والرحالة اليوناني المعروف أن صناعة الطب موزعة بين المصريين إلى حد أن كل طبيب يداوي من مرض واحد لا أكثر وأن البلاد مملوءة بالأطباء وأرى أنه من الواجب على الدارس للطب في مصر أن يفهم أمراً في غاية الأهمية هو في أنه كان بعيداً كل البعد عن السحر اللهم إلا في حالة الأمراض الباطنية فكون هذه الأمراض غير بادية للعيان استوجب استعمال السحر لمعالجتها فمرض الزكام مثلاً كان يعالج بمثل هذه العبارات السحرية إخرج أيها البرد يا ابن البرد يا من تهشم العظام وتتلف الجمجمة وتمرض مخارج الرأس السبعة اخرج على الأرض دفر دفر دفر إن من مصادر معرفتنا عن حالة الطب في مصر هي الهياكل العظمية وأنباء المؤرخين فثمة مؤرخين زاروا مصر وكتبوا عنها ومن بينهم كان هيردوت الذي سبق وأن ذكرته والمومياءات فقد عثر المنقبون على أكثر من مومياء يعود تاريخها إلى ما بين سنتي 4000 و 6000 ق م والآثار والبرديات الطبية حيث أكدت روايات المؤرخين القدامى وجود برديات فرعونية في الطب تعد من أقدم الكتابات الطبية في العالم وروى ماتينون الكاهن بمعبد هليوبولس ( 280 ق م ) أن أثوبتس ( ابن مينا ) موحد الشطرين ألف كتباً طبية في التشريح وغيره وأن مكتبة منف كانت تزخر بالكتب الطبية في عهد أمحوتب وتحدث كليمان السكندري ( القرن الثالث الميلادي ) عن موسوعة سرية في 42 جزءاً في العلوم قاطبة منها 6 في الطب كانت تحفظ في المعابد من أهم البرديات التي نعرفها بردية إيبرز وتعتبر من أقدم أوراق البردي الطبية التي عثر عليها على الإطلاق حتى الآن حيث تعود إلى عام 3000 ق م في عهد الملك دن من الأسرة المالكة الأولى يبلغ طول هذه البردية 20 م وعرضها 30 سم اشتراها عام 1862 م أدوين سميث تاجر الإنتيكات الأمريكي ثم اشتراها جورج إيبرز عالم المصريات الذي سميت البردية باسمه وفي عام 1875 نشر جورج إيبرز هذا ترجمة لبرديته لتصبح فيما بعد في متناول يد المهتمين والباحثين من كل مكان حوت بردية إيبرز على 877 وصفة طبية لأنواع متعددة من الأمراض أو أعراضها ومن بينها الأمراض الباطنية ,أمراض العين ,الأمراض الجلدية ,أمراض الأطراف ,أمراض الرأس ,أمراض اللسان والأسنان والأنف والأذن ,أمراض المنزل والأمراض الجراحية وهناك بردية أخرى تعرف باسم بردية سميث قد ورد فيها ذكر 48 حالة مرضية تشمل أمراض الرأس والجمجمة والقفص الصدري والعمود الفقري كما وردت فيها تعاليم عن كيفية معالجة هذه الأمراض وتشخيصها اتضح للمؤرخين أن الطبيب الذي كتب بردية سميث أدرك أهمية النبض والصلة بينه وبين القلب وأن القلب هو القوة المحركة للنظام في الجسم كما أن الطبيب المصري أدرك أسرار الدورة الدموية فضلاً عن إدراكه لجهاز القلب وأمراض الرأس والجمجمة يعد المصريون القدامى أول من أجرى عملية تشريح لجثة الميت إذ أزالوا أعضاءه الداخلية ما عدا القلب الذي كانوا يظنونه مركز الحياة وذلك من أجل تحنيطه وحفظه كما يشاهد في المومياءات فلقد أورد المؤرخ ماتينون وأيده بلين أن ملوك الأسرة الأولى الفرعونية وجهوا عنايتهم إلى عمليات التشريح وطرق استعمالها والإمعان فيها رغبة في المستكشفات الطبية الدقيقة وترويجاً لقواعد التحنيط وكانت وكالة Cnn قد أوردت مؤخراً نبأ عثور علماء الآثار في مصر على بقايا زهور وأدوات استخدمها المصريون القدامى في تحنيط جثث موتاهم الأمر الذي يفتح الباب واسعاً أمام اكتشاف مزيد من أسرار علم التحنيط بيدي الآن كتاب يتكلم عن التحنيط في مصر أيام الفراعنة بعنوان أسرار التحنيط المصري التحنيط فلسفة الخلود في مصر القديمة للباحث أحمد صالح يقع الكتاب في 130 صفحة وقد صدر عام 2000 م عن جماعة حور الثقافية يتناول الباحث في كتابه هذا هدف المصريين من الحفاظ على أجسادهم وتحنيطها ومناقشة الأخطاء الشائعة التي يزعمها البعض حول التحنيط في العصر الحالي وطرق التحنيط الثلاث التي اتبعها المصريون وأسعارها والآلهة الذين لهم صلة بالتحنيط في ذاكرة المصريين كما يناقش تفاصيل خطوات التحنيط والمدة الزمنية التي يستغرقها المحنطون لإنهاء عملية التحنيط وأهم الأدوات والمواد التي استخدمها المحنطون وأيضاً الدور الذي قام به المحنطون في الأسرة 21 في القرن الحادي عشر ق م والتي يطلق عليها فترة كمال التحنيط .... الخ هذا ويبدأ التحنيط بغسيل الجثة قبل إزالة جميع الأحشاء والأعضاء ما عدا القلب كما ذكرنا سابقاً وحفظها ثم تجفف الجثة في حوض من أملاح النطرون وهو الإجراء الذي يستغرق 40 يوماً تضمخ بعدها بالعطور والزيوت وبهذا تصبح المومياء جاهزة للفها بالأربطة وتستخدم عدة أمتار من أشرطة مصنوعة من نسيج الكتان لهذه العملية التي تستغرق فترة تمتد حتى 15 يوماً وفي النهاية يغطى الجثمان بكفن يثبت في موضعه بعدة أشرطة كتانية أخرى ومنذ عصر الدولة الوسطى وما بعدها كانت توضع أقنعة مرسومة على المومياء عندما تكون جاهزة لوضعها في التابوت وتستغرق العملية بأكملها 70 يوماً وقد جاء في أحد المصادر أن كيميائياً سورياً نجح في اكتشاف سر تركيبة المحلول الذي ينقل الجثة عبر الزمن من الفناء والتحلل السريع إلى الخلود ونقل عن الكيميائي عزام الزهراوي المولود في حمص قوله : أن محلول الخلود هذا مكون من عناصر كيميائية عدة يدخل في تركيبها كربونات الصوديوم وبيكربونات الصوديون وثاني أكسيد الكبريت وكلور الصوديوم وأضاف أن من أهم خواص هذا المحلول أنه غير قابل للتحلل وقاتل ويوقف عمل البكتريا وهو مبيد فعال لطائفة كبيرة من الحشرات وقابل للتخزين لسنوات مشيراً إلى أن تحضير المحلول يستغرق ثماني ساعات متواصلة كما توصل الزهراوي إلى معرفة طريقة استخدام القطران في طلاء الجثث المحنطة حيث يقول :أن الفراعنة أعلم من التدمريين واليمنيين في مجال استخدام القطران فقد حملوه على الجثة تحميلاً وليس طلاء أو تغطيساً وذلك بطريقة التبخير وأشار إلى سر آخر اكتشفه وهو أسباب استخدامهم برادة الخشب في حشو الجثث حيث يعود السبب في رأي الزهراوي إلى قدرتها على امتصاص 80 % من ماء الجثة كما يمكن امتصاص نسبة تصل إلى 100 % إذا تم تصغير قطر البرادة إلى 5 ديزيم كما توصل إلى أسباب استخدام المواد الراتينجية كمواد مطهرة لأنها غير قابلة للتأكسد في الأوساط القلوية والحامضية التي تنتج داخل الجثة بعد التحنيط ويشير الزهراوي إلى أن أسباب استخدام الكتان في لف جثث الفراعنة هي عدم نجاح التحنيط بدون الكتان الذي يمتص الرطوبة حتى 200 % من وزنه ماء وعما يسمى لعنة الفراعنة يقول الزهراوي أنها ليست غيبية كما هو شائع بل علمية تتمثل في استخدام أنواع من المسحوق السام تطلى به التوابيت وهي تستخلص من نباتات مثل تفاح الشيطان والدفلى أو يتم زرع طفيليات لها فترة فيض حسب غصول معينة في السنة وأوقات محددة في اليوم وكانوا يعلمون أنها تسبب الوفاة ويستخدمونها لحماية المومياءات من العبث بها وكانت احتفالات التحنيط مناسبات دينية يتولى أمرها الأطباء الذين هم من الكهنة دوماً وقد حفظت لنا الآثار القديمة صور جراحيهم من الكهنة وهم يفصدون ويبضعون ويكوون في النقرة والصدغين والصدر استشفاء من بعض الأمراض ومن أشهر الأطباء المصريين على الإطلاق أمحوتب الكاهن الذي مارس الطب والهندية والفلك في عهد الملك زوسر ( نحو 2900 ق م ) وهو الذي أشرف على بناء هرم سقارة المدرج وقد رفعه أبناء جلدته فيما بعد ليصبح في مقام الآلهة لقد أحلوه محل توت منذ القرن السادس ق م وأقاموا له مثل غيره من الآلهة معابد في منفيس وطيبة وصالحجر وأون وغيرها من المدن وتنحصر أعمال أمحوتب الطبية في أنه عالج بنجاح شتى الأمراض الطفيلية التي كانت في زمانه واشتهر بزراعة النباتات الطبية وحفر الأسنان وتتويجها بالذهب ومعالجة الجروح والقروح وعالج لدغ الثعابين بمراهم مستخلصة من الزيت كما أن أمحوتب برع في تجبير الكسور ولم تكن هذه العملية في الواقع مقتصرة على الأحياء فحسب بل امتدت أيضاً لتشمل مومياءات الموتى التي أصيبت بكسر ما أثناء عملية التحنيط الطويلة وكان الأطباء المصريون يعالجون الأسنان النخرة وذلك بحشوها بخليط من فحمات النحاس والصمغ ومواد أخرى وكانوا يربطون الأسنان القلقة المجاورة بخيط من الذهب وكانت الخراجات تنكأ ( تفجر ) بمدأب صغير يدخل في عظم الفك أما الختان فكانت هذه العملية تجرى للأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والثانية عشرة بقصد منع الأمراض وحفظ الصحة ويذكر هيردوت أن المصريين هم أول من زاول الختان وتبعهم في ذلك الآشوريون والكوشيون الأحباش وفضلاً عن هذا التطور الكبير في ميدان الطب كان لابد للصيدلة أن تتطور أيضاً ولعل كلمة Pharmacist هي كلمة فارماكي الفرعونية لم يكن المر ينمو في مصر بل كانوا يحضرونه من الصومال والسعودية وقد وجد في توابيت الموتى مع أدوات التحنيط ولم يكتف تحتمس الثالث بالنباتات المصرية بل جلب نباتات من سوريا ليزرعها في مصر و أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة إلى الصومال والحبشة لتحضر لها الورود وقد عثر على الفجل في مقابر الأسرة الثانية عشرة أما عصيره فكانوا يستعملونه كنقط للأذن وعثر كذلك على نبات السرمق ( شنوبوديوم ) وجاء في البرديات أنهم استعملوا الحنظل والزعتر والزعفران والزيزفون والثوم والبصل والترمس والحلبة والجميز وزيت الزيتون والسمسم والعرعر والخشخاش والرمان وحبة البركة واليانسون والكمون والصفصاف وحب الهيل والبابونج والنعناع والقرنفل وزيت الخروع وغير ذلك / انتهى البحث الأول
