- 24 مايو 2011
- 2,247
- 301
- 83
- الجنس
- ذكر
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ، وبعد : فالحديث عن الأدب مع الضيفان ، حديث عن مكارم الأخلاق ، وهي التي بُعث النبي محمد e ليتممها ؛ فقد
كان قري الضيف معروفًا عند العرب ، يتنافس فيه كرامهم ، ويعد من مناقبهم ؛ بل كان عند كرامهم بيت
ضيافة ينزل فيه من يمر بهم .
فلما جاء الإسلام أقر هذا الخلق الكريم ، وزاده شدة وتوثيقًا ، وبيَّن ما يجب فيه وما يندب ؛ روى الإمام أحمد عَنِ السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : جِيءَ بِي إِلَى النَّبِيِّ e يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ، جَاءَ بِي عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَزُهَيْرٌ ، فَجَعَلُوا يَثْنُونَ عَلَيْهِ [ أي يمدحونه ] ؛ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ e : " لَا تُعْلِمُونِي بِهِ ، قَدْ كَانَ صَاحِبِي فِي
الْجَاهِلِيَّةِ " قَالَ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَنِعْمَ الصَّاحِبُ كُنْتَ ؛ فَقَالَ : " يَا سَائِبُ ، انْظُرْ أَخْلَاقَكَ الَّتِي كُنْتَ
تَصْنَعُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَاجْعَلْهَا فِي الْإِسْلَامِ : أَقْرِ الضَّيْفَ ، وَأَكْرِمْ الْيَتِيمَ ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ " (1) ؛ وعن
أنس t قال : إن زكاة الرجل في داره أن يجعل فيها بيتًا للضيافة(2).
فَالضِّيَافَةُ مِنْ آدَابِ الْإِسْلَامِ ، وَهي مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ ، وخلق الصالحين ، وَأَوَّلُ مَنْ ضَيَّفَ الضَّيْفَ إبْرَاهِيمُ e ، ولذا كان يكنى أبا الضيفان؛ قَالَ اللَّهُ U : ] هَلْ أَتَاك حَدِيثُ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ [ [ الذاريات : 24 ] ، فَوَصَفَهُمْ بِأَنَّهُمْ أُكْرِمُوا ؛ فقد يكون المراد إكرام الله تعالى لهم ، وقد يكون بما أكرمهم إبراهيم e لأنهم أضياف ، وبكلٍ قال بعض أهل التفسير ، وقد يكون المراد المعنيين جميعًا .
وقد جعل النبي e إكرام الضيف من دلائل الإيمان ، فقال e : " وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ
ضَيْفَهُ " متفق عليه (3) ؛ مما يدل على مكانة الضيافة في الإسلام .
ولما كان لهذه العلاقة أحكام وآداب ، كان لزامًا على المؤمن أن يتعلمها ، حتى يقوم بها مع أضيافه ، لذلك كانت هذه الرسالة : ( الأدب مع الضيفان ) ؛ وقد ضمنتها معنى الضيف ، وحكم الضيافة ، ومدة الضيافة ، والأدب مع الضيف ، وآداب تتعلق بالضيف ، ومن قصص الضيافة .
هذا والله الكريم أسأل أن يتقبلها مني وأن يجعل لها القبول في الأرض ، لا ربَّ غيره ، ولا أرجو إلا خيره ، عليه توكلت وإليه أنيب ؛ وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله .
1- أحمد : 3 / 425 ، قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد : 8 / 190 ) : رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح .
2 -رواه البيهقي في شعب الإيمان ( 9627 ) .
3 - البخاري ( 6018 ) ومسلم ( 47 ) ، وغيرهما عن أبي هريرة t .
كاتب الموضوع الأستاذ / محمد محمود إبراهيم عطية .
كان قري الضيف معروفًا عند العرب ، يتنافس فيه كرامهم ، ويعد من مناقبهم ؛ بل كان عند كرامهم بيت
ضيافة ينزل فيه من يمر بهم .
فلما جاء الإسلام أقر هذا الخلق الكريم ، وزاده شدة وتوثيقًا ، وبيَّن ما يجب فيه وما يندب ؛ روى الإمام أحمد عَنِ السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : جِيءَ بِي إِلَى النَّبِيِّ e يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ، جَاءَ بِي عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ وَزُهَيْرٌ ، فَجَعَلُوا يَثْنُونَ عَلَيْهِ [ أي يمدحونه ] ؛ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ e : " لَا تُعْلِمُونِي بِهِ ، قَدْ كَانَ صَاحِبِي فِي
الْجَاهِلِيَّةِ " قَالَ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَنِعْمَ الصَّاحِبُ كُنْتَ ؛ فَقَالَ : " يَا سَائِبُ ، انْظُرْ أَخْلَاقَكَ الَّتِي كُنْتَ
تَصْنَعُهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَاجْعَلْهَا فِي الْإِسْلَامِ : أَقْرِ الضَّيْفَ ، وَأَكْرِمْ الْيَتِيمَ ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ " (1) ؛ وعن
أنس t قال : إن زكاة الرجل في داره أن يجعل فيها بيتًا للضيافة(2).
فَالضِّيَافَةُ مِنْ آدَابِ الْإِسْلَامِ ، وَهي مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ ، وخلق الصالحين ، وَأَوَّلُ مَنْ ضَيَّفَ الضَّيْفَ إبْرَاهِيمُ e ، ولذا كان يكنى أبا الضيفان؛ قَالَ اللَّهُ U : ] هَلْ أَتَاك حَدِيثُ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ [ [ الذاريات : 24 ] ، فَوَصَفَهُمْ بِأَنَّهُمْ أُكْرِمُوا ؛ فقد يكون المراد إكرام الله تعالى لهم ، وقد يكون بما أكرمهم إبراهيم e لأنهم أضياف ، وبكلٍ قال بعض أهل التفسير ، وقد يكون المراد المعنيين جميعًا .
وقد جعل النبي e إكرام الضيف من دلائل الإيمان ، فقال e : " وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ
ضَيْفَهُ " متفق عليه (3) ؛ مما يدل على مكانة الضيافة في الإسلام .
ولما كان لهذه العلاقة أحكام وآداب ، كان لزامًا على المؤمن أن يتعلمها ، حتى يقوم بها مع أضيافه ، لذلك كانت هذه الرسالة : ( الأدب مع الضيفان ) ؛ وقد ضمنتها معنى الضيف ، وحكم الضيافة ، ومدة الضيافة ، والأدب مع الضيف ، وآداب تتعلق بالضيف ، ومن قصص الضيافة .
هذا والله الكريم أسأل أن يتقبلها مني وأن يجعل لها القبول في الأرض ، لا ربَّ غيره ، ولا أرجو إلا خيره ، عليه توكلت وإليه أنيب ؛ وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله .
1- أحمد : 3 / 425 ، قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد : 8 / 190 ) : رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح .
2 -رواه البيهقي في شعب الإيمان ( 9627 ) .
3 - البخاري ( 6018 ) ومسلم ( 47 ) ، وغيرهما عن أبي هريرة t .
كاتب الموضوع الأستاذ / محمد محمود إبراهيم عطية .