- 14 أبريل 2006
- 792
- 1
- 0
رد: هلّموا اخوتي لجمع أكبر عدد ممكن من الشخصيات الاسلامية لنستخلص منهم العبر
(بسم الل)
السلام عليكم و رحمة الله
دائما مع السيرة العطرة لعروة بن الزبير
روايته للشعر
بعث معاوية إلي عروة مقدمه المدينة فاستنشده الشعر ثم قال له أتروي قول جدتك صفية بنت عبد المطلب:
خالجت آباد الدهور عليهم فلو كان زبر مشركا لعذرته وأسماء لم تشعر بذلك أيم ولكنه ـ قد يزعم الناس ـ مسلم
قال نعم وأروي قولها:
ألا أبلغ بني عمي رسولا وسائل في جموع بني علي بأنا لا نقر الضيم فينا متى نقرع بمروتكم نسؤكم ويظعن أهل مكة وهي سكن مجازيل العطاء إذا وهبنا ونحن الغافرون إذا قدرنا وأنا والسوابح يوم جمع ففيم الكيد فينا والإمار إذا كثر التناشد والفخار ونحن لمن توسمنا نضار وتظعن من أماثلكم ديار هم الأخيار إن ذكر الخيار وأيسار إذا حب الخيار وفينا عند عدوتنا انتصار بأيديها وقد سطع الغبار
وإنما قالت ذلك في قتل أبي أزيهر تعير أبا سفيان بن حرب، وكان صهره قتله هشام بن الوليد، قال معاوية حسبك يا ابن أخي هذه بتلك وقد روى لعروة بعض أبيات من الشعر ومما قاله لما بني قصر العقيق:
بنيناه فأحسنا بناه تراهم ينظرون إليه شزرا فساء الكاشحين وكان غيظا يراه كل مختلف وسار بحمد الله خير العقيق يلوح لهم على وضح الطريق لأعدائي وسر به صديقي ومعتمر إلي البيت العتيق
وبئر عروة مشهور بالعقيق طيبة الماء، وفيها يقول أحد الشعراء:
لو يعلم الشيخ غدوى بالسحر في فتية مثل الدنانير غرر بين أبي بكر وزيد وعمر قد شمخ المجد هناك وأزمخر يسقون من جاء ولا يؤذي بشر قصدا إلي البئر التي كان خصر وقاهم الله النفاق والضجر ثم الحواري لهم جد أغر فهم عليها بالعشي والبكر لزاد في الشكر وإن كان شكر
عروة وخالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
كان عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والي حمص، منذ أيام عثمان، وكان قد عظم شأنه بالشام، ومال إليها أهلها، لما كان عندهم من آثار أبيه خالد، ولبأسه وما أوقعه بالروم، وما أظهره من شجاعة وجلد، فأحبه الناس، وخشي معاوية على نفسه منه، وساورته من أن يرى رجلا مثل عبد الرحمن، وقد تعلقت به القلوب بهذه الصورة، فطلب من ابن أثال أن يعمل الحيلة في قتله والتخلص منه، وضمن له في نظير ذلك أن يضع عنه خراجه ما عاش، وأن يوليه جباية خراج حمص.
وبيت ابن أثال الأمر في نفسه، وأخذ يتحين الفرصة المواتية ليحقق لمعاوية ما أراده، وكان ابن أثال رجلا غزواته المظفرة ببلاد الروم، وكان المفروض أن تنصب له حفلات التكريم والإجلال لخدماته التي أداها للدولة، ولكن الخوف على السلطان أفسد كل الأمور، وجعل النجاح سببا للخوف، ومبررا للموت بدلا من الحياة، ودس ابن أثال شربة مسمومة إلي عبد الرحمن مع بعض مماليكه، فشربها، ومات بحمص، ووفي معاوية لابن أثال بما ضمنه له، فوضع عنه خراجه وولاه خراج حمص.