البحث الثاني :الطب في بلاد ما بين النهرين : إن أهم ما يميز تاريخ الطب في بلاد ما بين النهرين في تلك الحقبة الموغلة في القدم أن المريض كان يعالج على يد ثلاثة من المتطببين أولهم الكاشف ومهمته تشخيصية تبدأ بتقصي ما تضعه الظروف تحت سمعه وبصره وهو في طريقه لرؤية المريض ثم يأتي الإنذار ليقول ما إذا كان المريض سيموت أو يشفى أو يطول به المرض وهنا ينتهي دور الكاشف ليأتي بعده دور الطبيب الذي يصف الدواء ويعطي النصائح الطبية وفي بعض الأحيان كان من الضروري استدعاء شخص ثالث هو الجراح الذي يقوم بما يقضيه الأمر من أمور جراحية إن من مصادر معرفتنا بالطب في بلاد ما بين النهرين قانون حمورابي الذي يدل بوضوح تام على تطور التنظيم الطبي في تلك البلاد منذ أوائل القرن الثاني ق م والقانون يتحدث عن الأطباء الجراحين دون الأطباء الباطنيين إذ من المرجح أن الطبيب الباطني كان شخصاً مقدساً بعيداً عن طائلة القانون أما الطبيب الجراح فهو صاحب حرفة يُجزى خيراً إذا أحسن ويعاقب إذا أخفق يضم هذا القانون تسع فقرات قصيرة تتعلق بأجور الأطباء وبالعقوبات التي تفرض عليهم في حال وقوعهم في الخطأ فيها : إذا عالج الطبيب رجلاً مصاباً بجرح خطير بوساطة مشرط معدني وشفي ذلك الرجل أو إذا شق الطبيب خراجاً في عين مريض وشفاه فإنه يتقاضى عشرة شاقل من الفضة وإذا عالج الطبيب رجلاً حراً مصاباً بجرح خطير بواسطة مشرط معدني وأدى ذلك لوفاة الرجل أو إذا شق الطبيب خراجاً في عين مريض ونتج عن ذلك ضياع عينه تقطع يد الطبيب إذا شفى الطبيب مريضاً من عامة الشعب مصاباً بكسر أو قرحة يتقاضى خمسة شاقل من الفضة أما إذا كان المريض ولداً يتقاضى الطبيب ثلاثة شاقل فقط وحينما يكون المريض عبداً يتقاضى شاقلين فقط من صاحبه إذا عالج الطبيب ثوراً أو حماراً من جرح خطير يتقاضى سدس شاقل من الفضة كما وجدت كتابات أخرى على الرُقم أو على الآثار تمم شريعة حمورابي توضح مكانة الطبيب ودوره في مجتمع بلاد ما بين النهرين وتؤكد على أنه كان شخصية مهمة ينتسب إلى طبقة اجتماعية عليا ويعمل في خدمته كتاب يكتبون وصفاته ويمتلك أختاماً يختم بها مرضاه وهي بمثابة تعاويذ عرف الأطباء البابليون جملة من الأمراض والأوبئة وصنفوها بحسب الأعضاء الآلمة فمثلاً تحت عنوان الرأس صنفت أمراض العين والأذن وخراج اللثة وتحت عنوان الصدر صنف السعال ونفث الدم كما أدرج تشنج المعدة والإقياء والإسهال تحت اسم أمراض البطن وذكروا بعض الأمراض التي منشؤها العوامل النفسية كفقدان الهمة والجزع والخور كذلك ذكروا بعض الأمراض التي استعصت عليهم مثل السرطان وأمراض الرئة مثل السل وكذلك الأمراض الجلدية كالجرب والجذام وعرفوا بعض الأمراض التناسلية والأمراض الخاصة بالشرج ولاسيما البواسير وذكروا من بين الأمراض التسمم المسبب عن لدغ العقارب والحية / انتهى البحث الثاني​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

عبد السلام تنبكجي

مزمار جديد
25 مايو 2008
20
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الرحمن السديس
رد: تاريخ الطب عند العرب

عبد السلام تنبكجي;395853عبد السلام تنبكجي;395765عبد السلام تنبكجي;395709]عبد السلام تنبكجي;البحث الأول : الطب في مصر : لقد شهدت أرض مصر أعظم وأرقى حضارة عرفها العالم القديم ألا وهي الحضارة الفرعونية التي لازالت آثارها ومعالمها باقية إلى يومنا تشهد بعظمة المصريين القدامى عبر التاريخ إن الحديث عن الطب في مصر زمن الفراعنة طويل وممتع في آن خاصة بعد أن أعطي هذا الطب حقه إلى حد ما من الدراسة المتأنية والبحث الدؤوب نتج عنهما المزيد من الحقائق والمستكشفات التي لم تكن معروفة من قبل ولاريب في أن ثمة عوامل أساسية صاغت هذا النجاح الباهر نذكر أهمها في معرفة الباحثين للغة الهيروغليفية لغة المصريين القدامى منهم على سبيل المثال العالم الفرنسي شامبيليون ( هامش :ولد شامبيليون في قرية فيجاك من أعمال فرنسا سنة 1790 ودرس عن صغر اللغات الشرقية فأصبح عالماً فيها وكان يحسن العربية والقبطية والسريانية والكلدانية والعبرانية والحبشية وكل ذلك قبل أن يدخل مدرسة أو يتخذ له معلماً ولما بلغ السابعة عشرة دخل مدرسة كوليج دي فرانس وأخذ يدرس المخطوطات القديمة الموجودة في المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره عين مدرساً في مدينة غرونوبل ثم سافر إلى تونس سنة 1824 وعاد إلى فرنسا وأسس القسم المصري في متحف اللوفر وفي سنة 1831 انتخب عضواً في المجمع العلمي وشامبليون اشتهر خصوصاً بما قام به من الأعمال في سبيل قراءة الكتابة المصرية القديمة وإليه يرجع الفضل في قراءة الهيروغليفية وتوفي شامبيليون سنة 1832 ) وانكبابهم العفوي على ترجمة البرديات الطبية المكتوبة بها بعزيمة نادرة وصبر لا مثيل له على وجه الأرض إضافة إلى وجود التمويل الضخم الذي ساعد على شراء أوراق البردي من أصحابها وعلى الإنفاق على الحملات الاستكشافية التي جاءت إلى مصر من جميع أنحاء بلدان العالم بقصد التعرف عن قرب على حضارة المصريين القدامى ... الخ أولى المصريون القدامى الطب والجراحة عناية كبيرة فنشأ الطب في وادي النيل على نزعة تجريبية اختبارية ولاحظ هيردوت المؤرخ والرحالة اليوناني المعروف أن صناعة الطب موزعة بين المصريين إلى حد أن كل طبيب يداوي من مرض واحد لا أكثر وأن البلاد مملوءة بالأطباء وأرى أنه من الواجب على الدارس للطب في مصر أن يفهم أمراً في غاية الأهمية هو في أنه كان بعيداً كل البعد عن السحر اللهم إلا في حالة الأمراض الباطنية فكون هذه الأمراض غير بادية للعيان استوجب استعمال السحر لمعالجتها فمرض الزكام مثلاً كان يعالج بمثل هذه العبارات السحرية إخرج أيها البرد يا ابن البرد يا من تهشم العظام وتتلف الجمجمة وتمرض مخارج الرأس السبعة اخرج على الأرض دفر دفر دفر إن من مصادر معرفتنا عن حالة الطب في مصر هي الهياكل العظمية وأنباء المؤرخين فثمة مؤرخين زاروا مصر وكتبوا عنها ومن بينهم كان هيردوت الذي سبق وأن ذكرته والمومياءات فقد عثر المنقبون على أكثر من مومياء يعود تاريخها إلى ما بين سنتي 4000 و 6000 ق م والآثار والبرديات الطبية حيث أكدت روايات المؤرخين القدامى وجود برديات فرعونية في الطب تعد من أقدم الكتابات الطبية في العالم وروى ماتينون الكاهن بمعبد هليوبولس ( 280 ق م ) أن أثوبتس ( ابن مينا ) موحد الشطرين ألف كتباً طبية في التشريح وغيره وأن مكتبة منف كانت تزخر بالكتب الطبية في عهد أمحوتب وتحدث كليمان السكندري ( القرن الثالث الميلادي ) عن موسوعة سرية في 42 جزءاً في العلوم قاطبة منها 6 في الطب كانت تحفظ في المعابد من أهم البرديات التي نعرفها بردية إيبرز وتعتبر من أقدم أوراق البردي الطبية التي عثر عليها على الإطلاق حتى الآن حيث تعود إلى عام 3000 ق م في عهد الملك دن من الأسرة المالكة الأولى يبلغ طول هذه البردية 20 م وعرضها 30 سم اشتراها عام 1862 م أدوين سميث تاجر الإنتيكات الأمريكي ثم اشتراها جورج إيبرز عالم المصريات الذي سميت البردية باسمه وفي عام 1875 نشر جورج إيبرز هذا ترجمة لبرديته لتصبح فيما بعد في متناول يد المهتمين والباحثين من كل مكان حوت بردية إيبرز على 877 وصفة طبية لأنواع متعددة من الأمراض أو أعراضها ومن بينها الأمراض الباطنية ,أمراض العين ,الأمراض الجلدية ,أمراض الأطراف ,أمراض