ولم يعد ما حدث سرا، فقد تحدث به الناس، وتناقلته الأخبار، في جنبات الدولة المختلفة، وأصبح حديث المجالس، وحدث أن جلس خالد بن عبد الرحمن إلي عروة بن الزبير، ويبدو أنه لم يعرفه، فسأله: من أنت؟
فأجاب: أنا خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد.
فقال عروة: ما فعل ابن أثال؟
وكأنما أحس خالد أن عروة يعرض به، وبعدم انتصاره لدم أبيه، فقام من عنده، وخرج من فوره متوجها إلي حمص، وهناك أخذ يترصد لابن أثال لتمكنه منه الفرصة، حتى رآه يوما راكبا، فاعترضه خالد، فضربه بسيفه فقتله، ولما رجع الأمر إلي معاوية حبسه أياما ثم أغرمه دية ابن أثال، ورجع خالد إلي المدينة بعدما أخذ بثأر أبيه، ثم أتى عروة، فسلم عليه، فقال له عروة: ما فعل ابن أثال؟
فأجاب عبد الرحمن: قد كفيتك ابن أثال، ولكن ما فعل ابن جرموز؟ فسكت عروة ولم يجب، وكأنما يعرض بأولاد الزبير أن لم يأخذوا بثأر أبيهم، حينما قتله ابن جرموز.
وكان خالد حين قتل ابن أثال لم يتوار، وإنما أنشد:
أنا ابن سيف الله فأعرفوني ولم يبق إلا حسبي وديني
وصار صل به يميني
وري صاحب نسب قريش قال: لما قتل الزبير يوم الجمل كان موقف بنيه في غاية من الحرج والضيق، فلم يدعهم الناس وفقد أبيهم، بل أخذوا يلقونهم بما يكرهون، وقد ضايق ذلك أشد الضيق بني الزبير، وفي ذلك يقول عروة: لما قتل الزبير يوم الجمل جعل الناس يلقوننا بما نكره، ونسمع منهم الأذى، فقلت لأخي المنذر: انطلق بنا إلي حكيم بن حزام حتى نسأله عن مثالب قريش، فنلقي من يشتمنا بما نعرف.
فانطلقنا حتى دخلنا عليه داره، فذكرنا ذلك له، فقال لغلام له: أغلق باب الدار، ثم قام إلي سوط راحلته، فجعل يضربنا وتلوذ منه، حتى قضى بعض ما يريد. ثم قال: أعندي تلتمسان معايب قريش، ايتدعا في قومكما يكف عنكما ما تكرهان.
يقول عروة: فانتفعنا بأدبه.
في غمرة الأحداث:
نشأ عروة كما نرى من سير أحداث حياته في المدينة المنورة، وأخذ عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبخاصة خالته عائشة رضي الله عنها، وكان مثل العلية من أبناء قريش، وقد مر بنا حديثه مع عبد الملك وأخويه عبد الله ومصعب ابني الزبير لما جلسوا يتمنون، ولما وقعت أحداث فتنة ذي النورين عثمان رضي الله عنه كانت الأمور تمضي به وبأمثاله ممن هم في سنه هينة سهلة حتى قتل عثمان، وولي على الخلافة، وثارت الفتنة وكان لعائشة دور كبير في المطالبة بدم عثمان، وكان الزبير على رأس المعارضين لعلي هو وطلحة بحجة الأخذ بالثأر من قتلة عثمان، وفي موقعة الجمل رج عروة لصغر سنه، وهناك رواية تقول: إن عبد الله أخاه هو الذي طلب إلي أبيه أن يعيده، لما رآه أعاد أخوة له ليسوا أشقاء، ولكن الذي تواترت عليه كتب السير فيما عدا البلاذري في أنساب الأشراف أن عروة وأبا بكر بن عبد الرحمن ممن ردا يوم الجمل لصغر سنهما، إذ كان كل منهما في سن الثالثة عشرة، وهذا هو أول حدث يوشك أن يدخل عروة فيما كان يدور من الصراع بين المسلمين في ذلك الوقت، ولكنه نجا منه بفضل صغر سنه.
t7
(بسم الل)
السلام عليكم و رحمة الله
دائما مع السيرة العطرة لعروة بن الزبير
روايته للشعر
بعث معاوية إلي عروة مقدمه المدينة فاستنشده الشعر ثم قال له أتروي قول جدتك صفية بنت عبد المطلب:
خالجت آباد الدهور عليهم فلو كان زبر مشركا لعذرته وأسماء لم تشعر بذلك أيم ولكنه ـ قد يزعم الناس ـ مسلم
قال نعم وأروي قولها:
ألا أبلغ بني عمي رسولا وسائل في جموع بني علي بأنا لا نقر الضيم فينا متى نقرع بمروتكم نسؤكم ويظعن أهل مكة وهي سكن مجازيل العطاء إذا وهبنا ونحن الغافرون إذا قدرنا وأنا والسوابح يوم جمع ففيم الكيد فينا والإمار إذا كثر التناشد والفخار ونحن لمن توسمنا نضار وتظعن من أماثلكم ديار هم الأخيار إن ذكر الخيار وأيسار إذا حب الخيار وفينا عند عدوتنا انتصار بأيديها وقد سطع الغبار
وإنما قالت ذلك في قتل أبي أزيهر تعير أبا سفيان بن حرب، وكان صهره قتله هشام بن الوليد، قال معاوية حسبك يا ابن أخي هذه بتلك وقد روى لعروة بعض أبيات من الشعر ومما قاله لما بني قصر العقيق:
بنيناه فأحسنا بناه تراهم ينظرون إليه شزرا فساء الكاشحين وكان غيظا يراه كل مختلف وسار بحمد الله خير العقيق يلوح لهم على وضح الطريق لأعدائي وسر به صديقي ومعتمر إلي البيت العتيق
وبئر عروة مشهور بالعقيق طيبة الماء، وفيها يقول أحد الشعراء:
لو يعلم الشيخ غدوى بالسحر في فتية مثل الدنانير غرر بين أبي بكر وزيد وعمر قد شمخ المجد هناك وأزمخر يسقون من جاء ولا يؤذي بشر قصدا إلي البئر التي كان خصر وقاهم الله النفاق والضجر ثم الحواري لهم جد أغر فهم عليها بالعشي والبكر لزاد في الشكر وإن كان شكر
عروة وخالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
كان عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والي حمص، منذ أيام عثمان، وكان قد عظم شأنه بالشام، ومال إليها أهلها، لما كان عندهم من آثار أبيه خالد، ولبأسه وما أوقعه بالروم، وما أظهره من شجاعة وجلد، فأحبه الناس، وخشي معاوية على نفسه منه، وساورته من أن يرى رجلا مثل عبد الرحمن، وقد تعلقت به القلوب بهذه الصورة، فطلب من ابن أثال أن يعمل الحيلة في قتله والتخلص منه، وضمن له في نظير ذلك أن يضع عنه خراجه ما عاش، وأن يوليه جباية خراج حمص.
وبيت ابن أثال الأمر في نفسه، وأخذ يتحين الفرصة المواتية ليحقق لمعاوية ما أراده، وكان ابن أثال رجلا غزواته المظفرة ببلاد الروم، وكان المفروض أن تنصب له حفلات التكريم والإجلال لخدماته التي أداها للدولة، ولكن الخوف على السلطان أفسد كل الأمور، وجعل النجاح سببا للخوف، ومبررا للموت بدلا من الحياة، ودس ابن أثال شربة مسمومة إلي عبد الرحمن مع بعض مماليكه، فشربها، ومات بحمص، ووفي معاوية لابن أثال بما ضمنه له، فوضع عنه خراجه وولاه خراج حمص.