الرأس ,أمراض اللسان والأسنان والأنف والأذن ,أمراض المنزل والأمراض الجراحية وهناك بردية أخرى تعرف باسم بردية سميث قد ورد فيها ذكر 48 حالة مرضية تشمل أمراض الرأس والجمجمة والقفص الصدري والعمود الفقري كما وردت فيها تعاليم عن كيفية معالجة هذه الأمراض وتشخيصها اتضح للمؤرخين أن الطبيب الذي كتب بردية سميث أدرك أهمية النبض والصلة بينه وبين القلب وأن القلب هو القوة المحركة للنظام في الجسم كما أن الطبيب المصري أدرك أسرار الدورة الدموية فضلاً عن إدراكه لجهاز القلب وأمراض الرأس والجمجمة يعد المصريون القدامى أول من أجرى عملية تشريح لجثة الميت إذ أزالوا أعضاءه الداخلية ما عدا القلب الذي كانوا يظنونه مركز الحياة وذلك من أجل تحنيطه وحفظه كما يشاهد في المومياءات فلقد أورد المؤرخ ماتينون وأيده بلين أن ملوك الأسرة الأولى الفرعونية وجهوا عنايتهم إلى عمليات التشريح وطرق استعمالها والإمعان فيها رغبة في المستكشفات الطبية الدقيقة وترويجاً لقواعد التحنيط وكانت وكالة Cnn قد أوردت مؤخراً نبأ عثور علماء الآثار في مصر على بقايا زهور وأدوات استخدمها المصريون القدامى في تحنيط جثث موتاهم الأمر الذي يفتح الباب واسعاً أمام اكتشاف مزيد من أسرار علم التحنيط بيدي الآن كتاب يتكلم عن التحنيط في مصر أيام الفراعنة بعنوان أسرار التحنيط المصري التحنيط فلسفة الخلود في مصر القديمة للباحث أحمد صالح يقع الكتاب في 130 صفحة وقد صدر عام 2000 م عن جماعة حور الثقافية يتناول الباحث في كتابه هذا هدف المصريين من الحفاظ على أجسادهم وتحنيطها ومناقشة الأخطاء الشائعة التي يزعمها البعض حول التحنيط في العصر الحالي وطرق التحنيط الثلاث التي اتبعها المصريون وأسعارها والآلهة الذين لهم صلة بالتحنيط في ذاكرة المصريين كما يناقش تفاصيل خطوات التحنيط والمدة الزمنية التي يستغرقها المحنطون لإنهاء عملية التحنيط وأهم الأدوات والمواد التي استخدمها المحنطون وأيضاً الدور الذي قام به المحنطون في الأسرة 21 في القرن الحادي عشر ق م والتي يطلق عليها فترة كمال التحنيط .... الخ هذا ويبدأ التحنيط بغسيل الجثة قبل إزالة جميع الأحشاء والأعضاء ما عدا القلب كما ذكرنا سابقاً وحفظها ثم تجفف الجثة في حوض من أملاح النطرون وهو الإجراء الذي يستغرق 40 يوماً تضمخ بعدها بالعطور والزيوت وبهذا تصبح المومياء جاهزة للفها بالأربطة وتستخدم عدة أمتار من أشرطة مصنوعة من نسيج الكتان لهذه العملية التي تستغرق فترة تمتد حتى 15 يوماً وفي النهاية يغطى الجثمان بكفن يثبت في موضعه بعدة أشرطة كتانية أخرى ومنذ عصر الدولة الوسطى وما بعدها كانت توضع أقنعة مرسومة على المومياء عندما تكون جاهزة لوضعها في التابوت وتستغرق العملية بأكملها 70 يوماً وقد جاء في أحد المصادر أن كيميائياً سورياً نجح في اكتشاف سر تركيبة المحلول الذي ينقل الجثة عبر الزمن من الفناء والتحلل السريع إلى الخلود ونقل عن الكيميائي عزام الزهراوي المولود في حمص قوله : أن محلول الخلود هذا مكون من عناصر كيميائية عدة يدخل في تركيبها كربونات الصوديوم وبيكربونات الصوديون وثاني أكسيد الكبريت وكلور الصوديوم وأضاف أن من أهم خواص هذا المحلول أنه غير قابل للتحلل وقاتل ويوقف عمل البكتريا وهو مبيد فعال لطائفة كبيرة من الحشرات وقابل للتخزين لسنوات مشيراً إلى أن تحضير المحلول يستغرق ثماني ساعات متواصلة كما توصل الزهراوي إلى معرفة طريقة استخدام القطران في طلاء الجثث المحنطة حيث يقول :أن الفراعنة أعلم من التدمريين واليمنيين في مجال استخدام القطران فقد حملوه على الجثة تحميلاً وليس طلاء أو تغطيساً وذلك بطريقة التبخير وأشار إلى سر آخر اكتشفه وهو أسباب استخدامهم برادة الخشب في حشو الجثث حيث يعود السبب في رأي الزهراوي إلى قدرتها على امتصاص 80 % من ماء الجثة كما يمكن امتصاص نسبة تصل إلى 100 % إذا تم تصغير قطر البرادة إلى 5 ديزيم كما توصل إلى أسباب استخدام المواد الراتينجية كمواد مطهرة لأنها غير قابلة للتأكسد في الأوساط القلوية والحامضية التي تنتج داخل الجثة بعد التحنيط ويشير الزهراوي إلى أن أسباب استخدام الكتان في لف جثث الفراعنة هي عدم نجاح التحنيط بدون الكتان الذي يمتص الرطوبة حتى 200 % من وزنه ماء وعما يسمى لعنة الفراعنة يقول الزهراوي أنها ليست غيبية كما هو شائع بل علمية تتمثل في استخدام أنواع من المسحوق السام تطلى به التوابيت وهي تستخلص من نباتات مثل تفاح الشيطان والدفلى أو يتم زرع طفيليات لها فترة فيض حسب غصول معينة في السنة وأوقات محددة في اليوم وكانوا يعلمون أنها تسبب الوفاة ويستخدمونها لحماية المومياءات من العبث بها وكانت احتفالات التحنيط مناسبات دينية يتولى أمرها الأطباء الذين هم من الكهنة دوماً وقد حفظت لنا الآثار القديمة صور جراحيهم من الكهنة وهم يفصدون ويبضعون ويكوون في النقرة والصدغين والصدر استشفاء من بعض الأمراض ومن أشهر الأطباء المصريين على الإطلاق أمحوتب الكاهن الذي مارس الطب والهندية والفلك في عهد الملك زوسر ( نحو 2900 ق م ) وهو الذي أشرف على بناء هرم سقارة المدرج وقد رفعه أبناء جلدته فيما بعد ليصبح في مقام الآلهة لقد أحلوه محل توت منذ القرن السادس ق م وأقاموا له مثل غيره من الآلهة معابد في منفيس وطيبة وصالحجر وأون وغيرها من المدن وتنحصر أعمال أمحوتب الطبية في أنه عالج بنجاح شتى الأمراض الطفيلية التي كانت في زمانه واشتهر بزراعة النباتات الطبية وحفر الأسنان وتتويجها بالذهب ومعالجة الجروح والقروح وعالج لدغ الثعابين بمراهم مستخلصة من الزيت كما أن أمحوتب برع في تجبير الكسور ولم تكن هذه العملية في الواقع مقتصرة على الأحياء فحسب بل امتدت أيضاً لتشمل مومياءات الموتى التي أصيبت بكسر ما أثناء عملية التحنيط الطويلة وكان الأطباء المصريون يعالجون الأسنان النخرة وذلك بحشوها بخليط من فحمات النحاس والصمغ ومواد أخرى وكانوا يربطون الأسنان القلقة المجاورة بخيط من الذهب وكانت الخراجات تنكأ ( تفجر ) بمدأب صغير يدخل في عظم الفك أما الختان فكانت هذه العملية تجرى للأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والثانية عشرة بقصد منع الأمراض وحفظ الصحة ويذكر هيردوت أن المصريين هم أول من زاول الختان وتبعهم في ذلك الآشوريون والكوشيون الأحباش وفضلاً عن هذا التطور الكبير في ميدان الطب كان لابد للصيدلة أن تتطور أيضاً ولعل كلمة Pharmacist هي كلمة فارماكي الفرعونية لم يكن المر ينمو في مصر بل كانوا يحضرونه من الصومال والسعودية وقد وجد في توابيت الموتى مع أدوات التحنيط ولم يكتف تحتمس الثالث بالنباتات المصرية بل جلب نباتات من سوريا ليزرعها في مصر و أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة إلى الصومال والحبشة لتحضر لها الورود وقد عثر على الفجل في مقابر الأسرة الثانية عشرة أما عصيره فكانوا يستعملونه كنقط للأذن وعثر كذلك على نبات السرمق ( شنوبوديوم ) وجاء في البرديات أنهم استعملوا الحنظل والزعتر والزعفران والزيزفون والثوم والبصل والترمس والحلبة والجميز وزيت الزيتون والسمسم والعرعر والخشخاش والرمان وحبة البركة واليانسون والكمون والصفصاف وحب الهيل والبابونج والنعناع والقرنفل وزيت الخروع وغير ذلك / انتهى
البحث الثاني :الطب في بلاد ما بين النهرين : إن أهم ما يميز تاريخ الطب في بلاد ما بين النهرين في تلك الحقبة الموغلة في القدم أن المريض كان يعالج على يد ثلاثة من المتطببين أولهم الكاشف ومهمته تشخيصية تبدأ بتقصي ما تضعه الظروف تحت سمعه وبصره وهو في طريقه لرؤية المريض ثم يأتي الإنذار ليقول ما إذا كان المريض سيموت أو يشفى أو يطول به المرض وهنا ينتهي دور الكاشف ليأتي بعده دور الطبيب الذي يصف الدواء ويعطي النصائح الطبية وفي بعض الأحيان كان من الضروري استدعاء شخص ثالث هو الجراح الذي يقوم بما يقضيه الأمر من أمور جراحية إن من مصادر معرفتنا بالطب في بلاد ما بين النهرين قانون حمورابي الذي يدل بوضوح تام على تطور التنظيم الطبي في تلك البلاد منذ أوائل القرن الثاني ق م والقانون يتحدث عن الأطباء الجراحين دون الأطباء الباطنيين إذ من المرجح أن الطبيب الباطني كان شخصاً مقدساً بعيداً عن طائلة القانون أما الطبيب الجراح فهو صاحب حرفة يُجزى خيراً إذا أحسن ويعاقب إذا أخفق يضم هذا القانون تسع فقرات قصيرة تتعلق بأجور الأطباء وبالعقوبات التي تفرض عليهم في حال وقوعهم في الخطأ فيها : إذا عالج الطبيب رجلاً مصاباً بجرح خطير بوساطة مشرط معدني وشفي ذلك الرجل أو إذا شق الطبيب خراجاً في عين مريض وشفاه فإنه يتقاضى عشرة شاقل من الفضة وإذا عالج الطبيب رجلاً حراً مصاباً بجرح خطير بواسطة مشرط معدني وأدى ذلك لوفاة الرجل أو إذا شق الطبيب خراجاً في عين مريض ونتج عن ذلك ضياع عينه تقطع يد الطبيب إذا شفى الطبيب مريضاً من عامة الشعب مصاباً بكسر أو قرحة يتقاضى خمسة شاقل من الفضة أما إذا كان المريض ولداً يتقاضى الطبيب ثلاثة شاقل فقط وحينما يكون المريض عبداً يتقاضى شاقلين فقط من صاحبه إذا عالج الطبيب ثوراً أو حماراً من جرح خطير يتقاضى سدس شاقل من الفضة كما وجدت كتابات أخرى على الرُقم أو على الآثار تمم شريعة حمورابي توضح مكانة الطبيب ودوره في مجتمع بلاد ما بين النهرين وتؤكد على أنه كان شخصية مهمة ينتسب إلى طبقة اجتماعية عليا ويعمل في خدمته كتاب يكتبون وصفاته ويمتلك أختاماً يختم بها مرضاه وهي بمثابة تعاويذ عرف الأطباء البابليون جملة من الأمراض والأوبئة وصنفوها بحسب الأعضاء الآلمة فمثلاً تحت عنوان الرأس صنفت أمراض العين والأذن وخراج اللثة وتحت عنوان الصدر صنف السعال ونفث الدم كما أدرج تشنج المعدة والإقياء والإسهال تحت اسم أمراض البطن وذكروا بعض الأمراض التي منشؤها العوامل النفسية كفقدان الهمة والجزع والخور كذلك ذكروا بعض الأمراض التي استعصت عليهم مثل السرطان وأمراض الرئة مثل السل وكذلك الأمراض الجلدية كالجرب والجذام وعرفوا بعض الأمراض التناسلية والأمراض الخاصة بالشرج ولاسيما البواسير وذكروا من بين الأمراض التسمم المسبب عن لدغ العقارب والحية / انتهى
البحث الثالث : الطب عند عرب الجاهلية :تدل الآثار الجاهلية المكتوبة على أن العرب كانوا على علم بالتشريح بدليل ما ذكروه من أسماء أعضاء الجسم وأوصافها وقد سجلوا أسماء لأقسام الرأس والشعر والأذن والعين والأنف والفم واللسان والحلق واللحية والعنق والمنكب والكتف واليد والصدر والجنبين والبطن وهناك دلائل كثيرة تشير إلى المعارف الطبية التي اشتهر بها العرب في الجاهلية بل وتشير إلى تقدم الجراحة عندهم بوجه خاص فقد روي عن عرفجة بن سعيد رضي الله عنه قال :أصيب أنفي يوم كلاب في الجاهلية فاتخذت أنفاً من ورق فأنتن علي فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتخذ أنفاً من ذهب كان البعض لا يرى أي فائدة من العلاج فقد فلج أحدهم فقيل له :هلا تداويت ؟ فقال : قد عرفت أن الدواء حق ولكن عاد وثمود وقرون بين ذلك كثير كانت فيهم الأوجاع كثيرة والأطباء أكثر فلم يبق المداوى ولا المداوي وقد أبادهم الموت وأنشد : هلك المداوى والمداوي والذي / جلب الدواء وباعه للمشتري وكان من أشهر أطبائهم لقمان الحكيم صاحب القول المعروف : آخر الطب الكي وابن حزيم الذي ضرب المثل ببراعته وسعة معارفه الطبية فقيل : أطب من حزيم والحارث بن كلدة وابنه النضر وقد أتيح للحارث بن كلدة أن يمثل بين يدي كسرى أنو شروان وأن يجيبه عن أسئلته المتعلقة بالطب ببلاغة مفحمة وفيما يلي بعضاً من هذه المحاورة كما وردت في الرسالة الحارثية إحدى مخطوطات معهد الثقافة والدراسات الشرقية بجامعة طوكيو في اليابان :​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

عــ الفردوس ـاشق

مزمار فعّال
21 سبتمبر 2007
51
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: تاريخ الطب عند العرب

حفظك الله و رعاك و جزاك خيرا عزيزي الفاضل ...

اللهم انصر دينك و كتابك و سنّة نبيّك و عبادك المؤمنين ...
اللهم الفردوس الأعلى
 

عبد السلام تنبكجي

مزمار جديد
25 مايو 2008
20
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الرحمن السديس
رد: تاريخ الطب عند العرب

عبد السلام تنبكجي;395913]عبد السلام تنبكجي;395853]عبد السلام تنبكجي;395765عبد السلام تنبكجي;395709]عبد السلام تنبكجي;البحث الأول : الطب في مصر : لقد شهدت أرض مصر أعظم وأرقى حضارة عرفها العالم القديم ألا وهي الحضارة الفرعونية التي لازالت آثارها ومعالمها باقية إلى يومنا تشهد بعظمة المصريين القدامى عبر التاريخ إن الحديث عن الطب في مصر زمن الفراعنة طويل وممتع في آن خاصة بعد أن أعطي هذا الطب حقه إلى حد ما من الدراسة المتأنية والبحث الدؤوب نتج عنهما المزيد من الحقائق والمستكشفات التي لم تكن معروفة من قبل ولاريب في أن ثمة عوامل أساسية صاغت هذا النجاح الباهر نذكر أهمها في معرفة الباحثين للغة الهيروغليفية لغة المصريين القدامى منهم على سبيل المثال العالم الفرنسي شامبيليون ( هامش :ولد شامبيليون في قرية فيجاك من أعمال فرنسا سنة 1790 ودرس عن صغر اللغات الشرقية فأصبح عالماً فيها وكان يحسن العربية والقبطية والسريانية والكلدانية والعبرانية والحبشية وكل ذلك قبل أن يدخل مدرسة أو يتخذ له معلماً ولما بلغ السابعة عشرة دخل مدرسة كوليج دي فرانس وأخذ يدرس المخطوطات القديمة الموجودة في المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره عين مدرساً في مدينة غرونوبل ثم سافر إلى تونس سنة 1824 وعاد إلى فرنسا وأسس القسم المصري في متحف اللوفر وفي سنة 1831 انتخب عضواً في المجمع العلمي وشامبليون اشتهر خصوصاً بما قام به من الأعمال في سبيل قراءة الكتابة المصرية القديمة وإليه يرجع الفضل في قراءة الهيروغليفية وتوفي شامبيليون سنة 1832 ) وانكبابهم العفوي على ترجمة البرديات الطبية المكتوبة بها بعزيمة نادرة وصبر لا مثيل له على وجه الأرض إضافة إلى وجود التمويل الضخم الذي ساعد على شراء أوراق البردي من أصحابها وعلى الإنفاق على الحملات الاستكشافية التي جاءت إلى مصر من جميع أنحاء بلدان العالم بقصد التعرف عن قرب على حضارة المصريين القدامى ... الخ أولى المصريون القدامى الطب والجراحة عناية كبيرة فنشأ الطب في وادي النيل على نزعة تجريبية اختبارية ولاحظ هيردوت المؤرخ والرحالة اليوناني المعروف أن صناعة الطب موزعة بين المصريين إلى حد أن كل طبيب يداوي من مرض واحد لا أكثر وأن البلاد مملوءة بالأطباء وأرى أنه من الواجب على الدارس للطب في مصر أن يفهم أمراً في غاية الأهمية هو في أنه كان بعيداً كل البعد عن السحر اللهم إلا في حالة الأمراض الباطنية فكون هذه الأمراض غير بادية للعيان استوجب استعمال السحر لمعالجتها فمرض الزكام مثلاً كان يعالج بمثل هذه العبارات السحرية إخرج أيها البرد يا ابن البرد يا من تهشم العظام وتتلف الجمجمة وتمرض مخارج الرأس السبعة اخرج على الأرض دفر دفر دفر إن من مصادر معرفتنا عن حالة الطب في مصر هي الهياكل العظمية وأنباء المؤرخين فثمة مؤرخين زاروا مصر وكتبوا عنها ومن بينهم كان هيردوت الذي سبق وأن ذكرته والمومياءات فقد عثر المنقبون على أكثر من مومياء يعود تاريخها إلى ما بين سنتي 4000 و 6000 ق م والآثار والبرديات الطبية حيث أكدت روايات المؤرخين القدامى وجود برديات فرعونية في الطب تعد من أقدم الكتابات الطبية في العالم وروى ماتينون الكاهن بمعبد هليوبولس ( 280 ق م ) أن أثوبتس ( ابن مينا ) موحد الشطرين ألف كتباً طبية في التشريح وغيره وأن مكتبة منف كانت تزخر بالكتب الطبية في عهد أمحوتب وتحدث كليمان السكندري ( القرن الثالث الميلادي ) عن موسوعة سرية في 42 جزءاً في العلوم قاطبة منها 6 في الطب كانت تحفظ في المعابد من أهم البرديات التي نعرفها بردية إيبرز وتعتبر من أقدم أوراق البردي الطبية التي عثر عليها على الإطلاق حتى الآن حيث تعود إلى عام 3000 ق م في عهد الملك دن من الأسرة المالكة الأولى يبلغ طول هذه البردية 20 م وعرضها 30 سم اشتراها عام 1862 م أدوين سميث تاجر الإنتيكات الأمريكي ثم اشتراها جورج إيبرز عالم المصريات الذي سميت البردية باسمه وفي عام 1875 نشر جورج إيبرز هذا ترجمة لبرديته لتصبح فيما بعد في متناول يد المهتمين والباحثين من كل مكان حوت بردية إيبرز على 877 وصفة طبية لأنواع متعددة من الأمراض أو أعراضها ومن بينها الأمراض الباطنية ,أمراض العين ,الأمراض الجلدية ,أمراض الأطراف ,أمراض الرأس ,أمراض اللسان والأسنان والأنف والأذن ,أمراض المنزل والأمراض الجراحية وهناك بردية أخرى تعرف باسم بردية سميث قد ورد فيها ذكر 48 حالة مرضية تشمل أمراض الرأس والجمجمة والقفص الصدري والعمود الفقري كما وردت فيها تعاليم عن كيفية معالجة هذه