ولم يعد ما حدث سرا، فقد تحدث به الناس، وتناقلته الأخبار، في جنبات الدولة المختلفة، وأصبح حديث المجالس، وحدث أن جلس خالد بن عبد الرحمن إلي عروة بن الزبير، ويبدو أنه لم يعرفه، فسأله: من أنت؟
فأجاب: أنا خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد.
فقال عروة: ما فعل ابن أثال؟
وكأنما أحس خالد أن عروة يعرض به، وبعدم انتصاره لدم أبيه، فقام من عنده، وخرج من فوره متوجها إلي حمص، وهناك أخذ يترصد لابن أثال لتمكنه منه الفرصة، حتى رآه يوما راكبا، فاعترضه خالد، فضربه بسيفه فقتله، ولما رجع الأمر إلي معاوية حبسه أياما ثم أغرمه دية ابن أثال، ورجع خالد إلي المدينة بعدما أخذ بثأر أبيه، ثم أتى عروة، فسلم عليه، فقال له عروة: ما فعل ابن أثال؟
فأجاب عبد الرحمن: قد كفيتك ابن أثال، ولكن ما فعل ابن جرموز؟ فسكت عروة ولم يجب، وكأنما يعرض بأولاد الزبير أن لم يأخذوا بثأر أبيهم، حينما قتله ابن جرموز.
وكان خالد حين قتل ابن أثال لم يتوار، وإنما أنشد:
أنا ابن سيف الله فأعرفوني ولم يبق إلا حسبي وديني
وصار صل به يميني
وري صاحب نسب قريش قال: لما قتل الزبير يوم الجمل كان موقف بنيه في غاية من الحرج والضيق، فلم يدعهم الناس وفقد أبيهم، بل أخذوا يلقونهم بما يكرهون، وقد ضايق ذلك أشد الضيق بني الزبير، وفي ذلك يقول عروة: لما قتل الزبير يوم الجمل جعل الناس يلقوننا بما نكره، ونسمع منهم الأذى، فقلت لأخي المنذر: انطلق بنا إلي حكيم بن حزام حتى نسأله عن مثالب قريش، فنلقي من يشتمنا بما نعرف.
فانطلقنا حتى دخلنا عليه داره، فذكرنا ذلك له، فقال لغلام له: أغلق باب الدار، ثم قام إلي سوط راحلته، فجعل يضربنا وتلوذ منه، حتى قضى بعض ما يريد. ثم قال: أعندي تلتمسان معايب قريش، ايتدعا في قومكما يكف عنكما ما تكرهان.
يقول عروة: فانتفعنا بأدبه.
في غمرة الأحداث:
نشأ عروة كما نرى من سير أحداث حياته في المدينة المنورة، وأخذ عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبخاصة خالته عائشة رضي الله عنها، وكان مثل العلية من أبناء قريش، وقد مر بنا حديثه مع عبد الملك وأخويه عبد الله ومصعب ابني الزبير لما جلسوا يتمنون، ولما وقعت أحداث فتنة ذي النورين عثمان رضي الله عنه كانت الأمور تمضي به وبأمثاله ممن هم في سنه هينة سهلة حتى قتل عثمان، وولي على الخلافة، وثارت الفتنة وكان لعائشة دور كبير في المطالبة بدم عثمان، وكان الزبير على رأس المعارضين لعلي هو وطلحة بحجة الأخذ بالثأر من قتلة عثمان، وفي موقعة الجمل رج عروة لصغر سنه، وهناك رواية تقول: إن عبد الله أخاه هو الذي طلب إلي أبيه أن يعيده، لما رآه أعاد أخوة له ليسوا أشقاء، ولكن الذي تواترت عليه كتب السير فيما عدا البلاذري في أنساب الأشراف أن عروة وأبا بكر بن عبد الرحمن ممن ردا يوم الجمل لصغر سنهما، إذ كان كل منهما في سن الثالثة عشرة، وهذا هو أول حدث يوشك أن يدخل عروة فيما كان يدور من الصراع بين المسلمين في ذلك الوقت، ولكنه نجا منه بفضل صغر سنه.
t7