الأمراض وتشخيصها اتضح للمؤرخين أن الطبيب الذي كتب بردية سميث أدرك أهمية النبض والصلة بينه وبين القلب وأن القلب هو القوة المحركة للنظام في الجسم كما أن الطبيب المصري أدرك أسرار الدورة الدموية فضلاً عن إدراكه لجهاز القلب وأمراض الرأس والجمجمة يعد المصريون القدامى أول من أجرى عملية تشريح لجثة الميت إذ أزالوا أعضاءه الداخلية ما عدا القلب الذي كانوا يظنونه مركز الحياة وذلك من أجل تحنيطه وحفظه كما يشاهد في المومياءات فلقد أورد المؤرخ ماتينون وأيده بلين أن ملوك الأسرة الأولى الفرعونية وجهوا عنايتهم إلى عمليات التشريح وطرق استعمالها والإمعان فيها رغبة في المستكشفات الطبية الدقيقة وترويجاً لقواعد التحنيط وكانت وكالة Cnn قد أوردت مؤخراً نبأ عثور علماء الآثار في مصر على بقايا زهور وأدوات استخدمها المصريون القدامى في تحنيط جثث موتاهم الأمر الذي يفتح الباب واسعاً أمام اكتشاف مزيد من أسرار علم التحنيط بيدي الآن كتاب يتكلم عن التحنيط في مصر أيام الفراعنة بعنوان أسرار التحنيط المصري التحنيط فلسفة الخلود في مصر القديمة للباحث أحمد صالح يقع الكتاب في 130 صفحة وقد صدر عام 2000 م عن جماعة حور الثقافية يتناول الباحث في كتابه هذا هدف المصريين من الحفاظ على أجسادهم وتحنيطها ومناقشة الأخطاء الشائعة التي يزعمها البعض حول التحنيط في العصر الحالي وطرق التحنيط الثلاث التي اتبعها المصريون وأسعارها والآلهة الذين لهم صلة بالتحنيط في ذاكرة المصريين كما يناقش تفاصيل خطوات التحنيط والمدة الزمنية التي يستغرقها المحنطون لإنهاء عملية التحنيط وأهم الأدوات والمواد التي استخدمها المحنطون وأيضاً الدور الذي قام به المحنطون في الأسرة 21 في القرن الحادي عشر ق م والتي يطلق عليها فترة كمال التحنيط .... الخ هذا ويبدأ التحنيط بغسيل الجثة قبل إزالة جميع الأحشاء والأعضاء ما عدا القلب كما ذكرنا سابقاً وحفظها ثم تجفف الجثة في حوض من أملاح النطرون وهو الإجراء الذي يستغرق 40 يوماً تضمخ بعدها بالعطور والزيوت وبهذا تصبح المومياء جاهزة للفها بالأربطة وتستخدم عدة أمتار من أشرطة مصنوعة من نسيج الكتان لهذه العملية التي تستغرق فترة تمتد حتى 15 يوماً وفي النهاية يغطى الجثمان بكفن يثبت في موضعه بعدة أشرطة كتانية أخرى ومنذ عصر الدولة الوسطى وما بعدها كانت توضع أقنعة مرسومة على المومياء عندما تكون جاهزة لوضعها في التابوت وتستغرق العملية بأكملها 70 يوماً وقد جاء في أحد المصادر أن كيميائياً سورياً نجح في اكتشاف سر تركيبة المحلول الذي ينقل الجثة عبر الزمن من الفناء والتحلل السريع إلى الخلود ونقل عن الكيميائي عزام الزهراوي المولود في حمص قوله : أن محلول الخلود هذا مكون من عناصر كيميائية عدة يدخل في تركيبها كربونات الصوديوم وبيكربونات الصوديون وثاني أكسيد الكبريت وكلور الصوديوم وأضاف أن من أهم خواص هذا المحلول أنه غير قابل للتحلل وقاتل ويوقف عمل البكتريا وهو مبيد فعال لطائفة كبيرة من الحشرات وقابل للتخزين لسنوات مشيراً إلى أن تحضير المحلول يستغرق ثماني ساعات متواصلة كما توصل الزهراوي إلى معرفة طريقة استخدام القطران في طلاء الجثث المحنطة حيث يقول :أن الفراعنة أعلم من التدمريين واليمنيين في مجال استخدام القطران فقد حملوه على الجثة تحميلاً وليس طلاء أو تغطيساً وذلك بطريقة التبخير وأشار إلى سر آخر اكتشفه وهو أسباب استخدامهم برادة الخشب في حشو الجثث حيث يعود السبب في رأي الزهراوي إلى قدرتها على امتصاص 80 % من ماء الجثة كما يمكن امتصاص نسبة تصل إلى 100 % إذا تم تصغير قطر البرادة إلى 5 ديزيم كما توصل إلى أسباب استخدام المواد الراتينجية كمواد مطهرة لأنها غير قابلة للتأكسد في الأوساط القلوية والحامضية التي تنتج داخل الجثة بعد التحنيط ويشير الزهراوي إلى أن أسباب استخدام الكتان في لف جثث الفراعنة هي عدم نجاح التحنيط بدون الكتان الذي يمتص الرطوبة حتى 200 % من وزنه ماء وعما يسمى لعنة الفراعنة يقول الزهراوي أنها ليست غيبية كما هو شائع بل علمية تتمثل في استخدام أنواع من المسحوق السام تطلى به التوابيت وهي تستخلص من نباتات مثل تفاح الشيطان والدفلى أو يتم زرع طفيليات لها فترة فيض حسب غصول معينة في السنة وأوقات محددة في اليوم وكانوا يعلمون أنها تسبب الوفاة ويستخدمونها لحماية المومياءات من العبث بها وكانت احتفالات التحنيط مناسبات دينية يتولى أمرها الأطباء الذين هم من الكهنة دوماً وقد حفظت لنا الآثار القديمة صور جراحيهم من الكهنة وهم يفصدون ويبضعون ويكوون في النقرة والصدغين والصدر استشفاء من بعض الأمراض ومن أشهر الأطباء المصريين على الإطلاق أمحوتب الكاهن الذي مارس الطب والهندية والفلك في عهد الملك زوسر ( نحو 2900 ق م ) وهو الذي أشرف على بناء هرم سقارة المدرج وقد رفعه أبناء جلدته فيما بعد ليصبح في مقام الآلهة لقد أحلوه محل توت منذ القرن السادس ق م وأقاموا له مثل غيره من الآلهة معابد في منفيس وطيبة وصالحجر وأون وغيرها من المدن وتنحصر أعمال أمحوتب الطبية في أنه عالج بنجاح شتى الأمراض الطفيلية التي كانت في زمانه واشتهر بزراعة النباتات الطبية وحفر الأسنان وتتويجها بالذهب ومعالجة الجروح والقروح وعالج لدغ الثعابين بمراهم مستخلصة من الزيت كما أن أمحوتب برع في تجبير الكسور ولم تكن هذه العملية في الواقع مقتصرة على الأحياء فحسب بل امتدت أيضاً لتشمل مومياءات الموتى التي أصيبت بكسر ما أثناء عملية التحنيط الطويلة وكان الأطباء المصريون يعالجون الأسنان النخرة وذلك بحشوها بخليط من فحمات النحاس والصمغ ومواد أخرى وكانوا يربطون الأسنان القلقة المجاورة بخيط من الذهب وكانت الخراجات تنكأ ( تفجر ) بمدأب صغير يدخل في عظم الفك أما الختان فكانت هذه العملية تجرى للأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والثانية عشرة بقصد منع الأمراض وحفظ الصحة ويذكر هيردوت أن المصريين هم أول من زاول الختان وتبعهم في ذلك الآشوريون والكوشيون الأحباش وفضلاً عن هذا التطور الكبير في ميدان الطب كان لابد للصيدلة أن تتطور أيضاً ولعل كلمة Pharmacist هي كلمة فارماكي الفرعونية لم يكن المر ينمو في مصر بل كانوا يحضرونه من الصومال والسعودية وقد وجد في توابيت الموتى مع أدوات التحنيط ولم يكتف تحتمس الثالث بالنباتات المصرية بل جلب نباتات من سوريا ليزرعها في مصر و أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة إلى الصومال والحبشة لتحضر لها الورود وقد عثر على الفجل في مقابر الأسرة الثانية عشرة أما عصيره فكانوا يستعملونه كنقط للأذن وعثر كذلك على نبات السرمق ( شنوبوديوم ) وجاء في البرديات أنهم استعملوا الحنظل والزعتر والزعفران والزيزفون والثوم والبصل والترمس والحلبة والجميز وزيت الزيتون والسمسم والعرعر والخشخاش والرمان وحبة البركة واليانسون والكمون والصفصاف وحب الهيل والبابونج والنعناع والقرنفل وزيت الخروع وغير ذلك / انتهى البحث الثاني :الطب في بلاد ما بين النهرين : إن أهم ما يميز تاريخ الطب في بلاد ما بين النهرين في تلك الحقبة الموغلة في القدم أن المريض كان يعالج على يد ثلاثة من المتطببين أولهم الكاشف ومهمته تشخيصية تبدأ بتقصي ما تضعه الظروف تحت سمعه وبصره وهو في طريقه لرؤية المريض ثم يأتي الإنذار ليقول ما إذا كان المريض سيموت أو يشفى أو يطول به المرض وهنا ينتهي دور الكاشف ليأتي بعده دور الطبيب الذي يصف الدواء ويعطي النصائح الطبية وفي بعض الأحيان كان من الضروري استدعاء شخص ثالث هو الجراح الذي يقوم بما يقضيه الأمر من أمور جراحية إن من مصادر معرفتنا بالطب في بلاد ما بين النهرين قانون حمورابي الذي يدل بوضوح تام على تطور التنظيم الطبي في تلك البلاد منذ أوائل القرن الثاني ق م والقانون يتحدث عن الأطباء الجراحين دون الأطباء الباطنيين إذ من المرجح أن الطبيب الباطني كان شخصاً مقدساً بعيداً عن طائلة القانون أما الطبيب الجراح فهو صاحب حرفة يُجزى خيراً إذا أحسن ويعاقب إذا أخفق يضم هذا القانون تسع فقرات قصيرة تتعلق بأجور الأطباء وبالعقوبات التي تفرض عليهم في حال وقوعهم في الخطأ فيها : إذا عالج الطبيب رجلاً مصاباً بجرح خطير بوساطة مشرط معدني وشفي ذلك الرجل أو إذا شق الطبيب خراجاً في عين مريض وشفاه فإنه يتقاضى عشرة شاقل من الفضة وإذا عالج الطبيب رجلاً حراً مصاباً بجرح خطير بواسطة مشرط معدني وأدى ذلك لوفاة الرجل أو إذا شق الطبيب خراجاً في عين مريض ونتج عن ذلك ضياع عينه تقطع يد الطبيب إذا شفى الطبيب مريضاً من عامة الشعب مصاباً بكسر أو قرحة يتقاضى خمسة شاقل من الفضة أما إذا كان المريض ولداً يتقاضى الطبيب ثلاثة شاقل فقط وحينما يكون المريض عبداً يتقاضى شاقلين فقط من صاحبه إذا عالج الطبيب ثوراً أو حماراً من جرح خطير يتقاضى سدس شاقل من الفضة كما وجدت كتابات أخرى على الرُقم أو على الآثار تمم شريعة حمورابي توضح مكانة الطبيب ودوره في مجتمع بلاد ما بين النهرين وتؤكد على أنه كان شخصية مهمة ينتسب إلى طبقة اجتماعية عليا ويعمل في خدمته كتاب يكتبون وصفاته ويمتلك أختاماً يختم بها مرضاه وهي بمثابة تعاويذ عرف الأطباء البابليون جملة من الأمراض والأوبئة وصنفوها بحسب الأعضاء الآلمة فمثلاً تحت عنوان الرأس صنفت أمراض العين والأذن وخراج اللثة وتحت عنوان الصدر صنف السعال ونفث الدم كما أدرج تشنج المعدة والإقياء والإسهال تحت اسم أمراض البطن وذكروا بعض الأمراض التي منشؤها العوامل النفسية كفقدان الهمة والجزع والخور كذلك ذكروا بعض الأمراض التي استعصت عليهم مثل السرطان وأمراض الرئة مثل السل وكذلك الأمراض الجلدية كالجرب والجذام وعرفوا بعض الأمراض التناسلية والأمراض الخاصة بالشرج ولاسيما البواسير وذكروا من بين الأمراض التسمم المسبب عن لدغ العقارب والحية / انتهى البحث الثالث : الطب عند عرب الجاهلية :تدل الآثار الجاهلية المكتوبة على أن العرب كانوا على علم بالتشريح بدليل ما ذكروه من أسماء أعضاء الجسم وأوصافها وقد سجلوا أسماء لأقسام الرأس والشعر والأذن والعين والأنف والفم واللسان والحلق واللحية والعنق والمنكب والكتف واليد والصدر والجنبين والبطن وهناك دلائل كثيرة تشير إلى المعارف الطبية التي اشتهر بها العرب في الجاهلية بل وتشير إلى تقدم الجراحة عندهم بوجه خاص فقد روي عن عرفجة بن سعيد رضي الله عنه قال :أصيب أنفي يوم كلاب في الجاهلية فاتخذت أنفاً من ورق فأنتن علي فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتخذ أنفاً من ذهب كان البعض لا يرى أي فائدة من العلاج فقد فلج أحدهم فقيل له :هلا تداويت ؟ فقال : قد عرفت أن الدواء حق ولكن عاد وثمود وقرون بين ذلك كثير كانت فيهم الأوجاع كثيرة والأطباء أكثر فلم يبق المداوى ولا المداوي وقد أبادهم الموت وأنشد : هلك المداوى والمداوي والذي / جلب الدواء وباعه للمشتري وكان من أشهر أطبائهم لقمان الحكيم صاحب القول المعروف : آخر الطب الكي وابن حزيم الذي ضرب المثل ببراعته وسعة معارفه الطبية فقيل : أطب من حزيم والحارث بن كلدة وابنه النضر وقد أتيح للحارث بن كلدة أن يمثل بين يدي كسرى أنو شروان وأن يجيبه عن أسئلته المتعلقة بالطب ببلاغة مفحمة وفيما يلي بعضاً من هذه المحاورة كما وردت في الرسالة الحارثية إحدى مخطوطات معهد الثقافة والدراسات الشرقية بجامعة طوكيو في اليابان : وفد الحارث بن كلدة على كسرى أنو شروان العادل فلما مثل بين يديه قال له كسرى : كيف بصرك بالطب ؟ قال : ناهيك قال : ما أصل الطب ؟ قال : ضبط الشفتين والرفق باليدين قال : أصبت قال : فما الداء الدوي ؟ قال : إدخال الطعام على الطعام هو الذي أفنى البرية وقتل السباع في البرية قال : أصبت قال : فما الجمر التي تلتهب فيها الأدواء ؟ قال : التخمة إن ثبتت في الجوف قتلت وإن تحللت أسقمت قال : فما تقول في الحجامة ؟ قال : في نقصان الهلال في يوم صحو لاغيم فيه والنفس طيبة والسرور حاضر قال : فما تقول في الحمام ؟ قال : لاتدخل شبعان ولا تغش أهلك سكران ولا تنم بالليل عريان وارفق بيمينك يكون أرخى لمقيلك قال : فما تقول في شرب الدواء ؟ قال : اجتنب الدواء مهما لزمتك الصحة فإذا أحسست بحركة الداء فاشتغل بما يردعه قبل استحكامه فإن البدن بمنزلة الأرض إن أصلحتها عمرت وإن أفسدتها خربت قال : فما تقول في الشراب ؟ قال : أطيبه أهنأه وأرقه امرأه وأعذبه أشهاه ولا تشربه صرفاً فيورثك صداعاً ويثير عليك من الأدواء أنواعاً قال : فأي اللحمان أحمد ؟ قال : كل الضأن الفتي واجتنب أكل القديد والمالح والجزور والبقر قال : فما تقول في الفاكهة ؟ قال : كلها في إقبال دولتها واتركها إذا أدبرت وولت وانقضى زمانها وأفضل الفاكهة الرمان والأترج وأفضل البقول الهندباء والخس وأفضل الرياحين الورد والبنفسج قال : فما تقول في شرب الماء ؟ قال : هو حياة البدن وبه قوامه وينفع ما يشرب منه بقدر وشربه بعد النوم ضرر وأقوى المياه مياه الأنهار وأبرده أصفاه قال : فما طعمه ؟ قال : هو شيء لا يوصف به مشتق من الحياة قال : فما لونه ؟ قال : اشتبه على الأبصار يحكي لون كل شيء فيه قال : فأخبرني عن أصل الإنسان ما هو ؟ قال : أصله من حيث يشرب الماء يعني رأسه قال : فما هو الذي يبصر به الأشياء ؟ قال : العين مركبة فالبياض شحمها والسواد ماء والناظر ريح قال : فعلى كم طبايع هذا البدن ؟ قال : على أربع على المرة السوداء وهي باردة يابسة والمرة الصفراء وهي حارة يابسة والدم وهو حار رطب والبلغم وهو بارد رطب​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

عبد السلام تنبكجي

مزمار جديد
25 مايو 2008
20
0
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الرحمن السديس
رد: تاريخ الطب عند العرب

عبد السلام تنبكجي;396591عبد السلام تنبكجي;395913]عبد السلام تنبكجي;395853عبد السلام تنبكجي;395765عبد السلام تنبكجي;395709]عبد السلام تنبكجي;البحث الأول : الطب في مصر : لقد شهدت أرض مصر أعظم وأرقى حضارة عرفها العالم القديم ألا وهي الحضارة الفرعونية التي لازالت آثارها ومعالمها باقية إلى يومنا تشهد بعظمة المصريين القدامى عبر التاريخ إن الحديث عن الطب في مصر زمن الفراعنة طويل وممتع في آن خاصة بعد أن أعطي هذا الطب حقه إلى حد ما من الدراسة المتأنية والبحث الدؤوب نتج عنهما المزيد من الحقائق والمستكشفات التي لم تكن معروفة من قبل ولاريب في أن ثمة عوامل أساسية صاغت هذا النجاح الباهر نذكر أهمها في معرفة الباحثين للغة الهيروغليفية لغة المصريين القدامى منهم على سبيل المثال العالم الفرنسي شامبيليون ( هامش :ولد شامبيليون في قرية فيجاك من أعمال فرنسا سنة 1790 ودرس عن صغر اللغات الشرقية فأصبح عالماً فيها وكان يحسن العربية والقبطية والسريانية والكلدانية والعبرانية والحبشية وكل ذلك قبل أن يدخل مدرسة أو يتخذ له معلماً ولما بلغ السابعة عشرة دخل مدرسة كوليج دي فرانس وأخذ يدرس المخطوطات القديمة الموجودة في المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس ولما بلغ التاسعة عشرة من عمره عين مدرساً في مدينة غرونوبل ثم سافر إلى تونس سنة 1824 وعاد إلى فرنسا وأسس القسم المصري في متحف اللوفر وفي سنة 1831 انتخب عضواً في المجمع العلمي وشامبليون اشتهر خصوصاً بما قام به من الأعمال في سبيل قراءة الكتابة المصرية القديمة وإليه يرجع الفضل في قراءة الهيروغليفية وتوفي شامبيليون سنة 1832 ) وانكبابهم العفوي على ترجمة البرديات الطبية المكتوبة بها بعزيمة نادرة وصبر لا مثيل له على وجه الأرض إضافة إلى وجود التمويل الضخم الذي ساعد على شراء أوراق البردي من أصحابها وعلى الإنفاق على الحملات الاستكشافية التي جاءت إلى مصر من جميع أنحاء بلدان العالم بقصد التعرف عن قرب على حضارة المصريين القدامى ... الخ أولى المصريون القدامى الطب والجراحة عناية كبيرة فنشأ الطب في وادي النيل على نزعة تجريبية اختبارية ولاحظ هيردوت المؤرخ والرحالة اليوناني المعروف أن صناعة الطب موزعة بين المصريين إلى حد أن كل طبيب يداوي من مرض واحد لا أكثر وأن البلاد مملوءة بالأطباء وأرى أنه من الواجب على الدارس للطب في مصر أن يفهم أمراً في غاية الأهمية هو في أنه كان بعيداً كل البعد عن السحر اللهم إلا في حالة الأمراض الباطنية فكون هذه الأمراض غير بادية للعيان استوجب استعمال السحر لمعالجتها فمرض الزكام مثلاً كان يعالج بمثل هذه العبارات السحرية إخرج أيها البرد يا ابن البرد يا من تهشم العظام وتتلف الجمجمة وتمرض مخارج الرأس السبعة اخرج على الأرض دفر دفر دفر إن من مصادر معرفتنا عن حالة الطب في مصر هي الهياكل العظمية وأنباء المؤرخين فثمة مؤرخين زاروا مصر وكتبوا عنها ومن بينهم كان هيردوت الذي سبق وأن ذكرته والمومياءات فقد عثر المنقبون على أكثر من مومياء يعود تاريخها إلى ما بين سنتي 4000 و 6000 ق م والآثار والبرديات الطبية حيث أكدت روايات المؤرخين القدامى وجود برديات فرعونية في الطب تعد من أقدم الكتابات الطبية في العالم وروى ماتينون الكاهن بمعبد هليوبولس ( 280 ق م ) أن أثوبتس ( ابن مينا ) موحد الشطرين ألف كتباً طبية في التشريح وغيره وأن مكتبة منف كانت تزخر بالكتب الطبية في عهد أمحوتب وتحدث كليمان السكندري ( القرن الثالث الميلادي ) عن موسوعة سرية في 42 جزءاً في العلوم قاطبة منها 6 في الطب كانت تحفظ في المعابد من أهم البرديات التي نعرفها بردية إيبرز وتعتبر من أقدم أوراق البردي الطبية التي عثر عليها على الإطلاق حتى الآن حيث تعود إلى عام 3000 ق م في عهد الملك دن من الأسرة المالكة الأولى يبلغ طول هذه البردية 20 م وعرضها 30 سم اشتراها عام 1862 م أدوين سميث تاجر الإنتيكات الأمريكي ثم اشتراها جورج إيبرز عالم المصريات الذي سميت البردية باسمه وفي عام 1875 نشر جورج إيبرز هذا ترجمة لبرديته لتصبح فيما بعد في متناول يد المهتمين والباحثين من كل مكان حوت بردية إيبرز على 877 وصفة طبية لأنواع متعددة من الأمراض أو أعراضها ومن بينها الأمراض الباطنية ,أمراض العين ,الأمراض الجلدية ,أمراض الأطراف ,أمراض الرأس ,أمراض اللسان والأسنان والأنف والأذن ,أمراض المنزل والأمراض الجراحية وهناك بردية أخرى تعرف باسم بردية سميث قد ورد فيها ذكر 48 حالة مرضية تشمل أمراض الرأس والجمجمة والقفص الصدري والعمود الفقري كما وردت فيها تعاليم عن كيفية معالجة هذه الأمراض وتشخيصها اتضح للمؤرخين أن الطبيب الذي كتب بردية سميث أدرك أهمية النبض والصلة بينه وبين القلب وأن القلب هو القوة المحركة للنظام في الجسم كما أن الطبيب المصري أدرك أسرار الدورة الدموية فضلاً عن إدراكه لجهاز القلب وأمراض الرأس والجمجمة يعد المصريون القدامى أول من أجرى عملية تشريح لجثة الميت إذ أزالوا أعضاءه الداخلية ما عدا القلب الذي كانوا يظنونه مركز الحياة وذلك من أجل تحنيطه وحفظه كما يشاهد في المومياءات فلقد أورد المؤرخ ماتينون وأيده بلين أن ملوك الأسرة الأولى الفرعونية وجهوا عنايتهم إلى عمليات التشريح وطرق استعمالها والإمعان فيها رغبة في المستكشفات الطبية الدقيقة وترويجاً لقواعد التحنيط وكانت وكالة Cnn قد أوردت مؤخراً نبأ عثور علماء الآثار في مصر على بقايا زهور وأدوات استخدمها المصريون القدامى في تحنيط جثث موتاهم الأمر الذي يفتح الباب واسعاً أمام اكتشاف مزيد من أسرار علم التحنيط بيدي الآن كتاب يتكلم عن التحنيط في مصر أيام الفراعنة بعنوان أسرار التحنيط المصري التحنيط فلسفة الخلود في مصر القديمة للباحث أحمد صالح يقع الكتاب في 130 صفحة وقد صدر عام 2000 م عن جماعة حور الثقافية يتناول الباحث في كتابه هذا هدف المصريين من الحفاظ على أجسادهم وتحنيطها ومناقشة الأخطاء الشائعة التي يزعمها البعض حول التحنيط في العصر الحالي وطرق التحنيط الثلاث التي اتبعها المصريون وأسعارها والآلهة الذين لهم صلة بالتحنيط في ذاكرة المصريين كما يناقش تفاصيل خطوات التحنيط والمدة الزمنية التي يستغرقها المحنطون لإنهاء عملية التحنيط وأهم الأدوات والمواد التي استخدمها المحنطون وأيضاً الدور الذي قام به المحنطون في الأسرة 21 في القرن الحادي عشر ق م والتي يطلق عليها فترة كمال التحنيط .... الخ هذا ويبدأ التحنيط بغسيل الجثة قبل إزالة جميع الأحشاء والأعضاء ما عدا القلب كما ذكرنا سابقاً وحفظها ثم تجفف الجثة في حوض من أملاح النطرون وهو الإجراء الذي يستغرق 40 يوماً تضمخ بعدها بالعطور والزيوت وبهذا تصبح المومياء جاهزة للفها بالأربطة وتستخدم عدة أمتار من أشرطة مصنوعة من نسيج الكتان لهذه العملية التي تستغرق فترة تمتد حتى 15 يوماً وفي النهاية يغطى الجثمان بكفن يثبت في موضعه بعدة أشرطة كتانية أخرى ومنذ عصر الدولة الوسطى وما بعدها كانت توضع أقنعة مرسومة على المومياء عندما تكون جاهزة لوضعها في التابوت وتستغرق العملية بأكملها 70 يوماً وقد جاء في أحد المصادر أن كيميائياً سورياً نجح في اكتشاف سر تركيبة المحلول الذي ينقل الجثة عبر الزمن من الفناء والتحلل السريع إلى الخلود ونقل عن الكيميائي عزام الزهراوي المولود في حمص قوله : أن محلول الخلود هذا مكون من عناصر كيميائية عدة يدخل في تركيبها كربونات الصوديوم وبيكربونات الصوديون وثاني أكسيد الكبريت وكلور الصوديوم وأضاف أن من أهم خواص هذا المحلول أنه غير قابل للتحلل وقاتل ويوقف عمل البكتريا وهو مبيد فعال لطائفة كبيرة من الحشرات وقابل للتخزين لسنوات مشيراً إلى أن تحضير المحلول يستغرق ثماني ساعات متواصلة كما توصل الزهراوي إلى معرفة طريقة استخدام القطران في طلاء الجثث المحنطة حيث يقول :أن الفراعنة أعلم من التدمريين واليمنيين في مجال استخدام القطران فقد حملوه على الجثة تحميلاً وليس طلاء أو تغطيساً وذلك بطريقة التبخير وأشار إلى سر آخر اكتشفه وهو أسباب استخدامهم برادة الخشب في حشو الجثث حيث يعود السبب في رأي الزهراوي إلى قدرتها على امتصاص 80 % من ماء الجثة كما يمكن امتصاص نسبة تصل إلى 100 % إذا تم تصغير قطر البرادة إلى 5 ديزيم كما توصل إلى أسباب استخدام المواد الراتينجية كمواد مطهرة لأنها غير قابلة للتأكسد في الأوساط القلوية والحامضية التي تنتج داخل الجثة بعد التحنيط ويشير الزهراوي إلى أن أسباب استخدام الكتان في لف جثث الفراعنة هي عدم نجاح التحنيط بدون الكتان الذي يمتص الرطوبة حتى 200 % من وزنه ماء وعما يسمى لعنة الفراعنة يقول الزهراوي أنها ليست غيبية كما هو شائع بل علمية تتمثل في استخدام أنواع من المسحوق السام تطلى به التوابيت وهي تستخلص من نباتات مثل تفاح الشيطان والدفلى أو يتم زرع طفيليات لها فترة فيض حسب غصول معينة في السنة وأوقات محددة في اليوم وكانوا يعلمون أنها تسبب الوفاة ويستخدمونها لحماية المومياءات من العبث بها وكانت احتفالات التحنيط مناسبات دينية يتولى أمرها الأطباء الذين هم من الكهنة دوماً وقد حفظت لنا الآثار القديمة صور جراحيهم من الكهنة وهم يفصدون ويبضعون ويكوون في النقرة والصدغين والصدر استشفاء من بعض الأمراض ومن أشهر الأطباء المصريين على الإطلاق أمحوتب الكاهن الذي مارس الطب والهندية والفلك في عهد الملك زوسر ( نحو 2900 ق م ) وهو الذي أشرف على بناء هرم سقارة المدرج وقد رفعه أبناء جلدته فيما بعد ليصبح في مقام الآلهة لقد أحلوه محل توت منذ القرن السادس ق م وأقاموا له مثل غيره من الآلهة معابد في منفيس وطيبة وصالحجر وأون وغيرها من المدن وتنحصر أعمال أمحوتب الطبية في أنه عالج بنجاح شتى الأمراض الطفيلية التي كانت في زمانه واشتهر بزراعة النباتات الطبية وحفر الأسنان وتتويجها بالذهب ومعالجة الجروح والقروح وعالج لدغ الثعابين بمراهم مستخلصة من الزيت كما أن أمحوتب برع في تجبير الكسور ولم تكن هذه العملية في الواقع مقتصرة على الأحياء فحسب بل امتدت أيضاً لتشمل مومياءات الموتى التي أصيبت بكسر ما أثناء عملية التحنيط الطويلة وكان الأطباء المصريون يعالجون الأسنان النخرة وذلك بحشوها بخليط من فحمات النحاس والصمغ ومواد أخرى وكانوا يربطون الأسنان القلقة المجاورة بخيط من الذهب وكانت الخراجات تنكأ ( تفجر ) بمدأب صغير يدخل في عظم الفك أما الختان فكانت هذه العملية تجرى للأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والثانية عشرة بقصد منع الأمراض وحفظ الصحة ويذكر هيردوت أن المصريين هم أول من زاول الختان وتبعهم في ذلك الآشوريون والكوشيون الأحباش وفضلاً عن هذا التطور الكبير في ميدان الطب كان لابد للصيدلة أن تتطور أيضاً ولعل كلمة Pharmacist هي كلمة فارماكي الفرعونية لم يكن المر ينمو في مصر بل كانوا يحضرونه من الصومال والسعودية وقد وجد في توابيت الموتى مع أدوات التحنيط ولم يكتف تحتمس الثالث بالنباتات المصرية بل جلب نباتات من سوريا ليزرعها في مصر و أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة إلى الصومال والحبشة لتحضر لها الورود وقد عثر على الفجل في مقابر الأسرة الثانية عشرة أما عصيره فكانوا يستعملونه كنقط للأذن وعثر كذلك على نبات السرمق ( شنوبوديوم ) وجاء في البرديات أنهم استعملوا الحنظل والزعتر والزعفران والزيزفون والثوم والبصل والترمس والحلبة والجميز وزيت الزيتون والسمسم والعرعر والخشخاش والرمان وحبة البركة واليانسون والكمون والصفصاف وحب الهيل والبابونج والنعناع والقرنفل وزيت الخروع وغير ذلك / انتهى البحث الثاني :الطب في بلاد ما بين النهرين : إن أهم ما يميز تاريخ الطب في بلاد ما بين النهرين في تلك الحقبة الموغلة في القدم أن المريض كان يعالج على يد ثلاثة من المتطببين أولهم الكاشف ومهمته تشخيصية تبدأ بتقصي ما تضعه الظروف تحت سمعه وبصره وهو في طريقه لرؤية المريض ثم يأتي الإنذار ليقول ما إذا كان المريض سيموت أو يشفى أو يطول به المرض وهنا ينتهي دور الكاشف ليأتي بعده دور الطبيب الذي يصف الدواء ويعطي النصائح الطبية وفي بعض الأحيان كان من الضروري استدعاء شخص ثالث هو الجراح الذي يقوم بما يقضيه الأمر من أمور جراحية إن من مصادر معرفتنا بالطب في بلاد ما بين النهرين قانون حمورابي الذي يدل بوضوح تام على تطور التنظيم الطبي في تلك البلاد منذ أوائل القرن الثاني ق م والقانون يتحدث عن الأطباء الجراحين دون الأطباء الباطنيين إذ من المرجح أن الطبيب الباطني كان شخصاً مقدساً بعيداً عن طائلة القانون أما الطبيب الجراح فهو صاحب حرفة يُجزى خيراً إذا أحسن ويعاقب إذا أخفق يضم هذا القانون تسع فقرات قصيرة تتعلق بأجور الأطباء وبالعقوبات التي تفرض عليهم في حال وقوعهم في الخطأ فيها : إذا عالج الطبيب رجلاً مصاباً بجرح خطير بوساطة مشرط معدني وشفي ذلك الرجل أو إذا شق الطبيب خراجاً في عين مريض وشفاه فإنه يتقاضى عشرة شاقل من الفضة وإذا عالج الطبيب رجلاً حراً مصاباً بجرح خطير بواسطة مشرط معدني وأدى ذلك لوفاة الرجل أو إذا شق الطبيب خراجاً في عين مريض ونتج عن ذلك ضياع عينه تقطع يد الطبيب إذا شفى الطبيب مريضاً من عامة الشعب مصاباً بكسر أو قرحة يتقاضى خمسة شاقل من الفضة أما إذا كان المريض ولداً يتقاضى الطبيب ثلاثة شاقل فقط وحينما يكون المريض عبداً يتقاضى شاقلين فقط من صاحبه إذا عالج الطبيب ثوراً أو حماراً من جرح خطير يتقاضى سدس شاقل من الفضة كما وجدت كتابات أخرى على الرُقم أو على الآثار تمم شريعة حمورابي توضح مكانة الطبيب ودوره في مجتمع بلاد ما بين النهرين وتؤكد على أنه كان شخصية مهمة ينتسب إلى طبقة اجتماعية عليا ويعمل في خدمته كتاب يكتبون وصفاته ويمتلك أختاماً يختم بها مرضاه وهي بمثابة تعاويذ عرف الأطباء البابليون جملة من الأمراض والأوبئة وصنفوها بحسب الأعضاء الآلمة فمثلاً تحت عنوان الرأس صنفت أمراض العين والأذن وخراج اللثة وتحت عنوان الصدر صنف السعال ونفث الدم كما أدرج تشنج المعدة والإقياء والإسهال تحت اسم أمراض البطن وذكروا بعض الأمراض التي منشؤها العوامل النفسية كفقدان الهمة والجزع والخور كذلك ذكروا بعض الأمراض التي استعصت عليهم مثل السرطان وأمراض الرئة مثل السل وكذلك الأمراض الجلدية كالجرب والجذام وعرفوا بعض الأمراض التناسلية والأمراض الخاصة بالشرج ولاسيما البواسير وذكروا من بين الأمراض التسمم المسبب عن لدغ العقارب والحية / انتهى البحث الثالث : الطب عند عرب الجاهلية :تدل الآثار الجاهلية المكتوبة على أن العرب كانوا على علم بالتشريح بدليل ما ذكروه من أسماء أعضاء الجسم وأوصافها وقد سجلوا أسماء لأقسام الرأس والشعر والأذن والعين والأنف والفم واللسان والحلق واللحية والعنق والمنكب والكتف واليد والصدر والجنبين والبطن وهناك دلائل كثيرة تشير إلى المعارف الطبية التي اشتهر بها العرب في الجاهلية بل وتشير إلى تقدم الجراحة عندهم بوجه خاص فقد روي عن عرفجة بن سعيد رضي الله عنه قال :أصيب أنفي يوم كلاب في الجاهلية فاتخذت أنفاً من ورق فأنتن علي فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتخذ أنفاً من ذهب كان البعض لا يرى أي فائدة من العلاج فقد فلج أحدهم فقيل له :هلا تداويت ؟ فقال : قد عرفت أن الدواء حق ولكن عاد وثمود وقرون بين ذلك كثير كانت فيهم الأوجاع كثيرة والأطباء أكثر فلم يبق المداوى ولا المداوي وقد أبادهم الموت وأنشد : هلك المداوى والمداوي والذي / جلب الدواء وباعه للمشتري وكان من أشهر أطبائهم لقمان الحكيم صاحب القول المعروف : آخر الطب الكي وابن حزيم الذي ضرب المثل ببراعته وسعة معارفه الطبية فقيل : أطب من حزيم والحارث بن كلدة وابنه النضر وقد أتيح للحارث بن كلدة أن يمثل بين يدي كسرى أنو شروان وأن يجيبه عن أسئلته المتعلقة بالطب ببلاغة مفحمة وفيما يلي بعضاً من هذه المحاورة كما وردت في الرسالة الحارثية إحدى مخطوطات معهد الثقافة والدراسات الشرقية بجامعة طوكيو في اليابان : وفد الحارث بن كلدة على كسرى أنو شروان العادل فلما مثل بين يديه قال له كسرى : كيف بصرك بالطب ؟ قال : ناهيك قال : ما أصل الطب ؟ قال : ضبط الشفتين والرفق باليدين قال : أصبت قال : فما الداء الدوي ؟ قال : إدخال الطعام على الطعام هو الذي أفنى البرية وقتل السباع في البرية قال : أصبت قال : فما الجمر التي تلتهب فيها الأدواء ؟ قال : التخمة إن ثبتت في الجوف قتلت وإن تحللت أسقمت قال : فما تقول في الحجامة ؟ قال : في نقصان الهلال في يوم صحو لاغيم فيه والنفس طيبة والسرور حاضر قال : فما تقول في الحمام ؟ قال : لاتدخل شبعان ولا تغش أهلك سكران ولا تنم بالليل عريان وارفق بيمينك يكون أرخى لمقيلك قال : فما تقول في شرب الدواء ؟ قال : اجتنب الدواء مهما لزمتك الصحة فإذا أحسست بحركة الداء فاشتغل بما يردعه قبل استحكامه فإن البدن بمنزلة الأرض إن أصلحتها عمرت وإن أفسدتها خربت قال : فما تقول في الشراب ؟ قال : أطيبه أهنأه وأرقه امرأه وأعذبه أشهاه ولا تشربه صرفاً فيورثك صداعاً ويثير عليك من الأدواء أنواعاً قال : فأي اللحمان أحمد ؟ قال : كل الضأن الفتي واجتنب أكل القديد والمالح والجزور والبقر قال : فما تقول في الفاكهة ؟ قال : كلها في إقبال دولتها واتركها إذا أدبرت وولت وانقضى زمانها وأفضل الفاكهة الرمان والأترج وأفضل البقول الهندباء والخس وأفضل الرياحين الورد والبنفسج قال : فما تقول في شرب الماء ؟ قال : هو حياة البدن وبه قوامه وينفع ما يشرب منه بقدر وشربه بعد النوم ضرر وأقوى المياه مياه الأنهار وأبرده أصفاه قال : فما طعمه ؟ قال : هو شيء لا يوصف به مشتق من الحياة قال : فما لونه ؟ قال : اشتبه على الأبصار يحكي لون كل شيء فيه قال : فأخبرني عن أصل الإنسان ما هو ؟ قال : أصله من حيث يشرب الماء يعني رأسه قال : فما هو الذي يبصر به الأشياء ؟ قال : العين مركبة فالبياض شحمها والسواد ماء والناظر ريح قال : فعلى كم طبايع هذا البدن ؟ قال : على أربع على المرة السوداء وهي باردة يابسة والمرة الصفراء وهي حارة يابسة والدم وهو حار رطب والبلغم وهو بارد رطب / انتهى البحث الرابع : الترجمة إلى اللغة العربية : تعتبر مرحلة الترجمة إحدى مفاخر الحضارة الإسلامية لعدة أسباب أهمها أولاً : لأن الشعوب الأخرى كانت لا تحترم الحضارات السابقة لها ولا تستفيد منها بل كان الغالب يدمر حضارة المغلوب ويحرق الكتب ويقتل العلماء من ذلك ما فعله التتار في بغداد وما فعله الإسبان المسيحيون في قرطبة وغرناطة مع المسلمين وهذا بعكس ما فعله المسلمون مع غيرهم ثانياً :لأن معظم العلوم السابقة وخاصة علوم الإغريق كانت قد اندثرت وضاعت معالمها فكانت بعض كتب العلم الإغريقية مدفونة مع العلماء في مقابرهم ذلك أن الدولة الرومانية لم يكن لديها اهتمام بالعلم ومن هنا كان فضل المسلمين في إحياء تلك العلوم الميتة وتذكر مراجع التاريخ الأجنبية بكثير من الدهشة شغف قادة الفتوح الإسلامية بالكتب إلى حد مبادلة أسرى الرومان بالكتب الإغريقية أو رفع الجزية مقابل هدية من الكتب وكان الرومان سعداء بهذه المبادلات ويعتبرون أنفسهم الرابحين لأن تلك الكتب لم تكن في نظرهم ذات قيمة وكثيراً ما كانوا يحرقونها علناً بحجة أنها تدعو إلى الهرطقة والكفر وكثيراً ما كان الخليفة يضع بين بنود الصلح مع إمبراطور الرومان شرطاً بالسماح للمسلمين بالتنقيب عن الكتب الإغريقية وكانوا يطلبون من البيزنطيين البحث عن كتاب معين جاء ذكره في المخطوطات ويسألونهم البحث عنه في مقبرة صاحبه من هنا كان الرومان يطلقون على المسلمين : المتوحشون العلماء وذلك لأن شغفهم بالعلم لم يكن أقل من بأسهم في القتال وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ وصفهم بأنهم فرسان بالنهار ورهبان بالليل​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع